كبريائي القاتل
صوت المدينة - ابتهاج المحمدي
أتيت متثاقلاً أحرك ساقيي ببطء وقدماي لاتستطيع حملي أكثر , إتكأت على زاوية الجدار ..ورأيت كرسي فارغاً قرب الباب فجلست عليه
أنظر حولي كم من مريض قبلي ينتظر وصفة طبيب..وصرف دواء , ورأيت الأم الحانية التي تنظر الى ساعتها حيناً والى درجه حرارة طفلها حيناً وشاهدت الكبير الذي يستند على ابناءه ليطمأنوا على حالته وصحته
ولمحت الطبيب المهتم والطبيب المغتم .
لفتني ازدحام الممرات والأسّرة وأعجبني الزوار المحملين بباقات الورد وحافظات الطعام , تعجبت من حال هذه الدنيا بالخارج حياة وهنا أرى حياة أخرى ..
قلبت بذاكرتي كم عانيت من هذا المرض حتى تطور وأصبح بهذا الألم ..
شهور عديدة مرت وأنا أعاني ..
وأتنقل من طبيب الى طبيب ..
واغير من دواء الى آخر لعل هناك تحسن..
لكن أملي بالله ليس بالقليل..
رفعت بصري وأعتصر قلبي عندما رأيت الفرحه بشفاء وخروج مريض والتفاف أسرته حوله فرحين بشفاءه..
ليس حسداً ولكنه غبطه..
نظرت الى حالي ورداءي وكيس ادويتي اللي لازلت استعملها..
توالت الارقام
وتوالت افكاري
وتوالى الوقت
ياترى متى اخر مرة هاتفني ابنائي واخوتي..؟
متى آخر مرة عبرت لهم عن مدى المي؟
متى اجتمعنا ..؟
ياترى متى ..ومتى..؟
رفرف قلبي ..فقلبت اوراق ذاكرتي ..لأسترجع حلاوتها
احتاجهم حولي ومعي ؟
لماذا لا نعوود كما كنا سابقاً ..؟
تذكرت اخر موقف عندما رأيتهم ..
تذكرت قسوتي عليهم
ونكراني لحقوقهم
واهمالي بزيارتهم
وتقصيري بواجباتي تجاههم
لاالومهم ولااعتب عليهم ..
لقد كنت صعب الطباع قاسي القلب
لكن المرض هدني والتعب انهك جسدي
والوحده تقتلني كل لحظة
رفعت بصري لاعود لحاضري اين وصل الرقم ..؟
واتلفت بقي القليل أمامي لادخل على الطبيب ..
وهاهم نادوا على رقمي ..دخلت على الطبيب كالمعتاد وشكيت له حالتي ..وكتب بعض الادويه في وصفتي.. واملى علي بعض التنبيهات والمحظورات ..
ودوّن موعد المراجعة ثم خرجت ..
وانا احمدالله ..سرت بالممر متجهاً نحو الصيدليه
لفتني طفلٌ صغير يشبه ملامحي وله نفس لون عينيّ..
وتسارعت دقات قلبي ..
واحدث نفسي
كانه
كانه
يشبه حفيدي أحمد
أنادي أحمد أحمد
التفت الطفل متعجباً من هذا الذي ينادي اسمي؟
وانتبه والده لصوتي ..واتى من خلفي وكأنه متردد ان يقترب ..تفأجات بقبلة على جبيني ..
أبي أنت هنا ..هل انت بخير..؟
ماذا بك؟
لمست القلق في نبرات صوته
ولامست يداه يداي
واحسست بوقتها انني تشافيت ولااحتاج لطبيب ولا لوصفة دواء
لكن لازال كبريائي ينتصر علي لماذا؟
وانا بأمس الحاجه لهم واتشوق لاحاديثهم ..والى رؤيتهم
خفضت رأسي .. لا والف لا
ساهزمك وسأقوي قلبي
تمتمت له قائلاً: انا تعب يابني تعب جداً..
احتاجكم قربي
تعبت من وحدتي
ابتسم ولمعت عيناه ..أبي نحن أيضاً بأمس الحاجه اليك ولكن..انت من تمنعنا من التقرب اليك
نحن نحبك ونود رؤيتك
ابي انت السبب ..لكننا لازلنا نريدك معنا وحولنا
فرحت رغم كل قسوتي وتقصيري
رغم عنادي وكبريائي
ابنائي واهلي سيفرحون بي
ربتَ على كتفي .. هياياأبي
تنهدت حينها وكاني غدوت طفلا يحتاج الى الكثير من الحب
والقليل من العتاب..
سرت معه والفرح ينطق في ملامحي ..
عند باب الخروج ..تذكرت فجأة
اين وصفة دوائي وكيس ادويتي..
تركتها على رف الصيدليه
تبسمت ابتسامة واثقة ..
أنني لن أحتاجها ابداً باذن الله وهم حولي ..
هم جميع عقاقيري وكل ادويتي
هم جرعات الصحة و هرمون السعادة..
أتيت متثاقلاً أحرك ساقيي ببطء وقدماي لاتستطيع حملي أكثر , إتكأت على زاوية الجدار ..ورأيت كرسي فارغاً قرب الباب فجلست عليه
أنظر حولي كم من مريض قبلي ينتظر وصفة طبيب..وصرف دواء , ورأيت الأم الحانية التي تنظر الى ساعتها حيناً والى درجه حرارة طفلها حيناً وشاهدت الكبير الذي يستند على ابناءه ليطمأنوا على حالته وصحته
ولمحت الطبيب المهتم والطبيب المغتم .
لفتني ازدحام الممرات والأسّرة وأعجبني الزوار المحملين بباقات الورد وحافظات الطعام , تعجبت من حال هذه الدنيا بالخارج حياة وهنا أرى حياة أخرى ..
قلبت بذاكرتي كم عانيت من هذا المرض حتى تطور وأصبح بهذا الألم ..
شهور عديدة مرت وأنا أعاني ..
وأتنقل من طبيب الى طبيب ..
واغير من دواء الى آخر لعل هناك تحسن..
لكن أملي بالله ليس بالقليل..
رفعت بصري وأعتصر قلبي عندما رأيت الفرحه بشفاء وخروج مريض والتفاف أسرته حوله فرحين بشفاءه..
ليس حسداً ولكنه غبطه..
نظرت الى حالي ورداءي وكيس ادويتي اللي لازلت استعملها..
توالت الارقام
وتوالت افكاري
وتوالى الوقت
ياترى متى اخر مرة هاتفني ابنائي واخوتي..؟
متى آخر مرة عبرت لهم عن مدى المي؟
متى اجتمعنا ..؟
ياترى متى ..ومتى..؟
رفرف قلبي ..فقلبت اوراق ذاكرتي ..لأسترجع حلاوتها
احتاجهم حولي ومعي ؟
لماذا لا نعوود كما كنا سابقاً ..؟
تذكرت اخر موقف عندما رأيتهم ..
تذكرت قسوتي عليهم
ونكراني لحقوقهم
واهمالي بزيارتهم
وتقصيري بواجباتي تجاههم
لاالومهم ولااعتب عليهم ..
لقد كنت صعب الطباع قاسي القلب
لكن المرض هدني والتعب انهك جسدي
والوحده تقتلني كل لحظة
رفعت بصري لاعود لحاضري اين وصل الرقم ..؟
واتلفت بقي القليل أمامي لادخل على الطبيب ..
وهاهم نادوا على رقمي ..دخلت على الطبيب كالمعتاد وشكيت له حالتي ..وكتب بعض الادويه في وصفتي.. واملى علي بعض التنبيهات والمحظورات ..
ودوّن موعد المراجعة ثم خرجت ..
وانا احمدالله ..سرت بالممر متجهاً نحو الصيدليه
لفتني طفلٌ صغير يشبه ملامحي وله نفس لون عينيّ..
وتسارعت دقات قلبي ..
واحدث نفسي
كانه
كانه
يشبه حفيدي أحمد
أنادي أحمد أحمد
التفت الطفل متعجباً من هذا الذي ينادي اسمي؟
وانتبه والده لصوتي ..واتى من خلفي وكأنه متردد ان يقترب ..تفأجات بقبلة على جبيني ..
أبي أنت هنا ..هل انت بخير..؟
ماذا بك؟
لمست القلق في نبرات صوته
ولامست يداه يداي
واحسست بوقتها انني تشافيت ولااحتاج لطبيب ولا لوصفة دواء
لكن لازال كبريائي ينتصر علي لماذا؟
وانا بأمس الحاجه لهم واتشوق لاحاديثهم ..والى رؤيتهم
خفضت رأسي .. لا والف لا
ساهزمك وسأقوي قلبي
تمتمت له قائلاً: انا تعب يابني تعب جداً..
احتاجكم قربي
تعبت من وحدتي
ابتسم ولمعت عيناه ..أبي نحن أيضاً بأمس الحاجه اليك ولكن..انت من تمنعنا من التقرب اليك
نحن نحبك ونود رؤيتك
ابي انت السبب ..لكننا لازلنا نريدك معنا وحولنا
فرحت رغم كل قسوتي وتقصيري
رغم عنادي وكبريائي
ابنائي واهلي سيفرحون بي
ربتَ على كتفي .. هياياأبي
تنهدت حينها وكاني غدوت طفلا يحتاج الى الكثير من الحب
والقليل من العتاب..
سرت معه والفرح ينطق في ملامحي ..
عند باب الخروج ..تذكرت فجأة
اين وصفة دوائي وكيس ادويتي..
تركتها على رف الصيدليه
تبسمت ابتسامة واثقة ..
أنني لن أحتاجها ابداً باذن الله وهم حولي ..
هم جميع عقاقيري وكل ادويتي
هم جرعات الصحة و هرمون السعادة..