• ×
الإثنين 15 سبتمبر 2025

" افتحوا الأبواب ، فقد حضر الكتاب "

بواسطة إيمان الحماد 07-29-2025 03:09 مساءً 129 زيارات
بمناسبة معرض الكتاب بالمدينة المنورة

" افتحوا الأبواب ، فقد حضر الكتاب "


يا حامل الأقلام شمر وارتقِ
فالعلم لن يخبو ، وهنا يذاع

واكتبْ حروفَ المجدِ في أوراقِنا
تُزهِرْ كزهْرِ الوردِ في حبرِ اليراعِ

من نبعِ فكركَ ترتوي أفهامُنا
ويضيءُ حرفُك منبع الإبداع

في المدينة المنورة، حيث يفوح عبق النبوة، وتتماوج الروح بين ظلال التاريخ ونور الرسالة، يُفتَتح معرض الكتاب، لا كحدثٍ عابرٍ في رزنامة الأيام، بل كعرسٍ معرفيٍّ تُزفُّ فيه العقول إلى مرافئ النور، وتُسقى الأرواح من سلسبيل الحرف، وتغدو الصفحاتُ كأنها جنانٌ مورقة، يانعة الثمر، دانية القطوف.

هنا، حيث الكلماتُ ترفرف كالفراشات في حدائق الفكر، وحيث الحروفُ تنبتُ على السطور كما تنبت الزهور على ضفاف الينابيع، يلتقي القارئُ بالكاتب، والعقلُ بالمعنى، والنبضُ بالنص.

يا لسحر الكتب! كم أنقذتْ من نيران الجهل، وأيقظتْ من سبات الغفلة، ومَسحتْ عن الأرواح غبارَ التيه!
هي المصابيح في ظلماء الطريق، وهي السُّفن التي تعبر بنا من سواحل الظُلَم إلى شطآن الفهم، ومن ضيق الإدراك إلى سعة الأفلاك .

ويا لهذا الكتاب! كم حمل من معانٍ في صمته، وكم أنطق من عقولٍ كانت بالأمس تائهة، فهدتها صفحاته إلى أسمى الألباب!
هو السفينة في طوفان الغفلة، وهو المفتاح حين تُغلَق الأبواب، وهو اليد التي تربّتُ على كتف الباحث التائه، فتدله على درب الصواب.

في طيبة الطيبة ، حيث يشرق النور من مآذن الإيمان، وحيث يهمس التاريخ من كل زاويةٍ بشذى النبوة، يُفتتح معرض الكتاب، لا كفعاليةٍ ثقافية فحسب، بل كولادةٍ متجددةٍ للعقل، واحتفاءٍ بالكلمة، وبيعةٍ للمعرفة في محراب الحرف والكتاب.

إنه عيد الحروف، وموسم الفكر، وسوق القلوب التي تعانق الورق لا حبًا في الحبر فحسب، بل عشقًا لما وراءه من أبوابٍ تفتح، وأرواحٍ ترتقي، وضمائر تستفيق من سُبات الغياب.

القراءةُ ليست هوايةً عابرةً تُمارَس في فراغ الوقت، بل هي نبضُ الحياةِ للفكر، ونَفَسُ الروحِ للعقل، ووميضُ البصيرة في ليل الغفلة. هي غذاءُ القلوب، وسُقيا العقول، ورُقيّ الإنسان من طور الغريزة إلى أفق الكرامة.

كم من قارئٍ فتح كتابًا ليُغلِق بابًا من أبواب الغفلة!
وكم من صفحةٍ قرأها فتنفَّس بها الصعداء، وصَفَت بها بصيرته، وتطهّرتْ بها نيته!
الكتبُ يا سادة ليست جماداتٍ مرصوصةً على رفوفٍ باردة، بل هي أرواحُ المؤلفين وقد حُلِّيَتْ بالحبر، وصارتْ تنبضُ بالحياة كلما امتدّتْ إليها عينٌ واعية، أو عقلٌ باحث.

القراءةُ ليست عادةً نخبوية كما يظن البعض، بل هي عبادةُ الفكر، وشرفُ الإنسان حين يرتقي من طينته إلى سموّ الخطاب.
هي النور في دياجير الجهل، والنبراس في زمن الغياب، وهي جسر التواصل بيننا وبين أممٍ خَلَت، وعقولٍ سَبَقت، وحضاراتٍ كتبت، فبقيتْ ببقاء الكتاب.

وإن مشاركتي في هذا المعرض ما هي إلا شهادةُ انتماءٍ لمعسكر الكلمة، وإعلانُ ولاءٍ لدولة القلم، واصطفافٌ مع الذين آمنوا بأن الحرف إذا صيغ بإخلاصٍ صار دواءً للقلوب، ومحرّكًا للتغيير.
وما هي إلا عربون وفاءٍ لحرفٍ أنقذني، وصفحةٍ علّمتني، وكلمةٍ أيقظتني من سُبات الغياب.

فمن المدينة، مدينة النور، أطلّ الحرف اليوم متأنقًا، يطوف بين الأروقة والقلوب، يصنع من كل زائرٍ عاشقًا، ومن كل قارئٍ صاحبَ ألباب.

فهنيئًا للمدينة بهذا المشهد الثقافي، وهنيئًا لكل من آمن بأن في كل كتاب نافذة، وفي كل سطرٍ ضوء، وفي كل قارئٍ نهضة.


هذي "المدينةُ" قد أضاءتْ فكرَنا
ومضتْ تزيّنُ بالحروفِ قُبابا

فالنبضُ فيها للثقافةِ موطنٌ
يزيل عن وجه الظلام حجابا

زففت في المعرض عرائس كتبي
أرجو بها يوم الحساب ثوابا

من "أطلقَ السهَامَ" بنبض قلبي
تجلو الظلامَ، وتفتحُ الأبوابا

"أنا البحرُ" المُوشّى بالمعاني
قد ضمّ فكري، واحتوى ألبابا

و"أجملُ" الحرفِ إن مرّت رؤاهُ
يسقي القلوبَ تأمّلًا منسابا

ونبضُ مدادي فيضُ امتدادي
يشدو، ويُهدي للمدى أسبابا

والطائرةُ الورقيّةُ لما حلّقتْ
صاغت لأحلامِ الكبارِ خطابًا

فالخيرُ في كتبٍ تفتّحُ عقلَنا
ويشدّنا نحو العلا طلابا

ومعارضُ الآدابِ ترسمُ نهجَها
فتُقيمُ للعلمِ السليمِ مآبا

يا أهل طيبة أقبلوا في محفلٍ
فيه الحروف تَوَهَجَّت إعجابا

جديد المقالات

في عالم الإدارة، يعتبر الوقت والموارد رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة أو مشروع. فالوقت إذا مضى لا...

أثر التقنية على سوق العمل: وظائف تختفي وأخرى تولد في زمن تسارع فيه الابتكارات بوتيرة غير...

أصبح الذكاء الاصطناعي في مقدمة التحولات التقنية التي أعادت رسم ملامح العصر الرقمي، حيث يقدّم...

‎ ‎"من الإدارة إلى القيادة: كيف تطور أسلوبك لتنجح في إدارة الفريق؟" ‎في عالم الأعمال والمؤسسات،...

في عالم الإدارة، تتباين الأساليب وتختلف المدارس، لكنّ ما يجمع عليه الخبراء أن القيادة الناجحة هي...

أكثر