المبارك لملتقى الحرف العربي : لا ابوح بأسراري إلا لمن يجيد العزف على أوتاري

 

صوت المدينة - ملتقى الحرف العربي
حوار: فائزة سعيد


المبارك: لا ابوح بأسراري إلا لمن يجيد العزف على أوتاري تطلعاتي اترك بصمة في محيطي تميزني عن الأخرين اصابني الندم فأصبته . حتى لا اعض اصابعي كل يوم احلم ان يرخي العالم الستار على همجية الحروب ويرمي السلاح في قاع البحر
______________________

ابتسام المبارك.. فراشة الشعر الطائرة على جناح غيمة مسافرة في المدائن والعناوين والمطر والحب والرحيل ومحطات العالم

وهي صحفية تزهو في بلاط صاحبة الجلالة نضجت وكبرت وأصبح لها أسلوبها المميز في التعامل مع الأحداث والقضايا

على صعيد العالم والناس والمجتمع والوطن .. تركت بصمة مميزة في واقع الصحافة السعودية

لها ديوان بعنوان لا أريدك حلما" الواقعية في تجلياتها الكبرى فهي امرأة لا تعيش الخيال وحده بل تحقق أحلامها وتركض في المستحيل من أجل القبض على الشمس .. على الضوء ساعة الولادة الأولى تسافر مع المطر وفى المطر *

وهى تقطف الغيوم بشهية امرأة عاشقة يتناثر عطرها في كل مكان عبر حروفها ترسم للعالم شكل تفاحة حمراء و خضراء لكنها تفاحة حرة

لا تشبه تفاحة آدم الأولى.. عصية على الافتراس..عصية على السقوط عصية على القطف أيضا

لها ديوان أخر بعنوان ( انفاس من توتير ) عندما تغرد العصافير تعزف ألحانها الشجية فلا بد أن يصغى كل من في العالم الى صوت العصافير وهى تغرد

لها أيضا مجموعة قصصية( درب الشهيق )

الحب لعبة وحرفة لامرأة اللغة حين تقع في غواية الرمز

في ( الياسمين وما أرى ) يصبح الياسمين رمز خاص لإمراه الصباح الأخير

ومن بطاقة التعريف كان لملتقى الحرف العربي هذا الحوار

-------------------------

من هي ابتسام المبارك وهل من صعوبة للدخول الى عالمك ؟

انا كتاب مفتوح ما اسهل الدخول الي وما اصعب الرجوع مني .. وما اجمل الدخول الي عالمي المليء بالأحاسيس الفياضة

عالمي معطر بالمحبة والإخلاص يمتاز بالبساطة وحسن المعشر

من يدخلون عالمي الجميل لن يفارقوني وان فارقوني لن ولن ينسونني ابدا

تبقى بصمتي عالقة في حياتهم كإطار رسم جمال الأخوة وروعة الصداقة

فتعالوا الى عالمي فتشوا عني تجدونني قلبا هامسا رقيقا محبا لكم

*

ما اخر اصداراتك الأدبية

صدر كتابي الأول (لا اريدك حلما )من قصيدة النثر وقدم له الشاعر السعودي عبدالمحسن حليت

وقدم للغلاف الناقد والأديب السوري الدكتور دريد يحيى الخواجة

واصداري الثاني (الياسمين وما أرى) شاركت فيه بمسابقة جائزة المرأة الخليجية في الشارقة

وتحت الطبع مجموعتي القصصية (درب الشهيق) ( انفاسي في تويتر)

*

لمن تبوح ابتسام المبارك بأسرارها ؟

انا كالقيثارة لا ابوح بأسراري إلا لمن يجيد العزف على أوتاري ومجمل اسراري اخبئها في دفاتري الدفينة وان لزمت الضرورة اسرها لمن اثق فيهم من اصحاب الراي والمشورة

*

تجربتك مع الفقد المتمثل في رحيل الأب والاخ والابن والزوج؟ ما الأثر الذي تركه رحيلهم ؟

ينتزع الفراق‏ جزء من قلوبنا وفي لحظة وداع دامية‏ نضطر الي مصافحتهم بعيون يسح دمعها وقلوبا راجعة الى الله وهم مسجين امام ناظرينا في اكفان بيضاء نسجها الغيب الإلهي ونحن غافلون

فيطرق رؤوسنا التوجس والخوف و لا حيلة لنا سوى التضرع الى الله بالدعاء لهم فالموت حقيقة مُطلقة ومصير كل حي . لكن مشاعر الحزن والشعور بالفقد قد تكون قوية على حياتنا

فعندما نهيل التراب على من نحب في القبر ندرك حينها ان الدنيا تغرنا ونزول والبقاء فيها لن يستمر طويلا وعلينا الاستعداد لهذه اللحظة الثقيلة فالموت لا ينتظر احد

*

كلنا يصدم بفقد احباء واعزاء واصدقاء برأيك كيف نتجاوز صدمات الفراق والموت؟

قد يدوم حزن الفقد طويلا ويثير رحيل من فقدناهم وجعا للنفس يصعب الشفاء منه

ومن يفارق احبته يحتاج إلى من يسنده ويساعده على تجاوز الأزمة لأن فاجعة الفقد لا ينتهي حزنها بانصراف المعزين او بقاء المحبين حولنا

لأن الحزن يتردد في اذهننا المفجوعة كلما استحضرتهم الذاكرة واستعرضت صورهم الباعثة للأسى

ومن يحمل في فؤاده حبا عظيما لشخص ما ويتلاشى عنه فجاءة بالرحيل تصبح مشاعره هشة ومناعة الحزن لديه ضعيفة

لكن الاتجاه الى الخالق بتوكل وظن عميق يبشر النفس الصابرة ويرضيها

وظني اكون من المبشرين

*

زوجك الصحفي والقاص الراحل علي عبد الفتاح السعيد من يكون وبماذا تأثرت منه ؟

كان انسان يمشي على الأرض هوى به الموت قبل ان يكمل ثلة من احلامه وكثيرا من امنياته . لحق بالقليل مما تحقق من طموحاته العريضة

كان له عالم قصصي فريد ينسج من خلاله ما يعرص في حياته وما يخرج منها

اسلوبه ماتع . خياله متمكن . لا يضاهيه في كتابة القصة الا قصاص ولد من بطن البحر . الذي تأثر به وشق عبابه فاصبح بعمقه وقوته وسحره

من يقرا سرده القصصي يجده ابن بيئته ينقل هموم محيطه بشفافية ووضح ويصور واقعا يحاكي المكان والزمان يكشف حيرة المترف وقناعة الإنسان البسيط*

صدر له مجموعتان قصصيتان (الولوج من ثقب ابرة) صادرة عن نادي المدينة المنورة الأدبي و(في هدأة ليل الأنفاس) صدرت بعد وفاته عن نادي تبوك الأدبي ومخطوطة لم ترى النور (رحلتي في البحر الأحمر) انسكب عليها العطر في حقيبة حفظ متعلقاته ومحيت معالم السطور وتألمت لعدم انتباهي لوجود العطر في الحقيبة ولمت نفسي كثيرا لكن الله قدر وما شاء فعل

وكان له تأثير ايجابي على حياتي رغم قصر الحياة بوفاته فمنه تعلمت الطموح والوصول الى نقطة الهدف بدون تراخي . وكان دؤوبا في العمل مجتهدا في العبادات وفي اخر ايامه ترك التدخين وحزم ما تبقى من السجائر في كيس وقذفه من النافذة وكأنه يودع الدنيا خاليا من كل مكروه

*

كيف هي تجربتك مع صحيفة المدينة ؟

صحيفة المدينة عشقي منذ تعلمت كيف امسك القلم لأكتب خبر يتفرع في سطور

حبوت على صفحاتها في سن صغيرة في المرحلة المتوسطة اذ كانت لي بعض الشخبطات الشعرية وبعض الأقصوصة . وقتها وجدت الاهتمام والتشجيع من مشرفي الصفحات الثقافية بما فيها ملحق الأربعاء

حتى انتهى بي الأمر الى محررة في الصحيفة. اجيد الكر والفر ومتابعة الحدث والتميز بالسبق الصحفي .

وحصلت على العديد من خطابات الشكر والمكافآت المالية نظير تغطيات حدثيه هامة لتفوقي في تناولها عن بقية الصحف آن ذاك

ولظروف خاصة تركت صحيفة المدينة وتنقلت في عدة صحف منها صحيفة الرياض وصحيفة اليوم اخرها صحيفة عكاظ عملت فيها مدة 3سنوات

ثم عدت لصحيفة المدينة بعد زوال السبب وامضيت اكثر من 12 سنة لتحرير الأخبار الصحفية في المحليات والثقافة . وقبل عام توقفت لإدارة بعض شئوني

ولي عودة ان شاء الله لممارسة عشقي الكتابي بعيدا عن التحرير*

*

كيف ترين مستقبل الصحافة الورقية اليوم ؟

الصحافة الورقية تحتضر لتلفظ أنفاسها الأخيرة نرجو لها الموت المريح الهادئ بعيدا عن ملوثات الحبر وضجيج المطابع

فمع التطور المتسارع في وسائل الإعلام الجديد تواجه الصحافة الورقية تحدياً خطيراً ومنافسة إلكترونية قوية وعالم افتراضي تفاعلي غير محدود سحب البساط من تحتها بسهولة

واصبح قارئ الورقية في مقدوره الحصول على المعلومات والأخبار في أي بقعة في العالم عن طريق أجهزة النشر ووسائل الاتصال الإلكترونية والوسائط المحمولة وهو مسترخي على سريره

وبالتأكيد هناك مخاطر واسباب تهدد مستقبل الصحافة الورقية وترجح كفة الصحف الإلكترونية من اهم هذه الأسباب

انتشار أجهزة النشر ووسائل الاتصال الإلكترونية المحمولة في كف اليد وانخفاض أسعارها كذلك انتشار الثقافة الإلكترونية في مجال التعليم الإلكتروني وانخفاض تكلفة أسعار النشر الإلكتروني مقارنة بأسعار النشر الورقي وغالبا البقاء للأقوى

*

لكل منا رحلة مع الالم والدموع كيف تفسرين البعد الحسي والإنساني لهذه الرحلة

الألم والدموع مترادفان يصبان الحريق على الجراح . واذا فطنا لبعدهما الحسي نجد ان الألم ادراك لمعاناتنا الجسدية والروحية وهو صورة انسانية لتجاربنا النفسية والفكرية

واضطراباتنا في الحياة تحوله احيانا الى ألم عضوي وربما الى ألم نفسي يفضي الى الحزن

فيحزن القلب وتدمع العين وفي الدموع سلوى تخرجنا من الوجع الى الارتياح وان كان مؤقتا*

تهتمين بكلام الناس والحاسدون منهم؟

لا يعنونني وهم اخر تفكيري ان انتبه لثرثرتهم وما سقط في قلوبهم وليس لدي استعداد ان ادرك رضاهم وقد سبقني الإمام الشافعي رحمه الله وصدق فيهم والجم امثالهم في قولة الأصيل الرائع

ضحكت فقالوا ألا تحتشم

بكيت فقالوا ألا تبتسم

بسمت فقالوا يرائي بها

عبست فقالوا بدا ما كتم

صمت فقالوا كليل اللسان

نطقت فقالوا كثير الكلم

لمت فقالوا صنيع الجبان

ولو كان مقتدراً لانتقم

بسلت فقالوا لطيشٍ به

وما كان مجترئاً لو حكم

يقولون شذ إذا قلت لا

وإمعة حين وافقتهم

فأيقنت أني مهما أرد

رضى الناس لابد من أن أذم

*

ماذا يعني لك الظلم ؟

قالها المولى عز وجل(يا عبادي إني حَرَّمت الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّما، فلا تظالموا )*والله سبحانه لا يعجل في عقابه في الدنيا كالظلم.

فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

فمن ظلــــــــم غيره فقد ظلم نفسه وعلقها بالأمل . والرجوع عن الظلم عودة عن الذنب

وهل اصابك في يوم ندم ؟

نعم اصابني فأصبته. ورجعت عن افعالي كادت ان تورثني اصره فتزيد من خسارتي في الحياة

فرميت اثقال الندم خلف ظهري حتى لا اعض اصابعي ندما كل يوم . فيكفيها الم القبض عليها وقت تبوث مالم استطيع عليه صبرا

الى ماذا تتطلعين وبماذا تحلمين اليوم ؟

احلامي ليس لها مساحة او حدود ولا زلت أحلم بمتابعة مسيرة حياتي بنجاح وتفوق يختلف عن الأخرين ويميزني عنهم

فأحلامي لا تتوقّف بل تتطور وتتغير وطموحاتي ولله الحمد في ازدياد ولن يثنيني عن تحقيق احلامي التي اصبو اليها أي تسويف او عوائق مهما كانت

كذلك من يحلمون بالنجاح والمكانة المرموقة ان يبتعدوا عن الأشخاص المثبطين للهمم المحبطين للعزائم . لأنهم لن ينفعوهم سوى استنزاف حماسهم وتقدمهم ليعيدوهم للوراء. ربما حسدا وغيرة وتمنى لزوال ما هم عليه من نعمة

واتطلع ان استمر في نجاحاتي وتقوية علاقاتي في عملي ولارتقاء في مجالاتي الأدبية والاجتماعية لأترك بصمه تجعلني اكثر تأثير في محيطي وان اكون على قدر كبير من المسئولية المتأملة ان شاء الله

وحلمي الأكبر ان ارى العالم في دائرة الهدوء يرخي الستار على همجية الحروب ويرمي السلاح في قاع البحر

*

هل لديك اقوال اخرى؟

لا .. القول ما قلت*