(فاكهة بابل)
صوت المدينة - ابراهيم سيدي
من جمال وانعدال قطوفها تستقيم العثرات رغم اعوجاجها، وما أن تفتح شباك نافذتك المطلة عليها حتى
تدهشك روعة جمالها، وروعة منظرها ، وتجمع أنفاسك ويدخل إلى صدرك هوائها العليل فيمتلئ صدرك محبة وانشراحا، صدقني قد زرتها مرات ومرات وأنصحك بزيارتها فهي حقا رائعة الروائع وأعجوبة الزمان.. إنني أتحدث عن حدائق بابل.
شاهقة جبالها ومتدرجة كمدرج أخضر امتلئ بالحياة.. حياة جميلة مبهجة ما بين الزهور وعبقها واختلاف ألوانها ، ورائحة المطر الذي يسكن أنفك ولا يبرحه لأن المطر خفيف ولا ينقطع، وهنا وهناك الجواري الحسان يملأن المكان ، فهذه تقطف الوردة وهذه تحمل الماء لتحضره إلى القصر ، وترى الخدام والحراس تراهم جميعا أمامك من نافذتك المطلة عليهم جميعا .. ومن خلفك لا حياة وأمامك كل الحياة .
وإذا ما تركت الشرفة .. ونزلت إلى أرضها تسارعت الأغصان لتحميك من أشعة شمسها فأنت في وسطها لا تعرف هل أمسيت؟ أم أصبحت؟ وتمد عينك فترى الفاكهة الناضجة اللذيذة .. فتمسك بها بيدك ولجمال منظرها تحتار تأكلها أم تتأملها ،وتضل تجمع الفاكهة هنا وهناك .. ولا تأكل منها ولا تشعر بجوعك .. لانشغال قلبك بجمال ما ترى عينك، فتمشي رويدا رويدا فإذا بنهر صغير يجري تحت أقدامك ، عذب مائه إذا ارتشقت منه قطرة شبعت،وترفع رأسك بسرعة لصوت جميل جذب أذنيك وهو صوت تغريد البلابل الشجي .. وأشعة الشمس تغزو عينك كرا وفرا ممانعتها طول الأغصان وخضرة أوراقها.
وبينما أنت كذلك يأتيك من خلفك غزال جميل يستعطفك وينظر إليك بعينيه السوداء الواسعة الممتلئة طمأنية فلا ضاري يلاحقه ولا صياد، وتراه ينظر إلى الفاكهة وكيف لا تستهويه وهي (فاكهة بابل)،وما إن تمد يدك حتى يلقف الفاكهة بفمه ويولي مسرعا لكي لا تعود في قرارك أو عطاءك وهذا ديدينك أيها الإنسان .
وتمشي حتى ترى أمامك كهفا مظلما فتدخله ، فترى رسومات بابلية على جوانبه لا تفقه منها شيئا ، ولكهنا جدا جملية ، وهواء بارد عليل يخرج من آخر الكهف يجعلك تستمر في مشيك ، وتسمتر وتقترب وتقترب حتى تراه بحيرة مائية صغيرة تخترقها أشعة الشمس من الأعلى تسقط عليها بشكل عامودي ، فتبرز ما بحوضها من ضجة حياة بأنواع السمك .. تسبح فيها ذهابا وإيابا ،وتقترب فترى صورتك على الماء فلا تكاد تعرف نفسك أي العينان التي اسودت جفونها من السهر وضعفت قوتها من أشعة الأجهزة الذكية، وأين الأنف الذي يكاد يسد من كثرة ما يشتم من غبار العوادم ودخان المصانع.. وأي الأذنين المتلصقتين بالرأس من كثرة الإزعاج والضوضاء.. وترى ابتسامة على محياك لم تعهدها في حياتك الصناعية المتطورة .. وبينما أنت كذلك تتذكر الحياة الصناعية فتيعكر مزاجك فتنظر إلى الماء قد عكرت صورتك فيه .. فهذه الماء مرآة حقيقة لا تكذب .
تخرج من هذا الكهف وقد جن الليل والقمر بازغ في سمائه وبين نجومه وأبراجه الدلو والثور والعذراء .. ومضيئا كل ما حولك والهدوء يكتنف المكان من حولك، وقناديل معلقة على أغصان الشجر تضفي على المكان رومانسية وشاعرية، وتضئ من تحت أقدامك فراشات مضيئة أجنحتها ترافقك حتى باب قصرك البابلي، وتلفت خلفك فترى ذلك المنظر وتغلق عينك وتفتحها فترى سقف غرفتك .. وهواء المكيف الاصطناعي وصوت الأعمال بالعمارة التي بقربك من تحطيم ورفع وتركيب يكسر رأسك تكسيرا، وتقوم وتفتح النافذة فتهاجمك الروائح الكريهة والضارة من عوادم السيارات .. والنفايات المتراكمة في صندوق القمامة، وتفتح جوالك فترى أخبار مكدرة للخاطر فتغلقه، وتنزل الشارع وتركب سيارتك فتمنع جسدك من الحركة وفائدتها وكأنك على تابوت قد حملت.. والضجيح من حولك يتلف ، وينتهي أو تنهي يومك سريعا لتعود لقصرك البابلي في منامك وأحلام يقضتك وعالم خيالك.
ما أريده أن يصل إلى ذهنك لا تهمل خيالك فالخيال نعمة عظيمة تستيطع من خلالها أن تتخيل أهدافك وقد وصلت إليها لتصل إليها بإذن الله تعالى في الواقع وأن كل ما قرأت آنفا من نسج خيالي أحببت أن أشاركك به وستشاركني به ولكن أنت على طريقتك وأنا على طريقتي فقد نشترك بالواقع ولكننا نختلف في الخيال دائما وعليك أن تعلم أن الخيال رفيق الإبداع ، وأريد أن اسألك هل تريد أن تتذوق فاكهة بابل؟ إذا أردت أن تتقها فقط تخيل ذلك وصدقني سوف تتذوقها..
من جمال وانعدال قطوفها تستقيم العثرات رغم اعوجاجها، وما أن تفتح شباك نافذتك المطلة عليها حتى
تدهشك روعة جمالها، وروعة منظرها ، وتجمع أنفاسك ويدخل إلى صدرك هوائها العليل فيمتلئ صدرك محبة وانشراحا، صدقني قد زرتها مرات ومرات وأنصحك بزيارتها فهي حقا رائعة الروائع وأعجوبة الزمان.. إنني أتحدث عن حدائق بابل.
شاهقة جبالها ومتدرجة كمدرج أخضر امتلئ بالحياة.. حياة جميلة مبهجة ما بين الزهور وعبقها واختلاف ألوانها ، ورائحة المطر الذي يسكن أنفك ولا يبرحه لأن المطر خفيف ولا ينقطع، وهنا وهناك الجواري الحسان يملأن المكان ، فهذه تقطف الوردة وهذه تحمل الماء لتحضره إلى القصر ، وترى الخدام والحراس تراهم جميعا أمامك من نافذتك المطلة عليهم جميعا .. ومن خلفك لا حياة وأمامك كل الحياة .
وإذا ما تركت الشرفة .. ونزلت إلى أرضها تسارعت الأغصان لتحميك من أشعة شمسها فأنت في وسطها لا تعرف هل أمسيت؟ أم أصبحت؟ وتمد عينك فترى الفاكهة الناضجة اللذيذة .. فتمسك بها بيدك ولجمال منظرها تحتار تأكلها أم تتأملها ،وتضل تجمع الفاكهة هنا وهناك .. ولا تأكل منها ولا تشعر بجوعك .. لانشغال قلبك بجمال ما ترى عينك، فتمشي رويدا رويدا فإذا بنهر صغير يجري تحت أقدامك ، عذب مائه إذا ارتشقت منه قطرة شبعت،وترفع رأسك بسرعة لصوت جميل جذب أذنيك وهو صوت تغريد البلابل الشجي .. وأشعة الشمس تغزو عينك كرا وفرا ممانعتها طول الأغصان وخضرة أوراقها.
وبينما أنت كذلك يأتيك من خلفك غزال جميل يستعطفك وينظر إليك بعينيه السوداء الواسعة الممتلئة طمأنية فلا ضاري يلاحقه ولا صياد، وتراه ينظر إلى الفاكهة وكيف لا تستهويه وهي (فاكهة بابل)،وما إن تمد يدك حتى يلقف الفاكهة بفمه ويولي مسرعا لكي لا تعود في قرارك أو عطاءك وهذا ديدينك أيها الإنسان .
وتمشي حتى ترى أمامك كهفا مظلما فتدخله ، فترى رسومات بابلية على جوانبه لا تفقه منها شيئا ، ولكهنا جدا جملية ، وهواء بارد عليل يخرج من آخر الكهف يجعلك تستمر في مشيك ، وتسمتر وتقترب وتقترب حتى تراه بحيرة مائية صغيرة تخترقها أشعة الشمس من الأعلى تسقط عليها بشكل عامودي ، فتبرز ما بحوضها من ضجة حياة بأنواع السمك .. تسبح فيها ذهابا وإيابا ،وتقترب فترى صورتك على الماء فلا تكاد تعرف نفسك أي العينان التي اسودت جفونها من السهر وضعفت قوتها من أشعة الأجهزة الذكية، وأين الأنف الذي يكاد يسد من كثرة ما يشتم من غبار العوادم ودخان المصانع.. وأي الأذنين المتلصقتين بالرأس من كثرة الإزعاج والضوضاء.. وترى ابتسامة على محياك لم تعهدها في حياتك الصناعية المتطورة .. وبينما أنت كذلك تتذكر الحياة الصناعية فتيعكر مزاجك فتنظر إلى الماء قد عكرت صورتك فيه .. فهذه الماء مرآة حقيقة لا تكذب .
تخرج من هذا الكهف وقد جن الليل والقمر بازغ في سمائه وبين نجومه وأبراجه الدلو والثور والعذراء .. ومضيئا كل ما حولك والهدوء يكتنف المكان من حولك، وقناديل معلقة على أغصان الشجر تضفي على المكان رومانسية وشاعرية، وتضئ من تحت أقدامك فراشات مضيئة أجنحتها ترافقك حتى باب قصرك البابلي، وتلفت خلفك فترى ذلك المنظر وتغلق عينك وتفتحها فترى سقف غرفتك .. وهواء المكيف الاصطناعي وصوت الأعمال بالعمارة التي بقربك من تحطيم ورفع وتركيب يكسر رأسك تكسيرا، وتقوم وتفتح النافذة فتهاجمك الروائح الكريهة والضارة من عوادم السيارات .. والنفايات المتراكمة في صندوق القمامة، وتفتح جوالك فترى أخبار مكدرة للخاطر فتغلقه، وتنزل الشارع وتركب سيارتك فتمنع جسدك من الحركة وفائدتها وكأنك على تابوت قد حملت.. والضجيح من حولك يتلف ، وينتهي أو تنهي يومك سريعا لتعود لقصرك البابلي في منامك وأحلام يقضتك وعالم خيالك.
ما أريده أن يصل إلى ذهنك لا تهمل خيالك فالخيال نعمة عظيمة تستيطع من خلالها أن تتخيل أهدافك وقد وصلت إليها لتصل إليها بإذن الله تعالى في الواقع وأن كل ما قرأت آنفا من نسج خيالي أحببت أن أشاركك به وستشاركني به ولكن أنت على طريقتك وأنا على طريقتي فقد نشترك بالواقع ولكننا نختلف في الخيال دائما وعليك أن تعلم أن الخيال رفيق الإبداع ، وأريد أن اسألك هل تريد أن تتذوق فاكهة بابل؟ إذا أردت أن تتقها فقط تخيل ذلك وصدقني سوف تتذوقها..