الحصان المهرج
صوت المدينة - ابتهاج المحمدي
سبقتني وتريدُ قطع الشريط كالعادة.. وقفت أتأمل خُطواتِها القليلة التي تفصلها عن حاجز الإنتصار .. فسبقتني ولم تستسلم مثلي ..
كُلما تسابقنا كانت هذه النتيجة ..
وبعدها أنهارُ لعدةِ أيام ..
يستفزوني الصغار والكبار بكلامهم وتشجيعهم لها وأنا أُهزم في كل مرة ..
ذهبتُ تلك الليلة إلى فراشي وأنا محملة بالحزن والأسى على ماحدث ..
سألتُ أختي وهي نصف نائمة :
لماذا في كل لعبة تهزمني ..؟!
ردت بإجابتها البريئة ..
أنت ستهزمينها غداً
ابتسمتْ.. وتغلب تلك الليلة التعب على الحزن ونمت ..
صحوتُ صباحاً على صوت والدتي ..
الفطور جاهز .. أريد أن أذهب إلى جدتكن إذا انتهيتن إغسلن الأطباق ..
مع السلامة ..
وسمعت الباب قد أقفل ..
قمت وتوضأت وصليت .. وجلست على السفرة وقد لحقتني أختي أيضاً ..
وعمّ الصمتُ كلينا ..
سألتني : ألن تلعبي اليوم ..؟!
قلت : لا
قالت : لماذا .. ؟!!
أنت أسرع منها وأذكى منها .. لاتحطمي نفسك وتعاقبيها لمجرد لعبة .. حاولي اليوم ستهزمينها ..
قلت : لا أبداً ليس اليوم ..
سأرتب المنزل وأغسل الأطباق ..
أنت إذهبي إذا شئتِ..
ردت : سأساعدك ثم نشاهد التلفاز سويةً..
فرحت بكلام أختي الحنونة وأحسست أني أعطيت الموضوع أكبر من حجمه فقلبُ أختي هو أجمل من أي إنتصار ..
انتهينا وجلسنا على الأريكة نقلب القنوات بدون أي هدف ..
فجذبنا برنامج قصص عن الحيوانات ..
وبدأ المذيع بعرض القصص فرفعت صوت التلفاز ..
وبدأ بسرد قصة الحصان المهرج
الذي إستهتر به صاحب الإصطبل وجعله يجر العربات في المتنزهات ويمتطيه السياح ..
وشاء الله بليلةِ السباق أن لدغ حصان السباق ثعبان ..
ووجدوه ميتاً في الصباح ..
ولم يجد صاحب الإصطبل إلا ذلك الحصان المهرج لكي يجعله بديلاً عنه .. وقد كان متيقناً من فشله الذريع .. الذي سيحكي عنه كل أهل البلدة ..
وبالفعل بدأ السباق وكان الحصان جاهزاً وأطلق ساقيهِ للريح وكأن الأرض تنطوي تحته انطواءاً .. وتخطى التاسع ثم السابع ثم الخامس .. وسيده مندهش من سرعته وانطلاقته التي أثارت دهشة الحضور وبدأ صوت الهتاف يعلو حتى تجاوز الثاني وأنطلق فأصبح في مقدمة السباق ونجح الحصان .. وفرح صاحب الإصطبل ..
فأصبح هذا الحصان من أفضل أحصنة البلدة بعدما كان يسمى الحصان المهرج
وكأن الله أرادني أن أسمع تلك القصة ..
تركتُ أختي وأردت أن أختلي بنفسي ..
جلست أمام النافذة أتاملهم يتسابقون ..
وهي لازالت تنتصر عليهم ..
إلى متى تُحبطني ..؟!!
تكسر عزيمتي..
تجعلني أستسلم قبل أن ينتهي السباق
لاألومها هي..
ألووم نفسي.. ماذا أنتظر ..
أأنتظر فرصةً كالحصان المهرج ..
أم أن إرادتي أنا من يصنعها بعد الله بدون أن أنتظر الفرص ..
أستطيع لكن ..
لن أنظر بعد اليوم لخطواتها ولن أقف وأستسلم ..
ولن أستمع لترهات المحبطين ..
سأتابع وأتابع إلى نهاية السباق ..
ولن أتلفت لأحد ..
وسأنجح ..
ناديتُ أختي .. وأمسكت يدها وخرجنا ..
أجري بروحٍ جديدة ..
روح التحدي والثقة بالنفس ..
وقفت أمامها .. أتلعبين ..؟!
قالت : هيااا
بدأت صافرة السباق وأنطلقت كما إنطلق الحصان المهرج ..
أجري أجري بدون قيود وبدأت أسمع صوتاً يُحفزني يدفعني..
ستهزمينها استمري ..
بقي القليل وأصل وهي لازالت تسبقني ضغطت على نفسي فلن أقف وأستسلم مثل كل مرة ..
أكملت الجري حتى وقفت هي مذهولة تلتقط أنفاسها ..
وقطعتُ شريط الإنتصار بيدي ..
صرخات صديقاتي ..
وحضن أختي..
وكأني فعلت المعجزة بانتصاري عليها ..
بعد أن كان المركز الأول حكراً عليها ..
أصبحت أنا حديث اليوم ..
و قدوة لكل من يأس وأستسلم ..
فرحتُ كثيراً بالإنتصار ..
وفرحتُ أكثر بروحي الجديدة ..
نمنا أنا وأختي تلك الليلة سعيدات جداً وكأننا تركنا اليأس والإستسلام يباتُ خارج منزلنا للأبد ..
ومضة:
أرواحنا جُبلت على حب الإنتصار والتحدي ..فلاتجعل اليأس والإستسلام يتمكن منها ..
سبقتني وتريدُ قطع الشريط كالعادة.. وقفت أتأمل خُطواتِها القليلة التي تفصلها عن حاجز الإنتصار .. فسبقتني ولم تستسلم مثلي ..
كُلما تسابقنا كانت هذه النتيجة ..
وبعدها أنهارُ لعدةِ أيام ..
يستفزوني الصغار والكبار بكلامهم وتشجيعهم لها وأنا أُهزم في كل مرة ..
ذهبتُ تلك الليلة إلى فراشي وأنا محملة بالحزن والأسى على ماحدث ..
سألتُ أختي وهي نصف نائمة :
لماذا في كل لعبة تهزمني ..؟!
ردت بإجابتها البريئة ..
أنت ستهزمينها غداً
ابتسمتْ.. وتغلب تلك الليلة التعب على الحزن ونمت ..
صحوتُ صباحاً على صوت والدتي ..
الفطور جاهز .. أريد أن أذهب إلى جدتكن إذا انتهيتن إغسلن الأطباق ..
مع السلامة ..
وسمعت الباب قد أقفل ..
قمت وتوضأت وصليت .. وجلست على السفرة وقد لحقتني أختي أيضاً ..
وعمّ الصمتُ كلينا ..
سألتني : ألن تلعبي اليوم ..؟!
قلت : لا
قالت : لماذا .. ؟!!
أنت أسرع منها وأذكى منها .. لاتحطمي نفسك وتعاقبيها لمجرد لعبة .. حاولي اليوم ستهزمينها ..
قلت : لا أبداً ليس اليوم ..
سأرتب المنزل وأغسل الأطباق ..
أنت إذهبي إذا شئتِ..
ردت : سأساعدك ثم نشاهد التلفاز سويةً..
فرحت بكلام أختي الحنونة وأحسست أني أعطيت الموضوع أكبر من حجمه فقلبُ أختي هو أجمل من أي إنتصار ..
انتهينا وجلسنا على الأريكة نقلب القنوات بدون أي هدف ..
فجذبنا برنامج قصص عن الحيوانات ..
وبدأ المذيع بعرض القصص فرفعت صوت التلفاز ..
وبدأ بسرد قصة الحصان المهرج
الذي إستهتر به صاحب الإصطبل وجعله يجر العربات في المتنزهات ويمتطيه السياح ..
وشاء الله بليلةِ السباق أن لدغ حصان السباق ثعبان ..
ووجدوه ميتاً في الصباح ..
ولم يجد صاحب الإصطبل إلا ذلك الحصان المهرج لكي يجعله بديلاً عنه .. وقد كان متيقناً من فشله الذريع .. الذي سيحكي عنه كل أهل البلدة ..
وبالفعل بدأ السباق وكان الحصان جاهزاً وأطلق ساقيهِ للريح وكأن الأرض تنطوي تحته انطواءاً .. وتخطى التاسع ثم السابع ثم الخامس .. وسيده مندهش من سرعته وانطلاقته التي أثارت دهشة الحضور وبدأ صوت الهتاف يعلو حتى تجاوز الثاني وأنطلق فأصبح في مقدمة السباق ونجح الحصان .. وفرح صاحب الإصطبل ..
فأصبح هذا الحصان من أفضل أحصنة البلدة بعدما كان يسمى الحصان المهرج
وكأن الله أرادني أن أسمع تلك القصة ..
تركتُ أختي وأردت أن أختلي بنفسي ..
جلست أمام النافذة أتاملهم يتسابقون ..
وهي لازالت تنتصر عليهم ..
إلى متى تُحبطني ..؟!!
تكسر عزيمتي..
تجعلني أستسلم قبل أن ينتهي السباق
لاألومها هي..
ألووم نفسي.. ماذا أنتظر ..
أأنتظر فرصةً كالحصان المهرج ..
أم أن إرادتي أنا من يصنعها بعد الله بدون أن أنتظر الفرص ..
أستطيع لكن ..
لن أنظر بعد اليوم لخطواتها ولن أقف وأستسلم ..
ولن أستمع لترهات المحبطين ..
سأتابع وأتابع إلى نهاية السباق ..
ولن أتلفت لأحد ..
وسأنجح ..
ناديتُ أختي .. وأمسكت يدها وخرجنا ..
أجري بروحٍ جديدة ..
روح التحدي والثقة بالنفس ..
وقفت أمامها .. أتلعبين ..؟!
قالت : هيااا
بدأت صافرة السباق وأنطلقت كما إنطلق الحصان المهرج ..
أجري أجري بدون قيود وبدأت أسمع صوتاً يُحفزني يدفعني..
ستهزمينها استمري ..
بقي القليل وأصل وهي لازالت تسبقني ضغطت على نفسي فلن أقف وأستسلم مثل كل مرة ..
أكملت الجري حتى وقفت هي مذهولة تلتقط أنفاسها ..
وقطعتُ شريط الإنتصار بيدي ..
صرخات صديقاتي ..
وحضن أختي..
وكأني فعلت المعجزة بانتصاري عليها ..
بعد أن كان المركز الأول حكراً عليها ..
أصبحت أنا حديث اليوم ..
و قدوة لكل من يأس وأستسلم ..
فرحتُ كثيراً بالإنتصار ..
وفرحتُ أكثر بروحي الجديدة ..
نمنا أنا وأختي تلك الليلة سعيدات جداً وكأننا تركنا اليأس والإستسلام يباتُ خارج منزلنا للأبد ..
ومضة:
أرواحنا جُبلت على حب الإنتصار والتحدي ..فلاتجعل اليأس والإستسلام يتمكن منها ..