نصب المشاهير على أصحاب الأعمال
صوت المدينة - رائد العودة:
يقول الفيلسوف مارتن لوثر كينج: لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلّا إذا انحنيت.
قبل مدة حادثني رجل أعمال لديه عدة نشاطات ومن بينها مقهى نسائي، وطلب مني استشارة تسويقية حيث ذكر لي أن هناك مجموعة من الفتيات قدمن إليه وأبلغنه بأن مجموع متابعي حساباتهن يبلغ حوالي المليوني متابع، وطلبن منه مقابل الإعلان أن يقدم لهن قائمة المأكولات والمشروبات كاملة ومجانًا وهن بدورهنْ يصورنها بحساباتهن عبر سناب شات ويمتدحنها.
سألني إن كنت أعرف أيًّ منهن وذكر لي أسمائهن فأجبته بأني لا أعرف منهن أحدًا، وأنّ طلبهن الجائع هذا يفتقر للإعلان الاحترافي، حيث أن المعلن أو المسوّق المحترف يسوّق الحل للمشكلة، لا الطعام لمعدته..!!
:
:
وفكرتُ بعد ذلك، كم من ضحيّة وقع في شرك هذه العصابات (الجائعة) والتي منها الكثير.؟
وبعيدًا عن خدع البرامج والاحتيالات لرفع العدد، تعمقت أكثر في الموضوع فوجدت طريقة هؤلاء المعلنين (الذكيّة جدًا)، والتي تُظهر المصداقية والشفافية وتبطن الزور والباطل.
الطريقة تتمثل في اتحاد واتفاق عدد كبير من الأفراد داخل مجموعات ( مئات المجموعات ) عبر تطبيقي واتساب وتليجرام وبها أعداد كبيرة جدًا.
يقوم أفراد هذه المجموعات على دعم بعضهم البعض في الاعلانات، بحيث لو أراد أحدًا من هذه المجموعة القيام بإعلان لتاجر ورغب بأن يُغريه بالعدد الهائل الذي يملكه من المتابعين كل ماعليه هو أن يقوم بطلب أعضاء هذه المجموعات بالتفاعل مع هذا الاعلان، فترتفع عدد المشاهدات بشكل رهيب، ولكن في الحقيقةً لايهتم أيًّ من هؤلاء المشاهدين بهذا الإعلان، ويعود ذلك لعدة أسباب فمعظم هؤلاء الذين يجتمعون في المجموعات من مناطق جغرافية لا ارتباط بينها مثلاً (العراق، الدوادمي، القاهرة، بيشه، ينبع) بهذا الشكل العشوائي، وتجدهم جميعًا يسعون لنفس الهدف ( الظفر بنقود اصحاب الأعمال ).
تعمّقت أكثر وسألت عن كيفية قيامهم بالاعلانات فوجدتُ بأن أسعار إعلاناتهم زهيدة وهذا عامل الإغراء الأول، ثم بعد ذلك يشترط عليك بأنه لايضمن شراء منتجك ولكن يضمن وصول الإعلان لعدد كبير من المتابعين، ويكرر لك الإعلان مجانًا مرة أخرى وهذا عامل الإغراء الثاني، فيوافقون أصحاب الأعمال ولكن بالتأكيد لن يطرق بابهم أحدٌ أبدًا. (أذكياء جدًا)
هذه الطرق في النصب والاحتيال يجهلها الكثير من أصحاب الأعمال، ويستغربون كثيرًا لماذا أدفع في الإعلان للكثير ولايوجد تأثير..؟ ويقسم أيمانًا بأنه قد شاهد عدد التصوير لإعلانه والذي بلغ عشرات الألوف والتعليقات والاعجابات بالمئات ويكرر الإعلان على أمل أن يجد نفعًا، ولكن يستمر في خسارة نقوده بلا جدوى ودون أن يفهم السبب.!
أتمنى بعد هذا الشرح المبسط سيفهم أصحاب الأعمال مالذي يجري من وراءهم. ويبحثون عن المؤثرين فقط، أولائك الذين يغيّرون في المجتمع للأفضل.
أولائك الذين يقولون لك: إذا لم تستفد من الإعلان فسنعيد لك نقودك، أولائك الذين لايتصرفون بقيمة الإعلان إلا بعد أن ترتاح ضمائرهم بأن العميل قد حصل مبتغاه ورضي عنهم.
أتمنى ذلك، ثم أتمنى أن يطبقوا مقولة صديقنا "مارتن":
"لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلّا إذا انحنيت"
:
:
:
:
أطيب المنى
يقول الفيلسوف مارتن لوثر كينج: لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلّا إذا انحنيت.
قبل مدة حادثني رجل أعمال لديه عدة نشاطات ومن بينها مقهى نسائي، وطلب مني استشارة تسويقية حيث ذكر لي أن هناك مجموعة من الفتيات قدمن إليه وأبلغنه بأن مجموع متابعي حساباتهن يبلغ حوالي المليوني متابع، وطلبن منه مقابل الإعلان أن يقدم لهن قائمة المأكولات والمشروبات كاملة ومجانًا وهن بدورهنْ يصورنها بحساباتهن عبر سناب شات ويمتدحنها.
سألني إن كنت أعرف أيًّ منهن وذكر لي أسمائهن فأجبته بأني لا أعرف منهن أحدًا، وأنّ طلبهن الجائع هذا يفتقر للإعلان الاحترافي، حيث أن المعلن أو المسوّق المحترف يسوّق الحل للمشكلة، لا الطعام لمعدته..!!
:
:
وفكرتُ بعد ذلك، كم من ضحيّة وقع في شرك هذه العصابات (الجائعة) والتي منها الكثير.؟
وبعيدًا عن خدع البرامج والاحتيالات لرفع العدد، تعمقت أكثر في الموضوع فوجدت طريقة هؤلاء المعلنين (الذكيّة جدًا)، والتي تُظهر المصداقية والشفافية وتبطن الزور والباطل.
الطريقة تتمثل في اتحاد واتفاق عدد كبير من الأفراد داخل مجموعات ( مئات المجموعات ) عبر تطبيقي واتساب وتليجرام وبها أعداد كبيرة جدًا.
يقوم أفراد هذه المجموعات على دعم بعضهم البعض في الاعلانات، بحيث لو أراد أحدًا من هذه المجموعة القيام بإعلان لتاجر ورغب بأن يُغريه بالعدد الهائل الذي يملكه من المتابعين كل ماعليه هو أن يقوم بطلب أعضاء هذه المجموعات بالتفاعل مع هذا الاعلان، فترتفع عدد المشاهدات بشكل رهيب، ولكن في الحقيقةً لايهتم أيًّ من هؤلاء المشاهدين بهذا الإعلان، ويعود ذلك لعدة أسباب فمعظم هؤلاء الذين يجتمعون في المجموعات من مناطق جغرافية لا ارتباط بينها مثلاً (العراق، الدوادمي، القاهرة، بيشه، ينبع) بهذا الشكل العشوائي، وتجدهم جميعًا يسعون لنفس الهدف ( الظفر بنقود اصحاب الأعمال ).
تعمّقت أكثر وسألت عن كيفية قيامهم بالاعلانات فوجدتُ بأن أسعار إعلاناتهم زهيدة وهذا عامل الإغراء الأول، ثم بعد ذلك يشترط عليك بأنه لايضمن شراء منتجك ولكن يضمن وصول الإعلان لعدد كبير من المتابعين، ويكرر لك الإعلان مجانًا مرة أخرى وهذا عامل الإغراء الثاني، فيوافقون أصحاب الأعمال ولكن بالتأكيد لن يطرق بابهم أحدٌ أبدًا. (أذكياء جدًا)
هذه الطرق في النصب والاحتيال يجهلها الكثير من أصحاب الأعمال، ويستغربون كثيرًا لماذا أدفع في الإعلان للكثير ولايوجد تأثير..؟ ويقسم أيمانًا بأنه قد شاهد عدد التصوير لإعلانه والذي بلغ عشرات الألوف والتعليقات والاعجابات بالمئات ويكرر الإعلان على أمل أن يجد نفعًا، ولكن يستمر في خسارة نقوده بلا جدوى ودون أن يفهم السبب.!
أتمنى بعد هذا الشرح المبسط سيفهم أصحاب الأعمال مالذي يجري من وراءهم. ويبحثون عن المؤثرين فقط، أولائك الذين يغيّرون في المجتمع للأفضل.
أولائك الذين يقولون لك: إذا لم تستفد من الإعلان فسنعيد لك نقودك، أولائك الذين لايتصرفون بقيمة الإعلان إلا بعد أن ترتاح ضمائرهم بأن العميل قد حصل مبتغاه ورضي عنهم.
أتمنى ذلك، ثم أتمنى أن يطبقوا مقولة صديقنا "مارتن":
"لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلّا إذا انحنيت"
:
:
:
:
أطيب المنى