(مالك ياقني)... هذا إفطار صائم..!
رائد العودة - 4 رمضان 1440
في أول أيام رمضان مررت بجانب جاري "علي جعفر" صاحب محل المطبق أو "العامل الذي يعمل به" كما يحب أن يصف نفسه، وشاهدت لوحة تعتلي محله كُتب عليها "يوجد افطار صائم" .. فتعجبت وسألته:
-يا علي مالذي جعلك تضع هذه اللوحة؟
-فأجاب: مالك ياخي؟ رمضان (وندوّر) على الاجر.!
-فقلت له: أهااا..... أنت توزع المطبق مجانا على فقراء الحي؟
-فرد وقد بدأ يتضايق: لا ياخي أبيع صندوق مطبق مشكل بعشرة ريال مع موية صحة وتمر.!
في الواقع جاري " علي" لم يكن ليفكر ببيع وجبات افطار صائم حين جاء إلى السعودية حتى بدأ هذا الكم الهائل من الهوس في الاسراف تحت مظلة افطار الصائمين في رمضان.!
وللأسف أصبحت مسألة شراء الوجبات وتوزيعها هي أول الحلول لكل فريق تطوعي يبحث عن سبب لالتقاط الصور له ثم يتباهى بها على الانترنت، وملجأ كل من يرغب في إراحة ضميره من المال الذي اكتسبه فيتصدّق بتلك الوجبات دون تحمل عناء البحث عن المحتاجين، والفرصة لكل من يرغب بجمع الأموال والتبرعات بحجة افطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي، مع تلك العبارة الشهيرة" شرف المكان وشرف الزمان" ؛ وبالتالي نتج عن هذه الفوضى إسرافًا شديدًا بالنعم حتى أصبح السرف هو المشهد الحاضر الدائم في رمضان، لدرجة أنك تنزلق أحيانًا بالأطعمة الملقاة على ساحات المساجد والطرقات وبجوار الفنادق، لولا أن يأتي المسعفون (عمال النظافة) ليلقوا بها في براميل النفايات وأكثرها جديدة لم تفتح وبكامل نضجها وعافيتها..!!!
وهنا استحضر الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة "لتبقى" التي يقوم بها المركزالسعودي لكفاءة الطاقة مشكوراً، وأقول نحتاج لحملة ارشاد حول هذه الأغذية وترشيد استخدامها (لتبقى هي أيضًا)، خاصة وأننا في المدينة المنورة نحتضن مبادرة (خير أمه) المبادرة التي أطلقها أميرنا الغالي سيدي فيصل بن سلمان حفظه الله.
إن الأمن الغذائي لايقل أهمية عن الأمن بمفهومه العام، والخلل في الأمن الغذائي وإهداره بهذه العشوائية هو أولى أسباب حدوث الخلل في الأمن ككل.
لذلك أرجو وضع التنظيمات اللازمة على إفطار الصائمين وكبح جماح المبذرين من أصحاب سفرالطعام في المساجد من قبل الأئمة ووزارة الشؤون الاسلامية.
وفي الفنادق ومحلات الأطعمة من قبل الأمانات والبلديات الفرعية.
وعلى الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وعلى الحرم من قبل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
كما يجب عدم بيع وجبات إفطار صائم الا بمعرفة عمدة كل حي ويكون له دور فعّال في هذا الأمر.
وقبل كل ذلك يجب علينا نحن كمواطنين ومقيمين أن نستشعر عظمة هذه النعم التي نتمتع بها، كما نستشعر العواقب التي ستحل علينا من الاسراف بالنعم والكفر بها.
وبحسبة بسيطة: عدد سكان المملكة أكثر من 30 مليون، لو تم توزيع 3 مليون وجبة بلا حاجة، وقيمة الوجبة الواحدة 10 ريال (كحد أدنى) أي 30 مليون ريال يوميًا، أي 900 مليون ريال خلال شهر رمضان..!
والمبلغ سيتضاعف أضعافًا مضاعفة فيما لو كانت الوجبات المهدرة أكثر بقيمتها وكمياتها كما يحدث في الفنادق!
:
بالمناسبة، وضّحت لجاري "علي" مغبّة الإسراف بالنعم، وأن عليه المساهمة في تقليل الوجبات التي تُصنع في فترة المغرب ومنها المطبق.
فقال غاضبا: "مالك ياقني" انت دافع شي من (قيبك)..؟!
:
لا أيها الجار، ولكن أخشى أن يأتي زمنٌ أدفع فيه كل مافي جيبي لأحصل على رغيف خبز ولا أجده.
:
:
:
أطيب المنى
Twitter: raed_70
في أول أيام رمضان مررت بجانب جاري "علي جعفر" صاحب محل المطبق أو "العامل الذي يعمل به" كما يحب أن يصف نفسه، وشاهدت لوحة تعتلي محله كُتب عليها "يوجد افطار صائم" .. فتعجبت وسألته:
-يا علي مالذي جعلك تضع هذه اللوحة؟
-فأجاب: مالك ياخي؟ رمضان (وندوّر) على الاجر.!
-فقلت له: أهااا..... أنت توزع المطبق مجانا على فقراء الحي؟
-فرد وقد بدأ يتضايق: لا ياخي أبيع صندوق مطبق مشكل بعشرة ريال مع موية صحة وتمر.!
في الواقع جاري " علي" لم يكن ليفكر ببيع وجبات افطار صائم حين جاء إلى السعودية حتى بدأ هذا الكم الهائل من الهوس في الاسراف تحت مظلة افطار الصائمين في رمضان.!
وللأسف أصبحت مسألة شراء الوجبات وتوزيعها هي أول الحلول لكل فريق تطوعي يبحث عن سبب لالتقاط الصور له ثم يتباهى بها على الانترنت، وملجأ كل من يرغب في إراحة ضميره من المال الذي اكتسبه فيتصدّق بتلك الوجبات دون تحمل عناء البحث عن المحتاجين، والفرصة لكل من يرغب بجمع الأموال والتبرعات بحجة افطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي، مع تلك العبارة الشهيرة" شرف المكان وشرف الزمان" ؛ وبالتالي نتج عن هذه الفوضى إسرافًا شديدًا بالنعم حتى أصبح السرف هو المشهد الحاضر الدائم في رمضان، لدرجة أنك تنزلق أحيانًا بالأطعمة الملقاة على ساحات المساجد والطرقات وبجوار الفنادق، لولا أن يأتي المسعفون (عمال النظافة) ليلقوا بها في براميل النفايات وأكثرها جديدة لم تفتح وبكامل نضجها وعافيتها..!!!
وهنا استحضر الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة "لتبقى" التي يقوم بها المركزالسعودي لكفاءة الطاقة مشكوراً، وأقول نحتاج لحملة ارشاد حول هذه الأغذية وترشيد استخدامها (لتبقى هي أيضًا)، خاصة وأننا في المدينة المنورة نحتضن مبادرة (خير أمه) المبادرة التي أطلقها أميرنا الغالي سيدي فيصل بن سلمان حفظه الله.
إن الأمن الغذائي لايقل أهمية عن الأمن بمفهومه العام، والخلل في الأمن الغذائي وإهداره بهذه العشوائية هو أولى أسباب حدوث الخلل في الأمن ككل.
لذلك أرجو وضع التنظيمات اللازمة على إفطار الصائمين وكبح جماح المبذرين من أصحاب سفرالطعام في المساجد من قبل الأئمة ووزارة الشؤون الاسلامية.
وفي الفنادق ومحلات الأطعمة من قبل الأمانات والبلديات الفرعية.
وعلى الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وعلى الحرم من قبل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
كما يجب عدم بيع وجبات إفطار صائم الا بمعرفة عمدة كل حي ويكون له دور فعّال في هذا الأمر.
وقبل كل ذلك يجب علينا نحن كمواطنين ومقيمين أن نستشعر عظمة هذه النعم التي نتمتع بها، كما نستشعر العواقب التي ستحل علينا من الاسراف بالنعم والكفر بها.
وبحسبة بسيطة: عدد سكان المملكة أكثر من 30 مليون، لو تم توزيع 3 مليون وجبة بلا حاجة، وقيمة الوجبة الواحدة 10 ريال (كحد أدنى) أي 30 مليون ريال يوميًا، أي 900 مليون ريال خلال شهر رمضان..!
والمبلغ سيتضاعف أضعافًا مضاعفة فيما لو كانت الوجبات المهدرة أكثر بقيمتها وكمياتها كما يحدث في الفنادق!
:
بالمناسبة، وضّحت لجاري "علي" مغبّة الإسراف بالنعم، وأن عليه المساهمة في تقليل الوجبات التي تُصنع في فترة المغرب ومنها المطبق.
فقال غاضبا: "مالك ياقني" انت دافع شي من (قيبك)..؟!
:
لا أيها الجار، ولكن أخشى أن يأتي زمنٌ أدفع فيه كل مافي جيبي لأحصل على رغيف خبز ولا أجده.
:
:
:
أطيب المنى
Twitter: raed_70
سلمتْ.. سلمتْ
نحن خاصة في مدينة رسول الله نرفض العشوائية ونتمنى تنظيماً اكثر
اعتذر عن الاطالة ولكن انت يارائد دائماً تلامس جراحنا
فعلاً اصبح مفهوم افطار صائم هو عطاء ناقم . قبل يوم وامام مسجد قباء كل انواع التمور والخبز على الارض بمنظر مخيف وعدد كبير .
لو يوجد لجنة مختصة بالاحصائيات المتوقعه بعدد تقريبي وتوفير او السماح بعدد معين في كل مسجد
او وجود جهة مختصة لتجميع كل فائض وتوزيعه خارج المسجد اواستخدام اي طريقه
اهم شي
لايرمى والله البذخ في هذا الموضوع جداً واضح نسأل الله العفو
أرجو تنصيب أهل الخبرة والسبْاقين لفعل الخير لنضمن الإخلاص في العمل ...