سيرحلون وستندمون..
صوت المدينة - ابتهاج المحمدي
سيرحلون وستندمون..
حضرتُ عزاء أحد معارفي ..
أحزنتني الدموع التي ُتقطع القلب..
والعيونُ التي أرهقها البكاء..
دعوتُ لهم ولفقيدهم ولمن رحلوا عن دنيانا..
بعدها استأذنت وخرجت ..
وبطريقي لسيارتي لفت نظري ابنٌ يمشي مسرعاً ووالده يسير خلفه ببطء .. طأطأت رأسي حتى لايخجل الرجل المسن من ضعفه .. فأختلستُ النظر للإبن الذي كان يسير بكل شموخ ولم يكلف نفسه بالاطمئنان على والده ..
يالله لو كان العكس لكان الوالد ممسكاً جيداً بيد ابنه خوفاً عليه ثم تمتمت اللهم اصلحه وأهده ..
ثم صعدتُ سيارتي .. سرتُ مسافةٍ ليست ببعيدة .. شعرتُ بمعدتي تصدر أصواتاً تذكرتُ حينها أنني لم آكل منذ الصباح ..
اتصلتُ بمطعمي المفضل لأطلبَ طلبي المعتاد ..
وبالطريق أوقفنا الازحامُ المروري الذي أزعجني وأزعجَ الكثيرين ..
نظرتُ يمنةً ويسرة لعلي أجدُ مخرجاً أهرب إليه ..
شد انتباهي شكلُ رجلٍ بالسيارة المقابلةْ يحركُ يديهِ بتوتر ..يضرب على المقود تارة ويلوح بيده على زوجته تارةً أخرى..
والأبناء الضعفاء بالخلف ينظرون نظرةَخوفٍ من والدهم ممتزجةً بالرأفةِ على والدتهم..
في هذا الوقت بدأتْ السياراتُ بالتحرك وأنا أسيرُ ببطء وآخرَ مالمحته هو تعديل المرأة لحجابها والتفاتها لتطمئنَ ابنائها وكأن شيئاً لم يكن ..
يالله من المحزن أن يكونَ أقربُ الناس إليك هو من يقلل من قيمتك.. سألتُ الله أن يكون في عونها وينصرها على من ظلمها ..
تذكرتُ طلبي الذي خفت أنه قد ألغي.. وصلت مسرعاً له ووقفت حتى استلمه حينها سمعتُ شجاراً بين رجلين وقد علت أصوتهما
ومع جدالهما المستمر اتضحَ أن سبب الخلاف موضوعٌ مادي ..تبادلوا الاتهامات بينهما ..
فاحتد النقاش حتى فرقوهم أهل الخير.. فابتعدا ولكن بدعواتٍ كالرصاص تتوالى على بعضيهما ..
والدهشة التي حلت بي عندما قال احدهما:
أنت لست أخي ولااعرفك ..
رحلا واظنه الرحيل إلى الأبد ..
حزنت على حالهما ..فمابيدي حيلة إلا أم دعوت الله أن يلينَ قلبيهما ويصلح بينهما ..
أخذتُ طلبي وخرجت إلى منزلي بعيداًعن ضحيج الحياة وافتراءِ البشر..دخلته وكان كما تركته..
يعمه الهدوء والسكون
نظرت في زواياه..
فتمنيتُ أن ذلك الأبُ المسن والدي ..
وتلك العائلة الضعيفة عائلتي
وذلك الاخ أخي ..
رزقوا بهم ولايعرفون قيمتهم لذلك لم يقدوهم..أسالوا من فقدهم ولم يرزق بهم
ليتنا نتبادل الأدوار ليحمدوا الله على نعمهم ..تمنيت أن أقف وأروي قصتي ليعتبروا
واقول لهم: سيرحلون وستندمون
فقدتهم جميعهم بيوم واحد ..وبحادثٍ واحد جميع عائلتي توفاهم الله
والدي وزوجتي وأطفالي ..
سلمتُ أنا فقط لأعيش الوحدة ولاأستطيع البدء من جديد
أما إخوتي يعيشون في مكان بعيد ..
تمتعوامع أحبتكم فبدونهم ليس للحياة طعم ولانكهة ..
فيومي مثل أمسي وغداً لايختلف كثيراً..
نصيحة من فاقد..
شدوا على أيدي بعضكم البعض فالفراق موجع والفقد مؤلم والحياة بدونهم ليست حياة ..
لاأراكم الله مكروه بأحبتكم ..
سيرحلون وستندمون..
حضرتُ عزاء أحد معارفي ..
أحزنتني الدموع التي ُتقطع القلب..
والعيونُ التي أرهقها البكاء..
دعوتُ لهم ولفقيدهم ولمن رحلوا عن دنيانا..
بعدها استأذنت وخرجت ..
وبطريقي لسيارتي لفت نظري ابنٌ يمشي مسرعاً ووالده يسير خلفه ببطء .. طأطأت رأسي حتى لايخجل الرجل المسن من ضعفه .. فأختلستُ النظر للإبن الذي كان يسير بكل شموخ ولم يكلف نفسه بالاطمئنان على والده ..
يالله لو كان العكس لكان الوالد ممسكاً جيداً بيد ابنه خوفاً عليه ثم تمتمت اللهم اصلحه وأهده ..
ثم صعدتُ سيارتي .. سرتُ مسافةٍ ليست ببعيدة .. شعرتُ بمعدتي تصدر أصواتاً تذكرتُ حينها أنني لم آكل منذ الصباح ..
اتصلتُ بمطعمي المفضل لأطلبَ طلبي المعتاد ..
وبالطريق أوقفنا الازحامُ المروري الذي أزعجني وأزعجَ الكثيرين ..
نظرتُ يمنةً ويسرة لعلي أجدُ مخرجاً أهرب إليه ..
شد انتباهي شكلُ رجلٍ بالسيارة المقابلةْ يحركُ يديهِ بتوتر ..يضرب على المقود تارة ويلوح بيده على زوجته تارةً أخرى..
والأبناء الضعفاء بالخلف ينظرون نظرةَخوفٍ من والدهم ممتزجةً بالرأفةِ على والدتهم..
في هذا الوقت بدأتْ السياراتُ بالتحرك وأنا أسيرُ ببطء وآخرَ مالمحته هو تعديل المرأة لحجابها والتفاتها لتطمئنَ ابنائها وكأن شيئاً لم يكن ..
يالله من المحزن أن يكونَ أقربُ الناس إليك هو من يقلل من قيمتك.. سألتُ الله أن يكون في عونها وينصرها على من ظلمها ..
تذكرتُ طلبي الذي خفت أنه قد ألغي.. وصلت مسرعاً له ووقفت حتى استلمه حينها سمعتُ شجاراً بين رجلين وقد علت أصوتهما
ومع جدالهما المستمر اتضحَ أن سبب الخلاف موضوعٌ مادي ..تبادلوا الاتهامات بينهما ..
فاحتد النقاش حتى فرقوهم أهل الخير.. فابتعدا ولكن بدعواتٍ كالرصاص تتوالى على بعضيهما ..
والدهشة التي حلت بي عندما قال احدهما:
أنت لست أخي ولااعرفك ..
رحلا واظنه الرحيل إلى الأبد ..
حزنت على حالهما ..فمابيدي حيلة إلا أم دعوت الله أن يلينَ قلبيهما ويصلح بينهما ..
أخذتُ طلبي وخرجت إلى منزلي بعيداًعن ضحيج الحياة وافتراءِ البشر..دخلته وكان كما تركته..
يعمه الهدوء والسكون
نظرت في زواياه..
فتمنيتُ أن ذلك الأبُ المسن والدي ..
وتلك العائلة الضعيفة عائلتي
وذلك الاخ أخي ..
رزقوا بهم ولايعرفون قيمتهم لذلك لم يقدوهم..أسالوا من فقدهم ولم يرزق بهم
ليتنا نتبادل الأدوار ليحمدوا الله على نعمهم ..تمنيت أن أقف وأروي قصتي ليعتبروا
واقول لهم: سيرحلون وستندمون
فقدتهم جميعهم بيوم واحد ..وبحادثٍ واحد جميع عائلتي توفاهم الله
والدي وزوجتي وأطفالي ..
سلمتُ أنا فقط لأعيش الوحدة ولاأستطيع البدء من جديد
أما إخوتي يعيشون في مكان بعيد ..
تمتعوامع أحبتكم فبدونهم ليس للحياة طعم ولانكهة ..
فيومي مثل أمسي وغداً لايختلف كثيراً..
نصيحة من فاقد..
شدوا على أيدي بعضكم البعض فالفراق موجع والفقد مؤلم والحياة بدونهم ليست حياة ..
لاأراكم الله مكروه بأحبتكم ..
موضوع مؤثر وحساس
ننتظر جديدك
سنرحل ولايبقى لنا سوى الأثر فكن ذَا اثر طيب
للاسف لا نشعر بقيمة الشي الا اذا فقدناه
واتسأل هل هذه طبيعة البشر !؟
اشتقت لغائب لن يعود
كلامك أشعل في داخلي شوقآ كبيرآ لمن ماتوا وما زالوا احياء معنا
نستودع الله من اتعبنا الحنين إليهم وادمع مقلنا الشوق لرؤيتهم أن يرحمهم ويجعلهم في أعلى عليين في روح وريحان وجنة نعيم .....