الوَجْدُ والهُيَام في زيارتي لسيدِّ الأًنَامْ!
تلبّستني رهبة ما عهدتُّها حين كتابة هذا المقال؛ وامتزحت المشاعر، واضّمحلت الكلمات.
يختارك الله تعالى بين ملايين عباده في كل مكان؛ كي يمنحك القرب من نبيّه - صلى الله عليه وسلم - والإقامة بجوار مسجده الشريف.
يُوالي سبحانه نعمهُ عليك فتكون من زائري خير البشر قاطبة، وإمام العالمين، وسيد المرسلين، صلى الله عليه وسلم.
أولم تسأل نفسك يومًا؟ لماذا اختارك الله لتكون مُجاورًا وملايين من عباده يرجونه سكنى هذه البلدة الطيبّة؟ لماذا أنت؟
عندما أعلن قائد الطائرة وصولنا إلى المدينة المنورة، في أول زيارة لها، انتابني شعورٌ عميق يصعبُ على الجاحظ والرافعي والعقّاد والمنفلوطي كشفه، ويستحيل على أدباء العالم سَبْرُهُ، شيءٌ من السماء لا الأرض؛ شيءٌ منحني شيء لا أعرف كُنْهُه، وفي طريقي إلى المسجد النبوي الشريف، أحثُّ الخطى، وقد كانت ليلة وصولي متأخرة ودافئة، ألفيتُ فيها أبا هريرة رضي الله عنه ينقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وذاك أنس بن مالك يقول للناس عن خدمته للنبي صلى الله عليه وسلم: " والله لقد خدمتهُ عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته".
وها هو طيف أسامة بن زيد – رضي الله تعالى عنه – " حبيب رسول الله" الذي كان قد عثَرَ على عتبةِ بابٍ فشَجَّ جبهتَهُ وخرج الدم، فجعل سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه، ويقول: من كان يُحِبُّ الله ورسوله، فليحبَّ أسامة"، وأنفاس أبوبكر الصديّق -رضي الله تعالى عنه- تشعر بها – الطيّبُ الصادق الحنون اللطيف الرفيق الصديق الصدوق الوفيّ- الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم :"إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟»
حتى أشرفتُ على أسواق المدينة المحيطة بالحرم النبوي الشريف، فإذا طيف الأعزاء العظماء، أثرى أثرياء العالم قبل أن نرى قوائم "وول ستريت وفوربس" وغيرها ، السادة العِظام: عثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام؛ الجبال الغيث، الرجال الذين ما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عوناً وتأخروا أو تولّوا عنه، الذي قال صلى الله عليه وسلم عن أحدهم لكثرة إنفاقه:" ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم".
وعند دخولي إلى مسجده الشريف صلى الله عليه وسلم، انسابت مشاعر الوجد، وأُضرمت نيران الحب، وكلما خطت قدمي إلى قبره الشريف صلى الله عليه وسلم= أحسستُ بأنفاسي تنقطع، أُطأطئُ رأسي؛ عسى أن لا يراني حليقاً، وهو الذي يحب أن يراني مُلتحياً! عسى أن لا يراني مُسبلَ الإزار وهو الذي يكره ذلك، عسى أن لا يراني خاوي الوفاض، كثير التقصير في الأخذ بسننهِ فيعرضُ عنّي! والله يعلم أنه يُؤرقنّي الوَجْدْ كل وقت اشتياقاً لرؤيته .
حتى وقفتُ بباب حجرته فتملكنّي شعور أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – التي عايشت جميع لحظاته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، سعيدا، حزينا، جائعا، باكيا، قائما، ساجدا، نائما، جالساً، مبتسماً، ممازحاً، حنوناً، لطيفاً... صلى الله عليه وسلم .
ولمّا وقفتُ إزاءَ قبره الشريف صلى الله عليه وسلم ما حملتني قدمي؛ ما قَوَى بصري أن يعلو قبره... عجزتُ عن حبس دموع الحنين المستقر في قلبي، عن الفرح بزيارته، وعن القلق على نفسي أن يرحمني الله فأكون رفيقاً له في الدار الأخرى، خالجَ نفسي أشياء كثيرة، ووالله وبالله وتالله وقد زرتُ عديد البلدان في هذا العالم لم أرى أرقُّ من زيارته، والصلاة في مسجده، والجوار بقربه في كل الأحوال، فطبتَ حيّاً وميّتاً يا رسول الله .
فإذا اختارك الله واصطفاك من بين خلقه وعبيده لتكون مجاوراً لنبيه صلى الله عليه وسلّم، فأحسنِ الجوار وحافظ على منحتك الاستثنائية، وحاذر قدر ما أمكنك تجنّب الأفعال السيئة، والأخلاق الذميمة، فإنك في أرض الله، ومنزل نبيه صلى الله عليه وسلم.
يختارك الله تعالى بين ملايين عباده في كل مكان؛ كي يمنحك القرب من نبيّه - صلى الله عليه وسلم - والإقامة بجوار مسجده الشريف.
يُوالي سبحانه نعمهُ عليك فتكون من زائري خير البشر قاطبة، وإمام العالمين، وسيد المرسلين، صلى الله عليه وسلم.
أولم تسأل نفسك يومًا؟ لماذا اختارك الله لتكون مُجاورًا وملايين من عباده يرجونه سكنى هذه البلدة الطيبّة؟ لماذا أنت؟
عندما أعلن قائد الطائرة وصولنا إلى المدينة المنورة، في أول زيارة لها، انتابني شعورٌ عميق يصعبُ على الجاحظ والرافعي والعقّاد والمنفلوطي كشفه، ويستحيل على أدباء العالم سَبْرُهُ، شيءٌ من السماء لا الأرض؛ شيءٌ منحني شيء لا أعرف كُنْهُه، وفي طريقي إلى المسجد النبوي الشريف، أحثُّ الخطى، وقد كانت ليلة وصولي متأخرة ودافئة، ألفيتُ فيها أبا هريرة رضي الله عنه ينقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وذاك أنس بن مالك يقول للناس عن خدمته للنبي صلى الله عليه وسلم: " والله لقد خدمتهُ عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته".
وها هو طيف أسامة بن زيد – رضي الله تعالى عنه – " حبيب رسول الله" الذي كان قد عثَرَ على عتبةِ بابٍ فشَجَّ جبهتَهُ وخرج الدم، فجعل سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه، ويقول: من كان يُحِبُّ الله ورسوله، فليحبَّ أسامة"، وأنفاس أبوبكر الصديّق -رضي الله تعالى عنه- تشعر بها – الطيّبُ الصادق الحنون اللطيف الرفيق الصديق الصدوق الوفيّ- الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم :"إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟»
حتى أشرفتُ على أسواق المدينة المحيطة بالحرم النبوي الشريف، فإذا طيف الأعزاء العظماء، أثرى أثرياء العالم قبل أن نرى قوائم "وول ستريت وفوربس" وغيرها ، السادة العِظام: عثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام؛ الجبال الغيث، الرجال الذين ما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عوناً وتأخروا أو تولّوا عنه، الذي قال صلى الله عليه وسلم عن أحدهم لكثرة إنفاقه:" ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم".
وعند دخولي إلى مسجده الشريف صلى الله عليه وسلم، انسابت مشاعر الوجد، وأُضرمت نيران الحب، وكلما خطت قدمي إلى قبره الشريف صلى الله عليه وسلم= أحسستُ بأنفاسي تنقطع، أُطأطئُ رأسي؛ عسى أن لا يراني حليقاً، وهو الذي يحب أن يراني مُلتحياً! عسى أن لا يراني مُسبلَ الإزار وهو الذي يكره ذلك، عسى أن لا يراني خاوي الوفاض، كثير التقصير في الأخذ بسننهِ فيعرضُ عنّي! والله يعلم أنه يُؤرقنّي الوَجْدْ كل وقت اشتياقاً لرؤيته .
حتى وقفتُ بباب حجرته فتملكنّي شعور أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – التي عايشت جميع لحظاته الشريفة صلى الله عليه وسلم ، سعيدا، حزينا، جائعا، باكيا، قائما، ساجدا، نائما، جالساً، مبتسماً، ممازحاً، حنوناً، لطيفاً... صلى الله عليه وسلم .
ولمّا وقفتُ إزاءَ قبره الشريف صلى الله عليه وسلم ما حملتني قدمي؛ ما قَوَى بصري أن يعلو قبره... عجزتُ عن حبس دموع الحنين المستقر في قلبي، عن الفرح بزيارته، وعن القلق على نفسي أن يرحمني الله فأكون رفيقاً له في الدار الأخرى، خالجَ نفسي أشياء كثيرة، ووالله وبالله وتالله وقد زرتُ عديد البلدان في هذا العالم لم أرى أرقُّ من زيارته، والصلاة في مسجده، والجوار بقربه في كل الأحوال، فطبتَ حيّاً وميّتاً يا رسول الله .
فإذا اختارك الله واصطفاك من بين خلقه وعبيده لتكون مجاوراً لنبيه صلى الله عليه وسلّم، فأحسنِ الجوار وحافظ على منحتك الاستثنائية، وحاذر قدر ما أمكنك تجنّب الأفعال السيئة، والأخلاق الذميمة، فإنك في أرض الله، ومنزل نبيه صلى الله عليه وسلم.