• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

المدينة تتصدى لـ "أرسطو"

بواسطة الكاتب : رائد العوده 04-21-2017 03:22 مساءً 13066 زيارات
صوت المدينة - رائد العودة

يقول المفكر إريك هوفر " إن الذين يخافون محيطهم لا يفكرون في التغيير مهما كان وضعهم بائسًا"

وقد صدق "هوفر" بمقولته، فخوفك وخشيتك من التغيير يجعلك لعبة المجتمع، كما فعل أرسطو بنظرياته عندما لعب بالمجتمع الأوربي لمئات السنين.

كان "أرسطو" آنذاك يُطلق الأحكام العلمية على كل شيء وهو جالس مكانه دون أي تجربة أو ممارسة، فمثلا يقول: الشمس تدور حول الأرض، الرؤية تأتي من خروج الضوء من العين على الأشياء فنراها، عدد أسنان المرأة أقل من الرجل، الشرايين لا تنقل الدماء بل الهواء ، وهكذا يصدر أحكامه العلمية بسهولة بالغة بلا أي تجربة أو دراسة، وحديثه في كل شيء جعله مقدس في أوربا الأمر الذي جعل الأوربيين يحتاجون لمئات السنين حتى يتخلصوا من ( فتاويه) المقدسة.

ما أسردته من تاريخ أعلاه يجعلك تقارن ما بين القرون القديمة وعصرنا الحالي وتنظر بعين الرقيب على مايحدث، تجد أن هناك من يُنظّر ويعمل عمل "أرسطو"، بل ويبلغ مبلغًا أكبر حين يصحح لك ويجزم ويُسيّس لك السياسات دون تجربة أو خبرة سابقة.!

بل ومن السخرية تجد من يُنظّر في مجتمعك لا يجلس إلا أيام معدودة في نفس محيطك، وبقيّة أيامه خارج البلاد يستمتع بالطقس البارد بعدما أشبع حياتك نقدًا وبؤسا.!

لا أعتقد بأن هناك راشد سيُحمل الحكومة مسألة تصديقك لهؤلاء المنظّرين، فهي لا تتدخل فيما تقتنع به أو تُفكر، قيادتنا قدمت لك بيئة رحبة للإبداع والانطلاق، وفتحت لك أبواب العلم والتعليم والاختراع، وكفلت لك حرية التعبير والاستماع، بقية الأمور تقع على عاتقك واختيارك أنت.

لذلك يا صديقي،،،، مانحتاج إليه هو مجتمع يتكاتف يدًا بيدٍ ضد مايشوبه من ضبابية، نحتاج لمجتمعٍ مدني متطوع يقوم بالمشي حافيًا ليرى قطرات العرق وهي تتصبب من جبينِ أولئك الكادحين، فيمسح عنها التعب، مجتمعٌ مدني يتوغل في الأحياء الفقيرة ويُربت على كتف المساكين، مجتمع يستقبل مسافري الحياة المنهكين بالورود فيزيل عنهم وعثاء السفر.

وإني أرى بأن المجتمع المدني الذي فشلت المجالس البلدية في تفعيله، تقيمه الآن مجموعة عبر تطبيق "الواتساب" تحت مسمى "المدينة في قلوبنا" والتي تحث على العطاء وتقديم الكثير من الوقت والجهد لهذه المدينة المحبوبة.

لذلك تجدني كلما مشيت في طريق ورأيتُ من يُنظّر ويرفع صوته بكلمات منمقة أتذكر قوله تعالى "وإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ "
ثم غادرتهم إلى هاتفي أغسل "بالمدينة في قلوبنا" ما رأت عيني وسمعت أذناي.

تحيا المدينة، وتبقى أمد الدهر في قلوبنا.

:
:

أطيب المنى
رائد العودة
@raed_70
https://twitter.com/raed_70?lang=ar

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • ابو راكان
    04-21-2017 03:36 مساءً
    يعطيك العافية استاذ رايد مقال رائع
  • Soma~
    04-21-2017 05:55 مساءً
    مجموعة المدينة في قلوبنا ماعرفتها إلا من بعد تغطيتك بالسناب ، والآن من مقـالك ..
  • ابراهبم بخش
    04-22-2017 01:13 صباحاً
    يعطيك العافية وتسلم اياديك
    مع تمنياتي القلبية لكم *بدوام التوفيق
  • فوزية عباس
    04-22-2017 05:25 صباحاً
    مقال رائع سلمت يمينك
  • مديني
    04-22-2017 07:15 صباحاً
    هل تستطيع ذكر عمل واحد قاموا به لاجل المدينة او اهلها غير الزيارات من اجل الولائم والاستقبال والتصوير
    هذا المقال ماهو الا تطبيل*
  • بندر ال مشيط
    04-22-2017 12:40 مساءً
    شكرًا كاتبنا الأنيق الاستاذ رائد العودة
    الحراك المجتمعي والمسئوليه المجتمعية هو ما تحتاجه مدينتنا الطاهرة حاليا والنخب الصادقة هي من تفعل ذلك وقد عرج مقالكم على مجموعة المدينة في قلوبنا والتى ولله الحمد تسير في مسارات عطاء وبذل رغم حداثه التكوين وهي عازمه بأذن الله على مواصله المسير حبا لطيبه الطيبة ولن تلتفت للوراء وترحب بمؤيديها ومنتقديها النقد البناءه .. اما من يلبس نظارة سوداء او ينتقد لهدف شخصي فندعوا له بالهدايه والعجله تواصل المسير
أكثر