تعزيز انتشار المفردة الفصيحة في الغناء
صوت المدينة - سمية محمد
هل فكرنا أن نعزز انتشار اللغة العربية في كل المجالات؟
لغة باذخة الجمال والكمال ،لغة اتساعية متطورة عالمية ،لغة تجعلني أتحدث إلى أكثرِ من أربعِمائةٍ وخمسينَ مليونَ عربي بعكس العامية التي تتيح لي الحديث فقط إلى فئة ومجتمعٍ معين .
ولا أعني بانتشار الكلمة الفصيحة التقعر في الكلامِ واختيارِ تلك الكلمات الحوشية النادرة.
الفصاحة بكل بساطة هي إيصال المعنى كامًلا سلِسًا بلغةٍ سليمةٍ واضحة.
لن أطيل الحديث عن مكانة الفصحى وأهميتها فكل ذلك معلومٌ ووجه الشمس لا يغطى بغربال
الفكرة التي أريد أن أسلّط الضوء عليها هي
"تعزيز اننشار المفردة الفصيحة في الغناء"
لماذا كل أغانينا وألحاننا اليوم غارقة في العامية والعاميةِ المفرطة حتى أصبحت المعاني في قمة السذاجة!
لو عدنا إلى الماضي الجميل وتلك الألحان التي جُلُّ كلماتها فصيحة ومن عيونِ الشعر العربي
هل تذكرون لما كانت الكلمة محور اللحن الجميل !
ونصب عينيه ذلك الرابط بين القصيدة العربية واللحن الجميل أنتج لنا فنًا كامل الروعة
فكتب "إبراهيم ناجي" وغنّت "أم كلثوم"
"يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحًا من خيالٍ فهوى"
إن القصيدةَ العربيةَ فكرٌ ومعنى ووجدانٌ لا يموت
أتُرى ما الحياة المتدفقة في قصيدة امرئ القيس
حين يقول:
"تعلق قلبي طفلة عربية
تنعّم بالديباج والحلّ الحُلل"
فتغنى بها الكثير من الفنانين العرب
وما أجمل بيتِ جرير الذي عدّه النقاد أغزل بيت
"إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا"
وزاد جمال هذا البيت حين تغنت به الفنانة "هيام يونس".
ومن جرير إلى قيس بن الملوح
"لو كان لي قلبان لعشتُ بواحدٍ
وأفردت قلبًا في هواك يُعذّب"
وأبياته التي مطلعها:
"يقولون ليلى في العراق مريضة
فياليتني كنت الطبيب المداويا"
فقصائد قيس بن الملوّح المليئة بالعاطفة والشجن كانت من أبرز اختيارات الملحنيين والمغنيين.
ولو انتقلنا إلى ذاك الزمن الجميل "العصر الأندلسي" فإن أبرز من أحيا الموشحات الأندلسية في العصر الحديث وتغنى بها الفنان "صباح فخري"والفنانة الراحلة "فيروز"
ومن أجمل تلك الموشحات :
"يا غصن نقًا مكللاً بالذهب
أفديك من الردى بأمي وأبي"
وأيضًا قصائد "لسان الدين الخطيب"
"جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل بالأندلس"
وأيضًا:
"جاءت معذبتي في غيهب الغسق
كأنها الكوكب الدريّ في الأفق"
من الموشحات إلى أمير الشعراء في قصيدته
"روعوه فتولى مغضبًا
أعلمتم كيف ترتاع الظبا
خلقت لاهية ناعمة
ربما روعها مَرُّ الصبا"
تغنى بهذه القصيدة العديد من الفنانين
أيضًا قصائد "نزار قباني"والتي تغنى بها الكثير من الفنانين ومن أبرزهم الفنانة "ماجدة الرومي"في قصيدة "كلمات ليست كالكلمات" والفنان"كاظم الساهر" في العديد من القصائد
"أكرهها،قصة حبيبين،أنا وليلى ..."وغيرها الكثير.
نحتاج فعًلا إلى عودة هذا الذوق وتعزيز انتشار المفردة الفصيحة في الساحة الفنية واللحن والعربي .
إن لغة مثل لغتنا العربية ثرية بالجمال والإبداع تخلق الفن خلقًا وتعبّر عن هويتنا الدينية والتراثية والحضارية والاجتماعية والفنية من حقها علينا أن نعزز انتشارها في كل المجالات وبشتى الطرق .
أخيرًا أختم بوصفٍ موسيقي للمستشرق الفرنسي "وليم مرسيه" حيث يقول:
"العبارة العربية كالعود إذا نقرت على أحد أوتاره رنّت لديك جميع الأوتار وخفقت ثم تحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكبًا من العواطف والصور"
هل فكرنا أن نعزز انتشار اللغة العربية في كل المجالات؟
لغة باذخة الجمال والكمال ،لغة اتساعية متطورة عالمية ،لغة تجعلني أتحدث إلى أكثرِ من أربعِمائةٍ وخمسينَ مليونَ عربي بعكس العامية التي تتيح لي الحديث فقط إلى فئة ومجتمعٍ معين .
ولا أعني بانتشار الكلمة الفصيحة التقعر في الكلامِ واختيارِ تلك الكلمات الحوشية النادرة.
الفصاحة بكل بساطة هي إيصال المعنى كامًلا سلِسًا بلغةٍ سليمةٍ واضحة.
لن أطيل الحديث عن مكانة الفصحى وأهميتها فكل ذلك معلومٌ ووجه الشمس لا يغطى بغربال
الفكرة التي أريد أن أسلّط الضوء عليها هي
"تعزيز اننشار المفردة الفصيحة في الغناء"
لماذا كل أغانينا وألحاننا اليوم غارقة في العامية والعاميةِ المفرطة حتى أصبحت المعاني في قمة السذاجة!
لو عدنا إلى الماضي الجميل وتلك الألحان التي جُلُّ كلماتها فصيحة ومن عيونِ الشعر العربي
هل تذكرون لما كانت الكلمة محور اللحن الجميل !
ونصب عينيه ذلك الرابط بين القصيدة العربية واللحن الجميل أنتج لنا فنًا كامل الروعة
فكتب "إبراهيم ناجي" وغنّت "أم كلثوم"
"يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحًا من خيالٍ فهوى"
إن القصيدةَ العربيةَ فكرٌ ومعنى ووجدانٌ لا يموت
أتُرى ما الحياة المتدفقة في قصيدة امرئ القيس
حين يقول:
"تعلق قلبي طفلة عربية
تنعّم بالديباج والحلّ الحُلل"
فتغنى بها الكثير من الفنانين العرب
وما أجمل بيتِ جرير الذي عدّه النقاد أغزل بيت
"إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا"
وزاد جمال هذا البيت حين تغنت به الفنانة "هيام يونس".
ومن جرير إلى قيس بن الملوح
"لو كان لي قلبان لعشتُ بواحدٍ
وأفردت قلبًا في هواك يُعذّب"
وأبياته التي مطلعها:
"يقولون ليلى في العراق مريضة
فياليتني كنت الطبيب المداويا"
فقصائد قيس بن الملوّح المليئة بالعاطفة والشجن كانت من أبرز اختيارات الملحنيين والمغنيين.
ولو انتقلنا إلى ذاك الزمن الجميل "العصر الأندلسي" فإن أبرز من أحيا الموشحات الأندلسية في العصر الحديث وتغنى بها الفنان "صباح فخري"والفنانة الراحلة "فيروز"
ومن أجمل تلك الموشحات :
"يا غصن نقًا مكللاً بالذهب
أفديك من الردى بأمي وأبي"
وأيضًا قصائد "لسان الدين الخطيب"
"جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل بالأندلس"
وأيضًا:
"جاءت معذبتي في غيهب الغسق
كأنها الكوكب الدريّ في الأفق"
من الموشحات إلى أمير الشعراء في قصيدته
"روعوه فتولى مغضبًا
أعلمتم كيف ترتاع الظبا
خلقت لاهية ناعمة
ربما روعها مَرُّ الصبا"
تغنى بهذه القصيدة العديد من الفنانين
أيضًا قصائد "نزار قباني"والتي تغنى بها الكثير من الفنانين ومن أبرزهم الفنانة "ماجدة الرومي"في قصيدة "كلمات ليست كالكلمات" والفنان"كاظم الساهر" في العديد من القصائد
"أكرهها،قصة حبيبين،أنا وليلى ..."وغيرها الكثير.
نحتاج فعًلا إلى عودة هذا الذوق وتعزيز انتشار المفردة الفصيحة في الساحة الفنية واللحن والعربي .
إن لغة مثل لغتنا العربية ثرية بالجمال والإبداع تخلق الفن خلقًا وتعبّر عن هويتنا الدينية والتراثية والحضارية والاجتماعية والفنية من حقها علينا أن نعزز انتشارها في كل المجالات وبشتى الطرق .
أخيرًا أختم بوصفٍ موسيقي للمستشرق الفرنسي "وليم مرسيه" حيث يقول:
"العبارة العربية كالعود إذا نقرت على أحد أوتاره رنّت لديك جميع الأوتار وخفقت ثم تحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكبًا من العواطف والصور"
السبب في نجاح أغاني كاظم الساهر هي القصائد المغناة باللغة العربية وما أروعها من أغنيات علقت في ذاكرتنا إلى الآن،
أيضًا آمال ماهر ظهرت بثوبٍ رائع في بداياتها عندما غنت باللغة الفصحى قصيدة كانت الأجمل في وقتها