• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

أجيبي يا موناليزا

بواسطة الكاتب : إبراهيم سيدي 08-11-2017 04:46 صباحاً 6227 زيارات
صوت المدينة - ابراهيم سيدي

تلاحقك عيناها أينما وليت وجهك،تراقبك بحذر وبإعجاب وبسكون تام لا تتحرك قيد أنملة،لا تعرف هل هي سعيدة أم حزينة؟ لماذا؟

لأنها تعلم أن حزنها لن يحزنك وفرحها لن يسعدك، بكل عنفوان الشباب امتلأت ألوانها،تترسم على محياك بهجة واستغراب وانبهار ودهشة وكل ما على وجه الإنسان من حالات ترى، ووجهها ساكن كالليل البهيم، وعيناها حيرت عقل فرويد .


ولما التقى خيالي مع قلمي راح قلمي يصيح أين الورق؟ أين الحبر؟
فسارعت إلى منضدتي ورحت اكتب، أيتها الموناليزا هل عيناك نحو الشرق تنظر أم إلى الغرب؟

ولماذا تعابير وجهك لا تتغير؟ ولماذا مات من رسمك وبقيتي أنتي؟
هل تحبين الثبات على جدران المتحف، أم أنك تسافرين في خيال عشاق الرسم والفن وتداعبين أفكارهم وتنسجين لهم من الإبداع خيوطا ارتسمت في عقل دافنشي الذي نقشك على صفحات التاريخ رسمة لا يقل بريقها مع الزمن.


يا موناليزا عندي من الشفف ما يجعلني أبحر في عيناك الجميلتين الغامضتين وأرى عقودا مرت وأحداثا جرت رأتها عيناك العمياء،وسمعتها أذنيك الصماء،وعيناك عمياء في عالمنا وأذنك صماء في عالمنا، ولكنهما في خيال الرسامين ترى عيناك وتسمع أذنيك، يقترب منك كل من للفن الجميل عاشق فيعجز عن وصفك، وعن سر تألقك طوال هذه السنين؟ هل هو لعبقرية راسمك؟ أم لصفاء ذهنه؟

وتتناوب الأسئلة في عقله حتى يغادر المكان، لكن أنا الآن على منضدتي وبيني وبينك المسافات الطوال.. أتخيلك وأراكي تنظرين إلي وأرى سواد شعرك والتجاعيد التي على وجهك ظهرت، فأنتي عجوزة يا سيدتي.. نعم عجوز في عالم الواقع وقياس الزمن ، أما في عالم الخيال فأنت لا تكبرين بل كلما امتشق رسام قلمه صغر سنك لنبض قلبه الشاب المفعم بالحياة ليرسم على الورق ما تخبره به نبضاته ورسائل خياله.


حقا إنك مذهلة ورائعة ، ولكن تمهلي أما مللتي من الزي الذي ترتدين؟ أتوقع أنك قد مللتي ولكن الرسامين ومحبي الفن وذائقته من الناس تراكي كل يوم أعينهم بزي جديد، وربما أعطوكي غيره في خيالاتهم، ولكن ما زلت متمسكة بهذا الزي! .. الذي يتصوره كل إنسان على ما تكون في عقله من أفكار فالبعض يراه محتمشا والآخر خانقا، ومع هذا أيضا تظلين ترتديه ولا تغيريه ، وهنا يترائى لي أنك أيتها الموناليزا لكي مبادئ لا تحيدي عنها، ومقتنعة كل الاقتناع بها.

قولي لي كيف عرفك دافنشي؟ أين تقابلمتا في الواقع ؟ أم في المنام؟ أم في الخيال؟

وهل كان لقائكما صدفة أم سعى كل منكما إلى الآخر ، هو بخياله وعبقريته وأنتي بروعتك كفكرة أو واقع تبحثين عن عقل كعقله تستقرين فيه، أخبريني فقد أرهقني التفكير، والأسئلة في عقلي تتحارب أيها لكي يسبق،وأيضا هل لو حاول رسمك دافنشي مرة أخرى هل يستطيع رسمك بهذا الإبداع أم أنه سيفشل في ذلك أم سينجح في رسمك بشكل أفضل؟ وهل سيكون شكلك على ماهو عليه أم أنه سيتغير؟ أتوقع أنه سوف يتيغير لا اعلم لماذا ولكن أتوقع أنه سوف يتغير.

موناليزا .. موناليزا وهل لاسمك قصة أخرى كتبت في فصل من فصول حياة دافنشي أم أن الأمر له علاقة بعبقريته وخياله وعلمه، شفراته تحركت يمنة ويسرة على ورقه فظهرت للعالم أجمع بعدما كنت حبيسة عقله، ولم تعرفي بالقرن التاسع عشر بل عرفتي بالقرن العشرين عموما هنيئا لك وله وللعالم أجمع حريتك وخروجك من سجن أفكار دافنشي لنراك ونرى جمالك الممزوج بعبقريته وخياله.. وغموض يكتنف أطرافك، وعن يداك المتشابكتان هل كان العبقري برسمك هكذا يثني على الحياء والخجل وجمالهما، أم هناك سبب آخر دفعه لرسم يداك هكذا.


في عالم الابداع سيدتي ليزا تسمي فوق الجميع، ولكي عرش لا ينازعك فيه أحد اعذري كثرة أسئلتي.. سيدتي فأنا لم أراك حتى اليوم رأي العين ولم أقف أمامك ولعلي يوم ما أقف أمامك أو أصادفك في أحلامي أو خيالي فتجيبي على أسئلتي .. دعي خيالي الآن وفكري وسوف التقيكي يوما ما،موناليزا أريد أن أخبرك أن الابداع البشري والفن وجماله لن يقف عندك وسيتجاوزك وربما تجاوزك فمن يدري أكل موناليزا رسمت وصلت إلينا؟

وكم من الموناليزات تقبع في عقول الرساميين والمبدعين في هذا العالم الواسع.. ربما إن قرأتي أنتي الجملة الأخيرة ستغبضين ولكن هي جملة أنا كاتبها، إخوتي وأخواتي لا تقتلوا الابداع ومواهبكم ثقوا تماما أن كل واحد منكم لديه موهبة هظيمة وقدرة أعظم على صقلها، ليس فقط بالرسم بل بكل مجال من مجالات الحياة ولا تعتقدوا أن سر تألق صديقتنا بسبب عبقرية راسمها بل هو في المقام الأول لم يقتل إبداعه في مهده، وأعطى لنفسه الفرصة الكاملة ليكتشف موهبته ويصقلها .. وترى رسماته النور ويراها العالم أجمع.. ويعشقها كل محب للابداع حتى تثير خياله فينضح عقله بما حمل من ابداع ويخرج للعالم أجمع،مهما تقدم بكم العمر الموهبة عمرها لا يتغير، ولا تصيبها الشيخوخة،ومتى كشفت لاح بريقها ونورها كضياء فجر يشق سواد ليل بهيم، صائحة بكل جانب من هذه الكرة الأرضية قائلة(( هذه أنا وهذا صاحبي.. هذه أنا وهذا صاحبي )) كما ترددها موناليزا في كل يوم وكل ساعة ودقيقة ولحظة.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر