حُطام

لكلٍ منا أشلاء تحطمت منه ..والكثير منا لازال يحملها معه أينما ذهب..

كثقل كبير يحمله على كتفه .. يؤثر على صحته و نفسه و حياته ..

والبعض الآخر رماها في أول مكان تحطم به ولم يبالي بها ..ثم عاش خفيفاً كالطير الحر الذي يعيش براحة وحرية ..



لِم نحن هكذا .. نعرف النتيجة لحُطام أرواحنا ونسمح لهم بالقضاء على البقية الباقية منا ..

ألم يكفي ماعِشناه أو بالأحرى ماتعايشنا معهم وصار جزء منا ورضينا به..

لِم هم هكذا يقومون بتحطيمنا ثم يمدون أيدهم ليوحوا لنا بأنهم يساعدوننا ..



هذه الحقيقة التي نحاول أن نتغاضى عنها ،،

هم سبب حطامنا

وهم من يعمروننا

هل يعقل هذا ..؟؟!

هل قلوبنا ضعيفة لهذه الدرجة أم أن الحب بدأ يتملكنا ..

أم أننا أحببنا قساة لايبالون بما يقولون ولايفعلون ..



هذا تفكيري الذي يشغلني طوال طريقي إلى مقر عملي .. وعيني لازالت تراقب نفس علامات الطريق المعتادة ..

ولكن هذه المرة عند اشارة المرور ..

لفتني شخص يعانق صديقه ويحمل خلفه باقة ورد .. لكن بعد ماذا .. ؟!!

بعد حُطام

اكملتُ طريقي .. لكن أثر بي الموقف رغم أني لم أجزم بالسبب ..

وصلت إلى عملي رغم تأخري المعتاد ..

حملت كوب قهوتي وأوراقي الكثيرة ..

حددت مهامي لهذا اليوم ..

بدأت .. كتبت .. وأنجزت

لكن لازال بالي مشغولا ً مع أحدهم مع من حطم قلبي ..ورحل ..

طردت هذه الأفكار من رأسي للأبد

فلماذا بدأت أفكر بها مرة أخرى..؟!!

هل لازال قلبي يحن لها ..

لقد تجاوزت هذه المرحلة من مدة ليست بالقصيرة ..

قطع زيف اشتياقي عميل أكلمتُ له أوراقه .. ولمست الحزن بعينيه ..

كأنها تبدو عيناي في أول أيام حزني ..

قدمت له العروض تحدثت معه قلت له ..

لاأنصحك بالبيع الآ فالسوق راكد .. ولن تربح

خذ بنصيحتي وأنتظر ..

هز رأسه .. أعلم فالكل يقول ذلك

لكن تضطر لبيع ممتلكاتك أحياناً لتشتري نفسك فالذكرى مؤلمة ياأخي ..

أتممتُ له جميع أوراقه شكرني فذهب ..

تأملته برهه ..

لقد ربح نفسه وهذا هو المكسب الحقيقي ..

غلبني الوقت حان وقت الخروج ..

لملمت أوراقي .. وتوجهت إلى مواقف السيارات ..

وعندما وصلت وجدت ملاحظة على باب سيارتي ..

((سامحني .. لقد خسرتك لكنني خسرت نفسي قبلها )) وأريد التحدث معك عاجلاً ..

صدمت لوهلة .. أين كانت ..؟!!

لماذا الآن ..؟!!

بعد ماذا..؟!!

سحبت الورقة وكتبت عليها من الخلف

وانا أعلم أنها تراقبني من مكان بعيد ..

لانها ليست بأول مرة ..

((أنتِ خسرتني .. وأنا اشتريتُ نفسي ..))

لاترممي حطامي لقد نسيت أين تركته في آخر مرة ..

وضعت الورقة على كراسي الإنتظار ورحلت بسيارتي مبتعداً ..

ولمحتها بمرآة سيارتي متجهة نحو ورقتها..

وعلمتُ حينها أنها ستكون آخر مرة أراها فيها ..





نصيحة..

لاتحطم من تحبهم ..لو كنت تحبهم حقاً

ولاتجعل الفأس بيد من لايستحقك..

رمم نفسك بنفسك لو حطمك أحدهم ..

اشتر نفسك أولاً .. ولاتخسرها ..