إياك والاجتهاد الأعمى
صوت المدينة / محمد عبدالقادر
إياك والاجتهاد الأعمى ؛ فمثلا أحياناً يدرس الطالب معلومة خاطئة مقررة فى منهجه الدراسى وهم يعلم خطأها ويعلم الصواب ولكنه لو كتب فى الامتحان المعلومة الصحيحة فلن يحصل على أية درجة لأنه لم يكتب ما جاء بالمقرر فى منهجه لذا احفظ المعلومة الصحيحة لنفسك والمعلومة الخاطئة المطلوب حفظها احفظها من أجل الامتحان فقط وانسها بعده ، ولا تتمسك برأيك مع من لا يفهم كى لا تكون مجتهداً أعمى فأحياناً لا يصح الصحيح وإنما يصح ما يجلب المكسب الصحيح .
لا تنس هدفك الأساسى وتضيعه من أجل المناضلة فى تحقيق أهداف فرعية تضيع هدفك الأساسى وتنسيك إياه ؛ فمثلاً فى الجامعة فى بلادنا يكون أمر الطالب بيد الأستاذ الجامعى دون وجود أى رقابة على الأخير من أية جهة لذا فإن حدثت مشادة كلامية فقط بين الطالب وأستاذه الجامعى قد يلحق بالطالب ضرر شديد جداً قد يؤدى إلى فصله نهائياً لذا يجب على الطالب الحرص على عدم الاحتكاك بأستاذه الجامعى وعدم مخالفته فى أى شىء وحتى قبول الإهانة منه فعلى الطالب أن يبذل فى ذلك كل جهده حتى يحقق هدفه الأساسى وهو التخرج ، وقد صدق القول " إن النصر مع الصبر ساعة " ، وأذكر أن صديقة لى دخلت فى نقاش فى إحدى المحاضرات مع أستاذ جامعى وخالفته فى الرأى وحدثت مشادة كلامية بينهما فحولها لمجلس التأديب لأنه عد ذلك تطاولاً منها عليه وفصلت من كليتها ثم رفعت دعوى قضائية على الكلية وصحيح أن القضاء أنصفها وكسبت الدعوى القضائية لكن ذلك حدث بعد زمن بعيد بعد بقاء الدعوى فى أروقة المحاكم سنين وبذلك خسرت ثلاث سنوات من عمرها وأضاعت هدفها الأساسى مقابل التمسك بهدف فرعى نتيجة قصر نظرها وقلة خبرتها.
قد يتفق بعض القراء مع رأيى ويختلف البعض الآخر معى فى هذا الأمر لكنى سأقنعهم بالآتى:
لابد أن يكون الإنسان بعيد النظر وألا ينسى هدفه الأساسى ويندمج فى السرحان فى تحقيق أهداف فرعية تلهيه عن هدفه الأساسى ولذلك أمثلة كثيرة فمثلاً لا تجعل ممارستك لهواياتك تلهيك عن دراستك وعملك الأساسى ، ومثلاً إن الله سبحانه وتعالى – أمرنا بالتركيز فى الصلاة لأنها هدف أساسى لكنه أباح لنا فعل أشياء أخرى فى أثناء الصلاة لكونها بسيطة لا تخرجنا عن تركيزنا فى الهدف الأساسى ( الصلاة ) فمثلاً أباح العمل اليسير كإصلاح الرداء وحك الجسد باليد والتنحنح عند الاضطرار لكنه – جل شأنه – جعل كثرة الحركة تبطل الصلاة لأنها تخرج من التركيز فى الهدف الأساسى (الصلاة)، وهذا دليل على أن الله – تعالى – نهانا عن الاجتهاد الأعمى وقدر ظروف كل حالة فمثلاً أجاز لنا النطق بكلمة الكفر عن الإكراه الملجىء ، وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم – " أنتم أعلم بأمر دنياكم " (رواه مسلم) ولهذا الحديث الشريف أهمية كبيرة فى حياتنا المعاصرة لأنه دعوة للبحث المستمر فى شئون الكون واستنباط ما هو نافع للبشرية وهذا دليل على أن العلم فى الإسلام غير محدد بحد معين أو وقت محدد فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأى والمشورة فى كل أمور الدنيا وهذا يؤدى إلى التقدم العلمى والانتفاع بالعلم .
ومن صور الخطأ السابق ذكره أيضا أنى رأيت طلاب كلية التجارة يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة المحاسبة وطلاب كلية الحقوق يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة علم المواريث على حساب المواد الأخرى التى لا يهتمون بها الاهتمام الكافى وفى النهاية تجدها مادة دراسية عادية تتساوى درجاتها مع درجات باقى المواد فلو اهتم طالب بها اهتماما زائدا على حساب اهتمامه بالمواد الأخرى فسيكون قد خسر هدفه الأساسى ونسيه في سبيل تحقيق هدف فرعى.
وتجدر الإشارة هنا إلى وجوب تجنب المشاجرات والمناقشات مع عامة الناس والجهلاء ؛ حيث قال تعالى : " وَأَعْرِضْ عنِ الجَاهِلِينَ " ( الأعراف 199 ) ، ويقول الشاعر : " والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " ،.
علمتنى الحياة أن أنظر إلى الفوائد بنهاياتها فمثلاً من حصل على الشهرة ؛ فالشهرة لا تعد مكسباً فى ذاتها ما لم تؤد إلى مكسب حقيقى كالعمل المرموق مثلاً ، وقد رأيت من الناس من يبذل مجهوداً كبيراً فى إقناع شخص بفكرة ما أو بحقه فى شىء وهذا الشخص لا يملك سلطة منحه الحق وإقناعه لن يقدم ولن يؤخر شيئاً
كما علمتنى الحياة أنى طالما لا أملك سلطة الإصلاح فعلى فقط أن أنادى به ولكنى إذا تشددت فى المناداة به فى وجود سلطة جاهلة لا تقدره فستكون النتيجة تعسف السلطة وإبعادى نهائياً عن المجال وبذلك أكون قد ضيعت كل شىء وخسرت فرصة الاستمرار فى المجال لنيل السلطة وحين أنالها سأكون قادراً على تحقيق ما كنت أريد المنادة به ؛ وأمثلة ذلك كثيرة فمثلاً تجد طالباً جامعياً يتشدد فى المناداة بحقوق الطلاب فيؤدى ذلك لفصله من الدراسة ولكنه إذا نادى دون تشدد وصبر حتى التخرج وأنهى دراسته فحينها سيكون قادراً على التشدد فى المطالبة بحقوق الطلاب وفضح الأساتذة الظالمين لأنه حينها لن يكون لدية شىء يخشى عليه فحينها لن يكون طالباً تحت رحمة الأساتذة الظالمين وإنما سيكون قد تخرج وأنهى دراسته ولن يستطيعوا إيذاءه.
وفضلاً عن أن تكون نتيجة التشدد فى الإصلاح دون وجود سلطة هى تعسف السلطة الجاهلة هناك نتائج أخرى سيئة أهمها نيل إيذاء جهال آخرين معارضين للإصلاح لأن من لا يملك سلطة لن يستطيع حماية نفسه من هؤلاء الجهال وتذكروا معى الفيلم المصرى " اغتيال مدرسة " بطولة الفنانة نبيلة عبيد والفنان هشام سليم فقد أوضح ذلك جيداً عندما حاولت نبيلة عبيد(المدرسة)التدخل بصورة شخصية لإصلاح خطأ هشام سليم(الطالب) الذى ارتكبه مع إحدى الفتيات دون أن تملك نبيلة عبيد(المدرسة) أى سلطة فى ذلك وكانت النتيجة أن آذى هشام سليم (الطالب) مدرسته (نبيلة عبيد) إيذاء شديدا أدى إلى يأسها وانتحارها .
ويقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه"(رواه مسلم) للدلالة على أن الفعل يكون قدر الاستطاعة.
إياك أن تجادل الجهال فقد قال الشافعى:
" الصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " وقال أيضاً :" ما جادلنى جاهل إلا غلبنى وما جادلتى عالم إلا غلبته ".
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
إياك والاجتهاد الأعمى ؛ فمثلا أحياناً يدرس الطالب معلومة خاطئة مقررة فى منهجه الدراسى وهم يعلم خطأها ويعلم الصواب ولكنه لو كتب فى الامتحان المعلومة الصحيحة فلن يحصل على أية درجة لأنه لم يكتب ما جاء بالمقرر فى منهجه لذا احفظ المعلومة الصحيحة لنفسك والمعلومة الخاطئة المطلوب حفظها احفظها من أجل الامتحان فقط وانسها بعده ، ولا تتمسك برأيك مع من لا يفهم كى لا تكون مجتهداً أعمى فأحياناً لا يصح الصحيح وإنما يصح ما يجلب المكسب الصحيح .
لا تنس هدفك الأساسى وتضيعه من أجل المناضلة فى تحقيق أهداف فرعية تضيع هدفك الأساسى وتنسيك إياه ؛ فمثلاً فى الجامعة فى بلادنا يكون أمر الطالب بيد الأستاذ الجامعى دون وجود أى رقابة على الأخير من أية جهة لذا فإن حدثت مشادة كلامية فقط بين الطالب وأستاذه الجامعى قد يلحق بالطالب ضرر شديد جداً قد يؤدى إلى فصله نهائياً لذا يجب على الطالب الحرص على عدم الاحتكاك بأستاذه الجامعى وعدم مخالفته فى أى شىء وحتى قبول الإهانة منه فعلى الطالب أن يبذل فى ذلك كل جهده حتى يحقق هدفه الأساسى وهو التخرج ، وقد صدق القول " إن النصر مع الصبر ساعة " ، وأذكر أن صديقة لى دخلت فى نقاش فى إحدى المحاضرات مع أستاذ جامعى وخالفته فى الرأى وحدثت مشادة كلامية بينهما فحولها لمجلس التأديب لأنه عد ذلك تطاولاً منها عليه وفصلت من كليتها ثم رفعت دعوى قضائية على الكلية وصحيح أن القضاء أنصفها وكسبت الدعوى القضائية لكن ذلك حدث بعد زمن بعيد بعد بقاء الدعوى فى أروقة المحاكم سنين وبذلك خسرت ثلاث سنوات من عمرها وأضاعت هدفها الأساسى مقابل التمسك بهدف فرعى نتيجة قصر نظرها وقلة خبرتها.
قد يتفق بعض القراء مع رأيى ويختلف البعض الآخر معى فى هذا الأمر لكنى سأقنعهم بالآتى:
لابد أن يكون الإنسان بعيد النظر وألا ينسى هدفه الأساسى ويندمج فى السرحان فى تحقيق أهداف فرعية تلهيه عن هدفه الأساسى ولذلك أمثلة كثيرة فمثلاً لا تجعل ممارستك لهواياتك تلهيك عن دراستك وعملك الأساسى ، ومثلاً إن الله سبحانه وتعالى – أمرنا بالتركيز فى الصلاة لأنها هدف أساسى لكنه أباح لنا فعل أشياء أخرى فى أثناء الصلاة لكونها بسيطة لا تخرجنا عن تركيزنا فى الهدف الأساسى ( الصلاة ) فمثلاً أباح العمل اليسير كإصلاح الرداء وحك الجسد باليد والتنحنح عند الاضطرار لكنه – جل شأنه – جعل كثرة الحركة تبطل الصلاة لأنها تخرج من التركيز فى الهدف الأساسى (الصلاة)، وهذا دليل على أن الله – تعالى – نهانا عن الاجتهاد الأعمى وقدر ظروف كل حالة فمثلاً أجاز لنا النطق بكلمة الكفر عن الإكراه الملجىء ، وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم – " أنتم أعلم بأمر دنياكم " (رواه مسلم) ولهذا الحديث الشريف أهمية كبيرة فى حياتنا المعاصرة لأنه دعوة للبحث المستمر فى شئون الكون واستنباط ما هو نافع للبشرية وهذا دليل على أن العلم فى الإسلام غير محدد بحد معين أو وقت محدد فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأى والمشورة فى كل أمور الدنيا وهذا يؤدى إلى التقدم العلمى والانتفاع بالعلم .
ومن صور الخطأ السابق ذكره أيضا أنى رأيت طلاب كلية التجارة يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة المحاسبة وطلاب كلية الحقوق يعطون أغلب وقتهم لمذاكرة مادة علم المواريث على حساب المواد الأخرى التى لا يهتمون بها الاهتمام الكافى وفى النهاية تجدها مادة دراسية عادية تتساوى درجاتها مع درجات باقى المواد فلو اهتم طالب بها اهتماما زائدا على حساب اهتمامه بالمواد الأخرى فسيكون قد خسر هدفه الأساسى ونسيه في سبيل تحقيق هدف فرعى.
وتجدر الإشارة هنا إلى وجوب تجنب المشاجرات والمناقشات مع عامة الناس والجهلاء ؛ حيث قال تعالى : " وَأَعْرِضْ عنِ الجَاهِلِينَ " ( الأعراف 199 ) ، ويقول الشاعر : " والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " ،.
علمتنى الحياة أن أنظر إلى الفوائد بنهاياتها فمثلاً من حصل على الشهرة ؛ فالشهرة لا تعد مكسباً فى ذاتها ما لم تؤد إلى مكسب حقيقى كالعمل المرموق مثلاً ، وقد رأيت من الناس من يبذل مجهوداً كبيراً فى إقناع شخص بفكرة ما أو بحقه فى شىء وهذا الشخص لا يملك سلطة منحه الحق وإقناعه لن يقدم ولن يؤخر شيئاً
كما علمتنى الحياة أنى طالما لا أملك سلطة الإصلاح فعلى فقط أن أنادى به ولكنى إذا تشددت فى المناداة به فى وجود سلطة جاهلة لا تقدره فستكون النتيجة تعسف السلطة وإبعادى نهائياً عن المجال وبذلك أكون قد ضيعت كل شىء وخسرت فرصة الاستمرار فى المجال لنيل السلطة وحين أنالها سأكون قادراً على تحقيق ما كنت أريد المنادة به ؛ وأمثلة ذلك كثيرة فمثلاً تجد طالباً جامعياً يتشدد فى المناداة بحقوق الطلاب فيؤدى ذلك لفصله من الدراسة ولكنه إذا نادى دون تشدد وصبر حتى التخرج وأنهى دراسته فحينها سيكون قادراً على التشدد فى المطالبة بحقوق الطلاب وفضح الأساتذة الظالمين لأنه حينها لن يكون لدية شىء يخشى عليه فحينها لن يكون طالباً تحت رحمة الأساتذة الظالمين وإنما سيكون قد تخرج وأنهى دراسته ولن يستطيعوا إيذاءه.
وفضلاً عن أن تكون نتيجة التشدد فى الإصلاح دون وجود سلطة هى تعسف السلطة الجاهلة هناك نتائج أخرى سيئة أهمها نيل إيذاء جهال آخرين معارضين للإصلاح لأن من لا يملك سلطة لن يستطيع حماية نفسه من هؤلاء الجهال وتذكروا معى الفيلم المصرى " اغتيال مدرسة " بطولة الفنانة نبيلة عبيد والفنان هشام سليم فقد أوضح ذلك جيداً عندما حاولت نبيلة عبيد(المدرسة)التدخل بصورة شخصية لإصلاح خطأ هشام سليم(الطالب) الذى ارتكبه مع إحدى الفتيات دون أن تملك نبيلة عبيد(المدرسة) أى سلطة فى ذلك وكانت النتيجة أن آذى هشام سليم (الطالب) مدرسته (نبيلة عبيد) إيذاء شديدا أدى إلى يأسها وانتحارها .
ويقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه"(رواه مسلم) للدلالة على أن الفعل يكون قدر الاستطاعة.
إياك أن تجادل الجهال فقد قال الشافعى:
" الصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح " وقال أيضاً :" ما جادلنى جاهل إلا غلبنى وما جادلتى عالم إلا غلبته ".
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي