• ×
السبت 23 أغسطس 2025

لعبٌ ..ولهو ..وتفاخر..

بواسطة الكاتب : خليل العواوده 01-31-2015 07:29 مساءً 11942 زيارات
صوت المدينة / خليل العواوده

قبل أن أقف على أبواب الثلاثين كُنت بريئاً ، أو ربما بعضُ بريء ، لم أكن أعرف الجوانب المظلمة هذه كلها بالناس ، و التي من المؤكد أنني أملكها بداخلي أيضاً ، ما كُنت أدري أنني علي أن أنكسر كثيراً ، وأن تقف خساراتي كطابور نازحين يمشي بين وادٍ سحيقٍ ووادٍ سحيق ، لأحصل بعد ذلك على حقيقةِ أنني لم أفهم أي حقيقة .

أذكر يا صديقي حينَ كُنت صغيراً ، حوالي في الثانية عشرة من عمري ، أنني ما تخيلتُ النساء كما أعرفهن الآن ، ما كنت أدري حينها أن الجنون كُل الجنون هو محاولة فهم كُل خيوط الحياة ، ومحاولة مسايرة أهواء النساء ، ما كُنت في ذلك العُمر الصغير أملك القدرة على تمييز الأصدقاء وانتقاء المناسب منهم ، كُنا نركض بالحيّ جميعاً بنفس الطريقة ، بنفس الملابس المهترئة عند الركبة ، كُنّا كُلنا نطلق على بعضنا البعض ألقاباً مضحكة ، كُنا حين تمر امرأةً بالشارع أثناء لعبنا الكرة ، نتوقف بخشوع وباحترامٍ لا يشبهه احترامنا للمارة الرجال ، كُنا يا صديقي نعتقد بأن النساء جنسٌ كاملٌ علينا أن نركض طوال حياتنا خلفهن ليرضين عنّا ، ولم أكن أعرف يا صديقي بأني حين أكبر سأفهم ما فهمته حين وقفت على أبواب الثلاثين .

أذكر أنني ظننت أني سأبقى مُدللاً ، ستظل أمي تعد لي طعامي وتضعه أمامي ، وبأني حين أمزق طرف قميصي ستقوم برتقه لي ، وبأني حين أعود من عند " الحلاق " ستعاين أمي قصة شعري وتعيدني إليه إذا لم تعجبها ، أذكر الكثير عن أني سأظل أشكو لها احتياجاتي وتلبيها هي بخفّة فتاة العشرين .

لم أفهم أنني يا صديقي علي بعد فترة من الزمن أن أعمل ، وأن أكسب قوت يومي ، وأن أضع بيد والدي أكثر مما كان يضع هو حين كُنت صغيراً ، كُنت بريئاً جداً ، لدرجة أني كُنت أرى والدي أقوى مخلوقٍ على الأرض ، يردّ عني كُل ما يضايقني إلى الأبد .

مالي يا صديقي أراها هكذا , على الرغم من أنها

( لعبٌ ولهوٌ وتفاخر )

جديد المقالات

أصبح الذكاء الاصطناعي في مقدمة التحولات التقنية التي أعادت رسم ملامح العصر الرقمي، حيث يقدّم...

‎ ‎"من الإدارة إلى القيادة: كيف تطور أسلوبك لتنجح في إدارة الفريق؟" ‎في عالم الأعمال والمؤسسات،...

في عالم الإدارة، تتباين الأساليب وتختلف المدارس، لكنّ ما يجمع عليه الخبراء أن القيادة الناجحة هي...

الأخلاق.. السلاح الأول وقيمة الإنسان العليا الأخلاق هي السلاح الأول الذي نتعامل به مع القريب...

بمناسبة معرض الكتاب بالمدينة المنورة " افتحوا الأبواب ، فقد حضر الكتاب " يا حامل الأقلام...

أكثر