الغِربال

ابتهاج المحمدي - صوت المدينة



لمن لايعرف قيمته بالمطبخ سيشعر بها في حياته
حتما كلامي سيضحككم ، وستتسألون ماذا سيفيدنا؟!
لقد كُنت مثلكم حتى بدأت بتجهيز وجبة الغداء
ليوم ما ، وجلست أبحث عنه ولم أجده.
فاستعنت بملعقة مجوفة مخرمة كبيرة فلم تفي
بالغرض وأصبح الطعام ينسكب مع ماءه .
فخرجت من هذه المحاولة بدون فائدة تُذكر .
فخطرت على بالي فكرة بأن أطلبَ من جيراننا
واحداً أُكْمل به إعداد وجبتنا الناقصة.
فأنقذونا بغربالهم والحمدلله انتهينا .
لكنني تأخرتُ وقتها بإرجاع هذا الغربال لأصحابه
لأني كنت أنوي غسله وإرسال بعض الطعام لهم
عرفاناً لهم على مساعدتهم .
ماهي إلا ساعة والباب يُطْرق ..؟!
لقد احتاجوا غِربالهم لأنهم بدأوا بطهو طعامهم
فضحكت فأسرعت بتغليف مانويت لهم وأعطيتهم
اياه .
هذا ماجعلني أعرف قيمة هذا الشيء البسيط في
جعل طعامنا يصنع بسهولة.
ولكن فائدته ليست هنا فقط بل هو مفيد أيضاً
في حياتنا وعلاقاتنا وكلامنا وأفعالنا .
كيف يعني ذلك ؟!

الأن لو كل فترة أخضعت حياتك للمرور عبر الغربال
لسقطت توافه الأمور التي تجعل حياتنا ثقيلة
ومحملة بما يجعلنا نستاء منها أحياناً وسيبقى
مايستحق أن نفكر به ونهتم من أجله.

وأما بعلاقاتنا فلو فكرنا جيداً ببعض العلاقات التي
تستهلك أرواحنا ووقتنا وفكرنا وتحتاج منا إلى
طاقة نحن أولى بها.
لاحتجنا لذلك الغربال ليبقى الصديق الصدوق
الذي تجدونه بالضراء قبل السراء بلااشتراطات
أو تنازلات .

حتى كلامنا لو نقحناه منذ البداية قبل أن يخرج
ويمر عبر أفواهنا إلى مسامعهم ، لما خسرنا قلوباً
بكلامنا الغير مقصود أو لما قضينا بعضالليالي
نحاسب أنفسنا على ماقلناه او أخطأنا به .

وأيضًا أفعالنا قبل أن نفعلها أو نستعجل بردات
فعل نندم عليها لاحقًا ، اجعلوها تمر عبر غربالكم
قبلًا حتى لاتخسر أشخاصا ً لايستحقونذلك .


ومضة:
أهتم بغربالك جيداً ، لتسلم حياتكك وفكرك وتبقى
علاقاتك القيمة ويخرج منك مايليق بك قولاً وفعلاً .