" لم يُخلق الناس على مزاجك "
رائد العوده
يجلس على كرسيه المهترئ والمصنوع من الحبال وجريد النخل، أمامه إبريق الشاي الذي تغير لونه وشكله وكأنه يصف حالته مع صاحبه الذي شاب شاربه وتبعثرت لحيته شرقاً وغرباً.
قال كلمته أثناء مجالستي له والتي كانت بمثابة صفعة لي: لم يُخلقوا الناس على مزاجك.
ذهبت مع ذهني في رحلة عبر الماضي وتعاملاتي مع من عرفتهم، فذاك لايعجبني لأنه كثير الكلام، والآخر لا أحبه لأنه كثير الضحك، وثالثٌ أنفر من مجالسته لأنه كاذب لايصدق فيما يقول والرابع كثير التلميع لنفسه فأراه مغروراً.
وجدتُ نفسي بشكل مفاجئ داخل دوامة انتقادات لمن حولي، وقفت أمام نفسي التي تبدلت وأصبحت تُعلِّق على الناس بكراهية بل وأوشكت على أن أبقى وحيداً بسبب تلك الحفرة التي وجدتُ نفسي بها فأنا لايعجبني أيّ من هؤلاء وأريد شيئاً مختلفاً.
سرت شارد الذهن لمطعم معروف في آخر الشارع ورأيت هناك شخص ينتظر في الطابور الطويل وحينما حان دوره دخل أحد الأشخاص ووقف أمامه بكل جرأة ولا مبالاة، استشطتُ غضباً لكن أردت أن لا اتدخل وأرى ماذا سيفعل صاحب الحق، فأدهشني حينما أبتسم وقال له: تفضل يبدو أنك مستعجل أكثر مني.!!
قلت يجب أن أصادق ذلك الرجل فهذا النوع الأديب هو مطلبي وبالفعل تعرفت عليه لكن سرعان ما أطلقت عليه الحكم وكانت هذه المرة الحكم عليه بالسلبية وعدم التفاعل مع المواقف، بل أنه جبان وأنا لا أحب الجبناء.
العجيب في الأمر أنني في ذلك الوقت الذي كنت أرى فيه عيوب أصدقائي وأصفيهم الواحد تلو الآخر، كانوا هم يروني مغرورا لا مبالي ليس لدي أدنى تقدير للإحترام .
حينها تذكرت قول زهير بن أبي سلمى:
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِـرْهُ وَمَـنْ لا يَـتَّـقِ الشَّـتْـمَ يُشْـتَـمِ
فعمدتُ إلى المصانعة والمداهنة تيمناً بقول زهير بن أبي سلمى :
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ, يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ.
فصانعت كثيرين ممن يصطنعون فسارت أموري نوعاً ما معهم، لكن لم أكن راضياً عن ذلك، فأنا لا أقبل تصرفاتهم بل وأرى نفسي أفضل منهم لكن أجبرني الزمن على أن أصانعهم، وتماشيت في ذلك مع قول المتنبي :
فلما صار وُدُّ الناس خِباً ..جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن أصطفيه ..لعلمي انه بعض الأنام
يحب العاقلون على التصافي..وحب الجاهلين على الوسام
لكن الغريب في الأمر أن تخالطي معهم بهذا المبدأ أصقل هويتي التعايشية فرأيت من أولائك القوم تعلق عجيب بأرآئي وكأنني الأب الروحي الفكري لهم، بل وجدت نفسي قائدا في أغلب الإجتماعات التي تضمني معهم.
حينها علمتُ أن الأمر لا يحتاج لأن تجد من تتخيله، بل إلى جعل من هو أمامك كمن تتخيله، ان تجعله في مخيلتك كأجمل الناس الذين من ممكن أن تلقاهم.
يقول أحد الفلاسفة : إن ظننت أنني لا أروق لك، فكر مرتين قبل أن تلفظ أحرف الفراق.
رأيت شيخاً يجلس على كرسي مهترء مصنوع من الحبال والجريد وشكيتُ له تلك الأزمة التي أمر بها، فقال كلمته التي كانت بمثابة صفعة لي: ( لم يُخلقوا الناس على مزاجك )
ثم أردف: إن التعايش مع الجميع مطلباً حياتياً، بل إن التعايش مع الجميع يقودك لحسن الخُلق شيئاً فشيئاً ويبعدك عن النفاق والمجاملة الكاذبة، كيف لا وقد كان أشرف الخلق يوصي المسلمين بتزويج من نرضى دينه وخُلقه وربط الاثنين معاً حين قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
تعايش مع الجميع ... وتصالح مع الصراعات.
قال كلمته ثم رشف رشفة أخيرة من الشاي ومضى متكئا على عصاه.
يجلس على كرسيه المهترئ والمصنوع من الحبال وجريد النخل، أمامه إبريق الشاي الذي تغير لونه وشكله وكأنه يصف حالته مع صاحبه الذي شاب شاربه وتبعثرت لحيته شرقاً وغرباً.
قال كلمته أثناء مجالستي له والتي كانت بمثابة صفعة لي: لم يُخلقوا الناس على مزاجك.
ذهبت مع ذهني في رحلة عبر الماضي وتعاملاتي مع من عرفتهم، فذاك لايعجبني لأنه كثير الكلام، والآخر لا أحبه لأنه كثير الضحك، وثالثٌ أنفر من مجالسته لأنه كاذب لايصدق فيما يقول والرابع كثير التلميع لنفسه فأراه مغروراً.
وجدتُ نفسي بشكل مفاجئ داخل دوامة انتقادات لمن حولي، وقفت أمام نفسي التي تبدلت وأصبحت تُعلِّق على الناس بكراهية بل وأوشكت على أن أبقى وحيداً بسبب تلك الحفرة التي وجدتُ نفسي بها فأنا لايعجبني أيّ من هؤلاء وأريد شيئاً مختلفاً.
سرت شارد الذهن لمطعم معروف في آخر الشارع ورأيت هناك شخص ينتظر في الطابور الطويل وحينما حان دوره دخل أحد الأشخاص ووقف أمامه بكل جرأة ولا مبالاة، استشطتُ غضباً لكن أردت أن لا اتدخل وأرى ماذا سيفعل صاحب الحق، فأدهشني حينما أبتسم وقال له: تفضل يبدو أنك مستعجل أكثر مني.!!
قلت يجب أن أصادق ذلك الرجل فهذا النوع الأديب هو مطلبي وبالفعل تعرفت عليه لكن سرعان ما أطلقت عليه الحكم وكانت هذه المرة الحكم عليه بالسلبية وعدم التفاعل مع المواقف، بل أنه جبان وأنا لا أحب الجبناء.
العجيب في الأمر أنني في ذلك الوقت الذي كنت أرى فيه عيوب أصدقائي وأصفيهم الواحد تلو الآخر، كانوا هم يروني مغرورا لا مبالي ليس لدي أدنى تقدير للإحترام .
حينها تذكرت قول زهير بن أبي سلمى:
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِـرْهُ وَمَـنْ لا يَـتَّـقِ الشَّـتْـمَ يُشْـتَـمِ
فعمدتُ إلى المصانعة والمداهنة تيمناً بقول زهير بن أبي سلمى :
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ, يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ.
فصانعت كثيرين ممن يصطنعون فسارت أموري نوعاً ما معهم، لكن لم أكن راضياً عن ذلك، فأنا لا أقبل تصرفاتهم بل وأرى نفسي أفضل منهم لكن أجبرني الزمن على أن أصانعهم، وتماشيت في ذلك مع قول المتنبي :
فلما صار وُدُّ الناس خِباً ..جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن أصطفيه ..لعلمي انه بعض الأنام
يحب العاقلون على التصافي..وحب الجاهلين على الوسام
لكن الغريب في الأمر أن تخالطي معهم بهذا المبدأ أصقل هويتي التعايشية فرأيت من أولائك القوم تعلق عجيب بأرآئي وكأنني الأب الروحي الفكري لهم، بل وجدت نفسي قائدا في أغلب الإجتماعات التي تضمني معهم.
حينها علمتُ أن الأمر لا يحتاج لأن تجد من تتخيله، بل إلى جعل من هو أمامك كمن تتخيله، ان تجعله في مخيلتك كأجمل الناس الذين من ممكن أن تلقاهم.
يقول أحد الفلاسفة : إن ظننت أنني لا أروق لك، فكر مرتين قبل أن تلفظ أحرف الفراق.
رأيت شيخاً يجلس على كرسي مهترء مصنوع من الحبال والجريد وشكيتُ له تلك الأزمة التي أمر بها، فقال كلمته التي كانت بمثابة صفعة لي: ( لم يُخلقوا الناس على مزاجك )
ثم أردف: إن التعايش مع الجميع مطلباً حياتياً، بل إن التعايش مع الجميع يقودك لحسن الخُلق شيئاً فشيئاً ويبعدك عن النفاق والمجاملة الكاذبة، كيف لا وقد كان أشرف الخلق يوصي المسلمين بتزويج من نرضى دينه وخُلقه وربط الاثنين معاً حين قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
تعايش مع الجميع ... وتصالح مع الصراعات.
قال كلمته ثم رشف رشفة أخيرة من الشاي ومضى متكئا على عصاه.
حقيقه للتعايش . او لمعرفه الذات التي حولي بطريقه كاني اعيشها انا ..
انا لااري غير ان غيري يعرفني من زوايا مختلفه .،
الموضوع ذو شجون ..
والاسطر التي بالاعلي تخلق التسأولات الكثيرن .،
كتابه لها واقع ووقع خاص ..
تحيه لكاتب المقال .أ. رائد .
وكأني قرأت لك يا سيدي في هذا المعنى من قبل،
ولكل منا مذهبه في التعايش مع الناس.
في طريقتي لا اتخيل صوره معينه فاصبو اليها. ففي تلك ارى عفويتها وفي الاخرى ذكائها و لباقتها ولربما شدني حسنٌ في خلقه تلك. حين تملكني صفه معينه في شخص فاني اركز على تقدير هذه الصفه وحسبي اياها من هذا الانسان.
اكثر وتتجسد بعبارة الكاتب " تعايش مع الجميع .. وتصالح مع الصراعات "
عبارات اصابت كل عين تراها عشق الفضول لقراءة ماسطرته احرف الأبجدية بقلمٍ ارى ان الحياة أشعلت فتيلها امامه لتجعله يخط مثل هذه العبارات الحكيمة التي تلامس واقع نعيشه واشخاص كانوا معنا بالامس واليوم لايربطنا بينهم الا السلام لاننا لم ندرك كيف لنا ان نتعايش مع الجميع رغم الظروف ورغم الخلاف ، فلم يكن منا سوى الانتقاد والرفض لبعض الافكار والآراء التي كان لابد لنا فهمها واحترامها لكي لانخسرها ونقع في دائرة " ياليت ولو "
مقال لايليق الرد عليه سوى اعادة قراءته في كل حين حتى تتساقط دموع العين لان لنا في هذه الدنيا حياة واحدة
ولابد ان نتعايش مع طقوسها واختيارات القدر باابتسامة رضا ويبقى مافي القلب بالقلب ..