• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

(مالك ياقني)... هذا إفطار صائم..!

بواسطة الكاتب : رائد العوده 05-09-2019 05:18 صباحاً 1286 زيارات
رائد العودة - 4 رمضان 1440


في أول أيام رمضان مررت بجانب جاري "علي جعفر" صاحب محل المطبق أو "العامل الذي يعمل به" كما يحب أن يصف نفسه، وشاهدت لوحة تعتلي محله كُتب عليها "يوجد افطار صائم" .. فتعجبت وسألته:
-يا علي مالذي جعلك تضع هذه اللوحة؟
-فأجاب: مالك ياخي؟ رمضان (وندوّر) على الاجر.!
-فقلت له: أهااا..... أنت توزع المطبق مجانا على فقراء الحي؟
-فرد وقد بدأ يتضايق: لا ياخي أبيع صندوق مطبق مشكل بعشرة ريال مع موية صحة وتمر.!

في الواقع جاري " علي" لم يكن ليفكر ببيع وجبات افطار صائم حين جاء إلى السعودية حتى بدأ هذا الكم الهائل من الهوس في الاسراف تحت مظلة افطار الصائمين في رمضان.!

وللأسف أصبحت مسألة شراء الوجبات وتوزيعها هي أول الحلول لكل فريق تطوعي يبحث عن سبب لالتقاط الصور له ثم يتباهى بها على الانترنت، وملجأ كل من يرغب في إراحة ضميره من المال الذي اكتسبه فيتصدّق بتلك الوجبات دون تحمل عناء البحث عن المحتاجين، والفرصة لكل من يرغب بجمع الأموال والتبرعات بحجة افطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي، مع تلك العبارة الشهيرة" شرف المكان وشرف الزمان" ؛ وبالتالي نتج عن هذه الفوضى إسرافًا شديدًا بالنعم حتى أصبح السرف هو المشهد الحاضر الدائم في رمضان، لدرجة أنك تنزلق أحيانًا بالأطعمة الملقاة على ساحات المساجد والطرقات وبجوار الفنادق، لولا أن يأتي المسعفون (عمال النظافة) ليلقوا بها في براميل النفايات وأكثرها جديدة لم تفتح وبكامل نضجها وعافيتها..!!!

وهنا استحضر الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة "لتبقى" التي يقوم بها المركزالسعودي لكفاءة الطاقة مشكوراً، وأقول نحتاج لحملة ارشاد حول هذه الأغذية وترشيد استخدامها (لتبقى هي أيضًا)، خاصة وأننا في المدينة المنورة نحتضن مبادرة (خير أمه) المبادرة التي أطلقها أميرنا الغالي سيدي فيصل بن سلمان حفظه الله.


إن الأمن الغذائي لايقل أهمية عن الأمن بمفهومه العام، والخلل في الأمن الغذائي وإهداره بهذه العشوائية هو أولى أسباب حدوث الخلل في الأمن ككل.

لذلك أرجو وضع التنظيمات اللازمة على إفطار الصائمين وكبح جماح المبذرين من أصحاب سفرالطعام في المساجد من قبل الأئمة ووزارة الشؤون الاسلامية.
وفي الفنادق ومحلات الأطعمة من قبل الأمانات والبلديات الفرعية.
وعلى الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وعلى الحرم من قبل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
كما يجب عدم بيع وجبات إفطار صائم الا بمعرفة عمدة كل حي ويكون له دور فعّال في هذا الأمر.

وقبل كل ذلك يجب علينا نحن كمواطنين ومقيمين أن نستشعر عظمة هذه النعم التي نتمتع بها، كما نستشعر العواقب التي ستحل علينا من الاسراف بالنعم والكفر بها.

وبحسبة بسيطة: عدد سكان المملكة أكثر من 30 مليون، لو تم توزيع 3 مليون وجبة بلا حاجة، وقيمة الوجبة الواحدة 10 ريال (كحد أدنى) أي 30 مليون ريال يوميًا، أي 900 مليون ريال خلال شهر رمضان..!
والمبلغ سيتضاعف أضعافًا مضاعفة فيما لو كانت الوجبات المهدرة أكثر بقيمتها وكمياتها كما يحدث في الفنادق!

:

بالمناسبة، وضّحت لجاري "علي" مغبّة الإسراف بالنعم، وأن عليه المساهمة في تقليل الوجبات التي تُصنع في فترة المغرب ومنها المطبق.
فقال غاضبا: "مالك ياقني" انت دافع شي من (قيبك)..؟!

:

لا أيها الجار، ولكن أخشى أن يأتي زمنٌ أدفع فيه كل مافي جيبي لأحصل على رغيف خبز ولا أجده.

:
:
:

أطيب المنى
Twitter: raed_70

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • سگر نبات
    05-09-2019 05:54 صباحاً
    جداً رائع ماشاء الله ، وگلامگ في الصميم ابتعد النّاس عن المهم وعن روحانية رمضان وفعل الخيرات واهتموا ب إفطار الصائم، ولو بحثوا عن الاقارب وعن الجيران المحتاجين لكان أولى من إفطار الصائم ، فهناگ أناس متعففة من جنسنا وسعوديين هم أولى بهذا المال المُهدر ..
  • زائر
    05-09-2019 06:07 صباحاً
    كمية الاعلانات والهوس عن افطار الصائم في رمضان مهوولة. وكأن الصدقات وعمل الخير محصور في هذا.. و نرى الهدر الغذائي في منازلنا وعند المساجد وفي الشارع..

    سلمتْ.. سلمتْ
  • سارة الزهراني
    05-09-2019 08:16 صباحاً
    مفروض افطار الصائم لا يتعدى التمر وعبوات الماء واللبن او العصير فقط .
  • متميزة
    05-09-2019 10:31 صباحاً
    الحل الوحيد لوقف هذه الظاهرة هي ان تكون السفر وتحديداً في الحرم من تنظيم جهة مختصة ومن يرغب باستمرار عادتهم السنوية عليهم الدفع لهذة الجهة وهي تتولى ترتيب السفر ...لمتى والتنافس داخل الحرم على السفر من العوائل بل وأصبح المكان محجوز وحصري لهم فقط ..وتتوارثة الأجيال !!
    نحن خاصة في مدينة رسول الله نرفض العشوائية ونتمنى تنظيماً اكثر
    اعتذر عن الاطالة ولكن انت يارائد دائماً تلامس جراحنا
  • أبرار عبد الكريم باناجي
    05-09-2019 02:47 مساءً
    أنا أقف عند الباصات التابعة لهيئة التطوير لتنظيم الركاب ... مايؤلموني أن الزائر او الزائرة عند خروجهم من المسجد الحرام لديهم الكم الهائل من الطعام الزائد ويقومون بتوزيعة لنا وعند رفضنا لاخذة يضعونة على الرصيف ويوجد بعض من الزوار قد جمع الفتوت واللبن في كيس واحد إلى بعد صلاة التراويح والكيس مغلق مما ادى الى تعفن الوجبة ويقوم بالقائة جانباً* * *
  • شعاع البنيان
    05-09-2019 03:28 مساءً
    يجب التدخل وحسم ماوصل اليه الوضع
    فعلاً اصبح مفهوم افطار صائم هو عطاء ناقم . قبل يوم وامام مسجد قباء كل انواع التمور والخبز على الارض بمنظر مخيف وعدد كبير .
    لو يوجد لجنة مختصة بالاحصائيات المتوقعه بعدد تقريبي وتوفير او السماح بعدد معين في كل مسجد
    او وجود جهة مختصة لتجميع كل فائض وتوزيعه خارج المسجد اواستخدام اي طريقه
    اهم شي
    لايرمى والله البذخ في هذا الموضوع جداً واضح نسأل الله العفو
  • أميرة خطيري
    05-09-2019 03:44 مساءً
    لدينا أيدي عامله وخبراء قُداما بهذا المجال ، أبعدناهم وكانت هذه النتيجة البائسة الجاحده لنِعم الله في أفضل البقاع ..
    أرجو تنصيب أهل الخبرة والسبْاقين لفعل الخير لنضمن الإخلاص في العمل ...
  • أميرة خطيري
    05-09-2019 03:48 مساءً
    أيضاً. هناك عوائل أعرفها تحتاج للغذاء وتسديد فواتير كهرباء وأجار شقة ولم نجد من يساعدهم ، لو توزعت هذه المبالغ بين افطار صائم وقضاء حوائج هؤلاء لكان أفضل ...
  • بلال البلادي
    05-09-2019 10:27 مساءً
    والله مقال واقعي وجميل فعلا وانا اقول والله لو انحدو هالفرق التطوعيه ويجمعون فلوس هالوجبات ويحسنو البيوت الفقيره المحتاجه افضل من انهم يقيمون هالوجبات الي ولله الحمد اصبحت في كل البيوت حتى من هم ليسو بحاجه اصبحت بيوتهم مليانه من الوجبات ولكن لاينوسن اننا مقبلين على عيد ومن الافضل ادخال الفرح والسرور على المسلمين والمسلمات المحتاجين حقاً والله استاذ رايد عندنا عوايل فعلاً محتاجه تجينا للشركه وكمان يجون اصحاب الفرق التطوعيه ويبون نساعدهم في الوجبات والله اني رافض هالفكره تماماً
  • اسعد ابو جبل
    05-11-2019 01:59 مساءً
    صح لسانك وفكرك ويجب على الاعلام المرئي والمسموع والمقوؤ ان يقاوم هذا الاسراف والفوضى في هدر النعمة والبذل العشوائي ولو بحثوا عم مستحقيها والعطاء قدر الحاجة لم تهدر النعمة ليزيد الله لنا من العطاء ولا يحرمنا الله بما فعل الاتكالين فقط لدفع المال وهدر العمال لكسب المال
أكثر