الباش فهلوي (سُمعه وعائلته )
رائد العوده - raed_70:
تجده بين كل الأوساط المجتمعية، إنه صديقي اللدود وعدوي الوفي ( سُمْعه وعائلته ). دعوني أحدثكم عنهم قليلاً:
(سُمعه) شخص ترجل عن جواد الاجتهاد وفن التعامل مع الآخرين فاعتمد في حياته على (الفهلوة) كما يحب أن يُطلق عليها.
الفهلوة بمفهومة: أسلوب معين يعتمد على تحيّن الفرص للإنقضاض على العمل الجيد والمجهود الجبار ثم ضمه إليه، أيًا كان صاحب هذا العمل وبغض النظر عن الجهود التي بُذلت من أجله، طالما أنه يعجبه فيجب أن يدخل فيه بطريقة أو بأخرى.
أيضاً الفهلوه بمفهومه أن يقدم الخدمات للغير بإسمه لكن تحت توقيع الآخرين هرباً من تحمل المسؤولية.
زاملني (سُمعه) في عملي وفي النادي وفي دراستي وفي رحلاتي السياحية، فوجدته يغيب عني فترات طويلة بلا زيارات شخصية أو إتصالات روتينية، تلك التي تكون عادة بين الأصدقاء، لكني أتفاجئ به يدُسّ أنفه على كل عمل جبار أريد تقديمه ليقطع لنفسه قطعة من الحلوى، بل وأكبر قطعة ممكنة، بل وربما سرق ذلك المجهود كله ونسبه لنفسه.
وكلما دسّ أنفه (الكبير) في أموري وأشيائي تذكرت قول الشاعر ابن الرومي :
لك أنفٌ أنِفت منه الأنوف ..
أنت في القدس تصلي وهو في البيت يطوف..
أيضاً وجدته يحب أن يخرج بدون خسائر حتى لو على حساب الآخرين، وهذا هو المبدأ الذي يقوم عليه مصطلح ( الفهلوه) .
( سُمعه ) شخص إستغلالي أناني لايحب أن يعطي الشيئ إلا بعد أن يستنزفه، أيضاً لا يحب حضور المحافل الكبرى سِوى في اللحظة الحاسمة عند تقديم سفرة الطعام ويغادر مبكراً قبل أن يقترح أحد الحاضرين أن يزوره في منزله والسلام عليه.
:
أيضاً زاملني هذا ( السُمعه ) في مراحلي الدراسية، راقبته من بعيد فوجدته يداهن المعلمين بالمزح واللين، وإثارة الضحك والفكاهات لهم، دون أي اجتهاد أو دراسة أو علم يُنتفع به، ليحصل منهم على بعض الأسئلة أو المساعدات الشخصية دون غيره من زملاءه، فهو يحب أن يستأثر بالفضل لنفسه ويقرب نفسه من كل جميل بينما يبعد الآخرين عنه.
ويحاول الحضور حين يغيب الآخرين كإثبات منه أنه الأفضل من بينهم، بل ولا يمانع أن يضع صديقه في موقف لا يُحمد عقباه أثناء الحياة الدراسية والعملية طالما أنه يخدم مصلحته ، فقط مصلحته، ولا يجد سمعة أي صعوبة في تهدئته وإمتصاص غضب الآخرين ، فلا يتطلب الأمر يوى يمين مغلظة بأنه ام يفعل ذلك وهذا بمفهومه ليس يمينا غموس،إنها (فهلوه).!
الجدير بالذكر أن سُمعه لديه إخوة وأخوات، فأخت سُمعه تسعى دائما للحديث في الغير لتبريء نفسها من كل عيب أو خطيئة، بل وتذهب لأبعد من ذلك في إلصاق التهم جزافا على هذه وتلك لتظهر من بينهن بمظهر المتعففة عن كل سوء المُسلّمة من كل عيب.
فحتماً (كفهلوية ) تُدرك أنه حينما أنتقد الآخرين في مقدساتهم تكون مقدساتي في مأمن، وأكون في موقف الواعظة والداعية، حينها من سيلحظ أنني أنتقد أمور أنا من أكثر أمارسها.؟! (آخ من ذكائك يا أخت سُمعه ..!)
أما الأخ الأكبر لسُمعه فحدث ولا حرج، يقوم بعمليات النصب والإحتيال من مبادئ يراها (فهلوة ).
فمثلاً صادفته مرة في إحدى المجالس، وأخبرني أنه (يأخذ) أوراق التصوير في العمل ويبيعها على المكتبات والقرطاسيات ويقبض ثمنها من باب ( أن الدولة غنية وهذه الأوراق للمواطنين وهو مواطن)..!! وهذا ليس اختلاس .. إنها الفهلوة...!
ولا يرى مانع من أن يكذب بإدعاءاته في المحاكم ويشهد بالزور ثم يذهب لآداء العمرة وذلك من باب( وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ).
سُمعه وعائلته رغم ذلك للأسف لا يشعرون بسعادة، بل إن نجاحاتهم لا تكاد تُذكر، كل منافسة نجاح تُطرح يخرجون منها بالفشل الذريع، حتى وإن دخلوا يكونوا الأقل تحصيلاً.
يعتقدون أنهم يحققون نجاحات باهرة بهذه ( الفهلوة )بينما الحقيقة لم يختلفوا كثيرا عن وضعهم قبل سنوات..!!
إن التعامل مع بني (فَهْلَوْ ) صعبٌ جداً، يتطلب تحكم شديد بالأعصاب والعواطف بل ويتطلب التصرف بحذر وبخطوات مدروسة وعدم ترك الأمور تمضي بطبيعتها كما هي، فهم قوم تمتاز مجالسهم بالفكاهة والضحك والنوادر، لكن لا ذمة لهم ولا ضمير ولا يتورعوا عن فعل أي شيئ يصب في مصلحتهم.
كلما نظرتُ لسُمعه وعائلته (الفهلوية ) تذكرت قول الشاعر :
قومٌ إذا استنبح الأضياف كلبهمُ
قالوا لأمّهمُ بُولي على النّار
فتمسك البول بُخلا أن تجود به
ولا تبول لهم إلا بمقدارِ
لا يثأرون بقتلاهم إذا قُتلوا
ولا يكرّون يوما عند أحجارِ
ولا يزالون شتى في بيوتهم
يسعون من بين ملهوف وكرارِ
:
:
:
:
أطيب المنى
raed_70@
Laheb7070@gmail.com
تجده بين كل الأوساط المجتمعية، إنه صديقي اللدود وعدوي الوفي ( سُمْعه وعائلته ). دعوني أحدثكم عنهم قليلاً:
(سُمعه) شخص ترجل عن جواد الاجتهاد وفن التعامل مع الآخرين فاعتمد في حياته على (الفهلوة) كما يحب أن يُطلق عليها.
الفهلوة بمفهومة: أسلوب معين يعتمد على تحيّن الفرص للإنقضاض على العمل الجيد والمجهود الجبار ثم ضمه إليه، أيًا كان صاحب هذا العمل وبغض النظر عن الجهود التي بُذلت من أجله، طالما أنه يعجبه فيجب أن يدخل فيه بطريقة أو بأخرى.
أيضاً الفهلوه بمفهومه أن يقدم الخدمات للغير بإسمه لكن تحت توقيع الآخرين هرباً من تحمل المسؤولية.
زاملني (سُمعه) في عملي وفي النادي وفي دراستي وفي رحلاتي السياحية، فوجدته يغيب عني فترات طويلة بلا زيارات شخصية أو إتصالات روتينية، تلك التي تكون عادة بين الأصدقاء، لكني أتفاجئ به يدُسّ أنفه على كل عمل جبار أريد تقديمه ليقطع لنفسه قطعة من الحلوى، بل وأكبر قطعة ممكنة، بل وربما سرق ذلك المجهود كله ونسبه لنفسه.
وكلما دسّ أنفه (الكبير) في أموري وأشيائي تذكرت قول الشاعر ابن الرومي :
لك أنفٌ أنِفت منه الأنوف ..
أنت في القدس تصلي وهو في البيت يطوف..
أيضاً وجدته يحب أن يخرج بدون خسائر حتى لو على حساب الآخرين، وهذا هو المبدأ الذي يقوم عليه مصطلح ( الفهلوه) .
( سُمعه ) شخص إستغلالي أناني لايحب أن يعطي الشيئ إلا بعد أن يستنزفه، أيضاً لا يحب حضور المحافل الكبرى سِوى في اللحظة الحاسمة عند تقديم سفرة الطعام ويغادر مبكراً قبل أن يقترح أحد الحاضرين أن يزوره في منزله والسلام عليه.
:
أيضاً زاملني هذا ( السُمعه ) في مراحلي الدراسية، راقبته من بعيد فوجدته يداهن المعلمين بالمزح واللين، وإثارة الضحك والفكاهات لهم، دون أي اجتهاد أو دراسة أو علم يُنتفع به، ليحصل منهم على بعض الأسئلة أو المساعدات الشخصية دون غيره من زملاءه، فهو يحب أن يستأثر بالفضل لنفسه ويقرب نفسه من كل جميل بينما يبعد الآخرين عنه.
ويحاول الحضور حين يغيب الآخرين كإثبات منه أنه الأفضل من بينهم، بل ولا يمانع أن يضع صديقه في موقف لا يُحمد عقباه أثناء الحياة الدراسية والعملية طالما أنه يخدم مصلحته ، فقط مصلحته، ولا يجد سمعة أي صعوبة في تهدئته وإمتصاص غضب الآخرين ، فلا يتطلب الأمر يوى يمين مغلظة بأنه ام يفعل ذلك وهذا بمفهومه ليس يمينا غموس،إنها (فهلوه).!
الجدير بالذكر أن سُمعه لديه إخوة وأخوات، فأخت سُمعه تسعى دائما للحديث في الغير لتبريء نفسها من كل عيب أو خطيئة، بل وتذهب لأبعد من ذلك في إلصاق التهم جزافا على هذه وتلك لتظهر من بينهن بمظهر المتعففة عن كل سوء المُسلّمة من كل عيب.
فحتماً (كفهلوية ) تُدرك أنه حينما أنتقد الآخرين في مقدساتهم تكون مقدساتي في مأمن، وأكون في موقف الواعظة والداعية، حينها من سيلحظ أنني أنتقد أمور أنا من أكثر أمارسها.؟! (آخ من ذكائك يا أخت سُمعه ..!)
أما الأخ الأكبر لسُمعه فحدث ولا حرج، يقوم بعمليات النصب والإحتيال من مبادئ يراها (فهلوة ).
فمثلاً صادفته مرة في إحدى المجالس، وأخبرني أنه (يأخذ) أوراق التصوير في العمل ويبيعها على المكتبات والقرطاسيات ويقبض ثمنها من باب ( أن الدولة غنية وهذه الأوراق للمواطنين وهو مواطن)..!! وهذا ليس اختلاس .. إنها الفهلوة...!
ولا يرى مانع من أن يكذب بإدعاءاته في المحاكم ويشهد بالزور ثم يذهب لآداء العمرة وذلك من باب( وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ).
سُمعه وعائلته رغم ذلك للأسف لا يشعرون بسعادة، بل إن نجاحاتهم لا تكاد تُذكر، كل منافسة نجاح تُطرح يخرجون منها بالفشل الذريع، حتى وإن دخلوا يكونوا الأقل تحصيلاً.
يعتقدون أنهم يحققون نجاحات باهرة بهذه ( الفهلوة )بينما الحقيقة لم يختلفوا كثيرا عن وضعهم قبل سنوات..!!
إن التعامل مع بني (فَهْلَوْ ) صعبٌ جداً، يتطلب تحكم شديد بالأعصاب والعواطف بل ويتطلب التصرف بحذر وبخطوات مدروسة وعدم ترك الأمور تمضي بطبيعتها كما هي، فهم قوم تمتاز مجالسهم بالفكاهة والضحك والنوادر، لكن لا ذمة لهم ولا ضمير ولا يتورعوا عن فعل أي شيئ يصب في مصلحتهم.
كلما نظرتُ لسُمعه وعائلته (الفهلوية ) تذكرت قول الشاعر :
قومٌ إذا استنبح الأضياف كلبهمُ
قالوا لأمّهمُ بُولي على النّار
فتمسك البول بُخلا أن تجود به
ولا تبول لهم إلا بمقدارِ
لا يثأرون بقتلاهم إذا قُتلوا
ولا يكرّون يوما عند أحجارِ
ولا يزالون شتى في بيوتهم
يسعون من بين ملهوف وكرارِ
:
:
:
:
أطيب المنى
raed_70@
Laheb7070@gmail.com
البياض مساحة للنوايا والقلم شبه جنحة يقبل التاويل ، والكتابة كما يقال عنها "حمالة أوجه" فكل شخص يحملها على حد تفكيره او نواياه وقد ينكشف من حيثُ يدري ولا يدري أُكتب لتكتشف 'أعدقاءُك"