"تالا" طفلة جعلت متلازمتها رسالة..

صوت المدينة | رائد العوده


(الأمل هو حلم اليقظة )

يحكى أن ....

في عام 2014 صرخت الطفلة " تالا" أولى صرخاتها في المدينة المنورة، معلنةً عن ولادتها البهيجة لكل من انتظرها، إلا أن "تالا" ولدت ولديها أمرٌ ما.
بعد ولادتها اكتشف الأطباء بأن تالا مصابة بمتلازمة جوبرت، هذه المتلازمة النادرة والتي تصيب طفل من بين 400 الف طفل، لتتركه في دوامة عدم التركيز، وعدم القدرة على الحركة وهلع الوالدين وخوف الاقارب.
ودون الخوض في أعراض هذه المتلازمة، إلاّ أن العديد من الذين أصابتهم هذه المتلازمة قضوا بقية حياتهم أسرى لأعراضها.
وقد كان أمام "نوال الحربي" (والدة تالا) خيارين إما الاستسلام وترك الأمر كما هو تحت شماعة القضاء والقدر، أو الإبحار لعلاج ابنتها في رحلة طويلة ليست واضحة المعالم تحت مظلة الثقة بالله والإيمان به.

فانطلقت نوال لتجعل طفلتها أصغر رسول يعلم الناس الصبر والجلد والمثابرة .. وأصبح عالمها مبنيٌّ على تالا وتدريب تالا وتقديم تالا، ونشر كل ذلك على الملأ لتعزز ثقة الطفلة بنفسها وتجعلها تختلط مع المجتمع، ولترفع السقف التوعوي للأهالي عن هذه المتلازمة، وتنشر رسالة التفاؤل لكل المصابين فيشاهد العالم أجمع بأن هذه المتلازمة التي لعنوها طويلاً ليست نهاية المطاف، بل هناك أساليب وطرق لمقاومة أثارها.

وفي عام 2018 تالا الأعجوبة أصبحت وكأنها طبيعية في تواصلها مع والديها وأختها وصديقاتها.
كما أنه ارتبطت عبارة "الحياة حلوة" بتالا وأم تالا عندما أنشأت حسابًا يحمل هذا العنوان.

الحياة حلوة،، عبارة لها صوت رنان تخبرك بأن الدنيا لا تزال تسير ... لا تزال الشمس تشرق بعد المغيب،،
لا يزال لدينا الكثير...لا يزال في القلب نبض،، لا يزال الدم يجري في الوريد،، لا تزال في القلب فرحة للعيد .. لا تزال في الدنيا (تالا) تهدي إلينا الكثير ..



كم من درس يُضاف في هذه القصة الملهمة، فعلا يا تالا، رزقنا الله إياكِ لنتأمل إبداع خلقه في جمالك، ووسع رحمته في مقاومتك وقدرته على تسخير الناس لك.


أخيرًا .....

هذه المتلازمة لم تستطع أن تتمكن من تالا، ليس بالحظ، بل بالبراءة التي تمطر من عينيها، فترسل في الأرجاء كل معاني الحياة الجميلة، بابتسامتها، بصبرها، بمثابرتها، بتدريبها، وقبل كل شيء بإيمانها الصادق بالله.

هذه الحياة هي رحلة تسير من خلالها لا محطة سعادة تقف عندها. وخلال الرحلة حتمًا سترى أصناف الفرح والأحزان، ولتجتازها بهدوء .. يجب أن تعتاد على الابتسامة وأن تكون جميلاً لتراها جميلة.
:
:

أطيب المنى