• ×
الإثنين 15 سبتمبر 2025

الإدارة المحفزة والإدارة المحبِطة

بواسطة هاني الفل 07-28-2025 12:13 مساءً 74 زيارات
الإدارة المحفزة والإدارة المحبِطة.. صناعة الأثر في بيئة العمل

في زمن تتسارع فيه التحديات وتتزايد فيه الضغوط المؤسسية، تصبح الإدارة عاملاً فارقاً بين بيئة عمل مزدهرة وأخرى منهكة.
ولا يمكن الحديث عن جودة الإدارة دون التطرق إلى نمطين متقابلين: الإدارة المحفّزة، والإدارة المحبِطة.

"الإدارة المحفّزة.. حيث تنمو الإمكانات"

الإدارة المحفّزة لا تكتفي بتوزيع المهام، بل تبني طاقات، وتُطلق القدرات.
يتعامل القائد فيها مع موظفيه على أنهم شركاء في النجاح، فيحتويهم، يستمع إليهم، ويخلق بيئة آمنة تحفز على الإبداع والمبادرة.
في ظل هذا النمط، تتحوّل الأخطاء إلى دروس، والتحديات إلى فرص.
ويُصبح الموظف أكثر التزاماً لأن لديه دافعاً داخلياً يدفعه للعطاء، لا مجرد تعليمات تُفرض عليه.

نتائجها:
• ارتفاع معدلات الإنتاجية والانتماء الوظيفي.
• انخفاض معدلات الدوران الوظيفي والغياب.
• بروز روح المبادرة والابتكار بين الموظفين.
• بيئة عمل إيجابية تُحفّز النجاح الجماعي والفردي.

وليست الإدارة المحفّزة مجرد أسلوب ناعم، بل استراتيجية قيادية تعي أن الإنسان هو المحور.
فحين يجد الموظف من يسمعه ويقدّره ويؤمن به، فإنه يمنح أقصى ما لديه من إخلاص وإبداع.

"الإدارة المحبِطة.. سلطة تُخنق بها الطاقات"

على النقيض، تمارس الإدارة المحبِطة سلوكاً تسلطي يُقلل من الجهود ويُعزز مناخ الخوف.
تنتقد أكثر مما تُقدّر، وتراقب أكثر مما تُوجّه.
في هذه البيئة، يتراجع الأداء، وتغيب المبادرات، وتُهاجر الكفاءات بصمت.
ما تفعله هذه الإدارة لا يُضعف الفرد فقط بل يُدمّر الثقافة التنظيمية ويعطّل مسيرة التطوير.

نتائجها:
• انخفاض مستويات الأداء والتحفيز.
• تراجع الولاء المؤسسي وزيادة التسرب الوظيفي.
• بيئة مشحونة بالتوتر وفقدان الثقة.
• تعطيل فرص التطوير والتجديد داخل المؤسسة.

الإدارة المحبِطة قد تحقق التزامًا شكلياً، لكنها لا تصنع أثراً حقيقيًا.
هي بيئة يُنجز فيها الموظف مجبراً لا مقتنعاً، ويصمت خوفاً لا احتراماً.

المؤسسات الناجحة تعرف الفرق

المؤسسات التي أدركت الفارق الجوهري بين النمطين باتت أكثر حرصاً على تأهيل مديريها ليكونوا قادة مُلهمين، لا متسلطين.
فالإدارة المحفّزة ليست ترفاً تنظيمياً، بل ضرورة استراتيجية لخلق بيئة عمل صحية ومستدامة.

في بيئة العمل، قد تُنسى القرارات، لكن الأثر الذي يتركه المدير في نفوس موظفيه لا يُنسى.


“القائد المحفّز يُوقظ الحماس في الآخرين، أما المدير المحبِط فيُطفئ نور من حوله دون أن يدري.

جديد المقالات

في عالم الإدارة، يعتبر الوقت والموارد رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة أو مشروع. فالوقت إذا مضى لا...

أثر التقنية على سوق العمل: وظائف تختفي وأخرى تولد في زمن تسارع فيه الابتكارات بوتيرة غير...

أصبح الذكاء الاصطناعي في مقدمة التحولات التقنية التي أعادت رسم ملامح العصر الرقمي، حيث يقدّم...

‎ ‎"من الإدارة إلى القيادة: كيف تطور أسلوبك لتنجح في إدارة الفريق؟" ‎في عالم الأعمال والمؤسسات،...

في عالم الإدارة، تتباين الأساليب وتختلف المدارس، لكنّ ما يجمع عليه الخبراء أن القيادة الناجحة هي...

أكثر