متى اسمع معزوفتك؟
صوت المدينة - ابراهيم سيدي
إن أوتار النجاح قوية الوتر، خفيفة الملفظ ،نابعة من النفس ، لا تدق إلا عندما يرهف إحساس الشخص، ويعشق نغم النجاح الشخص المريد للنجاح، ويتخيل إليه أنه يسمع نغمته قبل كل أعزوفة (هدف) يرنو إليه قبل وصوله إليه وبعد وصوله إليه، وللنجاح سيمفونيات طويلة وقصيرة ، عزفها الكثير من البشر ، قديما وحديثا واسمتعتوا بعزفها وسماعها معا ، وليس فقط سماعها، لكن سماعها كان ولا زال له النصيب الأكبر من البشر الذين استمتعوا بسماعها، ولا زالوا على ذلك حتى أن بعضهم لم يحاول تعلم عزفها أصلا.
والعازف على أوتارها يتجرع مع كل نغمة المر والعلقم ، ومرات ينجح في عزف السيمفونية وأحيانا أخرى يفشل ولكنه ما إذا أتقن عزفها أصبح يبدع فيها ويبتكر .. ويلقن الأرض وسكانها دروسا في العزف ، وتراقب الأنس والجن معا نجاحاته .. والحساد والأصدقاء أيضا.. وينحت النحات صورته على الصخر ، وينضم الشاعر أجمل أبياته مدحا فيه .. لأنها سلسلة كاملة مترابطة تشبه إلى حد كبير جمهور المسرح ، وتصل تلك السيمفونية إلى نجوم المجرات .. وقاع البحر .. وأعالي القمم ، والبيداء بطولها ، والموجات القصيرة والطويلة ، ونسمات الهواء وأغصان الشجر .
ألم تقرأ شعر المتنبي وهو يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
فهو كان يستمتع بسيمفونية نجاحه ، ويمتع غيره بها ، ولا زالت تعزف إلى يومنا هذا ، ليس لرونقها وجمالها فقط ، بل لبراعة عازفها ودقة عزفه ، ومما لا ريب فيه أنه تجرع علقم الفشل والتعب والكد والنصب ، وعزف ونجح عزفه حتى صارت سيمفونيته تطرق على كل بال ، وتسكن كل صدر من صدور عصره ، والعصور التي بعده حتى عصرنا هذا .
سيمفونية النجاح لها جمال لا يتذوقه سامعه أكثر من عازفه ، والعجب كل العجب من الذي يسمعها ولا يحاول مجرد المحاولة في تعلمها ، ولا على هذا عتب ، فالعزف على سيمفونية النجاح يتطلب عزيمة فائقة ، ورؤية واضحة ، وأصابع خفيفة وقوية لا تكل ولا تمل من العزف ، وكلما طرأ على بال صاحبها وتر سارعت إلى عزفه دون تردد أو كسل أو تعذر ، وتجده يتحيل الفرصة تلو الفرصة حتى يصطاد إحداها ويصوغها وترا وترا ثم يصوغها سيمفونية، ثم يتقن عزف سيمفونية نجاحه وقد تعزف من بعده لكن لا تعزف مثل عزفه أبدا .
والأمر أشبه بنحت الصخر ، فالنحت في الصخر نحتا يبقى أثره مدى الدهر .. ولكن ليس قبل أن تتأذى أصابع ناحته من كثرة أخطائه وعثراته ، حتى يصل إلى النحت المطلوب ، وما إن يصل حتى يزيح الستار عن ما نحت ، ويبهر العقل والروح بما نحت ، وفي النهاية العازف على وتر النجاح هو إنسان من لحم وعظم ومجموعة طموحات وأحلام في النهاية تتحق أو لا تتحق.
وكلي شوق عزيزي القارئ لسماع معزوفتك الجملية فيا ترى؟
هل حددت ماهيتها واخترت نغمها أم أنك ستكتفي بسماع معزوفة غيرك والتمتع بها؟
إن أوتار النجاح قوية الوتر، خفيفة الملفظ ،نابعة من النفس ، لا تدق إلا عندما يرهف إحساس الشخص، ويعشق نغم النجاح الشخص المريد للنجاح، ويتخيل إليه أنه يسمع نغمته قبل كل أعزوفة (هدف) يرنو إليه قبل وصوله إليه وبعد وصوله إليه، وللنجاح سيمفونيات طويلة وقصيرة ، عزفها الكثير من البشر ، قديما وحديثا واسمتعتوا بعزفها وسماعها معا ، وليس فقط سماعها، لكن سماعها كان ولا زال له النصيب الأكبر من البشر الذين استمتعوا بسماعها، ولا زالوا على ذلك حتى أن بعضهم لم يحاول تعلم عزفها أصلا.
والعازف على أوتارها يتجرع مع كل نغمة المر والعلقم ، ومرات ينجح في عزف السيمفونية وأحيانا أخرى يفشل ولكنه ما إذا أتقن عزفها أصبح يبدع فيها ويبتكر .. ويلقن الأرض وسكانها دروسا في العزف ، وتراقب الأنس والجن معا نجاحاته .. والحساد والأصدقاء أيضا.. وينحت النحات صورته على الصخر ، وينضم الشاعر أجمل أبياته مدحا فيه .. لأنها سلسلة كاملة مترابطة تشبه إلى حد كبير جمهور المسرح ، وتصل تلك السيمفونية إلى نجوم المجرات .. وقاع البحر .. وأعالي القمم ، والبيداء بطولها ، والموجات القصيرة والطويلة ، ونسمات الهواء وأغصان الشجر .
ألم تقرأ شعر المتنبي وهو يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
فهو كان يستمتع بسيمفونية نجاحه ، ويمتع غيره بها ، ولا زالت تعزف إلى يومنا هذا ، ليس لرونقها وجمالها فقط ، بل لبراعة عازفها ودقة عزفه ، ومما لا ريب فيه أنه تجرع علقم الفشل والتعب والكد والنصب ، وعزف ونجح عزفه حتى صارت سيمفونيته تطرق على كل بال ، وتسكن كل صدر من صدور عصره ، والعصور التي بعده حتى عصرنا هذا .
سيمفونية النجاح لها جمال لا يتذوقه سامعه أكثر من عازفه ، والعجب كل العجب من الذي يسمعها ولا يحاول مجرد المحاولة في تعلمها ، ولا على هذا عتب ، فالعزف على سيمفونية النجاح يتطلب عزيمة فائقة ، ورؤية واضحة ، وأصابع خفيفة وقوية لا تكل ولا تمل من العزف ، وكلما طرأ على بال صاحبها وتر سارعت إلى عزفه دون تردد أو كسل أو تعذر ، وتجده يتحيل الفرصة تلو الفرصة حتى يصطاد إحداها ويصوغها وترا وترا ثم يصوغها سيمفونية، ثم يتقن عزف سيمفونية نجاحه وقد تعزف من بعده لكن لا تعزف مثل عزفه أبدا .
والأمر أشبه بنحت الصخر ، فالنحت في الصخر نحتا يبقى أثره مدى الدهر .. ولكن ليس قبل أن تتأذى أصابع ناحته من كثرة أخطائه وعثراته ، حتى يصل إلى النحت المطلوب ، وما إن يصل حتى يزيح الستار عن ما نحت ، ويبهر العقل والروح بما نحت ، وفي النهاية العازف على وتر النجاح هو إنسان من لحم وعظم ومجموعة طموحات وأحلام في النهاية تتحق أو لا تتحق.
وكلي شوق عزيزي القارئ لسماع معزوفتك الجملية فيا ترى؟
هل حددت ماهيتها واخترت نغمها أم أنك ستكتفي بسماع معزوفة غيرك والتمتع بها؟