ضجة
ضجة...
خلال جولتي المعتادة سلكتُ طريقي لأحتسي كوباً من القهوة..
رأيت مكاناً كأنه يوحي بلذة قهوته..
نظرتُ مع نوافذه فأحسستُ بجاذبيته..
توجهتُ مباشرة للباب ففتحته..
اخترتُ مكانًا جانبيًا يطلّ على شرفةٍ مفتوحة على البحيرةِ المجاورة له..
يا الله أخيرًا سأختلي معها..
لطالما أبتْ أن أجدها..
تعبتُ وأنا أنتظر كي أفهمها..
أو أحقق مطالبها..
هي عبارة عن بعثرات وعثراتْ..
ضجيجٌ وفجواتْ..
دموعٌ وآهاتْ..
طرقت النادلة على الطاولة، وإذا بها تضع كوب قهوتي..
تمتمتْ قائلة: هل تحبُ أن تضيفَ طلبًا آخر أم أنك لوحدك؟!
قلت: بلى، كوباً آخر.. لكن أريدهُ فارغًا لو سمحتِ!
تعجبت النادلة: هل يمكن ذلك يا سيدي؟!!
قلت: ضيفتي لم تُحدد موعدها، فلم ألتق بها منذ مدة، وأتمنى لو حضرت أن يكونَ كل شيء جاهزًا.
ضحِكت ثم عادت بكوب فارغ وضعته على الطاولة ولسانِ حالها يقول:
من أي مصحة عقليةٍ خرج هذا؟!!
أكملتُ تأملاتي التي تنقُلني لعالمي الآخر..
لماذا أشعرُ بضجيجٍ داخلي؟
أشعرُ بصراعاتٍ، بين الواقع والخيال..
والحاضرُ والمستقبل..
المتوقع والمستحيل..
الحقيقةُ والحلم..
صوت البحيرة البعيد هدأ من روعي..
لابد أن أتخذ قرارًا مصيري معها اليوم..
إلى متى سأبقى أُجاريها وأُحاول إرضاءها؟
وبالنهاية لا أستفيد سوى أن أتوه في متاهة تجعلني أَصلُ إلى طريق مسدود.
سأرتب ما سأفعله عندما تأتي..
سأحفظ ما سأقوله لها..
أعرفها - في المرة السابقة - بدأنا الحديث وإصلاحُ الأمور لكنها انسحبت في منتصف الطريق، لكن اليوم سأضع خط النهاية وسأمسك زمام الأمور.
لن أتركَ الدفة لها مرة أخرى..
هذا شيء يخصني لن أجعلها تتحكم به..
سأكون كما أريُد أنا، وليس كما تريدُ هي..
أخرجتُ مرآتي ووضعتها أمامي..
وبدأت أتحدث:
- أهلا بك، إنني مستعدٌ لك هذه المرة.
- لا تتكلمي ولن أستمعَ أبدا إليك!
- يكفي أني سمعتكُ بالمرات السابقة.
- اسمعيني..
- سأستمتع بما تبقى من حياتي.. أريد أن أعيش حرّة طليقةً بدون قيود..
أضحك بلا هم.. أفرح بلا خوف.. أنام بلا انتظار.. أقرر بدون تردد.
-افهمي إن تقييدك لي يجعلني لا أتقدم، ولا أستمتع بأمسي ويومي وغدي.
انتظرت منها إجابة أو أنْ تقاطعني..
لكنها سكتت، وكأنها اكتشفت أنها مخطئة.
بدتْ ابتسامةُ الانتصار على محياي..
رأيتُ وجهي بالمرآة يضحك لأول مرة..
بدأت أصرخُ فرحًا..
لم أُبالي بنظرات النادلة المشفقة، أو الزبائن المندهشين، أو صاحب المحل الذي يتمنى رحيلي بدون خسائر.
قمتُ مسرعاً وأغلقتُ مرآتي..
وضعتُ الحساب على الطاولة وانطلقت كالطير..
صرختُ مودعاً النادلة: ذكريني في المرة المقبلة أن أطلبَ كوبًا واحدًا لنفسي فقط..
خرجتُ وكأنني ولدتُ اليوم..
سعيدٌ الآن بنفسي أكثر..
أصبحتُ مقبلًا على الحياة..
ومضة: لا تكترث..
عِش كل يوم لنفسك فقط..
قرر ذلك..
ابدأ الآن..
خلال جولتي المعتادة سلكتُ طريقي لأحتسي كوباً من القهوة..
رأيت مكاناً كأنه يوحي بلذة قهوته..
نظرتُ مع نوافذه فأحسستُ بجاذبيته..
توجهتُ مباشرة للباب ففتحته..
اخترتُ مكانًا جانبيًا يطلّ على شرفةٍ مفتوحة على البحيرةِ المجاورة له..
يا الله أخيرًا سأختلي معها..
لطالما أبتْ أن أجدها..
تعبتُ وأنا أنتظر كي أفهمها..
أو أحقق مطالبها..
هي عبارة عن بعثرات وعثراتْ..
ضجيجٌ وفجواتْ..
دموعٌ وآهاتْ..
طرقت النادلة على الطاولة، وإذا بها تضع كوب قهوتي..
تمتمتْ قائلة: هل تحبُ أن تضيفَ طلبًا آخر أم أنك لوحدك؟!
قلت: بلى، كوباً آخر.. لكن أريدهُ فارغًا لو سمحتِ!
تعجبت النادلة: هل يمكن ذلك يا سيدي؟!!
قلت: ضيفتي لم تُحدد موعدها، فلم ألتق بها منذ مدة، وأتمنى لو حضرت أن يكونَ كل شيء جاهزًا.
ضحِكت ثم عادت بكوب فارغ وضعته على الطاولة ولسانِ حالها يقول:
من أي مصحة عقليةٍ خرج هذا؟!!
أكملتُ تأملاتي التي تنقُلني لعالمي الآخر..
لماذا أشعرُ بضجيجٍ داخلي؟
أشعرُ بصراعاتٍ، بين الواقع والخيال..
والحاضرُ والمستقبل..
المتوقع والمستحيل..
الحقيقةُ والحلم..
صوت البحيرة البعيد هدأ من روعي..
لابد أن أتخذ قرارًا مصيري معها اليوم..
إلى متى سأبقى أُجاريها وأُحاول إرضاءها؟
وبالنهاية لا أستفيد سوى أن أتوه في متاهة تجعلني أَصلُ إلى طريق مسدود.
سأرتب ما سأفعله عندما تأتي..
سأحفظ ما سأقوله لها..
أعرفها - في المرة السابقة - بدأنا الحديث وإصلاحُ الأمور لكنها انسحبت في منتصف الطريق، لكن اليوم سأضع خط النهاية وسأمسك زمام الأمور.
لن أتركَ الدفة لها مرة أخرى..
هذا شيء يخصني لن أجعلها تتحكم به..
سأكون كما أريُد أنا، وليس كما تريدُ هي..
أخرجتُ مرآتي ووضعتها أمامي..
وبدأت أتحدث:
- أهلا بك، إنني مستعدٌ لك هذه المرة.
- لا تتكلمي ولن أستمعَ أبدا إليك!
- يكفي أني سمعتكُ بالمرات السابقة.
- اسمعيني..
- سأستمتع بما تبقى من حياتي.. أريد أن أعيش حرّة طليقةً بدون قيود..
أضحك بلا هم.. أفرح بلا خوف.. أنام بلا انتظار.. أقرر بدون تردد.
-افهمي إن تقييدك لي يجعلني لا أتقدم، ولا أستمتع بأمسي ويومي وغدي.
انتظرت منها إجابة أو أنْ تقاطعني..
لكنها سكتت، وكأنها اكتشفت أنها مخطئة.
بدتْ ابتسامةُ الانتصار على محياي..
رأيتُ وجهي بالمرآة يضحك لأول مرة..
بدأت أصرخُ فرحًا..
لم أُبالي بنظرات النادلة المشفقة، أو الزبائن المندهشين، أو صاحب المحل الذي يتمنى رحيلي بدون خسائر.
قمتُ مسرعاً وأغلقتُ مرآتي..
وضعتُ الحساب على الطاولة وانطلقت كالطير..
صرختُ مودعاً النادلة: ذكريني في المرة المقبلة أن أطلبَ كوبًا واحدًا لنفسي فقط..
خرجتُ وكأنني ولدتُ اليوم..
سعيدٌ الآن بنفسي أكثر..
أصبحتُ مقبلًا على الحياة..
ومضة: لا تكترث..
عِش كل يوم لنفسك فقط..
قرر ذلك..
ابدأ الآن..
فعلاً... عش كل يوم لنفسك فقط ❤️
رائعه بهوجه