• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

الزواج .. القاتل الخفي للأحلام..!

بواسطة الكاتب : رائد العوده 03-05-2018 05:00 صباحاً 2908 زيارات
صوت المدينة - رائد العودة

يقول الكاتب "ديبرا" يتزوج الرجال ليصنعوا نهاية، وتتزوج النساء ليصنعن بداية"

:
:

لا ألوم " ديبرا" في مقولته، فهذا التعقيد في مفهوم الزواج جعل منه قرارًا صعبًا حين اتخاذه، وصعبًا عند قرار الاستمرار فيه وأصعب عند التفكير في التخلي عنه.

ودائمًا أفكر، نحن لم نبدأ حياتنا بهذه الشراكة الزوجية.!! ، وعندما نقرر هذا القرار نعتني بشدة في الاختيار وتظهر الفضائل العظيمة في اشتراطاتنا وندفع الأموال الطائلة لنرسم الفرحة عنوّة على ملامحنا، ثم إذا مافشل كل ذلك أخذتنا العزّة بالإثم وارتضينا الاستمرار في هذا العذاب كي نكمل مسرحية الفرح الخادعة وتضيع سنوات العمر..!

:
:

قبل أيام أخذتني المصادفة وأنا داخل "الساونا" في أحد المراكز الرياضية أن استمع حديث رجل لآخر وكان يدعو بأن يبعث الله حلّاً من عنده لمصيبته، ماهي إلا دقائق حتى اكتشفت من سياق الحديث أن المصيبة التي يعنيها هي "زوجته"، يدعو عليها بالموت ليصبح الحل سماويًّا لا قرار له فيه ..!!

يا إلهي ..!!! ما أتعس أن تمضي سنوات عمرك كارهًا لمن يقاسمك إياها.. والأسوأ أن تمضي سنوات عمرك تحلم بشريك حياة ويكون سببًا في تعاستك.


:

في الواقع قمت بمراقبة أغلب الناجحين في حياتهم فوجدتهم على حالتين: إما أن شريك الحياة يدفعهم للأمام دفعًا ويقفز بهم للطموح والنجاح وهذا هو الزواج الناجح، أو أنه بلا شريك (أعزب) ليس له سوى الطموح والسعي وراءه، لكني لم أسمع أو أرى أحدًا يعيش في بيئة مشحونة بالبغضاء والكراهية والحقد ويحقق أمآله.!!

:

عزيزي القاريء، الزواج مجرد مرحلة للسير على طريق النجاح، لم يكن يومًا محطة الوصول المعنيّة، لذلك إن كانت هذه المرحلة تعرقل سعادتك، فمابالك لا تجتازها.؟ لما تضع نفسك بين خيارين أولهما الالتزام بمفاهيم الإنتقام الجبان والضرر بإيقاع الأذى قولًا أو فعلاً، والثاني العيش بضعفٍ والتخلي عن الطموح والأماني العريضة والسعي لتحقيقها.؟

ربما تريد الاستمرار بدعوى الأبناء والتضحية والتنازل لأجلهم، لكنك ستصل لأن تهجو شريك حياتك ويصبح ذكره على كل لسان بسبب غياب الحب، فتخسر شبابك وتخسر احترام ابنائك، كما فعل الحطيئة حين قال:

لها جسم برغوث وساقا بعوضةٍ
ووجه كوجه القرد بل هو أقبحُ!؟

:
:

ياسيدي ... الزواج عقد شراكة زوجيّة نزيه، فإما أن يكون متماسكًا "بمعروف" أو مسرّحًا "بإحسان" لا غيبة مستمرة ولا إنتقامًا أسودًا.

أعلم أن هناك زواجًا سعيدًا تحوّل لتعيس بسبب التدخلات، هنا لا أتحدث عن أولائك الذين رغبوا أن تستمر حياتهم لكن المباديء الفارغة ككرامة العائلة والقبيلة والتدخل في شؤون الأزواج والتخبيب فيما بينهم آلت لفراقِهم، وإن حدث فالرحيل أيضًا يعتبر حلًّا نموذجيًّا، فلا معنى من الاستمرار في حياة غابت عنها شمس التقدير والمحبة والوئام وحلّ بدلاً عنها البغض والكراهية ومفاهيم الانتقام.

كُن شجاعًا حتى تصل لقوله تعالى:

{ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (130) النساء

#فكر_من_جديد

:
:
:
:

أطيب المنى

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • أفنان قاضي
    03-05-2018 05:33 صباحاً
    بعيدا عن البدايات والنهايات، أعتقد أن مفهوم الزواج بدأ يأخذ منحى جديد بحيث يكون إضافة في حياة المرء سواء كان شابا أو فتاة وليس كل الحياة كما في السابق !
    متفائلة بالجيل الجديد .. أعتقد أنه أخذ من الوعي والخبرة ممن سبقوه بحيث يفهم معادلة الزواج، وفي حال عدم التوافق لن يعتبر الانفصال عيبا لو كان هو الحل الأخير لكلا الطرفين ..
    .
    .
    سلمت يمينك على هذا المقال الرائع وأسلوب الطرح المتميز .
  • نعمة ناجي
    03-05-2018 08:53 صباحاً
    كلام منطقي مؤصل في شريعتنا
    اجتماع بمعروف او تسريح باحسان هذا امر إلهي وللاسف كثير يجهله بحكم العرف والعادات اصبحت حياتنا تسير حسب العادة وليست عباده
    سلمت يمينك صاحب الفكر الحكيم
  • ريم السحيمي
    03-05-2018 09:11 صباحاً
    اتفق تمامً بالكلام المكتوب واتفق اكثر ب او أنه بلا شريك (أعزب) ليس له سوى الطموح والسعي وراءه ببساطه الزواج ارتباط قائم على التفاهم والموده ف اذا اختلت الشروط البعد افضل حل
  • منال التميمي
    03-05-2018 09:29 صباحاً
    الشجاعة أن تصنع من العلاقة الزوجية وطن .. مبني على المودة والرحمة
    والأشجع أن تهاجر عن هذه العلاقة متى ماشعرت انها باتت ( منفى )
    لتحافظ على ماتبقى منك وتصنع وطناً يليق بروحك وانسانيتك وطموحك .
    لغة القرآن رحيمة ولايكلف الله نفساً الا وسعها
  • مريم العبدالله
    03-05-2018 09:44 صباحاً
    الكاتب في بداية المقال تحيز لجانب دون الآخر كان إلى جانب الرجل ، باتفاقه مع مقولة ديبرا ان النساء هم الرابح الأكبر من الزواج ، رغم أن الحقيقه الله وحده يعلمها .
  • رقيه
    03-05-2018 11:04 صباحاً
    بمعنى الكلمة جميييل وفي الصميييم*
  • doroopi
    03-05-2018 12:58 مساءً
    خلطت بين الصح والخطاء فيه جوانب صح وجوانب خطاء ف المقال احسه كلام مبطن اكثر من انه ظاهر لاكن كتقيم حقيقي لم يعجبني وهل الانفصال حلوهل تشتت الابناء حل وهل الزواج باخرى بيكون مرفق لاكن وبشر الصابرين
  • اريج الهندي
    03-05-2018 04:56 مساءً
    ثقافة مجتمع .. وأثر تربية .. انشأت جيل سابق يخشى المواجهة ويفضل البقاء في قوقعه لوحة الزواج طات الايطار المذهب خشية من تلك الصورة الممزقة المترامية الاطراف على الالسنه .. لكن* الان جيل التغيير .. لا يخشى الا ان تكون حياته كما يريد ومع من يريد وكيفما شاء .. هذا مقال يفيد جيل الطيبين فقط لعله يجعلهم يرون ما بين السطور ويتلاخقوا ما تبقى من لحظات .. «امساك بمعروف ، او تسريح باحسان»
  • اميرة خطيري. الكاتبة
    03-05-2018 06:05 مساءً
    مقال جميل وموضوع هام من أستاذنا رائد .
    ماأراه سبب تعاسة أغلب الأزواج .
    منطق الخوف المتعدد الاتجاهات ( نخاف الفشل -نخاف كلام الناس - نخاف نظهر سعداء من الحسد - نخاف نطرق ابواب حديثة لحلول أفضل ... نخاف مانعمل فرح ونوفر لأمور أهم ... الخ نخاف ونخاف ) .
    ثانياً القناعة ثم القناعة من أهم أسباب السعادة بالمطلق وبموضوع الزواج خاصة. بعد الإستخارة .
    وأخيراً بكل أسف الأغلب نشأ وهو جاهل لذاته ، ماذا يريد لها وماذا يريد منها . فكيف له أن يقيم شراكة أسرية قوية مع الطرف ويكملا مشروعهما بنجاح ووفاق دون فهم ذاتهما أولا وبعضهما ثانياً .
  • اميرة خطيري. الكاتبة
    03-05-2018 06:18 مساءً
    عفواً . لدي تعقيب على نقطة للكاتب وهي من اسباب نجاح حياة بعض المتزوجين. اما العزوبية واما دفع احدهما للاخر للنجاح. وهنا نقطة مهمة مبطنة من الكاتب وهي التضحية والتي تكون دعم قوي لنجاح الحياة الزوجية وإستمرارها من كلا الطرفين ع حسب مقدرته ، وليس من طرف واحد فقط.
    وإتخاذ القرار المناسب والأصلح لجميع أفراد الأسرة بموافقة الطرفين مع إستمرار الإحترام بينهما .
    ( ولا تنسوا الفضل بينكما )
  • محمد الأنصاري
    03-05-2018 07:07 مساءً
    أحب أن أقول بأن الحياة بالحب جميلة لكنها بدونه ليست مستحيلة والزواج إما أن يكون إضافة أو يكون عامل إعاقة ومتى استحالة الحياة الزوجية إلى نوع من العنت وتعذرت كل طرق الإصلاح فالفراق بالحسنى أولى من الإستمرار في النكد والعناء ناهيك عن ما في معاشرة من تكره من إيهان للبدن إلى غيره من التورات الدائمة التي تفضي ربما بصاحبها إلى أمراض بدنية هذا إن تجاوزنا الأمراض الأخلاقية التي ستترتب على عيشه في بيئة من الصراعات والمشاحنات .
  • حمود عبدالقادر صبر
    03-05-2018 09:25 مساءً
    شكرا استاذ رائد
    موضوع جمييييييل جدا*
    استمر
    بارك الله فيك
  • الجوهرة العواد
    03-07-2018 05:18 صباحاً
    الزواج اصبح ك لعبة تماماً..
    *كل الشكر لكٓ استاذ رائد
أكثر