جلسات اليوم الأول تُختم بأبحاث تسعى لتعزيز درء الخطر عن المستقيمين فكريًّا
وفي الجلسة الثالثة التي رأسها معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدّم أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد الرميح ورقة بعنوان "تقويم برامج الأمن الفكري من خلال لجان المناصحة"، أكد فيها أن لجان المناصحة تحتاج من وقت لآخر للتأكد من صحة مسيرها ومسيرتها وطريقتها ومنهجها الذي تسير عليه.
وتضمّنت الورقة نتائج دراسة أجراها الرميح على عينة كبيرة من المهتمين والعاملين في لجان المناصحة بالمملكة، حيث بيّنت النتائج التأكيد على أهمية لجان المناصحة في المجتمع السعودي وأن هذه اللجان تؤدي دوراً محورياً في نشر الأمن الفكري ومحاربة الفكر الضال بالكلمة والحجة والبرهان، وذلك حتى يأخذ عضو لجنة المناصحة حقّه الأدبي وقيمته في المجتمع وعلى الأقل حتى لا يحارب من قبل أناس لا يعرفون أصلاً فكرة وفلسفة المناصحة.
كما أوضحت ضرورة الاهتمام بالجانب العلمي من المناصحة، وذلك بنشر البحث العلمي وخاصة البحوث الميدانية التحليلية، والتي تدرس الأمن الفكري وطرق تنميته وأهم مهدداته بطرق علمية بعيدة عن الاجتهادات العشوائية الغير مدروسة، والتأكيد على إقامة دورات علمية لأعضاء المناصحة، خاصة في مواضيع الأمن الفكري وأصول الحوار والحس الأمني واستشراف المستقبل، بما يساعد أعضاء المناصحة على القيام بواجباتهم على الوجه الصحيح.
وأكدت النتائج ضرورة العمل على تكامل الجهود العلمية بين المتخصصين الشرعيين والأمنيين والاجتماعيين والنفسيين لتخرج العملية في بوتقة واحدة، والقيام بحملات للأمن الفكري بين الشباب في أماكن تجمعهم كالمدارس والجامعات والنوادي، وتفنيد كل ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من أفكار منحرفة أو مغلوطة في كل من جانب الإفراط والتفريط، وتشكيل هيئة علمية من أهل الخبرة والدراية والأسلوب الحواري الجيد تأخذ على عاتقها الرد على كل ما ينشر في وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال الحديثة من شبه فكرية وعقدية وضالة.
كما دعت إلى تأسيس مركز علمي تتوفر فيه الخبرات الشرعية والأمنية والاجتماعية والنفسية والفكرية ليقوم بجهود تقويم الأمن الفكري وبرامجه وتطوير ما يحتاج منها للتطوير والتنبه لكل ما يستجد من أمور تحتاج للمعالجة العاجلة والتدخل السريع خاصة مع تسارع فيها الأحداث.
وأكدت الدراسة أهمية بذل الجهود لإدخال مواد في المراحل الدراسية الأولية، تُؤصِّل لمنهج السلف الصالح، وأن يتولي تدريسها من عرف بمنهجه وعقيدته حتى يؤصلها في عقول الناشئة، وإخضاع جميع أعضاء لجان المناصحة لدورات علمية متخصصة بالأمن الفكري، وعقد دورات علمية بالأمن الفكري لكل رجال الأمن المتعاملين مع الموقوفين في قضايا الأمن الفكري.
ونبّه الرميح في نتائج دراسته إلى ضرورة حفظ ملفّ لكل موقوف يخضع للمناصحة، يلخص المناصحات السابقة للموقوف وردة فعله عليها، لتجنب البدء من جديد في كل مناصحة، وتمكين عدد من أعضاء المناصحة من وسائل الإعلام وتسهيل نشر مقالاتهم وأفكارهم مما يثري موضوع المناصحة ويدافع عنها.
وقال إن من المهم الاستفادة من مراكز الدراسات والبحوث المستقلة في تقييم وتقويم عمل برامج المناصحة والأمن الفكري للتأكد من صحة مسارها وتطبيق الجانب العلمي التحليلي بعدة طرق لعل منها الدراسات المسحية ودراسات التجربة القبلية والبعدية للمستفيدين من المناصحة عامة للتأكد من مقدار الفائدة التي استفادوها فعليًّا من البرامج بطرق علمية.
*************
وبيّن الدكتور عبدالفتاح محمود إدريس من جامعة الأزهر في بحث له بعنوان "إعادة تأهيل المنحرف للعمل في مجال الكسب المشروع" أن المنحرف عن السلوك السوي في المجتمع يقوم بأعمال يراها من وجهة نظره القاصرة محققة لإشباع حاجاته مما تدرّه عليه من كسب، ومن البدهي أن تكون هذه الأعمال مما لا يقرّها الشرع أساسًا للكسب، مؤكداً أن مثل هذا المنحرف في حاجة ماسة لإعادة تأهيله ليكون سلوكه في الحياة سويًّا في تعامله مع المجتمع وأنظمته ووسائل كسب أسباب الحياة فيه.
وقال إن فتح أبواب الكسب المشروع أمام المنحرف سلوكيًّا وقبل ذلك إعداده ليكسب قوته وقوت من يعولهم من أفراد أسرته للانخراط في أبواب الكسب هذه، تضمن إعادته إلى رحاب المجتمع السويّ ليكون عونًا لأفراده ساعيًا إلى رفعة شأنه, ودافعا لنهضته ورُقيّه.
وتناول الباحث وسائل الكسب المشروعة في الإسلام وعوامل القوة والضعف في إعادة تأهيل المنحرف المأجور، ليتّجه إلى وجوه الكسب المشروعة وفرص النجاح في هذا السبيل، والمعوّقات التي تكتنف هذه المعالجة.
*************
كما قدّم الدكتور عمر بن حسن إبراهيم الراشدي من المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى بحثاً بعنوان "دور الأسرة السعودية في تحقيق التربية الوقائية ضد فكر التطرف - الإرهاب وفق تطبيقات أنمـوذج التحليل الرباعي (SWOT) - حلول إبداعية" أكد فيه أن فكر التطرف يُعدّ من الأفكار التي لا تسمح بقبول الآخر مهما كان يحمل من صواب، وإن لم تكن المعالجات مع من يحمل هذا الفكر ، تحمل نوعاً من الإبداع في الفكرة، وتحقق تربية وقائية لمن يخشى عليه من التأثر بفكر التطرف، فإنها ستظل مبادرات تقليدية، يدفعها من يحمل هذا الفكر بحجة دحض الفكرة بالفكرة، فهو يرى صواب فكره من الزاوية التي يقف فيها، ولو سمح لنفسه بالانتقال لزاوية الطرف الآخر لتغير موقفه، وهذا الانتقال من الصعوبة بمكان، ولذا كان لابد من وجود تحليل لواقع الفجوة بين الطرفين، لنحدد المسافة التي تفصل الواقع عن المأمول، وفق أنموذج التحليل الرباعي (SWOT)، لتقديم حلول إبداعية لدور الأسرة السعودية في تحقيق التربية الوقائية ضد فكر التطرف.
وبيّن أنّ المبادرات بتقديم حلول إبداعية تبنى عليها خطط استراتيجية وفق نماذج علمية تُشخص الخلل وتقدم الحلول أصبحت مطلباً في مواجهة الإرهاب وفكر التطرف لاسيما بعد أن نشر على لسان صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية في حينها في جريدة المدينة، العدد ( 17572) الصادرة يوم الجمعة 1 رجب 1432هـ بأن: "الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة لا تزال موجودة، ولا يمكن استبعاد وجود التحركات الإرهابية التي تبرز بين وقت وآخر....".
وأضاف أن مبادرات جامعات المملكة لمحاربة التطرف الفكري وعلى رأسها الجامعة الإسلامية، في مبادرة تخرج عن المألوف وتعالج الأمر بحلول إبداعية تقدم معالجات تقوم على أسس متينة، وفق أسس البحث العلمي، ولذا أقدم فكرة هذا البحث العلمي، القائم على أساس تقديم حلول إبداعية من الأسرة السعودية لتربية وقائية ضد فكر التطرف، وفق نموذج التحليل الرباعي (SWOT) والذي يقوم على أساس تحليل بيئتي الإرهاب الداخلية والخارجية وتأثيراتها على الأسرة السعودية، لتحديد نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية، ولدعم واستثمار نقاط القوة ومعالجة وسد نقاط الضعف وتحديد الفرص والمخاطر في البيئة الخارجية، للعمل على استثمار الفرص في معالجة فكر الإرهاب والتخلص من فكر التطرف، وتحديد المخاطر والتهديدات وتحقيق تربية وقائية استباقية تقي الأسرة من هذا الفكر وويلاته، مدعماً كل ذلك بحلول إبداعية قائمة على إمكانية التطبيق.
*************
وشارك الدكتور محيي شحاته سليمان شحاته أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية بمصر ببحث بعنوان "آفاق العلاقة بين تنمية قدرات الشباب العربي ومقاومة الإرهاب (دراسة في آليَّات الاستقرار الاجتماعي للمجتمع العربي)"، هدف من خلاله إلى إلقاء مزيد من الضوء على طبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشكل الإطار الاجتماعي العام لقدرات الشباب العربي، بهدف تحقيق استكشاف علمي لأبرز ملامح هذه القدرات وصفاتها ومواصفاتها المكتسبة، وتحديد المداخل الأساسية لتنمية هذه الظروف بوصفها آليات فاعلة في تقليص ومحاصرة ظاهرة الإرهاب في المجتمع العربي المعاصر.
وشملت محاور الدراسة بحث أوضاع الحرمان/الإشباع المادي للشباب، الذي يشمل تحليلاً لمؤشرات دخل الأسرة ونصيب الفرد من فرص الحياة، في ضوء ثنائية الدخل/الاستهلاك وعلاقتهما بمدى تحقيق الحاجات الأساسية من الغذاء والصحة و التعليم والمسكن والملبس وتوافر المياه النقية والصرف الصحي.
كما شملت المحاور موقف الشباب العربي من الموارد والفرص الاجتماعية اللازمة، والتي تمكنهم من المشاركة في مجال العمل الإنساني؛ بوصفه الساحة الرئيسة لتحقيق الإنسان لذاته وصياغة شخصيته الإنسانية على النحو الأفضل، وذلك من خلال مؤشرات اجتماعية مهمة مثل الدخل وحالة العمل، ومدى الاستقرار/التفكك العائلي، والاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية.
وناقشت الدراسة موقف الشباب العربي من مصادر الإشباع الروحي والمعنوي بالمجتمعات العربية وطبيعة هذه المصادر بأنماطها غير الرسمية والرسمية؛ بدءًا من الأسرة والمؤسسات التربوية، وجماعات الرفاق ومروراً بوسائل الاتصال التقليدية وغير التقليدية، وانتهاءً بفعاليات المجتمعات الافتراضية.
وقدّم الباحث تصوراً مقترحاً لمجالات وطرق تنمية قدرات الشباب ومواجهة الإرهاب، في ضوء ما تسفر عنه المناقشة المتأنية والمتعمقة للمعطيات الواقعية الواردة بالمحاور السابقة، ونتائج البحوث والدراسات الاجتماعية المتصلة بالظاهرة موضوع الدراسة الراهنة.
*************
وطرح الدكتور خالد بن قاسم الردادي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بحثاً عن "حرمة استباحة الدماء المعصومة والردّ على شبهات من استحلّها بغير حقّ"، ذكر فيه الأدلة على عظم جريمة إزهاق الأنفس واستباحة الدماء المعصومة، وفتاوى وأقوال علماء المسلمين في عظم هذا الجرم، وناقش الشبهات الداعية لاستباحة الدماء المعصومة، ومنها شبهة تغيير المنكر باليد والسلاح، وإخراج المشركين من جزيرة العرب، واغتيال المعاهدين أو المستأمنين، وتقسيم الأقاليم إلى دار الحرب ودار الإسلام.
وخلص الردادي إلى نتائج أهمها أن الإسلام الحنيف دين الوسطية والعدل والسماحة، ينهى عن الغلو والإسراف والفساد في الأرض، وأنه يتّسم بسِمة الرحمة والعدل والرفق بالناس والتسامح حتى مع الأعداء وعدم الاعتداء والغدر والقتل والتدمير والفساد والإفساد في الأرض، وأنّ اعتماد الغلاة هو على فهمهم الشخصي القاصر للنصوص الشرعية دون الرجوع إلى أهل الذكر الذين فقههم الله عزَّ وجلَّ في الدين ممن عرفوا بالسنة والإمامة فيها.
وأوصى في ختام بحثه بأن تتكاتف الجهود من قبل العلماء وطلبة العلم والمصلحين والمفكرين وأصحاب الأقلام النيّرة في محاصرة ومحاربة الفكر المنحرف وبيان فساده وهدم أصوله، والتصدي للشبهات التي يثيرها دعاة الفكر التكفيري المنحرف أولاً بأول، ومناقشتها بين أهل العلم؛ لإزالة الالتباس الحاصل بين بعض أفراد المجتمع.
*************
ومن القاعة النسائية قدّمت الدكتورة هدى عبدالمؤمن عبدالعال أستاذ علم الاجتماع الحضري بجامعة عين شمس بمصر بحثاً بعنوان: "تمكين المناطق العشوائيَّة مدخلاً لمواجهة الإرهاب" أكدت من خلاله أن معظم الدراسات أظهرت أن بيئة المناطق العشوائية تعد من العوامل التي تسهم في تهيئة المناخ العام للانحراف والتطرف والإرهاب، وأن عدم الاهتمام بالمناطق العشوائية أدى إلى اتخاذ التنظيمات الإرهابية كوادرها مركزا لتقديم خدمات بيئية وترويج أفكارهم التي تلقى قبولا لدى شبابها من السكان، ومن هنا اعتبرت هذه المناطق بؤرا للإرهاب وظهرت مشكلة العشوائيات كقضية أمن وطني.
وهدفت الدراسة إلى تحديد مفاهيم التمكين في المناطق العشوائية الإرهاب، وإلقاء الضوء على واقع المناطق العربية عامة ومصر خاصة، وصياغة بعض البدائل والحلول المقترحة لحل مشكلة العشوائيات السكنية على المستوى العربي.
وحاولت الدراسة الإجابة على تساؤلات مثل: ما هي السمات والخصائص التي يتميز بها سكان المناطق العشوائية في العالم العربي عامة ومصر خاصة، وكيف يمكن تمكيين هذه المناطق العشوائية من محاربة الإرهاب؟ وما هي أهم أهداف وركائز تنمية وتمكين المناطق العشوائية في العالم العربي عامة ومصر خاصة، وسعت إلى الخروج بمنظور علاجي لمواجهة بيئة الإرهاب المتمثلة في تمكيين المناطق العشوائية.
*************
كما شاركت الدكتورة شقراء بنت علي آل بشير من كلية العلوم والآداب بصامطة ببحث بعنوان "آليَّات جديدة معزّزة لدرء الخطر عن المستقيمين"، هدفت من خلاله إلى إيجاد تصور مقترح استرشادي يُسهم في الوصول إلى آليات معززة لدرء الخطر عن المستقيمين وحمايتهم من الإرهاب وذلك بالوصول إلى استراتيجية علمية يمكن من خلالها التأهيل الرشيد للأسرة لتحمل مسؤولياتها.
واعتمدت الباحثة على استبانة طُبّقت على عينة عشوائية من الآباء والأمهات، للإجابة على أسئلة الدراسة التي حددتها الباحثة في الأساليب التي يمكن من خلالها ترجمة المفاهيم المجردة للقيم الاجتماعية إلى سلوكيات حميدة، والطرق التي يمكن من خلالها إشباع الأمن النفسي وبناء الفكر الإيجابي للأبناء في محيط الأسرة، والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها ضبط مشاعر الأبناء في أوقات الأزمات، والنماذج التي يمكن من خلالها تقديم القدوة الحسنة للأبناء.
*************
وطرحت الدكتورة قماشة بنت سهو نزال العتيبي من جامعة الدمام بحثاً بعنوان: "حرمة استباحة الدماء (وقفات مع آيات)" وقفت فيه على عدد من الآيات التي عرضت لحرمة دماء المسلم وعظم أمرها وخطورتها، وعرضت فيها أهم أقوال المفسرين.
وبيّنت في نتائج البحث أن الإسلام دين عالمي إنساني يحفظ للإنسان حقه في الحياة مهما كان جنسه أو عرقه أو انتمائه الديني، وأنَّ جريمة الاعتداء على النفس أفظع جريمة يرتكبها الإنسان، لذا أغلظ الله تعالى العقوبة لمن أباح سفكها أو استحل قتلها، وتوعده بأشد العقوبات في الآخرة.
وتضمّنت الورقة نتائج دراسة أجراها الرميح على عينة كبيرة من المهتمين والعاملين في لجان المناصحة بالمملكة، حيث بيّنت النتائج التأكيد على أهمية لجان المناصحة في المجتمع السعودي وأن هذه اللجان تؤدي دوراً محورياً في نشر الأمن الفكري ومحاربة الفكر الضال بالكلمة والحجة والبرهان، وذلك حتى يأخذ عضو لجنة المناصحة حقّه الأدبي وقيمته في المجتمع وعلى الأقل حتى لا يحارب من قبل أناس لا يعرفون أصلاً فكرة وفلسفة المناصحة.
كما أوضحت ضرورة الاهتمام بالجانب العلمي من المناصحة، وذلك بنشر البحث العلمي وخاصة البحوث الميدانية التحليلية، والتي تدرس الأمن الفكري وطرق تنميته وأهم مهدداته بطرق علمية بعيدة عن الاجتهادات العشوائية الغير مدروسة، والتأكيد على إقامة دورات علمية لأعضاء المناصحة، خاصة في مواضيع الأمن الفكري وأصول الحوار والحس الأمني واستشراف المستقبل، بما يساعد أعضاء المناصحة على القيام بواجباتهم على الوجه الصحيح.
وأكدت النتائج ضرورة العمل على تكامل الجهود العلمية بين المتخصصين الشرعيين والأمنيين والاجتماعيين والنفسيين لتخرج العملية في بوتقة واحدة، والقيام بحملات للأمن الفكري بين الشباب في أماكن تجمعهم كالمدارس والجامعات والنوادي، وتفنيد كل ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من أفكار منحرفة أو مغلوطة في كل من جانب الإفراط والتفريط، وتشكيل هيئة علمية من أهل الخبرة والدراية والأسلوب الحواري الجيد تأخذ على عاتقها الرد على كل ما ينشر في وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال الحديثة من شبه فكرية وعقدية وضالة.
كما دعت إلى تأسيس مركز علمي تتوفر فيه الخبرات الشرعية والأمنية والاجتماعية والنفسية والفكرية ليقوم بجهود تقويم الأمن الفكري وبرامجه وتطوير ما يحتاج منها للتطوير والتنبه لكل ما يستجد من أمور تحتاج للمعالجة العاجلة والتدخل السريع خاصة مع تسارع فيها الأحداث.
وأكدت الدراسة أهمية بذل الجهود لإدخال مواد في المراحل الدراسية الأولية، تُؤصِّل لمنهج السلف الصالح، وأن يتولي تدريسها من عرف بمنهجه وعقيدته حتى يؤصلها في عقول الناشئة، وإخضاع جميع أعضاء لجان المناصحة لدورات علمية متخصصة بالأمن الفكري، وعقد دورات علمية بالأمن الفكري لكل رجال الأمن المتعاملين مع الموقوفين في قضايا الأمن الفكري.
ونبّه الرميح في نتائج دراسته إلى ضرورة حفظ ملفّ لكل موقوف يخضع للمناصحة، يلخص المناصحات السابقة للموقوف وردة فعله عليها، لتجنب البدء من جديد في كل مناصحة، وتمكين عدد من أعضاء المناصحة من وسائل الإعلام وتسهيل نشر مقالاتهم وأفكارهم مما يثري موضوع المناصحة ويدافع عنها.
وقال إن من المهم الاستفادة من مراكز الدراسات والبحوث المستقلة في تقييم وتقويم عمل برامج المناصحة والأمن الفكري للتأكد من صحة مسارها وتطبيق الجانب العلمي التحليلي بعدة طرق لعل منها الدراسات المسحية ودراسات التجربة القبلية والبعدية للمستفيدين من المناصحة عامة للتأكد من مقدار الفائدة التي استفادوها فعليًّا من البرامج بطرق علمية.
*************
وبيّن الدكتور عبدالفتاح محمود إدريس من جامعة الأزهر في بحث له بعنوان "إعادة تأهيل المنحرف للعمل في مجال الكسب المشروع" أن المنحرف عن السلوك السوي في المجتمع يقوم بأعمال يراها من وجهة نظره القاصرة محققة لإشباع حاجاته مما تدرّه عليه من كسب، ومن البدهي أن تكون هذه الأعمال مما لا يقرّها الشرع أساسًا للكسب، مؤكداً أن مثل هذا المنحرف في حاجة ماسة لإعادة تأهيله ليكون سلوكه في الحياة سويًّا في تعامله مع المجتمع وأنظمته ووسائل كسب أسباب الحياة فيه.
وقال إن فتح أبواب الكسب المشروع أمام المنحرف سلوكيًّا وقبل ذلك إعداده ليكسب قوته وقوت من يعولهم من أفراد أسرته للانخراط في أبواب الكسب هذه، تضمن إعادته إلى رحاب المجتمع السويّ ليكون عونًا لأفراده ساعيًا إلى رفعة شأنه, ودافعا لنهضته ورُقيّه.
وتناول الباحث وسائل الكسب المشروعة في الإسلام وعوامل القوة والضعف في إعادة تأهيل المنحرف المأجور، ليتّجه إلى وجوه الكسب المشروعة وفرص النجاح في هذا السبيل، والمعوّقات التي تكتنف هذه المعالجة.
*************
كما قدّم الدكتور عمر بن حسن إبراهيم الراشدي من المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى بحثاً بعنوان "دور الأسرة السعودية في تحقيق التربية الوقائية ضد فكر التطرف - الإرهاب وفق تطبيقات أنمـوذج التحليل الرباعي (SWOT) - حلول إبداعية" أكد فيه أن فكر التطرف يُعدّ من الأفكار التي لا تسمح بقبول الآخر مهما كان يحمل من صواب، وإن لم تكن المعالجات مع من يحمل هذا الفكر ، تحمل نوعاً من الإبداع في الفكرة، وتحقق تربية وقائية لمن يخشى عليه من التأثر بفكر التطرف، فإنها ستظل مبادرات تقليدية، يدفعها من يحمل هذا الفكر بحجة دحض الفكرة بالفكرة، فهو يرى صواب فكره من الزاوية التي يقف فيها، ولو سمح لنفسه بالانتقال لزاوية الطرف الآخر لتغير موقفه، وهذا الانتقال من الصعوبة بمكان، ولذا كان لابد من وجود تحليل لواقع الفجوة بين الطرفين، لنحدد المسافة التي تفصل الواقع عن المأمول، وفق أنموذج التحليل الرباعي (SWOT)، لتقديم حلول إبداعية لدور الأسرة السعودية في تحقيق التربية الوقائية ضد فكر التطرف.
وبيّن أنّ المبادرات بتقديم حلول إبداعية تبنى عليها خطط استراتيجية وفق نماذج علمية تُشخص الخلل وتقدم الحلول أصبحت مطلباً في مواجهة الإرهاب وفكر التطرف لاسيما بعد أن نشر على لسان صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية في حينها في جريدة المدينة، العدد ( 17572) الصادرة يوم الجمعة 1 رجب 1432هـ بأن: "الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة لا تزال موجودة، ولا يمكن استبعاد وجود التحركات الإرهابية التي تبرز بين وقت وآخر....".
وأضاف أن مبادرات جامعات المملكة لمحاربة التطرف الفكري وعلى رأسها الجامعة الإسلامية، في مبادرة تخرج عن المألوف وتعالج الأمر بحلول إبداعية تقدم معالجات تقوم على أسس متينة، وفق أسس البحث العلمي، ولذا أقدم فكرة هذا البحث العلمي، القائم على أساس تقديم حلول إبداعية من الأسرة السعودية لتربية وقائية ضد فكر التطرف، وفق نموذج التحليل الرباعي (SWOT) والذي يقوم على أساس تحليل بيئتي الإرهاب الداخلية والخارجية وتأثيراتها على الأسرة السعودية، لتحديد نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية، ولدعم واستثمار نقاط القوة ومعالجة وسد نقاط الضعف وتحديد الفرص والمخاطر في البيئة الخارجية، للعمل على استثمار الفرص في معالجة فكر الإرهاب والتخلص من فكر التطرف، وتحديد المخاطر والتهديدات وتحقيق تربية وقائية استباقية تقي الأسرة من هذا الفكر وويلاته، مدعماً كل ذلك بحلول إبداعية قائمة على إمكانية التطبيق.
*************
وشارك الدكتور محيي شحاته سليمان شحاته أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية بمصر ببحث بعنوان "آفاق العلاقة بين تنمية قدرات الشباب العربي ومقاومة الإرهاب (دراسة في آليَّات الاستقرار الاجتماعي للمجتمع العربي)"، هدف من خلاله إلى إلقاء مزيد من الضوء على طبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشكل الإطار الاجتماعي العام لقدرات الشباب العربي، بهدف تحقيق استكشاف علمي لأبرز ملامح هذه القدرات وصفاتها ومواصفاتها المكتسبة، وتحديد المداخل الأساسية لتنمية هذه الظروف بوصفها آليات فاعلة في تقليص ومحاصرة ظاهرة الإرهاب في المجتمع العربي المعاصر.
وشملت محاور الدراسة بحث أوضاع الحرمان/الإشباع المادي للشباب، الذي يشمل تحليلاً لمؤشرات دخل الأسرة ونصيب الفرد من فرص الحياة، في ضوء ثنائية الدخل/الاستهلاك وعلاقتهما بمدى تحقيق الحاجات الأساسية من الغذاء والصحة و التعليم والمسكن والملبس وتوافر المياه النقية والصرف الصحي.
كما شملت المحاور موقف الشباب العربي من الموارد والفرص الاجتماعية اللازمة، والتي تمكنهم من المشاركة في مجال العمل الإنساني؛ بوصفه الساحة الرئيسة لتحقيق الإنسان لذاته وصياغة شخصيته الإنسانية على النحو الأفضل، وذلك من خلال مؤشرات اجتماعية مهمة مثل الدخل وحالة العمل، ومدى الاستقرار/التفكك العائلي، والاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية.
وناقشت الدراسة موقف الشباب العربي من مصادر الإشباع الروحي والمعنوي بالمجتمعات العربية وطبيعة هذه المصادر بأنماطها غير الرسمية والرسمية؛ بدءًا من الأسرة والمؤسسات التربوية، وجماعات الرفاق ومروراً بوسائل الاتصال التقليدية وغير التقليدية، وانتهاءً بفعاليات المجتمعات الافتراضية.
وقدّم الباحث تصوراً مقترحاً لمجالات وطرق تنمية قدرات الشباب ومواجهة الإرهاب، في ضوء ما تسفر عنه المناقشة المتأنية والمتعمقة للمعطيات الواقعية الواردة بالمحاور السابقة، ونتائج البحوث والدراسات الاجتماعية المتصلة بالظاهرة موضوع الدراسة الراهنة.
*************
وطرح الدكتور خالد بن قاسم الردادي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بحثاً عن "حرمة استباحة الدماء المعصومة والردّ على شبهات من استحلّها بغير حقّ"، ذكر فيه الأدلة على عظم جريمة إزهاق الأنفس واستباحة الدماء المعصومة، وفتاوى وأقوال علماء المسلمين في عظم هذا الجرم، وناقش الشبهات الداعية لاستباحة الدماء المعصومة، ومنها شبهة تغيير المنكر باليد والسلاح، وإخراج المشركين من جزيرة العرب، واغتيال المعاهدين أو المستأمنين، وتقسيم الأقاليم إلى دار الحرب ودار الإسلام.
وخلص الردادي إلى نتائج أهمها أن الإسلام الحنيف دين الوسطية والعدل والسماحة، ينهى عن الغلو والإسراف والفساد في الأرض، وأنه يتّسم بسِمة الرحمة والعدل والرفق بالناس والتسامح حتى مع الأعداء وعدم الاعتداء والغدر والقتل والتدمير والفساد والإفساد في الأرض، وأنّ اعتماد الغلاة هو على فهمهم الشخصي القاصر للنصوص الشرعية دون الرجوع إلى أهل الذكر الذين فقههم الله عزَّ وجلَّ في الدين ممن عرفوا بالسنة والإمامة فيها.
وأوصى في ختام بحثه بأن تتكاتف الجهود من قبل العلماء وطلبة العلم والمصلحين والمفكرين وأصحاب الأقلام النيّرة في محاصرة ومحاربة الفكر المنحرف وبيان فساده وهدم أصوله، والتصدي للشبهات التي يثيرها دعاة الفكر التكفيري المنحرف أولاً بأول، ومناقشتها بين أهل العلم؛ لإزالة الالتباس الحاصل بين بعض أفراد المجتمع.
*************
ومن القاعة النسائية قدّمت الدكتورة هدى عبدالمؤمن عبدالعال أستاذ علم الاجتماع الحضري بجامعة عين شمس بمصر بحثاً بعنوان: "تمكين المناطق العشوائيَّة مدخلاً لمواجهة الإرهاب" أكدت من خلاله أن معظم الدراسات أظهرت أن بيئة المناطق العشوائية تعد من العوامل التي تسهم في تهيئة المناخ العام للانحراف والتطرف والإرهاب، وأن عدم الاهتمام بالمناطق العشوائية أدى إلى اتخاذ التنظيمات الإرهابية كوادرها مركزا لتقديم خدمات بيئية وترويج أفكارهم التي تلقى قبولا لدى شبابها من السكان، ومن هنا اعتبرت هذه المناطق بؤرا للإرهاب وظهرت مشكلة العشوائيات كقضية أمن وطني.
وهدفت الدراسة إلى تحديد مفاهيم التمكين في المناطق العشوائية الإرهاب، وإلقاء الضوء على واقع المناطق العربية عامة ومصر خاصة، وصياغة بعض البدائل والحلول المقترحة لحل مشكلة العشوائيات السكنية على المستوى العربي.
وحاولت الدراسة الإجابة على تساؤلات مثل: ما هي السمات والخصائص التي يتميز بها سكان المناطق العشوائية في العالم العربي عامة ومصر خاصة، وكيف يمكن تمكيين هذه المناطق العشوائية من محاربة الإرهاب؟ وما هي أهم أهداف وركائز تنمية وتمكين المناطق العشوائية في العالم العربي عامة ومصر خاصة، وسعت إلى الخروج بمنظور علاجي لمواجهة بيئة الإرهاب المتمثلة في تمكيين المناطق العشوائية.
*************
كما شاركت الدكتورة شقراء بنت علي آل بشير من كلية العلوم والآداب بصامطة ببحث بعنوان "آليَّات جديدة معزّزة لدرء الخطر عن المستقيمين"، هدفت من خلاله إلى إيجاد تصور مقترح استرشادي يُسهم في الوصول إلى آليات معززة لدرء الخطر عن المستقيمين وحمايتهم من الإرهاب وذلك بالوصول إلى استراتيجية علمية يمكن من خلالها التأهيل الرشيد للأسرة لتحمل مسؤولياتها.
واعتمدت الباحثة على استبانة طُبّقت على عينة عشوائية من الآباء والأمهات، للإجابة على أسئلة الدراسة التي حددتها الباحثة في الأساليب التي يمكن من خلالها ترجمة المفاهيم المجردة للقيم الاجتماعية إلى سلوكيات حميدة، والطرق التي يمكن من خلالها إشباع الأمن النفسي وبناء الفكر الإيجابي للأبناء في محيط الأسرة، والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها ضبط مشاعر الأبناء في أوقات الأزمات، والنماذج التي يمكن من خلالها تقديم القدوة الحسنة للأبناء.
*************
وطرحت الدكتورة قماشة بنت سهو نزال العتيبي من جامعة الدمام بحثاً بعنوان: "حرمة استباحة الدماء (وقفات مع آيات)" وقفت فيه على عدد من الآيات التي عرضت لحرمة دماء المسلم وعظم أمرها وخطورتها، وعرضت فيها أهم أقوال المفسرين.
وبيّنت في نتائج البحث أن الإسلام دين عالمي إنساني يحفظ للإنسان حقه في الحياة مهما كان جنسه أو عرقه أو انتمائه الديني، وأنَّ جريمة الاعتداء على النفس أفظع جريمة يرتكبها الإنسان، لذا أغلظ الله تعالى العقوبة لمن أباح سفكها أو استحل قتلها، وتوعده بأشد العقوبات في الآخرة.