ماذا يريد المجتمع المدني من جامعة طيبة؟
هشام محمّد الحميد - المدينة المنوّرة
في عالم سريع التغير بشكل مثير، تحتاج الجامعات أن تدرك أنها تخدم المجتمع ككل أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإنها بحاجة إلى إعادة النظر في دورها، وتحمّل المسؤولية الاجتماعية باعتبارها مفهومًا قائمًا على تعزيز التنمية المستدامة.
إنّ سياسة التعليم العالي في نظري لا ينبغي فصلها عن السياسة الاجتماعية من أجل ضمان مستقبل واعد ومستدام لمجتمعنا؛ ذلك أنّ الجامعات يجب أن تسهم في التنمية وتطوير المجتمع، وتحسين نوعية الحياة لجميع الجماهير التي تخدمها، ومشاركة الجمهور الخارجي في أنشطتها وبحوثها.
ويجب أن نكون على وعي ومعرفة، بأننا قد أصبحنا في وقت لا يمكن للجامعات البقاء على قيد الحياة اليوم كنظم أوتوماتيكية بدون المسؤولية الاجتماعية، إذ لا بد لها من روابط مباشرة تنفذ من خلالها إلى مجالات اجتماعية، وتقيم شراكات مجتمعية فاعلة أو ما نسميّه في الإنجليزية الــ (University social responsibility) الاختصار المعروف "USR".
وينظر المجتمع المدني في المدينة إلى جامعة طيبة رؤية اهتمام وترقّب ويأمل منها الكثير؛ فماذا فعلت الإدارات المتعاقبة على جامعة طيبة فيما يخص تفعيل دور الجامعة في خدمة المنتسبين لها وخدمة المجتمع المدني؟
وفي رصد سريع لأبرز النشاطات والإنجازات لجامعة طيبة في مجال المسؤولية الاجتماعية، منذ تأسيسها فإنها متواضعة لقاء ما يجب فعله وما هو مأمول ومُتوقّع!
في عام 2013 قامت الجامعة إبّان إدارة الدكتور عدنان المزروع بإنشاء مركز للشراكة المجتمعية، ويسـتهدف تنميـة مجتمـع المدينـة، وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية المحلية والدولية، ويعمل من أجل المشاركة الفاعلة للجامعة في التنمية المجتمعية الشاملة، غير أن هذا المركز يصطدم بعقبات كثيرة منها على سبيل المثال: ازدواجية الدور، وشُحْ الموارد والميزانيات، وغياب الكفاءات النشيطة والكوادر المؤهلّة، كما أن افتقاد التثقيف بأهمية المسؤولية الاجتماعية لدى المنتسبين يعيق الكثير من عمل هذا المركز.
إن الجامعة ليست مدرسة تمنح الدرجات العلمية وحسب، بل هي منظومة اجتماعية علمية اقتصادية معرفية، ترفدُ المجتمع بالعقول والأفكار، وتساهم بشكل أساسي في رفع ثقافة المجتمع ومستوى تفكيره، وتصنع التغيير المنشود، وتخلق الفرص؛ وإني أرى أنه يجب على كل منتسب لجامعة طيبة أن يستشعر بأن لديه مسؤولية اجتماعية مهمة تجاه المجتمع الذي يعيش فيه كلُ بحسبه.
لا شك أن المسؤولين في جامعة طيبة على علم ومعرفة وفهم بأهمية تفعيل هذا الدور، ولا شك أنهم يبحثون ذلك في اجتماعاتهم، ونحن نقدّم لهم الشكر فيما تم إنجازه بهذا الخصوص، وإن كان لا يرقى لطموحات المجتمع المدني الكبيرة والمتعاظمة.
وبشأن ميزانية الجامعة فإنها تتجاوز ميزانية جارتها الإسلامية بالأرقام فيما اطلعتُ عليه، كما حققّت استحواذًا استثنائيًا رائعًا في حصولها على النسبة الأعلى من الإيرادات الذاتية للجامعات، عبر الاستمارات والأوقاف والرسوم وغيرها، بإيرادات تقدّر بـ106 ملايين ريال هذا العام، إن هذا الإنجاز يؤسس لمرحلة انطلاق جديدة لا تُشكّل فيه عقبات الموارد المالية حجر تعثّر كما تنقل رؤية سمو ولي العهد إلى الجانب التطبيقي في ضرورة تخفيض اعتماد الجامعات على ميزانية الدولة، ودفعها لإيجاد مصادر تمويل جديدة.
على الجامعة مراقبة التغييرات المحيطة بها في المجتمع؛ لرأب الفجوة الاجتماعية ووضع العين البصيرة على برامجها الأكاديمية وما يطلبه سوق العمل في المنطقة، والذي هو متغير وديناميكي، ولتكن الجامعة وجه المجتمع الوضّاء الذي هو في موضع القلب من المجتمع المدني، إذ ينظر إليها مجتمع المدينة باعتبارها الجامعة الأم والحاضن الكبير لأبناء المنطقة وهموم وآمال جميع شرائح المجتمع.
ومن أجل المساعدة في تحقيق كل ما ذُكر، فثمّة اقتراحات مهمة في نظري يتوجب على المسؤولين في جامعة طيبة، وعلى رأسهم معالي رئيس الجامعة الأخذ بها في شأن تفعيل المسؤولية الاجتماعية. أحدها: مشروع عظيم سوف يكون مثار إعجاب المجتمع المدني، وشعلة سعادة كبيرة، ورصيد إنجاز مجتمعي كبير.
إنشاء اللجنة العليا للفعاليات:
إن الجامعة بحاجة ماسّة إلى تفعيل دور المحاضرات الثقافية الأسبوعية، والمعارض الفنيّة شبه الشهرية، والندوات الدولية عظيمة الفائدة؛ علما بأن الجامعة تمتلك بنية تحتية جيدة لفعل ذلك، ولكنها لا تفعل - مع الأسف الشديد - فهناك قاعة مؤتمرات كبرى لم أرى مثيلًا لها في جامعات بالجوار، غير أنها ليست حيّة ومعتمة، لا حسّ لها ولا بصيص أمل، ولا نور يظهر من جنباتها، ولهذا فإنه قد أصبح لزامًا على الجامعة تأسيس اللجنة العليا للفعاليات، ويكون من دورها خلق المناسبات العامة الموجّهة للجمهور الداخلي والخارجي الأسبوعية والشهرية، لتكون الجامعة في الحراك الدائم؛ بُغية تنوير المجتمع وتوسيع آفاق المعرفة، وإنك حين ترى جامعات صديقة في الخليج لتتعجّب من كثافة المناسبات، وعظمة نفع المجتمع، وتعظيم الفوائد: فهناك محاضرة عامة عن الحياة والأمل والتفاؤل من ضيوف داخليين وعالميين، وهناك ندوة عالمية عن التاريخ والتراث، وهناك مؤتمر دولي عن المناخ، وهناك فوائد لا تنتهي ولا تنقضي، والجامعات متاحة على الدوام! أفلا نستطيع نحن؟ بلى.. بوسع الجامعة أن تفعل ذلك، شريطة إيجاد فريق عمل كفؤ ونشيط وذكي ومؤهل، وتوفير الميزانيات اللازمة والضرورية لمثل هذه الأنشطة الفعالة، وإذا ما فعلت الجامعة ذلك ستكون محطّ أنظار المجتمع المدني، وسوف تتزايد رغبة المجتمع الداخلي والخارجي في العمل معها، وتحقيق رسالتها النهائية في التطور والترقّي.
البدء في إنشاء مشروع جامعة طيبة لخدمة المجتمع
ممشى جامعة طيبة: "طيبة بوليفارد"
تلعب جادّات المدن والجامعات دورًا حيويًّا في خدمة المجتمع وإتاحة الأنشطة الاجتماعية، لعموم الجمهور وتعظيم دور وسمعة الجامعة، وتمتلك جامعة طيبة جادّة مذهلة ورائعة من ناحية بوابتها الشمالية، في الطريق المسمّى خرائطيّاً بطريق "جنادة بن أميّة" غير أنَّ هذا الطريق ليس مُستغلًّا، ويمتد الشارع لأكثر من كيلو متر على ضفاف حيّ طيبة، حيث تبدو إطلالة القصر الرئاسي على هرم الجبل منظراً بديعًا، ويتوسّط الطريق قناة تصريف الأمطار، الذي تؤهلّه ليكون طريق "بوليفارد" محاط بالشجيرات والبستنة بما تحمله هذه التسمية عالميًا من مقاييس، ويتراءى للملاحظ بأن هذا الشارع يُعدُّ متنفسّاً لكافة شرائح المجتمع ممن يمارسون هوايات مختلفة: كالرياضة أو المشي والجري في ظل افتقاده لأبسط مقومّات الحياة، حيث يستخدم الكثير رصيف الجامعة الممتد والمهترئ للتريّض وغيره.
ما الفكرة؟ الفكرة هي أن يتم تحويل هذا الطريق من ناحية الجامعة إلى ممشى بمقاييس عالمية، وجادّة شهيرة تستهدف خدمة المجتمع، وتوفّر سبل رفاهيته وتدرُّ دخلاً وموردًا اقتصاديًا للجامعة.
جادّة شهيرة "طيبة بوليفارد" (Taibah boulevard) بمقاييس عالمية تضمن اشتماله على كافة الأنشطة المطلوبة الرياضية والترفيهية، مع عدد من المطاعم والمنتديات والكافيهات الصغيرة، ذات الجلسات الإطلالية الأخاذة. كم سيكون ذلك مصدر فرح كبير لأهالي المدينة؟ كم حجم السعادة التي سوف يصنعها ويرسمها صانع القرار؟
انظرو معي إلى جدوى هذا المشروع العظيم، تنمية اقتصادية.. خلق مستقبل ترفيهي وخدماتي كبير.. صناعة سمعة اجتماعية مرموقة للجامعة ومسؤوليها ومنتسبيها.. عوائد استثمار.. مربح شبه مضمون.
لقد حان الوقت للعمل على مشاريع تنموية إبداعية تخدم المجتمع وتحقق تطلعات القيادة، والفرصة حقا سانحة، والقرار لدى مدير الجامعة الحالي الموقّر وكافة مسؤوليه، والجهات ذات الصلة والشراكة لفعل شيء مُبهر يبقى في ذاكرة الأجيال.
كما لا أنسى أن أنسب الفضل إلى لأستاذ محمد السبيعي - عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة - الذي شاركني هذا الاقتراح وشدّ من أزري للكتابة عن مشروع "طيبة بوليفارد" وما يحمله من معنى عميق لخدمة المجتمع، والذي إن تم سيصبح هدية الجامعة الكبرى لأهالي طيبة الطيبة.
ولولا أن زاوية المقال المعتادة لا تتيح لي الاستفاضة أكثر؛ حفظًا لوقت القراء واحترامًا لسياسات التحرير، لزدتُ كثيراً من الأفكار والمتطلبات ولربما تجيء الفرصة في مقال آخر قريب.
ألقاكم الأسبوع القادم في ذات اليوم والتوقيت.
في عالم سريع التغير بشكل مثير، تحتاج الجامعات أن تدرك أنها تخدم المجتمع ككل أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإنها بحاجة إلى إعادة النظر في دورها، وتحمّل المسؤولية الاجتماعية باعتبارها مفهومًا قائمًا على تعزيز التنمية المستدامة.
إنّ سياسة التعليم العالي في نظري لا ينبغي فصلها عن السياسة الاجتماعية من أجل ضمان مستقبل واعد ومستدام لمجتمعنا؛ ذلك أنّ الجامعات يجب أن تسهم في التنمية وتطوير المجتمع، وتحسين نوعية الحياة لجميع الجماهير التي تخدمها، ومشاركة الجمهور الخارجي في أنشطتها وبحوثها.
ويجب أن نكون على وعي ومعرفة، بأننا قد أصبحنا في وقت لا يمكن للجامعات البقاء على قيد الحياة اليوم كنظم أوتوماتيكية بدون المسؤولية الاجتماعية، إذ لا بد لها من روابط مباشرة تنفذ من خلالها إلى مجالات اجتماعية، وتقيم شراكات مجتمعية فاعلة أو ما نسميّه في الإنجليزية الــ (University social responsibility) الاختصار المعروف "USR".
وينظر المجتمع المدني في المدينة إلى جامعة طيبة رؤية اهتمام وترقّب ويأمل منها الكثير؛ فماذا فعلت الإدارات المتعاقبة على جامعة طيبة فيما يخص تفعيل دور الجامعة في خدمة المنتسبين لها وخدمة المجتمع المدني؟
وفي رصد سريع لأبرز النشاطات والإنجازات لجامعة طيبة في مجال المسؤولية الاجتماعية، منذ تأسيسها فإنها متواضعة لقاء ما يجب فعله وما هو مأمول ومُتوقّع!
في عام 2013 قامت الجامعة إبّان إدارة الدكتور عدنان المزروع بإنشاء مركز للشراكة المجتمعية، ويسـتهدف تنميـة مجتمـع المدينـة، وتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية المحلية والدولية، ويعمل من أجل المشاركة الفاعلة للجامعة في التنمية المجتمعية الشاملة، غير أن هذا المركز يصطدم بعقبات كثيرة منها على سبيل المثال: ازدواجية الدور، وشُحْ الموارد والميزانيات، وغياب الكفاءات النشيطة والكوادر المؤهلّة، كما أن افتقاد التثقيف بأهمية المسؤولية الاجتماعية لدى المنتسبين يعيق الكثير من عمل هذا المركز.
إن الجامعة ليست مدرسة تمنح الدرجات العلمية وحسب، بل هي منظومة اجتماعية علمية اقتصادية معرفية، ترفدُ المجتمع بالعقول والأفكار، وتساهم بشكل أساسي في رفع ثقافة المجتمع ومستوى تفكيره، وتصنع التغيير المنشود، وتخلق الفرص؛ وإني أرى أنه يجب على كل منتسب لجامعة طيبة أن يستشعر بأن لديه مسؤولية اجتماعية مهمة تجاه المجتمع الذي يعيش فيه كلُ بحسبه.
لا شك أن المسؤولين في جامعة طيبة على علم ومعرفة وفهم بأهمية تفعيل هذا الدور، ولا شك أنهم يبحثون ذلك في اجتماعاتهم، ونحن نقدّم لهم الشكر فيما تم إنجازه بهذا الخصوص، وإن كان لا يرقى لطموحات المجتمع المدني الكبيرة والمتعاظمة.
وبشأن ميزانية الجامعة فإنها تتجاوز ميزانية جارتها الإسلامية بالأرقام فيما اطلعتُ عليه، كما حققّت استحواذًا استثنائيًا رائعًا في حصولها على النسبة الأعلى من الإيرادات الذاتية للجامعات، عبر الاستمارات والأوقاف والرسوم وغيرها، بإيرادات تقدّر بـ106 ملايين ريال هذا العام، إن هذا الإنجاز يؤسس لمرحلة انطلاق جديدة لا تُشكّل فيه عقبات الموارد المالية حجر تعثّر كما تنقل رؤية سمو ولي العهد إلى الجانب التطبيقي في ضرورة تخفيض اعتماد الجامعات على ميزانية الدولة، ودفعها لإيجاد مصادر تمويل جديدة.
على الجامعة مراقبة التغييرات المحيطة بها في المجتمع؛ لرأب الفجوة الاجتماعية ووضع العين البصيرة على برامجها الأكاديمية وما يطلبه سوق العمل في المنطقة، والذي هو متغير وديناميكي، ولتكن الجامعة وجه المجتمع الوضّاء الذي هو في موضع القلب من المجتمع المدني، إذ ينظر إليها مجتمع المدينة باعتبارها الجامعة الأم والحاضن الكبير لأبناء المنطقة وهموم وآمال جميع شرائح المجتمع.
ومن أجل المساعدة في تحقيق كل ما ذُكر، فثمّة اقتراحات مهمة في نظري يتوجب على المسؤولين في جامعة طيبة، وعلى رأسهم معالي رئيس الجامعة الأخذ بها في شأن تفعيل المسؤولية الاجتماعية. أحدها: مشروع عظيم سوف يكون مثار إعجاب المجتمع المدني، وشعلة سعادة كبيرة، ورصيد إنجاز مجتمعي كبير.
إنشاء اللجنة العليا للفعاليات:
إن الجامعة بحاجة ماسّة إلى تفعيل دور المحاضرات الثقافية الأسبوعية، والمعارض الفنيّة شبه الشهرية، والندوات الدولية عظيمة الفائدة؛ علما بأن الجامعة تمتلك بنية تحتية جيدة لفعل ذلك، ولكنها لا تفعل - مع الأسف الشديد - فهناك قاعة مؤتمرات كبرى لم أرى مثيلًا لها في جامعات بالجوار، غير أنها ليست حيّة ومعتمة، لا حسّ لها ولا بصيص أمل، ولا نور يظهر من جنباتها، ولهذا فإنه قد أصبح لزامًا على الجامعة تأسيس اللجنة العليا للفعاليات، ويكون من دورها خلق المناسبات العامة الموجّهة للجمهور الداخلي والخارجي الأسبوعية والشهرية، لتكون الجامعة في الحراك الدائم؛ بُغية تنوير المجتمع وتوسيع آفاق المعرفة، وإنك حين ترى جامعات صديقة في الخليج لتتعجّب من كثافة المناسبات، وعظمة نفع المجتمع، وتعظيم الفوائد: فهناك محاضرة عامة عن الحياة والأمل والتفاؤل من ضيوف داخليين وعالميين، وهناك ندوة عالمية عن التاريخ والتراث، وهناك مؤتمر دولي عن المناخ، وهناك فوائد لا تنتهي ولا تنقضي، والجامعات متاحة على الدوام! أفلا نستطيع نحن؟ بلى.. بوسع الجامعة أن تفعل ذلك، شريطة إيجاد فريق عمل كفؤ ونشيط وذكي ومؤهل، وتوفير الميزانيات اللازمة والضرورية لمثل هذه الأنشطة الفعالة، وإذا ما فعلت الجامعة ذلك ستكون محطّ أنظار المجتمع المدني، وسوف تتزايد رغبة المجتمع الداخلي والخارجي في العمل معها، وتحقيق رسالتها النهائية في التطور والترقّي.
البدء في إنشاء مشروع جامعة طيبة لخدمة المجتمع
ممشى جامعة طيبة: "طيبة بوليفارد"
تلعب جادّات المدن والجامعات دورًا حيويًّا في خدمة المجتمع وإتاحة الأنشطة الاجتماعية، لعموم الجمهور وتعظيم دور وسمعة الجامعة، وتمتلك جامعة طيبة جادّة مذهلة ورائعة من ناحية بوابتها الشمالية، في الطريق المسمّى خرائطيّاً بطريق "جنادة بن أميّة" غير أنَّ هذا الطريق ليس مُستغلًّا، ويمتد الشارع لأكثر من كيلو متر على ضفاف حيّ طيبة، حيث تبدو إطلالة القصر الرئاسي على هرم الجبل منظراً بديعًا، ويتوسّط الطريق قناة تصريف الأمطار، الذي تؤهلّه ليكون طريق "بوليفارد" محاط بالشجيرات والبستنة بما تحمله هذه التسمية عالميًا من مقاييس، ويتراءى للملاحظ بأن هذا الشارع يُعدُّ متنفسّاً لكافة شرائح المجتمع ممن يمارسون هوايات مختلفة: كالرياضة أو المشي والجري في ظل افتقاده لأبسط مقومّات الحياة، حيث يستخدم الكثير رصيف الجامعة الممتد والمهترئ للتريّض وغيره.
ما الفكرة؟ الفكرة هي أن يتم تحويل هذا الطريق من ناحية الجامعة إلى ممشى بمقاييس عالمية، وجادّة شهيرة تستهدف خدمة المجتمع، وتوفّر سبل رفاهيته وتدرُّ دخلاً وموردًا اقتصاديًا للجامعة.
جادّة شهيرة "طيبة بوليفارد" (Taibah boulevard) بمقاييس عالمية تضمن اشتماله على كافة الأنشطة المطلوبة الرياضية والترفيهية، مع عدد من المطاعم والمنتديات والكافيهات الصغيرة، ذات الجلسات الإطلالية الأخاذة. كم سيكون ذلك مصدر فرح كبير لأهالي المدينة؟ كم حجم السعادة التي سوف يصنعها ويرسمها صانع القرار؟
انظرو معي إلى جدوى هذا المشروع العظيم، تنمية اقتصادية.. خلق مستقبل ترفيهي وخدماتي كبير.. صناعة سمعة اجتماعية مرموقة للجامعة ومسؤوليها ومنتسبيها.. عوائد استثمار.. مربح شبه مضمون.
لقد حان الوقت للعمل على مشاريع تنموية إبداعية تخدم المجتمع وتحقق تطلعات القيادة، والفرصة حقا سانحة، والقرار لدى مدير الجامعة الحالي الموقّر وكافة مسؤوليه، والجهات ذات الصلة والشراكة لفعل شيء مُبهر يبقى في ذاكرة الأجيال.
كما لا أنسى أن أنسب الفضل إلى لأستاذ محمد السبيعي - عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة - الذي شاركني هذا الاقتراح وشدّ من أزري للكتابة عن مشروع "طيبة بوليفارد" وما يحمله من معنى عميق لخدمة المجتمع، والذي إن تم سيصبح هدية الجامعة الكبرى لأهالي طيبة الطيبة.
ولولا أن زاوية المقال المعتادة لا تتيح لي الاستفاضة أكثر؛ حفظًا لوقت القراء واحترامًا لسياسات التحرير، لزدتُ كثيراً من الأفكار والمتطلبات ولربما تجيء الفرصة في مقال آخر قريب.
ألقاكم الأسبوع القادم في ذات اليوم والتوقيت.