ما الذي رأيته في الدولة رقم 1؟
ما إن تقرأ شيئاً عن العالم وتجد فنلندا تحتلّ الرقم 1، إنها على رأس شتى المؤشرات في التعليم، وجودة الحياة والسعادة، والإنتاجية، فما السر وراء ذلك؟!
حسناً، في زيارة قصيرة إلى فنلندا، وهي الدولة الإسكندنافية الأوروبية التي تقع شمال أوروبا، المطلة على بحر البلطيق، وأكبر مدنها هلسنكي؛ في هذه الزيارة أحببتُ الاطلاع عن كثب على تجربة هذه الدولة في التعليم، حيث تتصدر فنلندا دول العالم من حيث التعليم الجيد، والتأهيل الممتاز للطلاب.
في جولة متأنية إلى أحد المدارس المجاورة كانت المفاجئة بالنسبة لي!
لم أر شيئاً يشبه بيئة التعليم المعتادة لدينا، لقد رأيت نظامًا مدرسيًا خاليًا من الإجهاد لكنّه نظام مذهل.
دخلت إلى قاعات الطلاب، فوجدت أن الطلاب يتعلمون من خلال اللعب والأسئلة العفوية، ولاحظت أيضا أن أطفال المدراس لا يتلقون تدريباً أكاديمياً رسمياً حتى بلوغ السابعة من العمر، وحتى ذلك الحين، يتلقى الكثير منهم الرعاية النهارية، ويتعلمون من خلال اللعب والأغاني والألعاب والمحادثة.
معظم الأطفال يمشون أو يركبون الدراجة إلى المدرسة، حتى أصغرهم سناً، والأعجب أن ساعات المدرسة قصيرة لا تزيد على أربع حصص، والواجبات المنزلية خفيفة جدا بشكل عام، على عكس ما يحدث في منطقتنا، حيث تخفض العديد من المدارس العطلة والراحة.
يحصل طلاب المدارس في فنلندا على استراحة إلزامية مجانية لمدة 15 دقيقة كل ساعة... إن فلسفتهم تقول بأن الهواء النقي والطبيعة وفواصل النشاط البدني بانتظام تعتبر محركات للتعلم.
التقيتُ بأحد الطلاب والذي يبدو أنه سيذهب في مهمة، فسألته: إلى أين؟ قال: "لدينا يوم للاستكشاف! وأنا في مهمة، لقد أرسلوني إلى الغابة بخريطة وبوصلة وسيكون عليّ رسم طريقي واكتشاف الهدف"
كان ذلك شيئا مذهلا بالنسبة إلي لم أسمع بمثل ذلك في أية دولة زرتها.
والذي اكتشفته عن قرب أن فنلندا لا تضيع الوقت أو المال في الاختبارات المعيارية ذات الجودة المنخفضة مثل اختبارات القياس وغير هذا، وبدلاً من ذلك يتم تقييم الطلاب يوميًا، من خلال الملاحظة المباشرة، وعمليات الفحص، والاختبارات المهارية.
في الفصل والقاعات، يُسمح للطلاب بالحصول على المتعة والضحك وأحلام اليقظة من وقت لآخر، إنهم يستهدفون تنمية الخيال المعرفي لدى الطلاب.
من الأشياء التي أثارت إعجابي أن أغلب المعلمين والأساتذة هم من حملة الماجستير والدكتوراه، كما يتم تزويدهم وإلحاقهم ببرامج في مساقات متعددة، كعلم النفس والتربية.
كما أنه لا وجود لدروس نصية، ولا توجد أوامر شبه عسكرية للسير في خطوط مستقيمة، أو الجلوس بشكل مستقيم، أو طابور صباحي صارم!
فنلندا تهتم بالبنية التحتية للتعليم!
قاعات مريحة، فصول مزودة بأفضل الإمكانات، بيئة نظيفة وجاذبة، وهناك المختبرات وأماكن الاستراحة والأكل، مرافق بمستوى عال كالمكتبات، والملاعب الرياضيّة، وقاعات الأنشطة، والمسارح، وكلّها مجهّزة لتستجيب لحاجات المتعلّمين للعب والتسلية والتعلّم والرياضة!
ولا يُثقل المعلّمون على الطلاب، فلا اختبارات ولا امتحانات معياريّة خارجيّة مُرهقة ومزعجة، ولا وظائف بيتيّة مملّة – إلّا ما ندر ولوقت محدود جدًّا – ودور المعلّمين هو تشخيص الطلاب، ومعرفة قدراتهم ومستواهم، ليلائموا لهم المواد والمضامين التي تتناسب مع التشخيص.
باختصار : لا تعتمد فنلندا على أساليب التلقين والحفظ في تعليمها، بل تهتم بمنح الطلاب المهارات الأساسيّة، وتنمية التفكير والإبداع وأيضا النقد، وإعطاء مهارات التعلّم الذاتيّ الذي أراه الأهم ويأتي ذلك لمواجهة انفجار المعرفة وتراكمها وتقادمها في الأساليب التقليدية، إن رؤيتهم تقود إلى نتيجة واحدة هي التعلّم الذاتي الدائم.
قد يزعم البعض أن النموذج الفنلندي لن ينجح أبدًا في منطقتنا ، ولكن ماذا لو كان العكس هو الصحيح؟
أؤمن بذلك تماماً.
ألقاكم الثلاثاء المقبل في ذات اليوم والتوقيت.
للتواصل: اتركوا رسالة على العناوين التالية:
جوال: 966556053319*
البريد الإلكتروني:
hichambinmohammed@gmail.com
حسناً، في زيارة قصيرة إلى فنلندا، وهي الدولة الإسكندنافية الأوروبية التي تقع شمال أوروبا، المطلة على بحر البلطيق، وأكبر مدنها هلسنكي؛ في هذه الزيارة أحببتُ الاطلاع عن كثب على تجربة هذه الدولة في التعليم، حيث تتصدر فنلندا دول العالم من حيث التعليم الجيد، والتأهيل الممتاز للطلاب.
في جولة متأنية إلى أحد المدارس المجاورة كانت المفاجئة بالنسبة لي!
لم أر شيئاً يشبه بيئة التعليم المعتادة لدينا، لقد رأيت نظامًا مدرسيًا خاليًا من الإجهاد لكنّه نظام مذهل.
دخلت إلى قاعات الطلاب، فوجدت أن الطلاب يتعلمون من خلال اللعب والأسئلة العفوية، ولاحظت أيضا أن أطفال المدراس لا يتلقون تدريباً أكاديمياً رسمياً حتى بلوغ السابعة من العمر، وحتى ذلك الحين، يتلقى الكثير منهم الرعاية النهارية، ويتعلمون من خلال اللعب والأغاني والألعاب والمحادثة.
معظم الأطفال يمشون أو يركبون الدراجة إلى المدرسة، حتى أصغرهم سناً، والأعجب أن ساعات المدرسة قصيرة لا تزيد على أربع حصص، والواجبات المنزلية خفيفة جدا بشكل عام، على عكس ما يحدث في منطقتنا، حيث تخفض العديد من المدارس العطلة والراحة.
يحصل طلاب المدارس في فنلندا على استراحة إلزامية مجانية لمدة 15 دقيقة كل ساعة... إن فلسفتهم تقول بأن الهواء النقي والطبيعة وفواصل النشاط البدني بانتظام تعتبر محركات للتعلم.
التقيتُ بأحد الطلاب والذي يبدو أنه سيذهب في مهمة، فسألته: إلى أين؟ قال: "لدينا يوم للاستكشاف! وأنا في مهمة، لقد أرسلوني إلى الغابة بخريطة وبوصلة وسيكون عليّ رسم طريقي واكتشاف الهدف"
كان ذلك شيئا مذهلا بالنسبة إلي لم أسمع بمثل ذلك في أية دولة زرتها.
والذي اكتشفته عن قرب أن فنلندا لا تضيع الوقت أو المال في الاختبارات المعيارية ذات الجودة المنخفضة مثل اختبارات القياس وغير هذا، وبدلاً من ذلك يتم تقييم الطلاب يوميًا، من خلال الملاحظة المباشرة، وعمليات الفحص، والاختبارات المهارية.
في الفصل والقاعات، يُسمح للطلاب بالحصول على المتعة والضحك وأحلام اليقظة من وقت لآخر، إنهم يستهدفون تنمية الخيال المعرفي لدى الطلاب.
من الأشياء التي أثارت إعجابي أن أغلب المعلمين والأساتذة هم من حملة الماجستير والدكتوراه، كما يتم تزويدهم وإلحاقهم ببرامج في مساقات متعددة، كعلم النفس والتربية.
كما أنه لا وجود لدروس نصية، ولا توجد أوامر شبه عسكرية للسير في خطوط مستقيمة، أو الجلوس بشكل مستقيم، أو طابور صباحي صارم!
فنلندا تهتم بالبنية التحتية للتعليم!
قاعات مريحة، فصول مزودة بأفضل الإمكانات، بيئة نظيفة وجاذبة، وهناك المختبرات وأماكن الاستراحة والأكل، مرافق بمستوى عال كالمكتبات، والملاعب الرياضيّة، وقاعات الأنشطة، والمسارح، وكلّها مجهّزة لتستجيب لحاجات المتعلّمين للعب والتسلية والتعلّم والرياضة!
ولا يُثقل المعلّمون على الطلاب، فلا اختبارات ولا امتحانات معياريّة خارجيّة مُرهقة ومزعجة، ولا وظائف بيتيّة مملّة – إلّا ما ندر ولوقت محدود جدًّا – ودور المعلّمين هو تشخيص الطلاب، ومعرفة قدراتهم ومستواهم، ليلائموا لهم المواد والمضامين التي تتناسب مع التشخيص.
باختصار : لا تعتمد فنلندا على أساليب التلقين والحفظ في تعليمها، بل تهتم بمنح الطلاب المهارات الأساسيّة، وتنمية التفكير والإبداع وأيضا النقد، وإعطاء مهارات التعلّم الذاتيّ الذي أراه الأهم ويأتي ذلك لمواجهة انفجار المعرفة وتراكمها وتقادمها في الأساليب التقليدية، إن رؤيتهم تقود إلى نتيجة واحدة هي التعلّم الذاتي الدائم.
قد يزعم البعض أن النموذج الفنلندي لن ينجح أبدًا في منطقتنا ، ولكن ماذا لو كان العكس هو الصحيح؟
أؤمن بذلك تماماً.
ألقاكم الثلاثاء المقبل في ذات اليوم والتوقيت.
للتواصل: اتركوا رسالة على العناوين التالية:
جوال: 966556053319*
البريد الإلكتروني:
hichambinmohammed@gmail.com