عمل المرأة في الوطن العربي
صوت المدينة / جويرية الغضية
يحتدم الجدل احيانا بين المفكرين وذوي الشأن في الوطن العربي حول عمل النساء, وخاصة منهن المتزوجات. فمنهم من يؤيده بحماس ومنهم من يعارضه بشدة. المؤيدون من المعسكر الليبرالي يؤيدون حقوق المرأة ومساواتها بالرجل, والمعارصون من المعسكر الديني المحافظ يتذرعون بحماية الأسرة والأولاد والعلاقة الزوجية.وببن هؤلاء وأولئك تقف المرأة المتعلمة حيرى تبحث عن حل وسط يمكنها من أن تأخذ دورها اللائق بها في المجتمع .
نحن نرى أنه لا المؤيدين بلا قيد ولا شرط ولا المعارضين بتزمت لديهم ما يدعم مواقفهم من النواحي العلمية, دون تصنيف النساء العاملات الى مجموعات على النحو التالي
البيئة الحضارية
التحصيل العلمي
الفئة العمرية
الوضع الإقتصادي
الوضع الأسري
البيئة الحضارية
تتراوح مجتمعاتنا العربية, برغم وحدة الأصل واللغة والدين, بين المحافظة والمتحررة. فالسعودية واليمن مثلا ينتميان الى الوسط المحافظ, بينما تونس ولبنان والأردن وفلسطين مثلا ينتمون الى المعسكر المتحرر.
من الجدير بالذكر ان كلامنا هنا ينحصر في سكان المدن, أما الفلاحون في الأرياف, فالمرأة عندهم تقف هي وبناتها واولادها جنبا الى جنب مع الرجل رب الأسرة في الزراعة والقطف والحصاد.
بناء على ما ورد بأعلاه فاننا نلاحظ ان نسبة النساء العاملات ونوعية الأعمال المسندة اليهن وطريقة التعامل معهن في امكنة العمل تتراوح كثيرا بين المجتمعات المحافظة والأخرى المتحررة.
التحصيل العلمي
اصبح التعليم الثانوي وحتى الجامعي في كافة ارجاء الوطن العربي متاحا للنساء, ولكن بدرجات متفاوتة, حسب توفر المقاعد الدراسية ومتطلبات الإلتحاق بالجامعات. مع العلم أن الجامعات الأهلية تتطلب أقساطا مالية لا تتوفر لدى جميع فئات المجتمع, لا سيما ذوي الدخل المحدود. فإذا لم تتح لبنات تلك الفئة فرصة التعليم الجامعي المجاني, فلا مجال لهن سوى الإكتفاء بالمرحلة الثانوية أو الإلتحاق بالمعاهد المهنية كالطباعة والسكرتارية والرسم الهندسي.
بناء على ما تقدم فإن المجال متاح حتى في الوسط المحافظ للإنخراط في سلك التدريس في مدارس البنات, أو في الطب النسائي أو في الأقسام الحكومية التي تعمل فيها الإناث بمعزل عن الرجال.
أما في الأوساط المتحررة, فالإختلاط هو الرائج, ومع ذلك فإن نسبة النساء اللاتي يفزن بالوظائف المباحة للجنسين قليلة, نظرا لمحدودية الفرص والشواغر وتفضيل الرجال لملئها.
الفئة العمرية
تتخرج النساء من الجامعات بين سن الثانية والعشرين الى الرابعة والعشرين. ومنهن من تتزوج وتنجب أطفالا, فتمكث في البيت لتربية أطفالها. ومنهن من تلتحق بوظيفة من الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر, بينما حماتها أو أمها أو إحدى أخواتها ترعى الأولاد.
وفي بعض البلاد المتقدمة توجد حضانات ملحقة بالمكاتب في موقع العمل, يمكن للمرأة العاملة أن تترك طفلها فيها وهو قريب منها, تحت رعاية مشرفة مدربة في تخصص الأمومة والطفولة.
أما في سن الثلاثينات والأربعينات, فيكون الأولاد قد بلغوا العمر الذي يمكنهم من البقاء في المنزل إلى حين حضور أحد الوالدين أو كليهما من مكان العمل .
الوضع الإقتصادي
مما لا ريب فيه أن العديد من المتزوجين في أوائل حياتهم الزوجية, ممن لا يملكون شقة للسكن أو موردا ماليا غير راتب الزوج, يجدون من الضروري أن تعمل الزوجة في وظيفة مناسبة, لتساهم في جزء من نفقات الأسرة. فإذا كان راتبها مجزيا, فبإمكان الأسرة أن تشغل خادمة جيدة لتقوم برعاية الطفل في غياب أمه.
أما تخوف البعض من أن يكبر الطفل وهو ينظر إلى الخادمة وكأنها أمه, فهذا قول غير معقول, ما لم تكن الأم لا سمح الله مستهترة ولا تبالي بعائلتها وأطفالها. بينما في الأغلب الأعم أن معظم الأمهات يتحرقن شوقا إلى أطفالهن بحكم عاطفة الأمومة.
الوضع الأسري
الأساس في تكوين الأسرة أن يكون الزوجان متحابان ومتفاهمان, وأن تقوم علاقتهما على الثقة المتبادلة والتعاون. وأن يتفهم الزوج أن خروج زوجته للعمل حق من حقوقها الدستورية , فضلا عن كونه ضرورة اقتصادية, بحيث تحقق ذاتها وكرامتها الإنسانية. كما أن المرأة المتعلمة خير عون لزوجها ومكملة له في حياتهما الزوجية. فلا ينبغي للزوج أن يستاء من خروج زوجته للعمل بل عليه أن يرى ذلك من قبيل ترسيخ علاقته الزوجية على اسس متينة.
أما الفتاة العزباء أو المرأة التي في الأربعينات, فلا مشكلة هنالك في عملها حيث أن أن الأولى تنتظر حظها في الزواج والأخرى قد كبر أولادها, أو لا أولاد لها
هذا الموضوع يحتاج إلى كتاب أو أكثر لإيفائه حقه من جميع جوانبه, ولكننا حاولنا هنا في هذه المقالة أن نلقي لمحات على عمل المرأة خارج منزلها, بحيث لا تعدو ضحية لتشدد المتزمتين ولا من الجهة الأخرى, أن تفلت من عقالها فتنهار حياتها الأسرية حين تدب الخلافات وينعدم الوئام.
ويمكن لمن يستهويهم هذا الموضوع أن يجدوا العديد من المراجع العربية, فضلا عن الأجنبية, التي تعالج كل ناحية اشرنا اليها بتفصيل وتعمق .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي
يحتدم الجدل احيانا بين المفكرين وذوي الشأن في الوطن العربي حول عمل النساء, وخاصة منهن المتزوجات. فمنهم من يؤيده بحماس ومنهم من يعارضه بشدة. المؤيدون من المعسكر الليبرالي يؤيدون حقوق المرأة ومساواتها بالرجل, والمعارصون من المعسكر الديني المحافظ يتذرعون بحماية الأسرة والأولاد والعلاقة الزوجية.وببن هؤلاء وأولئك تقف المرأة المتعلمة حيرى تبحث عن حل وسط يمكنها من أن تأخذ دورها اللائق بها في المجتمع .
نحن نرى أنه لا المؤيدين بلا قيد ولا شرط ولا المعارضين بتزمت لديهم ما يدعم مواقفهم من النواحي العلمية, دون تصنيف النساء العاملات الى مجموعات على النحو التالي
البيئة الحضارية
التحصيل العلمي
الفئة العمرية
الوضع الإقتصادي
الوضع الأسري
البيئة الحضارية
تتراوح مجتمعاتنا العربية, برغم وحدة الأصل واللغة والدين, بين المحافظة والمتحررة. فالسعودية واليمن مثلا ينتميان الى الوسط المحافظ, بينما تونس ولبنان والأردن وفلسطين مثلا ينتمون الى المعسكر المتحرر.
من الجدير بالذكر ان كلامنا هنا ينحصر في سكان المدن, أما الفلاحون في الأرياف, فالمرأة عندهم تقف هي وبناتها واولادها جنبا الى جنب مع الرجل رب الأسرة في الزراعة والقطف والحصاد.
بناء على ما ورد بأعلاه فاننا نلاحظ ان نسبة النساء العاملات ونوعية الأعمال المسندة اليهن وطريقة التعامل معهن في امكنة العمل تتراوح كثيرا بين المجتمعات المحافظة والأخرى المتحررة.
التحصيل العلمي
اصبح التعليم الثانوي وحتى الجامعي في كافة ارجاء الوطن العربي متاحا للنساء, ولكن بدرجات متفاوتة, حسب توفر المقاعد الدراسية ومتطلبات الإلتحاق بالجامعات. مع العلم أن الجامعات الأهلية تتطلب أقساطا مالية لا تتوفر لدى جميع فئات المجتمع, لا سيما ذوي الدخل المحدود. فإذا لم تتح لبنات تلك الفئة فرصة التعليم الجامعي المجاني, فلا مجال لهن سوى الإكتفاء بالمرحلة الثانوية أو الإلتحاق بالمعاهد المهنية كالطباعة والسكرتارية والرسم الهندسي.
بناء على ما تقدم فإن المجال متاح حتى في الوسط المحافظ للإنخراط في سلك التدريس في مدارس البنات, أو في الطب النسائي أو في الأقسام الحكومية التي تعمل فيها الإناث بمعزل عن الرجال.
أما في الأوساط المتحررة, فالإختلاط هو الرائج, ومع ذلك فإن نسبة النساء اللاتي يفزن بالوظائف المباحة للجنسين قليلة, نظرا لمحدودية الفرص والشواغر وتفضيل الرجال لملئها.
الفئة العمرية
تتخرج النساء من الجامعات بين سن الثانية والعشرين الى الرابعة والعشرين. ومنهن من تتزوج وتنجب أطفالا, فتمكث في البيت لتربية أطفالها. ومنهن من تلتحق بوظيفة من الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر, بينما حماتها أو أمها أو إحدى أخواتها ترعى الأولاد.
وفي بعض البلاد المتقدمة توجد حضانات ملحقة بالمكاتب في موقع العمل, يمكن للمرأة العاملة أن تترك طفلها فيها وهو قريب منها, تحت رعاية مشرفة مدربة في تخصص الأمومة والطفولة.
أما في سن الثلاثينات والأربعينات, فيكون الأولاد قد بلغوا العمر الذي يمكنهم من البقاء في المنزل إلى حين حضور أحد الوالدين أو كليهما من مكان العمل .
الوضع الإقتصادي
مما لا ريب فيه أن العديد من المتزوجين في أوائل حياتهم الزوجية, ممن لا يملكون شقة للسكن أو موردا ماليا غير راتب الزوج, يجدون من الضروري أن تعمل الزوجة في وظيفة مناسبة, لتساهم في جزء من نفقات الأسرة. فإذا كان راتبها مجزيا, فبإمكان الأسرة أن تشغل خادمة جيدة لتقوم برعاية الطفل في غياب أمه.
أما تخوف البعض من أن يكبر الطفل وهو ينظر إلى الخادمة وكأنها أمه, فهذا قول غير معقول, ما لم تكن الأم لا سمح الله مستهترة ولا تبالي بعائلتها وأطفالها. بينما في الأغلب الأعم أن معظم الأمهات يتحرقن شوقا إلى أطفالهن بحكم عاطفة الأمومة.
الوضع الأسري
الأساس في تكوين الأسرة أن يكون الزوجان متحابان ومتفاهمان, وأن تقوم علاقتهما على الثقة المتبادلة والتعاون. وأن يتفهم الزوج أن خروج زوجته للعمل حق من حقوقها الدستورية , فضلا عن كونه ضرورة اقتصادية, بحيث تحقق ذاتها وكرامتها الإنسانية. كما أن المرأة المتعلمة خير عون لزوجها ومكملة له في حياتهما الزوجية. فلا ينبغي للزوج أن يستاء من خروج زوجته للعمل بل عليه أن يرى ذلك من قبيل ترسيخ علاقته الزوجية على اسس متينة.
أما الفتاة العزباء أو المرأة التي في الأربعينات, فلا مشكلة هنالك في عملها حيث أن أن الأولى تنتظر حظها في الزواج والأخرى قد كبر أولادها, أو لا أولاد لها
هذا الموضوع يحتاج إلى كتاب أو أكثر لإيفائه حقه من جميع جوانبه, ولكننا حاولنا هنا في هذه المقالة أن نلقي لمحات على عمل المرأة خارج منزلها, بحيث لا تعدو ضحية لتشدد المتزمتين ولا من الجهة الأخرى, أن تفلت من عقالها فتنهار حياتها الأسرية حين تدب الخلافات وينعدم الوئام.
ويمكن لمن يستهويهم هذا الموضوع أن يجدوا العديد من المراجع العربية, فضلا عن الأجنبية, التي تعالج كل ناحية اشرنا اليها بتفصيل وتعمق .
للتصويت للمقال الذهاب الرئيسية واتباع التالي