يَتِيمُ المَشاعِر
صوت المدينة - ابتهاج المحمدي
كَعادتي ..مررت بالصِباح لَأٓطلب كُوب قهوتي المُرة قبل ذهابي الى المكتب..
نظرت الى ساعتي .. وجدت أن أمامي مُتسعاً من الوقت لأَشربها بِالداخل على مٓهل..
فجلست وأَشرتُ للنِادل ..وطَلبتُ طَلبي..
لفتتني إمرأة مُسنة على أحد الطاولات تُحاول أن ترفع عكازها الساقط على الارض..
حَاولت ولكنها لم تصل ..
شغلت تفكيري .. وأصبحتُ أنظُر إلى مُحاولاتها البائسة .. وعِندما كادت أن تنجح في إلتقاطه مال كُوبُ العصير وكاد أن يسقط عليها ..
حينها سَارعتُ لمساعدتها ورفعت العكاز وعدّلت كُوبها..وطلبتُ ماءاً لِيروي عطشها .. بعد مُحاولاتها الجاهدة
قَالت باستحياء مُبررة :
الكرسي مرتفع فلم أستطع ان أصل ..
قلت : فعلاً كراسيهم مرتفعة .. وأكملت بتردد ..
أُعذريني تدخلتُ على عجل بدون أن أُعَرفُكِ على نفسي أنا محمد كاتب في جريده محلية
ردت: أهلاً مُحمد سُررتُ بالتَعرف إاليكِ
أنا نادية وانتظر إبني كي يُقلني للعودة الى المنزل ..انا آتي يومياً لهذا المكان حتى أُرفه عن نفسي
قلت : انا أول مرة آتي إلى هنا .. وسررت بالتعرف عليكِ ايضاً..
حِينها دَخل رجُلاً وسيماً يمُر من بين الطاولات حتى وصل إلى المرأة وأخذ بيدها ليقودها إلى الخارج..
قالت : إِنتظر ياعُثمان أُريد أن أُعرِفُك على إبني مُحمد
أتت كَلِمةُ إبني كالصاعِقة لِدرجة أنها كَادَت أَن تُبكِيني
فانا لم أَسْمعها مُنذ أن تَوفت والدتي .. بحادث سير
رَحِمها الله كانت أحن وأعْظم أُم على وجه الأرض ولم تَزل دعواتُها ترِنُ بأُذني وقلبي يدعو لها على الدوام..
سمعت صوت الرجل يرحب بي: أهلاً بك يامُحمد
رددتُ عليه بحزن : أهلاً بك
قالت المرأة : لقد ساعدني هذا الشاب المُحترم .. كِدت أن أسقُط لولا الله ثم مساعدته ..
قال عثمان : شكراً لك .. ياأُمي إن الله يُحبك فيُرسل لك أشْخاصاً يُساعدونك ويرعونك ..
فابْتسمت وشكرتني ودعت لي ..
جميلةٌ كانت ابتسامتها.. كابتسامة مسحت على صدري وأبعدت الحزن الذي خيّم عليه..
فأمسك بيدها .. وسار بها نحو الباب .. ورفَعت يدَها تُلوح لي .. وودعتها بِنظراتي حتى رَكِبت سيارتها..
إتجهتُ الى طاولتَي .. وناديتُ على الحِساب .. وعندما حاسبتْ
سالني النادل : هل تعرف هذه المرأة؟! والرجل الذي معها؟!
فقلت ؛ الأُم وابنها لااعرفهم والله
قال : منْ.. لا ..هذه ليست أُمه وهو ليس إبنها
هذه إمرأة كبيرةٌ بالسن تُوفيت عائلتُها بمرض وراثي .. ولم يبق لها أحد يهتم باأمرها ..
وهو إبن جَارتها التي ربته بعد وفاة عائلته
عندها سالتهُ : آهو يتيم
قال: لايعتبر يتيماً ..أَصبح لها الإبن وأصبحت له الأُم
والآن كُل مِنهما يُعطي الآخر مافَقده..
لاحَظ النادلُ دهشتي وصمتي
فأردف سائلاً: هل تُريد شيئاً آخر سيدي؟
أجبت : لا شكراً ..عِندها سكت وهممت بالخروج
وأنا أُفكر ..
وأنا أيضاً يتيم
كأنها تعلم اني أحتاج إلى حنان الام
نادتني بإبني..
سِرت مسافات ولم أحس بِها حتى وصلتُ إلى مكتبي جَلست وأخذت قلماً وورقة .. وبدأت أكتب عامود الأسبوع
وأول كلماتي كانت..
اليتيم ،..،، وماأدراك من اليتيم
كلنا نعلم أن اليتيم من يفقد أبيه
لكن بعد اليوم أيقنتُ أن اليُتمْ هو أن تفقد ماتحتاج إليه
ليش شرطاً أن يكون والداً
يمكن أن يكون يتيماً ووالده على قيد الحياة
يتيم الحب من يفقد حبيباً
ويتيم الحنان من يفقد اماً
ويتيم الرعاية من يفقد بنتاً
ويتيم السند من يفقد ابناً
كلنا نحس باليُتمْ في أوقاتاً عِدة
ونحتاج إلى من يُطبطِب على اكتافنا
أحياناً أشعر أن عقلي مشغولٌ بشخص ما وأخذ حيزاً من تفكيري .. فأفرحُ عندما أجدُ له مكالمة او رسالة..
وكيف لو كان أخاً أو قريباً أو حبيباً
فالمشاعر كالزُجاج تحتاج للرفقِ والعناية ..
عندما تَقطعُ صلتك بأقرب الناس إليك في هذه اللحظة
أنت تُيتِمهم .. تبتعد عنهم .. وهم في أمسِ الحاجةُ إليك..
فأرفِقوا بمن تَهتمون لأمرهم ..
كَعادتي ..مررت بالصِباح لَأٓطلب كُوب قهوتي المُرة قبل ذهابي الى المكتب..
نظرت الى ساعتي .. وجدت أن أمامي مُتسعاً من الوقت لأَشربها بِالداخل على مٓهل..
فجلست وأَشرتُ للنِادل ..وطَلبتُ طَلبي..
لفتتني إمرأة مُسنة على أحد الطاولات تُحاول أن ترفع عكازها الساقط على الارض..
حَاولت ولكنها لم تصل ..
شغلت تفكيري .. وأصبحتُ أنظُر إلى مُحاولاتها البائسة .. وعِندما كادت أن تنجح في إلتقاطه مال كُوبُ العصير وكاد أن يسقط عليها ..
حينها سَارعتُ لمساعدتها ورفعت العكاز وعدّلت كُوبها..وطلبتُ ماءاً لِيروي عطشها .. بعد مُحاولاتها الجاهدة
قَالت باستحياء مُبررة :
الكرسي مرتفع فلم أستطع ان أصل ..
قلت : فعلاً كراسيهم مرتفعة .. وأكملت بتردد ..
أُعذريني تدخلتُ على عجل بدون أن أُعَرفُكِ على نفسي أنا محمد كاتب في جريده محلية
ردت: أهلاً مُحمد سُررتُ بالتَعرف إاليكِ
أنا نادية وانتظر إبني كي يُقلني للعودة الى المنزل ..انا آتي يومياً لهذا المكان حتى أُرفه عن نفسي
قلت : انا أول مرة آتي إلى هنا .. وسررت بالتعرف عليكِ ايضاً..
حِينها دَخل رجُلاً وسيماً يمُر من بين الطاولات حتى وصل إلى المرأة وأخذ بيدها ليقودها إلى الخارج..
قالت : إِنتظر ياعُثمان أُريد أن أُعرِفُك على إبني مُحمد
أتت كَلِمةُ إبني كالصاعِقة لِدرجة أنها كَادَت أَن تُبكِيني
فانا لم أَسْمعها مُنذ أن تَوفت والدتي .. بحادث سير
رَحِمها الله كانت أحن وأعْظم أُم على وجه الأرض ولم تَزل دعواتُها ترِنُ بأُذني وقلبي يدعو لها على الدوام..
سمعت صوت الرجل يرحب بي: أهلاً بك يامُحمد
رددتُ عليه بحزن : أهلاً بك
قالت المرأة : لقد ساعدني هذا الشاب المُحترم .. كِدت أن أسقُط لولا الله ثم مساعدته ..
قال عثمان : شكراً لك .. ياأُمي إن الله يُحبك فيُرسل لك أشْخاصاً يُساعدونك ويرعونك ..
فابْتسمت وشكرتني ودعت لي ..
جميلةٌ كانت ابتسامتها.. كابتسامة مسحت على صدري وأبعدت الحزن الذي خيّم عليه..
فأمسك بيدها .. وسار بها نحو الباب .. ورفَعت يدَها تُلوح لي .. وودعتها بِنظراتي حتى رَكِبت سيارتها..
إتجهتُ الى طاولتَي .. وناديتُ على الحِساب .. وعندما حاسبتْ
سالني النادل : هل تعرف هذه المرأة؟! والرجل الذي معها؟!
فقلت ؛ الأُم وابنها لااعرفهم والله
قال : منْ.. لا ..هذه ليست أُمه وهو ليس إبنها
هذه إمرأة كبيرةٌ بالسن تُوفيت عائلتُها بمرض وراثي .. ولم يبق لها أحد يهتم باأمرها ..
وهو إبن جَارتها التي ربته بعد وفاة عائلته
عندها سالتهُ : آهو يتيم
قال: لايعتبر يتيماً ..أَصبح لها الإبن وأصبحت له الأُم
والآن كُل مِنهما يُعطي الآخر مافَقده..
لاحَظ النادلُ دهشتي وصمتي
فأردف سائلاً: هل تُريد شيئاً آخر سيدي؟
أجبت : لا شكراً ..عِندها سكت وهممت بالخروج
وأنا أُفكر ..
وأنا أيضاً يتيم
كأنها تعلم اني أحتاج إلى حنان الام
نادتني بإبني..
سِرت مسافات ولم أحس بِها حتى وصلتُ إلى مكتبي جَلست وأخذت قلماً وورقة .. وبدأت أكتب عامود الأسبوع
وأول كلماتي كانت..
اليتيم ،..،، وماأدراك من اليتيم
كلنا نعلم أن اليتيم من يفقد أبيه
لكن بعد اليوم أيقنتُ أن اليُتمْ هو أن تفقد ماتحتاج إليه
ليش شرطاً أن يكون والداً
يمكن أن يكون يتيماً ووالده على قيد الحياة
يتيم الحب من يفقد حبيباً
ويتيم الحنان من يفقد اماً
ويتيم الرعاية من يفقد بنتاً
ويتيم السند من يفقد ابناً
كلنا نحس باليُتمْ في أوقاتاً عِدة
ونحتاج إلى من يُطبطِب على اكتافنا
أحياناً أشعر أن عقلي مشغولٌ بشخص ما وأخذ حيزاً من تفكيري .. فأفرحُ عندما أجدُ له مكالمة او رسالة..
وكيف لو كان أخاً أو قريباً أو حبيباً
فالمشاعر كالزُجاج تحتاج للرفقِ والعناية ..
عندما تَقطعُ صلتك بأقرب الناس إليك في هذه اللحظة
أنت تُيتِمهم .. تبتعد عنهم .. وهم في أمسِ الحاجةُ إليك..
فأرفِقوا بمن تَهتمون لأمرهم ..
استمررررري بالتقدم