طيبة وباريس
صوت المدينة - ابراهيم سيدي
تحاكمت المدينتين في محكمة خيالي والقاضي كان ضميري والقضية كانت "تفاضل " بين المدينتين وأحضرت كل منهما محاميها للدفاع عنها وبدأ محامي الأولى مرافعته قائلا: أنها تزخر وتتزين بالموضة عاما خلف عام ، وأضاف أن الجميع يحلم بزيارتها،وبرجها معالم من معالم الدنيا أجمع ، يأتيها الناس بما حملوا من أديان ومذاهب شتى ، لا تمنع أحد من دخولها بعذر حرمتها عليه ﻷن دينه مخالف لدينها،وأجوائها عليلة وناعمة بنعومة أظافر النساء الفرنسيات الرشيقات ، فبأي ميزة تمتاز بها مدينتك عن "باريس" حتى الاسم يحمل من الشاعرية والرومنسية الكثير موجها هذه الجملة لمحامي المدينة الثانية ،وانتهى من كلامه .. وطلبت من المحام الثاني أن يبدأ مرافعته والدفاع عن موكلته وهي المدينة الثانية والكل قبل بدأه يترقب عيناي وضميري وخيالي وكلماتي في مقالتي هذه، فكل ما نقشته من كلم في تالي هذه المقالة كان من سحر كلامه ومنطقيته وقوة حجته ، إليكم كلمه .
بدأ قائلا :أن النهر له منبع ومنبع النور والطهر هي مدينتي"المدينة المنورة " ، من بين جنباتها ضاء العالم أجمع فمن أين لبرجك هذا نور مثله .. نور يدخل كل قلب فييفض القلب رحمة وحنانا وحبا وعطفا، وتحمل في باطنها خير العالمين أجمع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولو اكتيفت بذكره فقط لمحوت تاريخ مدينتك ،المملوء بالصورية والخواء الداخلي من الحب والعطف وتسيره المادية وتقتل كل جميل في أي صدر كان رجل أو أمرأة ، نعم معك حق مدينتك يدخلها كل من أراد دخولها، دون تعقيد أو منع بحجة مهما كانت تلك الحجة،وهذا ما يجعلها كالراقصة تماما فكل من معه مال دخل وتفرج وما أن تنقضي متعته خرج منها وربما لن يعود مرة أخرى ،نعم .. مدينتك يدخلها الخبيث والطيب والمسلم والمسيحي والنصراني والمجوسي والهندوسي بكل ما حملوا من خير وشر و(مال)والمال .. المال فلا يأتيها إلا من معه مال أم الفقير لا مكان لها فيها ،وهذا انعكاس واضح لما تحمله مدينتك من مادية هوجاء ومثالية صورية مصطنعة ،ربما تدخل لك الكثير من المال ولكن تسلب منك الراحة والطمأنية،وساكونها ليس عن زائريها بأفضل حال بل هم أسوء فالقلق النفسي المنبعث من اللهفة خلف كل جديد في عالم الموضة والأزياء والسيارات ونحوها قلق نفسي وخوف شديد من فقد المال ،أي معيشة تلك وأي متعة وأي طمأنينةفضلا عن أن مدينتك لا تنفي الخبيث إذا ما كان معه المال وتنفي الطيب لمجرد أنه ليس معه مال ولك أن تتصور تبعات ذلك سيدي القاضي.. لم أجبه بكلمة وأشرت له بمتابعة مرافعته ،فتابع قائلا :أمامدينتي لا يدخلها إلا المسلم صاحب العقيدة النوارنية والقلب السليم والطهارة قلبا وقالبا وتطرد مدينتي كل خبث، لا تسمح له بالعيش في جنابتها وبين سكانها ،وتفرد كفوفها بساطا أحمرا للفقير قبل الغني، ويمتلئ جوها العام بركة وسعة رزق ﻷقصى الحدود حتى أن رغيفا من الخبز فيها يشبع فردين وأكثر، والوقت فيها يمضي بسلاسة كما العبير في مداعبته أنوف البشر ، في كل زاوية منها تجد مسجدا يعود لأزمنة بعيدة تدخله كأنك أول الداخلين له .. كما هو لم تغيره عثرات الزمن ومصائبه ولم تتملئ أركانه غبارا كما تمتلئ زوايا برجك غبار وأتربة وأمنيات لم تتحق ، ولم يجني متمنيوها إلا التعاسة ، أما مدينتي فهي منتهى الأمنيات وأرض النور والعزة وهناك مليار مسلم أو يزيدون مستعدين للموت من أجل الحفاظ على مدينتي والموت فيها أقصى أمانيهم ..
هل يوجد لمدينتك من سكانها أو زائريها من يتمنى الموت فيها أو لأجلها لا اعتقد وإن وجد فهي أمنية زائفة وزائلة كما تزول فيها الموضة عام خلف عام، واستطرد قائلا لن يكفي مدينتي مرافعتي هذه ولن يفيها حقها أبجدية أحرف لغتك ولا لغتي وانهى مرافعته، والكل في انبهار وذهول عيناي وعقلي، وجوارحي، وتم تداول الحكم وتم إصداره ولكنني لن أبوح به ولست مطالبا بالبوح به فالمعني به أصحاب القضية وليس أنتم ،ولكن سأبوح به بعد أن أعرف رأيكم وحكمكم أي المدينتين أفضل ؟،وليعذرني أهل القانون من أي تنقيص فأنا به من الجاهلين ، انتظر حكمكم إخوتي جميعكم كل من قرأ مقالتي هذه .
تحاكمت المدينتين في محكمة خيالي والقاضي كان ضميري والقضية كانت "تفاضل " بين المدينتين وأحضرت كل منهما محاميها للدفاع عنها وبدأ محامي الأولى مرافعته قائلا: أنها تزخر وتتزين بالموضة عاما خلف عام ، وأضاف أن الجميع يحلم بزيارتها،وبرجها معالم من معالم الدنيا أجمع ، يأتيها الناس بما حملوا من أديان ومذاهب شتى ، لا تمنع أحد من دخولها بعذر حرمتها عليه ﻷن دينه مخالف لدينها،وأجوائها عليلة وناعمة بنعومة أظافر النساء الفرنسيات الرشيقات ، فبأي ميزة تمتاز بها مدينتك عن "باريس" حتى الاسم يحمل من الشاعرية والرومنسية الكثير موجها هذه الجملة لمحامي المدينة الثانية ،وانتهى من كلامه .. وطلبت من المحام الثاني أن يبدأ مرافعته والدفاع عن موكلته وهي المدينة الثانية والكل قبل بدأه يترقب عيناي وضميري وخيالي وكلماتي في مقالتي هذه، فكل ما نقشته من كلم في تالي هذه المقالة كان من سحر كلامه ومنطقيته وقوة حجته ، إليكم كلمه .
بدأ قائلا :أن النهر له منبع ومنبع النور والطهر هي مدينتي"المدينة المنورة " ، من بين جنباتها ضاء العالم أجمع فمن أين لبرجك هذا نور مثله .. نور يدخل كل قلب فييفض القلب رحمة وحنانا وحبا وعطفا، وتحمل في باطنها خير العالمين أجمع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولو اكتيفت بذكره فقط لمحوت تاريخ مدينتك ،المملوء بالصورية والخواء الداخلي من الحب والعطف وتسيره المادية وتقتل كل جميل في أي صدر كان رجل أو أمرأة ، نعم معك حق مدينتك يدخلها كل من أراد دخولها، دون تعقيد أو منع بحجة مهما كانت تلك الحجة،وهذا ما يجعلها كالراقصة تماما فكل من معه مال دخل وتفرج وما أن تنقضي متعته خرج منها وربما لن يعود مرة أخرى ،نعم .. مدينتك يدخلها الخبيث والطيب والمسلم والمسيحي والنصراني والمجوسي والهندوسي بكل ما حملوا من خير وشر و(مال)والمال .. المال فلا يأتيها إلا من معه مال أم الفقير لا مكان لها فيها ،وهذا انعكاس واضح لما تحمله مدينتك من مادية هوجاء ومثالية صورية مصطنعة ،ربما تدخل لك الكثير من المال ولكن تسلب منك الراحة والطمأنية،وساكونها ليس عن زائريها بأفضل حال بل هم أسوء فالقلق النفسي المنبعث من اللهفة خلف كل جديد في عالم الموضة والأزياء والسيارات ونحوها قلق نفسي وخوف شديد من فقد المال ،أي معيشة تلك وأي متعة وأي طمأنينةفضلا عن أن مدينتك لا تنفي الخبيث إذا ما كان معه المال وتنفي الطيب لمجرد أنه ليس معه مال ولك أن تتصور تبعات ذلك سيدي القاضي.. لم أجبه بكلمة وأشرت له بمتابعة مرافعته ،فتابع قائلا :أمامدينتي لا يدخلها إلا المسلم صاحب العقيدة النوارنية والقلب السليم والطهارة قلبا وقالبا وتطرد مدينتي كل خبث، لا تسمح له بالعيش في جنابتها وبين سكانها ،وتفرد كفوفها بساطا أحمرا للفقير قبل الغني، ويمتلئ جوها العام بركة وسعة رزق ﻷقصى الحدود حتى أن رغيفا من الخبز فيها يشبع فردين وأكثر، والوقت فيها يمضي بسلاسة كما العبير في مداعبته أنوف البشر ، في كل زاوية منها تجد مسجدا يعود لأزمنة بعيدة تدخله كأنك أول الداخلين له .. كما هو لم تغيره عثرات الزمن ومصائبه ولم تتملئ أركانه غبارا كما تمتلئ زوايا برجك غبار وأتربة وأمنيات لم تتحق ، ولم يجني متمنيوها إلا التعاسة ، أما مدينتي فهي منتهى الأمنيات وأرض النور والعزة وهناك مليار مسلم أو يزيدون مستعدين للموت من أجل الحفاظ على مدينتي والموت فيها أقصى أمانيهم ..
هل يوجد لمدينتك من سكانها أو زائريها من يتمنى الموت فيها أو لأجلها لا اعتقد وإن وجد فهي أمنية زائفة وزائلة كما تزول فيها الموضة عام خلف عام، واستطرد قائلا لن يكفي مدينتي مرافعتي هذه ولن يفيها حقها أبجدية أحرف لغتك ولا لغتي وانهى مرافعته، والكل في انبهار وذهول عيناي وعقلي، وجوارحي، وتم تداول الحكم وتم إصداره ولكنني لن أبوح به ولست مطالبا بالبوح به فالمعني به أصحاب القضية وليس أنتم ،ولكن سأبوح به بعد أن أعرف رأيكم وحكمكم أي المدينتين أفضل ؟،وليعذرني أهل القانون من أي تنقيص فأنا به من الجاهلين ، انتظر حكمكم إخوتي جميعكم كل من قرأ مقالتي هذه .