الرديني : القراءة ساعدتني في الوصول إلى التشافي.
"الإكتئاب والهوس" هي نقطة تحول عمر إلى التأليف.
حوار- رِواء الهلالي - صوت المدينة
عندما يصاب الإنسان بالإكتئاب يشعر معه بالحزن وفقدان الأمل بل و فقدان الإستمتاع بالحياة من حوله ، ولكن عندما يتحول المزاج لإتجاه آخر ويشعر الإنسان بعد حالة الإكتئاب بكامل حيويته و طاقته فهذا يدل على إضطراب نفسي يعرف بإسم " إضطراب ثنائي القطب "
"عمر محمد الرديني" شاب مكافح من مواليد ١٩٩٢ يبلغ من العمر ٢٦ سنة من المدينة المنورة طالب جامعي أصيب بمرض إضطراب ثنائي القطب وله مسميات أخرى( البايبولر ، الاضطراب الوجداني ، ذو الاتجاهين ) يقتات على مشتقات الليثيوم منذ خمسة سنوات.
أصدر "عمر الرديني" كتابه الأول -غوى- سنة ٢٠١٧ الذي يروي تجربته ومعاناته و محاربته لمرض البايبولر.
وكان لـ "صوت المدينة" لقاء مع الكاتب عمر الرديني
فإلى الحوار :
- كيف كانت بدايتك مع المرض ؟
بدايتي كانت غريبة قليلاً ، مررت بنوبة إكتئاب حادة إمتدت لسنوات ، وبعدها أصبحت تجتاحني نوبات ذهان كنت أرى أشياء لا يراها غيري و أسمع أصوات ولم أهتم إلى أن أصبت بنوبة هوس حادة وظهرت علي بعض الضلالات والتصرفات غير المنطقية.
- كيف علمت بأنك مصاب بهذا المرض ؟
وماهي الأعراض التي كانت تظهر عليك؟
لم أعلم بطريقة عادية أجبرت على الذهاب إلى المصحة لأنني كنت أتصرف تصرفات خارجة عن المنطق والإرادة بسبب الهوس و بإقتراح من أحد الأقارب أن يتم علاجي طبياً وبالفعل أخذتني عائلتي إلى مصحة نفسية
- كيف كانت ردة فعل أسرتك ؟
في نطاق أسرتي لم يتغير شيء منحوني الكثير من الحب والإحتواء والأمن ، وأكثر ما يحتاجه المصاب بثنائي القطب هو الشعور بالأمان.
-هل كان صعب عليهم تقبل فكرة المصحة ؟
لا، لأنهم لم يعلموا ماذا يحدث معي وليس لهم أي معلومة عن المرض.
و أذكر أني ذهبت إلى مستشفى أهلية بل كانت تجارية للأسف قالوا :"الولد يتدلع وفي شيء خايف منه" و صرفوا لي بعض المهدّئات ، و عدت إلى المنزل وعادت لي نوبات الهوس مجدداً ولَم يكن هناك أي جديد.
- هل أثر المرض على علاقتك مع الناس ؟
طبعاً ، و بشكل كبير ثنائي القطب ينقسم إلى مزاجين
"الهوس" وفي هذه الحالة تصبح إجتماعي بشكل زائد وتبحث عن إثارة الناس وكيف تكون "خطير" بـ المعنى العام وتكون لديك ثقة لا نظير لها وفي هذه الحالة كنت أتورط بعلاقات أو في اشياء ليس لها داعي ، أما في حالة "الإكتئاب" يحدث العكس تماماً أنعزل عن العالم ولا أعطيهم الفرصة بالتقرب إلي.
- كيف حاربت هذا المرض ؟
حاربته بالقراءة والكتابة، منذ أول سنتين لي في الإضطراب كان لدي دفتر ملاحظات دائماً أكتب فيه يوميات وملاحظات لنفسي، و ألتزم المنزل وانعزل تماماً و ليس لي علاقات بأي شخص أنزويت على نفسي و كنت اقرأ فقط فـ ساعدتني القراءة بأني أصل لمرحلة التشافي.
- هل شفاؤك دوائي أم جلسات علاج ؟
انا إلى الآن لم اتشافى كلياً المرض يعتبر مرض مزمن مثل السكر لا شفاء فيه إلا باْذن الله.
- كيف كانت نظرة الناس لك قبل العلاج ، وكيف أصبحت الآن ؟
لا أستطيع أن أجيب عن نظرة الناس ولكن كانت علاقتي جيدة معهم قبل الإصابة و عندما أصبت أصبحتُ أكثر عنفا و عمقا.
ولكن حتى قبل أن أُظهر تجربتي في الكتاب كانت لي قناة في اليوتيوب أتكلم فيها عن تجربتي مع ثنائي القطب و كنت متوقع من أن ردة فعل الناس ستكون بإزدراء و إحتقار ولكن على العكس كانت موجات إيجابية والكثير يراسلونني بشكل يومي عبر مواقع التواصل مصابين بإكتئاب أو ثنائي القطب و يريدون مساعدتي.
- من أين جاءت فكرة الكتاب ، وما الذي جعلك تعلن قصتك ؟
في أول سنتين من الإصابة كنت أشعر بأنني منبوذ وأني الوحيد الذي يعاني في هذا المجتمع وفي العالم
ولأني أحب القراءة كثيراً كنت أبحث في المكتبات وأشتري الكتب و اقرأ الى أن حصلت على كتاب "عاقل غير هادىء" لـ كاي جاميسون.
كنت أتمنى أن يكون هناك كتاب مثله في العالم العربي ولكن لم أجد ، فـ قررت أن أكتب كتاب يكون هو الضوء والسراج المنير لمن يعاني مثلي لأنني كنت أبحث عن قائد أو مرشد ولم أجد غير كتاب عاقل غير هادىء فـ من هذا الباب جاءت الفكره.
- كيف هي نسبة المبيعات ؟
عالية جدا انتهت الطبعة الأولى و حالياً نجهز لـ الطبعة الثانية .
- هل توقعت انه سيكون هناك إقبال على الكتاب بهذا الشكل ؟
لا، لم اتوقع و ظننت اني إستعجلت بنشره.
- رسالة توجهها للمجتمع بشأن المرضى النفسيين ، ومن لديهم شك بأنهم مصابون بمرض نفسي ولكنهم يخافون من فكرة العلاج ؟
رسالتي للمجتمع طويلة جداً من المستحيل أن ألخصها في كلمة أو كلمتين ، فقط أريد أن أقول أنّه يوجد جانب إنساني نتشارك فيه ، قد تختلف ألواننا و أشكالنا و معتقداتنا و آراءنا ، ولكن يبقى هذا الجانب الإنساني يجب أن نكون أكثر رحمة و تودداً لـ بعض.
أما رسالتي للمجتمع فـ المرض ليس عيباً أو خطيئة.
نحن وصلنا إلى مرحلة متقدمة ونعتبر في مرحلة النهضة في السعودية و من الجميل أن نكون متقبلين فكرة الطبيب النفسي لأننا في المستقبل سنواجه مشاكل كثيرة منها الضغوطات التي ينتج عنها الأمراض النفسية.
-ماهي خططك القادمة؟
سيكون هنالك كتابٌ اخر امتداداً لهذا الكتاب سوف اتدارك فيه الاخطاء و اكتب مالم اكتبه في هذا الكتاب
لان أكثر من جهة تواصلوا معي وعدد من طلاب الطب النفسي في جامعة طيبة بالمدينة المنورة يريدون تدريس الكتاب في كورس البايبولر.
بالإضافة لعدد من المحاضرات واللقاءات التي سألقيها قريباً.
عندما يصاب الإنسان بالإكتئاب يشعر معه بالحزن وفقدان الأمل بل و فقدان الإستمتاع بالحياة من حوله ، ولكن عندما يتحول المزاج لإتجاه آخر ويشعر الإنسان بعد حالة الإكتئاب بكامل حيويته و طاقته فهذا يدل على إضطراب نفسي يعرف بإسم " إضطراب ثنائي القطب "
"عمر محمد الرديني" شاب مكافح من مواليد ١٩٩٢ يبلغ من العمر ٢٦ سنة من المدينة المنورة طالب جامعي أصيب بمرض إضطراب ثنائي القطب وله مسميات أخرى( البايبولر ، الاضطراب الوجداني ، ذو الاتجاهين ) يقتات على مشتقات الليثيوم منذ خمسة سنوات.
أصدر "عمر الرديني" كتابه الأول -غوى- سنة ٢٠١٧ الذي يروي تجربته ومعاناته و محاربته لمرض البايبولر.
وكان لـ "صوت المدينة" لقاء مع الكاتب عمر الرديني
فإلى الحوار :
- كيف كانت بدايتك مع المرض ؟
بدايتي كانت غريبة قليلاً ، مررت بنوبة إكتئاب حادة إمتدت لسنوات ، وبعدها أصبحت تجتاحني نوبات ذهان كنت أرى أشياء لا يراها غيري و أسمع أصوات ولم أهتم إلى أن أصبت بنوبة هوس حادة وظهرت علي بعض الضلالات والتصرفات غير المنطقية.
- كيف علمت بأنك مصاب بهذا المرض ؟
وماهي الأعراض التي كانت تظهر عليك؟
لم أعلم بطريقة عادية أجبرت على الذهاب إلى المصحة لأنني كنت أتصرف تصرفات خارجة عن المنطق والإرادة بسبب الهوس و بإقتراح من أحد الأقارب أن يتم علاجي طبياً وبالفعل أخذتني عائلتي إلى مصحة نفسية
- كيف كانت ردة فعل أسرتك ؟
في نطاق أسرتي لم يتغير شيء منحوني الكثير من الحب والإحتواء والأمن ، وأكثر ما يحتاجه المصاب بثنائي القطب هو الشعور بالأمان.
-هل كان صعب عليهم تقبل فكرة المصحة ؟
لا، لأنهم لم يعلموا ماذا يحدث معي وليس لهم أي معلومة عن المرض.
و أذكر أني ذهبت إلى مستشفى أهلية بل كانت تجارية للأسف قالوا :"الولد يتدلع وفي شيء خايف منه" و صرفوا لي بعض المهدّئات ، و عدت إلى المنزل وعادت لي نوبات الهوس مجدداً ولَم يكن هناك أي جديد.
- هل أثر المرض على علاقتك مع الناس ؟
طبعاً ، و بشكل كبير ثنائي القطب ينقسم إلى مزاجين
"الهوس" وفي هذه الحالة تصبح إجتماعي بشكل زائد وتبحث عن إثارة الناس وكيف تكون "خطير" بـ المعنى العام وتكون لديك ثقة لا نظير لها وفي هذه الحالة كنت أتورط بعلاقات أو في اشياء ليس لها داعي ، أما في حالة "الإكتئاب" يحدث العكس تماماً أنعزل عن العالم ولا أعطيهم الفرصة بالتقرب إلي.
- كيف حاربت هذا المرض ؟
حاربته بالقراءة والكتابة، منذ أول سنتين لي في الإضطراب كان لدي دفتر ملاحظات دائماً أكتب فيه يوميات وملاحظات لنفسي، و ألتزم المنزل وانعزل تماماً و ليس لي علاقات بأي شخص أنزويت على نفسي و كنت اقرأ فقط فـ ساعدتني القراءة بأني أصل لمرحلة التشافي.
- هل شفاؤك دوائي أم جلسات علاج ؟
انا إلى الآن لم اتشافى كلياً المرض يعتبر مرض مزمن مثل السكر لا شفاء فيه إلا باْذن الله.
- كيف كانت نظرة الناس لك قبل العلاج ، وكيف أصبحت الآن ؟
لا أستطيع أن أجيب عن نظرة الناس ولكن كانت علاقتي جيدة معهم قبل الإصابة و عندما أصبت أصبحتُ أكثر عنفا و عمقا.
ولكن حتى قبل أن أُظهر تجربتي في الكتاب كانت لي قناة في اليوتيوب أتكلم فيها عن تجربتي مع ثنائي القطب و كنت متوقع من أن ردة فعل الناس ستكون بإزدراء و إحتقار ولكن على العكس كانت موجات إيجابية والكثير يراسلونني بشكل يومي عبر مواقع التواصل مصابين بإكتئاب أو ثنائي القطب و يريدون مساعدتي.
- من أين جاءت فكرة الكتاب ، وما الذي جعلك تعلن قصتك ؟
في أول سنتين من الإصابة كنت أشعر بأنني منبوذ وأني الوحيد الذي يعاني في هذا المجتمع وفي العالم
ولأني أحب القراءة كثيراً كنت أبحث في المكتبات وأشتري الكتب و اقرأ الى أن حصلت على كتاب "عاقل غير هادىء" لـ كاي جاميسون.
كنت أتمنى أن يكون هناك كتاب مثله في العالم العربي ولكن لم أجد ، فـ قررت أن أكتب كتاب يكون هو الضوء والسراج المنير لمن يعاني مثلي لأنني كنت أبحث عن قائد أو مرشد ولم أجد غير كتاب عاقل غير هادىء فـ من هذا الباب جاءت الفكره.
- كيف هي نسبة المبيعات ؟
عالية جدا انتهت الطبعة الأولى و حالياً نجهز لـ الطبعة الثانية .
- هل توقعت انه سيكون هناك إقبال على الكتاب بهذا الشكل ؟
لا، لم اتوقع و ظننت اني إستعجلت بنشره.
- رسالة توجهها للمجتمع بشأن المرضى النفسيين ، ومن لديهم شك بأنهم مصابون بمرض نفسي ولكنهم يخافون من فكرة العلاج ؟
رسالتي للمجتمع طويلة جداً من المستحيل أن ألخصها في كلمة أو كلمتين ، فقط أريد أن أقول أنّه يوجد جانب إنساني نتشارك فيه ، قد تختلف ألواننا و أشكالنا و معتقداتنا و آراءنا ، ولكن يبقى هذا الجانب الإنساني يجب أن نكون أكثر رحمة و تودداً لـ بعض.
أما رسالتي للمجتمع فـ المرض ليس عيباً أو خطيئة.
نحن وصلنا إلى مرحلة متقدمة ونعتبر في مرحلة النهضة في السعودية و من الجميل أن نكون متقبلين فكرة الطبيب النفسي لأننا في المستقبل سنواجه مشاكل كثيرة منها الضغوطات التي ينتج عنها الأمراض النفسية.
-ماهي خططك القادمة؟
سيكون هنالك كتابٌ اخر امتداداً لهذا الكتاب سوف اتدارك فيه الاخطاء و اكتب مالم اكتبه في هذا الكتاب
لان أكثر من جهة تواصلوا معي وعدد من طلاب الطب النفسي في جامعة طيبة بالمدينة المنورة يريدون تدريس الكتاب في كورس البايبولر.
بالإضافة لعدد من المحاضرات واللقاءات التي سألقيها قريباً.
وذلك لما لها من تأثير قوي على صحة الانسان
وليكن شعارنا أصل بعثة رسولنا الحبيب ( مبعوث رحمة للعالمين )
كتاب عفوا سيدي الإمبراطور للاستاذ سعيد العلوني
يشرح رؤية جيدة لنسيج الانسان وكيفية الوعي به ومعرفة التعامل معه
شكرا ا. رواء لكتابتك