شهر رمضان شهر رحمة أو نصب واحتيال؟
صوت المدينة - رائد العودة
قبل حوالي 7 سنوات وأنا في مدينة جدة أوقفني رجل عند خروجي من أحد المراكز التجارية، يظهر عليه أثر الصلاح والوقار ثم سألني: ألا تريد صدقة جارية.؟
أجبته بكل حماسة: بلى.
فناولني ورقة بها بعض الشروحات عن أهدافهم ثم أرقام حساباتهم وفئات المبالغ لأختار منها للصدقة، فسألته عن طريقة التصرف بالمبلغ ليصبح صدقة جارية في جمعيتهم؟
أجابني: بأنهم في جمعيتهم الخيرية يشترون ألآت التصوير، والورق، والثلاجات ، والغذاء للموظفين، فيستطيعون بذلك أن يعملوا في هذه الجمعية الخيرية وتستمر عجلتها بفضل الله ثم صدقتي هذه..!! وهكذا تصبح صدقة جارية.!!
غادرت المكان وأنا ابتسم أقلب كفيّ متعجبًا..
فبادلني الابتسامة وكأنه يقول: نعم معك حق ... حتى أنا أعلم أن طلبي غريب.
أشتاق أحيانًا لصدق ذاك الرجل وصراحته، فهو لم يستعطفني ببعض صور الأطفال الرمادية بملابسهم الممزقة، ولم يريني بعض صور المنازل المتهالكة التي يظهر بها شيخ كبير وقد انكفأ على نفسه كأنه ينتظر الموت، ولم يستغل براءة الطفولة وحاك حولها القصص لترق القلوب، والتي تنتشر كثيرًا خاصةً في شهر رمضان الذي لا أعرف هل هو شهر رحمة، أو نصب وإحتيال وإسراف وكفر بالنعم.؟!
وقبل أن تغضب.. أريدك أن تقوم بجولة سريعة على الرسائل والنشرات والصور التي تحث على إفطار الصائمين، منذ اقتراب شهر رمضان المبارك وحتى الإعلان عن رؤية هلال العيد وشراء زكاة الفطر .
تلك الرسائل التي تلامس إنسانيتك وتقصص عليك بعاطفة جياشة عن المساكين والمحتاجين والجائعين ثم بعد ذلك تحثك على الأجر والمثوبة و دفع مبلغ إفطار صائم لمدة شهر في المسجد النبوي..!! .. مستغلين بذلك المكان "القدسي" ، والزمان "شهر رمضان" أبشع استغلال من أجل انتفاخ جيوبهم.
وربما ابتعدوا لأكثر من ذلك ودعو للمساهمة في إفطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي أو المسجد الحرام لتكون صدقة عن شهداء الواجب..!!
ليستغلوا بذلك عاطفة الشعب كاملةً تجاه شهدائهم وأبطالهم .
هذا الاستغلال للشعائر الدينية جرّتنا شيئًا فشيئًا إلى الكفر بالنعم أولاً، واتساع الفجوة بيننا وبين المحتاجين المتعففين ثانيًا، امشي قليلاً في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي، ألقي نظرة على الحاويات وشاهد الطعام المتكدس، اتجه للفنادق وشاهد وتمعّن بالنعم التي يُلعب بها باسم الدين واسم افطار الصائمين واسم شرف المكان والزمان!
سر في ليلة العيد بين بعض بائعي زكاة الفطر، وشاهد عملية التدوير لكيس الأرز الذي من المفترض أن يكون زكاة فطرك
يبيعه لك البائع، فيطلبه من يجلس بجانبه على أنه محتاج، ثم يعيده هذا المحتاج للبائع الذي يقوم ببيعه مرة أخرى لضحية أخرى.
أخيرًا:
هذه دعوة للوعي - الوعي الذي نفقده كثيرًا في تعاملاتنا الحياتية، والذي سيُجنبنا الكثير من خسائرنا، سيُجنبنا أن نكون أضحوكة، الوعي الذي سيجعلنا أكثر قيمة ومقامًا.
أعلم بأن الكثيرمن الأمور نفعلها لأننا اعتدنا عليها ولكن حان الوقت لأن نعلم أين تذهب صدقاتنا، ولانعتمد فقط على النوايا، وذلك لنكون مساهمين في مساعدة المحتاجين الحقيقين وندعم الجمعيات الخيرية الصادقة في مسعاها ونمد يدنا نساعدها وندفعها للأمام.
:
:
:
أطيب المنى.
قبل حوالي 7 سنوات وأنا في مدينة جدة أوقفني رجل عند خروجي من أحد المراكز التجارية، يظهر عليه أثر الصلاح والوقار ثم سألني: ألا تريد صدقة جارية.؟
أجبته بكل حماسة: بلى.
فناولني ورقة بها بعض الشروحات عن أهدافهم ثم أرقام حساباتهم وفئات المبالغ لأختار منها للصدقة، فسألته عن طريقة التصرف بالمبلغ ليصبح صدقة جارية في جمعيتهم؟
أجابني: بأنهم في جمعيتهم الخيرية يشترون ألآت التصوير، والورق، والثلاجات ، والغذاء للموظفين، فيستطيعون بذلك أن يعملوا في هذه الجمعية الخيرية وتستمر عجلتها بفضل الله ثم صدقتي هذه..!! وهكذا تصبح صدقة جارية.!!
غادرت المكان وأنا ابتسم أقلب كفيّ متعجبًا..
فبادلني الابتسامة وكأنه يقول: نعم معك حق ... حتى أنا أعلم أن طلبي غريب.
أشتاق أحيانًا لصدق ذاك الرجل وصراحته، فهو لم يستعطفني ببعض صور الأطفال الرمادية بملابسهم الممزقة، ولم يريني بعض صور المنازل المتهالكة التي يظهر بها شيخ كبير وقد انكفأ على نفسه كأنه ينتظر الموت، ولم يستغل براءة الطفولة وحاك حولها القصص لترق القلوب، والتي تنتشر كثيرًا خاصةً في شهر رمضان الذي لا أعرف هل هو شهر رحمة، أو نصب وإحتيال وإسراف وكفر بالنعم.؟!
وقبل أن تغضب.. أريدك أن تقوم بجولة سريعة على الرسائل والنشرات والصور التي تحث على إفطار الصائمين، منذ اقتراب شهر رمضان المبارك وحتى الإعلان عن رؤية هلال العيد وشراء زكاة الفطر .
تلك الرسائل التي تلامس إنسانيتك وتقصص عليك بعاطفة جياشة عن المساكين والمحتاجين والجائعين ثم بعد ذلك تحثك على الأجر والمثوبة و دفع مبلغ إفطار صائم لمدة شهر في المسجد النبوي..!! .. مستغلين بذلك المكان "القدسي" ، والزمان "شهر رمضان" أبشع استغلال من أجل انتفاخ جيوبهم.
وربما ابتعدوا لأكثر من ذلك ودعو للمساهمة في إفطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي أو المسجد الحرام لتكون صدقة عن شهداء الواجب..!!
ليستغلوا بذلك عاطفة الشعب كاملةً تجاه شهدائهم وأبطالهم .
هذا الاستغلال للشعائر الدينية جرّتنا شيئًا فشيئًا إلى الكفر بالنعم أولاً، واتساع الفجوة بيننا وبين المحتاجين المتعففين ثانيًا، امشي قليلاً في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي، ألقي نظرة على الحاويات وشاهد الطعام المتكدس، اتجه للفنادق وشاهد وتمعّن بالنعم التي يُلعب بها باسم الدين واسم افطار الصائمين واسم شرف المكان والزمان!
سر في ليلة العيد بين بعض بائعي زكاة الفطر، وشاهد عملية التدوير لكيس الأرز الذي من المفترض أن يكون زكاة فطرك
يبيعه لك البائع، فيطلبه من يجلس بجانبه على أنه محتاج، ثم يعيده هذا المحتاج للبائع الذي يقوم ببيعه مرة أخرى لضحية أخرى.
أخيرًا:
هذه دعوة للوعي - الوعي الذي نفقده كثيرًا في تعاملاتنا الحياتية، والذي سيُجنبنا الكثير من خسائرنا، سيُجنبنا أن نكون أضحوكة، الوعي الذي سيجعلنا أكثر قيمة ومقامًا.
أعلم بأن الكثيرمن الأمور نفعلها لأننا اعتدنا عليها ولكن حان الوقت لأن نعلم أين تذهب صدقاتنا، ولانعتمد فقط على النوايا، وذلك لنكون مساهمين في مساعدة المحتاجين الحقيقين وندعم الجمعيات الخيرية الصادقة في مسعاها ونمد يدنا نساعدها وندفعها للأمام.
:
:
:
أطيب المنى.
اصبحو يستغلون الدين والعاطفة تحت مسمى وقف، صدقة جارية...الخ
فشوهو سمعة من صدق
يستغلون عطف الناس لهم وحبهم للخير
رسمت واقع يجهله الكثير
كتبت فأبدعت شكراً لك
مقال متميز
كاتب صادق
مقال جميل ومهم . ونشكر استاذنا على تسليط الضوء لهذا الامر . ولكن لدي قول في الأمر.
عملية الصدقات في ساحات الحرمين الشرفين تحتاج الى تقنين كبير من الجهات المختصة لخدمة الحرمين. من ناحية كمية الطعام والشراب المتصدق به ونوعيته حفاظاً على نظافة المنطقة وتهذيب الفئة المستفيدة من الصدقات. أيضاً وكما أشار أستاذ رائد لوصول الصدقات والزكاة لمستحيقها المتعففين أفضل من هدرها في ساحات الحرمين. الف شكر لأستاذنا لتطرقه لهذا الموضوع .
* *الشعبية والأسر المحتاج.. والاقارب حلو لما تتفقد اقاربك وبكذا تكون كسبت* أجرين 'صلة رحم و'صدقه*
"احسنوا الصدقه واعطوها من يستحقها "
شكرآ أستاذي على المقال الرائع ممبدع كالعاده