أين يقع وجعك؟
سمية محمد - صوت المدينة
أنا الطالب البليد في درس الجغرافيا. أجلس في آخر الصف واضعًا يدي على خدي، أتأمل بلاهة الخطوط المتعرجة والأجزاء الملونة، ولا أعرف منها إلا الجزء الأزرق، ربما لأني كنت أحب البحر كثيرًا فكرهته أكثر.
سأل الأستاذ: "من يعرف أين يقع بحر إيجة؟" حينها لم أكن مهتمًا بمعرفة الإجابة، أما وقد ابتلع أخي وأصبحتُ الآن هنا؛ أدركتُ كيف يمكن لسؤال أن يتفاقم ثم ينفجر في وجهك:
أين يقع وجعك؟
ثم إن أصعب سؤال كان يصيبني بالدوار هو ما الذي يحد هذه الدولة، وما الذي يحد تلك؟
لم أفلح في الإجابة عنه إلا هذه المرة وأنا أجرّ ذلي وأحمل وطني كفرخ جريح. أطوف حول الخيام لعلي أجيب بتصدعٍ واثق، يحدنا من الشمال عشر خيام ومن الجنوب مثلها ومن الشرق علامات لخيام جديدة، أما من الغرب سواد من النازحين ينتظرون دورهم من الخيام أو الموت!
وحملات تأتينا بين الفينة والأخرى. أفرح أن أحدًا ما زال يذكرنا، وأغلي غضبًا من منظر "الات التصوير ومن وميضها" البغيضة. أنا البدائي -الذي لا يفهم من الكاميرا إلا معنى السخرية، تسخر منّا ثم تخلّد سخريتها- أختبئ بعيدًا وأرتجف من... لا أدري مم؟ من أشياء كثيرة أولها القهر وآخرها الخوف. فكرة مرعبة أن ترى خوفك يحاول الاختباء ألف مرة من متطوع مشفق أو مصور مأجور!
أنا الطالب البليد في درس الجغرافيا. أجلس في آخر الصف واضعًا يدي على خدي، أتأمل بلاهة الخطوط المتعرجة والأجزاء الملونة، ولا أعرف منها إلا الجزء الأزرق، ربما لأني كنت أحب البحر كثيرًا فكرهته أكثر.
سأل الأستاذ: "من يعرف أين يقع بحر إيجة؟" حينها لم أكن مهتمًا بمعرفة الإجابة، أما وقد ابتلع أخي وأصبحتُ الآن هنا؛ أدركتُ كيف يمكن لسؤال أن يتفاقم ثم ينفجر في وجهك:
أين يقع وجعك؟
ثم إن أصعب سؤال كان يصيبني بالدوار هو ما الذي يحد هذه الدولة، وما الذي يحد تلك؟
لم أفلح في الإجابة عنه إلا هذه المرة وأنا أجرّ ذلي وأحمل وطني كفرخ جريح. أطوف حول الخيام لعلي أجيب بتصدعٍ واثق، يحدنا من الشمال عشر خيام ومن الجنوب مثلها ومن الشرق علامات لخيام جديدة، أما من الغرب سواد من النازحين ينتظرون دورهم من الخيام أو الموت!
وحملات تأتينا بين الفينة والأخرى. أفرح أن أحدًا ما زال يذكرنا، وأغلي غضبًا من منظر "الات التصوير ومن وميضها" البغيضة. أنا البدائي -الذي لا يفهم من الكاميرا إلا معنى السخرية، تسخر منّا ثم تخلّد سخريتها- أختبئ بعيدًا وأرتجف من... لا أدري مم؟ من أشياء كثيرة أولها القهر وآخرها الخوف. فكرة مرعبة أن ترى خوفك يحاول الاختباء ألف مرة من متطوع مشفق أو مصور مأجور!