لا يوجد أحد

صوت المدينة _ ابتهاج المحمدي

لايوجد أحد..

عندما تُحادث شخصاً فأنت من الوهلة الأولى تعرف ماهيته ومما تتكون تركيبته ؟!!

عشنا عمراً وعاشرنا أشخاصاً مختلفين

بعقلياتهم وطريقة تفكيرهم ..

منهم من يفتح لك آفاقاً لكي تبحر في بحر الحياة.. ومنهم من يجعلك تترك التجديف وتتمنى أن تموت غرقاً..

أتمنى للنوع الاول أن يتكاثر وأدعو للنوع الآخر أن تصيبه العدوى أو ينقرض..

سألني ذات مرة شخص ويكاد الحزن يعتلي وجهه ونبرات اليأس بدت واضحة من صوته..

كيف تغلبت عليه ..؟!!

وكيف تحررت منه ..؟!!

انصحني لعلك تكسب فيني اجراً..

أمسكت بيده فقلت هل تعلم ياصديقي ..

انني كنت مثلك ذات يوم..

وصادفت من صدمني ..ومن صارحني .ومن جرحني ..ومن زاد الطين بلة..

لكن هناك شخصاً واحداً أخذ بيدي من ظلام اليأس الى نور التفاؤل .. ولازال لايفارق ذاكرتي وكلماته ترن على مسامعي ..

قطع حديثي وقال : عرفني عليه .. فعلاً احتاج لمن ينتشلني ..؟!!

أجبتْ بنبرة حزن :

للأسف كان واحداً ولكنه مات من اليأس ..:؛

كان يبعث التفاؤل بمن حوله لكنه لم يجد من يبعثه فيه ..

حزن الرجل ..وتحرك مبتعداً بخطواتٍ واسعة يحادث نفسه بصوتٍ منخفض ..

لاأحد لاأحد

عندها أيقنت أن لاأحد غيرك قادراً على مساعدتك .. فأمسك بيدك الأخرى وتجاوز

صعوبات حياتك ونفسك ليعلو شأنك وتمتلئ حياتك زهراً بعد الشوك ..