حركة تجارية مكثفة في محلات بيع الإحرامات بميقات ذو الحليفة بالمدينة المنورة

 تشهد محلات بيع الإحرامات ومستلزماتها من كمرات وأحزمة تنشر بكثرة هذه الأيام أمام مسجد ميقات ذو الحليفة في أبار علي بالمدينة المنورة، نشاطا ملحوظاً وحركة تجارية وتسويقية شاملة هذه الأيام التي يستعد فيها الحجاج لمغادرة المدينة متوجهين إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة من أجل أداء نسك الحج.
ويكتظ مسجد ميقات ذو الحليفة، الذي يعد ميقات أهل المدينة وكل من يمر عليها من قاصدي العمرة أو الحج هذه الأيام بحشود كبيرة من حجاج بيت الله الحرام زوار طيبة الطيبة الذين غصت بهم ساحاته ومواقع وقوف الحافلات، حيث يقدمون إليه بقصد الصلاة وإتمام عقد نية الحج بالاغتسال فيه ولبس والإحرام وأداء ركعتي الإحرام، و إعلان التلبية " لبيك اللهم لبيك " قبل توجههم إلى مكة المكرمة مع بدء العد التنازلي ليوم التروية حيث يقضي ضيوف الرحمن اليوم الثامن من شهر ذي الحجة قبل الصعود إلى مشعر عرفات الطاهر في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.
ويتسابق ضيوف الرحمن في هذا المكان الذي عد نقطة الانطلاق إلى مكة المكرمة عبر طريق الهجرة السريع لشراء وتأمين متطلباتهم من الإحرامات ومستلزمات الرحلة الإيمانية الخالدة، ما يولد حركة تجارية وتسويقية لمحلات بيع الإحرامات والاكشاك المنتشرة والمحاذية لمسجد الميقات " ميقات ذي الحليفة" بالمدينة المنورة.
وفي ذلك السياق، يقول المواطن حمود بن سالم المغذوي " 73 سنة" الذي يملك محلاً لبيع الإحرامات، إن إقبال الحجاج والمعتمرين على المحل كبير ولله الحمد هذه الأيام وعلى مدار الساعة، موضحاً أن أنواع الإحرامات كثيرة منها ما يستورد من الخارج كالصين وتركيا ومصر وسوريا، ومنها الإحرام الوطني السعودي الذي يعد الأكثر رواجا وإقبالاً من قبل الحجاج.
وأوضح المغذوي أن أسعار الاحرامات في متناول الجميع حيث تبدأ من 15 ريالاً إلى 45 ريالاً, ملاحظا أن نصيب الأسد من حركة البيع يكون للإحرامات والكمرات والأحزمة حيث يحرم الحجيج من هذا المكان متوجهين إلى مكة المكرمة .
وعرض المواطن عبيد بن عاتق الترجمي تجربته في تجارة الإحرامات، قائلاً " إنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 25 عاما ً، حيث ورث ذلك عن والده , وأنه ينتظر هذه الأيام بفارغ الصبر كونها تنعش البيع , إذ يتم فيها سحب كميات كبيرة من الإحرامات ومستلزماتها من كمرات وأحزمة وأحذية وكتيبات الأدعية المكتوبة بعدة لغات والمظلات الواقية من الشمس وغيرها سواءً للأفراد أو للمجموعات والشركات السياحية الكبرى.
وأضاف الترجمي " تم الاستعداد لهذه الأيام منذ وقت طويل فقد قمنا بتأمين كل ما يحتاجه الحاج في هذا الجانب فهناك الإحرامات مختلفة الصنع والجودة والنوعية وهناك الكمرات والأحزمة وأنواع الشنط الصغيرة التي يحتاجها المسافر لحفظ أمتعته وأغراضه الشخصية وحافظات المياه المبردة والسبح ومقلمات الأظافر وخيام الزينة صغيرة الحجم للأطفال والفرشات والثياب وتوابعها مما يلبسه الحاج بعد التحلل من إحرامه ".
ويعلق الحاج صبري علاء صيرفي من جمهورية مصر العربية الذي كان يتبضع داخل إحدى هذه المحلات بالقول : " أتيت إلى مسجد الميقات لأشتري لي ولزوجتي ولأولادي وزوجاتهن بعض الإحرامات وما يتعلق بالحج , وفي نظري إن الأسعار مناسبة ومعقولة جداً ".
وأضاف الحاج صيرفي، " سوف نشتري ما جاز لنا ثم نغتسل ونلبس الإحرام ونصلي، ثم نلبي بالحج استعداداً للمغادرة إلى مكة المكرمة" .
وعبر عن حزنه العميق لمغادرة طيبة الطيبة بهذه الكلمات " نفارق طيبة الطيبة ونغادرها وقلوبنا تكاد تتفطر على فراقها ويغلبنا الحنين والشوق إليها والمكوث فيها متوجهين إلى مكة المكرمة شوقاً لرؤياها ولإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام هذا الركن العظيم خصوصاً وأننا لم نحج من قبل وهذه أول مرة نحج فيها أنا وعائلتي وأبنائي " .
بدوره قال الحاج فرج الله عبد المنان السنوسي من المملكة المغربية الشقيقة " اشتريت وأصدقائي ما يسر الله لنا من إحرامات وأحزمة وشمسيات وبعض السبح والكتيبات, وسنذهب الآن إلى مكة المكرمة ، ولاننسى هذه الأيام الجميلة المليئة بالروحانية التي عشناها في المدينة المنورة ".
ورفع أعمق عبارات الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما يلقاه حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم من خدمات متكاملة , سائلا المولى القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم .
وخلص مخاطبا أهالي طيبة الطيبة " إنكم في غبطة وإن الناس تغبطكم على هذا المقام وهذا البلد الطيب المبارك فهنيئا لكم طيب المكان والجوار وسكنى هذا المكان الطاهر العامر ومجاورة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ومسجده الشريف " .