الزواج وغسيل الأطباق
صوت المدينة - ابراهيم سيدي
دع عنك عزيزي الشاب كل ما أنت منشغل به ، وخذ هذه القصة القصيرة مني وهي من وهج الخيال، وبنات الأفكار ممزوجة مع بعض واقع اليوم ، ولكن قبل ذلك دعني أسألك سؤالا واحدا هل تستطيع أن تغسل الأطباق؟
لا يهمني جوابك الآن وتريث ولا تجب إلا بعد قراءة المقالة كاملة .
يحكى أن شاب أنهى دراسته وحصل على وظيفته، ووضع "القرش على القرش " حتى يتزوج ، وطلب من أمه أن تبحث له عن بنت الحلال وفارسة الأحلام ، في جلسة بأحدى العصاري الهادئة ، فوق الكنب المخملي الناعم وشاشة البلازما ورائحة القهوة تملأ المكان ، وبيده فنجان القهوة ، وبكامل قواه العقلية يطلب من أمه أن تبحث له عن زوجة ، وبكل سرور وافقت الأم الطيبة التي ترى في ابنها كافة المزايا ولا ترى فيه عيبا واحدا ، وقامت الأم تؤدي واجباتها المنزلية وتركت الشاب الحالم في المجلس وحده ، وماهي إلا برهة ويغرق في أحلام اليقظة ، فيرى فارسة الأحلام تملأ عينه بكل أصناف الطعام على مائدة طويلة ، وتملأ كرشه أيضا، وأينما وقعت عينه في المنزل وجدها تنظر إليه بوجه باسم ، وبكامل زينتها كيوم العرس ، ويجد ثيابه تفصخ بعرقه ، وتنظف وتعطر بعطرها الزكي الندي ، كل طلباته مجابة وأوامره تنفذ، ولا يسمع لها همسا ، وفي وسط أحلامه هذه لا يرى أن لها حقوقا وعليه واجبات ، ويستيقظ من أحلام اليقظة على اليوم المرتقب المشهود ، يوم ينضح كل إناء باللحم والأرز ، وتغرق الأيادي بالدهون ،ووتتعالى الأصوات بالتبريكات والتهنئة ، والشاب الحالم لا تزال أحلام اليقظة قابعة في فكره ويتخيل إليه في كل لحظة أنه على موعد معها .
ويمضي اليوم واليومين والأسبوع والأسبوعين والشهر والشهرين ، ولكن هذه الأحلام لم تتحقق ، فوجد في ذلك كابوسه ، ونغص عيشه ، فيجد فارسة الأحلام تقول له هل تعرف كيف تغسل الأطباق ؟
إعلانا واضحا وصريحا على أن أحلامه تبددت جميعها ولم يبق سوى الكوابيس ، وينظر الشاب الحالم إلى فارسة الأحلام في دهشة ومنذ متى يغسل الرجل الأطباق ؟
وإذا غسلت الأطباق انا .. ماهي وظيفتك أنتي إذا ؟ وبسرعة فائقة تجيبه بل هي وظيفتك ووظيفتي أيام جدك وجدتي انتهت .
والشاب الحالم قد يستمر زواجه وقد ينتهي، ولكن ما الذي أوصله إلى ذلك الحال ؟
نعود قليلا إلى الخلف عند اللقطة التي يطلب فيها من أمه أن تبحث له عن زوجة ونسأله هذا السؤال هل تعرف كيف تغسل الأطباق ؟
فإن كان جوابه نعم بحثنا له عن زوجة وإن كان الجواب لا ، تريثنا قليلا وأعدنا عليه السؤال مرة أخرى ، وأجلنا موضوع الزواج قليلا .
أفق عزيزي المقبل على الزواج .. وركز في مقولة الزوجة للزوج الحالم" أيام جدك وجدتي انتهت" ما الذي تقصده بهذه العبارة ؟
هل هي تنتقص من الوضع السائد في أيام الأجداد من أن المرأة كانت عليها واجبات أكثر مالها من حقوق ، وكانت لا تطالب بها ولم تكن تعرفها أصلا وأصبحا اليوم تعرفها وتطالبها بها جميعها، أم هو إعلان وتنبيه وتذكير، بأن الزواج تقاسم للواجبات والحقوق بين الزوج والزوجة معا ؟ .
نعم أفق عزيزي المقبل على الزواج ولا تكن أحلام يقظتك كأحلام صديقنا الحالم ، الذي صدم بالواقع بعد ذلك، نعم عليك أن تعلم أن الزواج مسؤولية عظمية وتقاسم للواجبات والحقوق ، مثل المشاركة في أعمال المنزل،من تنظيف وغسيل، وجلي الصحون والأطباق ، والمساعدة في الطبخ أيضا ، نعم لا تستغرب فكل ذلك هو معنى الحياة الزوجية فالحياة الزوجية مشاركة في كل تفاصيل الحياة صغيرة وكبيرة ، وترتسم بذلك أسمى معاني التعاون والمحبة والألفة ، والزواج أعظم علاقة إنسانية ، تزداد بها الأمم عددا ،وتنجب بها العباقرة والمخترعين والعلماء ، والأبطال في كل الميادين ، فحقا قبل أن تقدم على الزواج اسأل نفسك هذا السؤال هل تستطيع أن تغسل الأطباق؟
دع عنك عزيزي الشاب كل ما أنت منشغل به ، وخذ هذه القصة القصيرة مني وهي من وهج الخيال، وبنات الأفكار ممزوجة مع بعض واقع اليوم ، ولكن قبل ذلك دعني أسألك سؤالا واحدا هل تستطيع أن تغسل الأطباق؟
لا يهمني جوابك الآن وتريث ولا تجب إلا بعد قراءة المقالة كاملة .
يحكى أن شاب أنهى دراسته وحصل على وظيفته، ووضع "القرش على القرش " حتى يتزوج ، وطلب من أمه أن تبحث له عن بنت الحلال وفارسة الأحلام ، في جلسة بأحدى العصاري الهادئة ، فوق الكنب المخملي الناعم وشاشة البلازما ورائحة القهوة تملأ المكان ، وبيده فنجان القهوة ، وبكامل قواه العقلية يطلب من أمه أن تبحث له عن زوجة ، وبكل سرور وافقت الأم الطيبة التي ترى في ابنها كافة المزايا ولا ترى فيه عيبا واحدا ، وقامت الأم تؤدي واجباتها المنزلية وتركت الشاب الحالم في المجلس وحده ، وماهي إلا برهة ويغرق في أحلام اليقظة ، فيرى فارسة الأحلام تملأ عينه بكل أصناف الطعام على مائدة طويلة ، وتملأ كرشه أيضا، وأينما وقعت عينه في المنزل وجدها تنظر إليه بوجه باسم ، وبكامل زينتها كيوم العرس ، ويجد ثيابه تفصخ بعرقه ، وتنظف وتعطر بعطرها الزكي الندي ، كل طلباته مجابة وأوامره تنفذ، ولا يسمع لها همسا ، وفي وسط أحلامه هذه لا يرى أن لها حقوقا وعليه واجبات ، ويستيقظ من أحلام اليقظة على اليوم المرتقب المشهود ، يوم ينضح كل إناء باللحم والأرز ، وتغرق الأيادي بالدهون ،ووتتعالى الأصوات بالتبريكات والتهنئة ، والشاب الحالم لا تزال أحلام اليقظة قابعة في فكره ويتخيل إليه في كل لحظة أنه على موعد معها .
ويمضي اليوم واليومين والأسبوع والأسبوعين والشهر والشهرين ، ولكن هذه الأحلام لم تتحقق ، فوجد في ذلك كابوسه ، ونغص عيشه ، فيجد فارسة الأحلام تقول له هل تعرف كيف تغسل الأطباق ؟
إعلانا واضحا وصريحا على أن أحلامه تبددت جميعها ولم يبق سوى الكوابيس ، وينظر الشاب الحالم إلى فارسة الأحلام في دهشة ومنذ متى يغسل الرجل الأطباق ؟
وإذا غسلت الأطباق انا .. ماهي وظيفتك أنتي إذا ؟ وبسرعة فائقة تجيبه بل هي وظيفتك ووظيفتي أيام جدك وجدتي انتهت .
والشاب الحالم قد يستمر زواجه وقد ينتهي، ولكن ما الذي أوصله إلى ذلك الحال ؟
نعود قليلا إلى الخلف عند اللقطة التي يطلب فيها من أمه أن تبحث له عن زوجة ونسأله هذا السؤال هل تعرف كيف تغسل الأطباق ؟
فإن كان جوابه نعم بحثنا له عن زوجة وإن كان الجواب لا ، تريثنا قليلا وأعدنا عليه السؤال مرة أخرى ، وأجلنا موضوع الزواج قليلا .
أفق عزيزي المقبل على الزواج .. وركز في مقولة الزوجة للزوج الحالم" أيام جدك وجدتي انتهت" ما الذي تقصده بهذه العبارة ؟
هل هي تنتقص من الوضع السائد في أيام الأجداد من أن المرأة كانت عليها واجبات أكثر مالها من حقوق ، وكانت لا تطالب بها ولم تكن تعرفها أصلا وأصبحا اليوم تعرفها وتطالبها بها جميعها، أم هو إعلان وتنبيه وتذكير، بأن الزواج تقاسم للواجبات والحقوق بين الزوج والزوجة معا ؟ .
نعم أفق عزيزي المقبل على الزواج ولا تكن أحلام يقظتك كأحلام صديقنا الحالم ، الذي صدم بالواقع بعد ذلك، نعم عليك أن تعلم أن الزواج مسؤولية عظمية وتقاسم للواجبات والحقوق ، مثل المشاركة في أعمال المنزل،من تنظيف وغسيل، وجلي الصحون والأطباق ، والمساعدة في الطبخ أيضا ، نعم لا تستغرب فكل ذلك هو معنى الحياة الزوجية فالحياة الزوجية مشاركة في كل تفاصيل الحياة صغيرة وكبيرة ، وترتسم بذلك أسمى معاني التعاون والمحبة والألفة ، والزواج أعظم علاقة إنسانية ، تزداد بها الأمم عددا ،وتنجب بها العباقرة والمخترعين والعلماء ، والأبطال في كل الميادين ، فحقا قبل أن تقدم على الزواج اسأل نفسك هذا السؤال هل تستطيع أن تغسل الأطباق؟