كُن صِفراً

صوت المدينة - ابتهاج المحمدي

الأعداد لها أهميتها في حياتنا .. وبها نستطيع حل جميع المسائل الحسابية..

وتبدأ من الصفر ..

والصفر بالأعداد العربية على شكل نقطة..

أمعنت النظر إليه بعد كتابته ..

فحادثت نفسي لماذا لاأتخيل نفسي صفراً..

فمثلاً لو كنت صفراً في عملية الجمع ..

فانه لايغير من نتيجة وقيم الأعداد شيئاً ..

بل تبقى قيمتهم كماهي ..

فبدأت 1+0=1

اذاً لم يتغير العدد مطلقاً

فلماذا لاأكون كالصفر في الجمع ..

اذا واجهت أشخاصاً في اجتماعات أو زيارات حتى لو أعرفهم معرفة بسيطة .. لاأقلل من قيمتهم بل سأعطيهم مايستحقون أن يكونوا عليه فعلاً ..

ويخرجوا من محادثتي وجلستي بأقل الخسائر النفسية.. وعندها أكون قد عززت ثقتهم بأنفسهم.. وأرفع من شأنهم ليكونوا شيئا مميزا في المستقبل ..فأفرح بنجاحاتهم التي كنت شرارة البدء فيها..

فأثارني الفضول وجربت نفس العملية لكن بالطرح 1-0=1

وتمعنت الصفر في الطرح أيضاً..

فهو لايعطي للأعداد قيمة بل يجعل العدد كما هو في كل ناتج..

فالصفر هنا مثلا رغم تغيير العملية لم يغير قيمة العدد بل جعله كما هو..

فجميل جداً اننا عندما نواجه من يحاول أن يقلل من قيمتنا أو يدخل الشك في ثقتنا بأنفسنا نكون كمان نحن ..

لنفرض أنفسنا حينها ولا نستمع لكلمة محبطة أو موجعة أو مايجعلك تدخل دوامة الواسواس الذي يجعل كلام الناس هو شغلك الشاغل ..

بل نكون كما نحن وكما كانت نواتج الصفر مع الأعداد ..

لاأدري مالذي أدخلني في دوامة الصفر ومسائل الحساب ..

رفعت قلمي فرأيت اني خلال كتابة المسائل أصبت بمقولتي فعلاً ..

وأن الصفر عدد رائع وحكيم عرف كيف يعطي بسخاء وكيف يأخذ بذكاء..

فالصفر صفراً كيفما يريد هو.. ومع من يريد ..

فلنكن حكماء كالصفر ..

ونجعل القيم في الأشخاص كما هي ..