أخرجت أكثر من 250 فلم وثائقي..واستغرق أطولها 900يوما
المخرج الدكتور خالد أبو الخير : الأفلام الوثائقية في السعودية مرت بثلاث مراحل
درست الطيران كي استخدمه في التصوير الجوي
حاتم الرحيلي - يجمع بين الإخراج وكتابة السيناريو، يتنقل بين التصوير والكلمات لينسج لنا أفلام وثائقية إبداعية، ما حققه من إبداع متجدد، وحضور فاعل، ليس فقط على المستوى العربي، بل فاق ذلك ووصل للمحافل العالمية، ليشارك بأعماله نجوم العالم، ابن الخمسين ينافس الشباب بهمته وعطاءه ونشاطه ، ليثير الدهشة والإعجاب. لم يأتيه ذا التميز إلا بعد أن تعب في تكوين وتطوير نفسه في ظروف صعبة، عشق الإخراج منذ طفولته وشق غبار الزمن ليصل إلى أسمى غايات الإبداع والجمال بأفلامه الوثائقية المميزة، أننا مع المبدع الدكتور خالد أبو الخير الذي كان لنا معه هذا الحوار:
بداية كيف ترى أنتاج الأفلام الوثائقية في المملكة؟
إنتاج الأفلام الوثائقية الاحترافية في السعودية مر بثلاث مراحل مهمة الأولى وكانت عبارة عن أفلام سينمائية وثائقية في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات الميلادية وكان الإنتاج فيها من شركات غير سعودية مثل شركة استيديو مصر وكانت من أشهر الاستيديوهات في العالم العربي مثل فلم أنتجته عام 1357 الموافق 1938 عن الحج إلى بيت الله الحرام وقد انتج لصالح شركة مصر للتمثيل والسينما وكذلك ساهمت في هذه الفترة عدد من الشركات الأمريكية التي تم استقدامها من خلال شركة أرامكو وسجلت الكثير من الأفلام الوثائقية السينمائية عن ظهور النفط وعن الحياة في الصحراء كما كانت توثق تجربة الملك عبد العزيز في حكم الجزيرة العربية . وفي نفس الفترة كان هناك عدد من المصورين المحترفين من الهنود الذين جاءوا إلى الحج والعمرة ومعهم كاميرات سينمائية وهم اما من جنوب أفريقيا أو من الهند التي كانت من أغنى الدول في ذلك الوقت وفيها عدد من المصورين المحترفين وسجل هؤلاء رحلات الحج والحياة في المدينة المنورة وهناك أفلام نادرة سجلت في جدة من خلال بعض الأوربيين مثل الهولنديين والإنجليز الذين كانوا اما يعملون في قنصليات بلادهم أو في البنك الهولندي .
المرحلة الثانية وبدأت منذ العام 1405الموافق 1985 في إنتاج أفلام وثائقية احترافية كانت من خلال تكليف الملك فهد شركة ارا الدولية للإنتاج الفني والتي تحولت بعد ذلك إلى ال MBC لإنتاج أفلام وثائقية قصيرة بعنوان سعودي أظنها وصلت إلى 200 فلم مدة كل فلم 10 دقائق وقد استقدمت الشركة طاقم أمريكي مع كامل المعدات اللازمة للتصوير الجوي وكتاب سيناريو بالإضافة إلى عدد كبير من المعلقين والمحررين العرب حيث كانت الأفلام باللغتين العربية والإنجليزية .
أما المرحلة الثالثة فهي التي بدأت منذ 1410 إلى اليوم وهي مرحلة الإنتاج للقطاع الخاص السعودي وهي مرحلة متميزة تختلف عن باقي المراحل من حيث المضمون والجودة والأسلوب الإخراجي الذي وصل بالفلم الوثائقي السعودي إلى العالم العربي ويمكن أن يصل إلى المنافسة الدولية قريبا.
هل هناك مخرج معين تأثرت به ؟
لا يوجد مخرج معين تأثرت به ولكن توجد مدرستين متخصصتين في إنتاج البرامج الوثائقية تأثرت بهما وهي مدرسة قناة التاريخ الأمريكية The History Channel وقناة ال بي بي سي BBC البريطانية ولكل مدرسة منهما أسلوبها وطريقتها في تناولها للموضوعات الوثائقية ولأن طريقة إنتاجهما للأفلام تناسب ميزانيات الأفلام التي أنتجها
في حين لم أتأثر بقناة ناشونال جيوغرافي National Geography بسبب كبر حجم مشاريع افلامهم التي لا تناسب مستوى وميزانيات الإنتاج في السعودية والعالم العربي .
ما العمل الأول الذي وجدت فيه خالد أبو الخير المخرج ؟
بدأت الإخراج الاحترافي منذ 21 عاما عام 1415 الموافق 1994 بعد دراسة في أمريكا وبريطانيا ووجدت نفسي في كل أعمالي التي بلغ عددها 250 فلم وثائقي فأنا من المخرجين الذين تأثروا كما ذكرت بالمدرستين The History Channel و BBC والتي تقوم على أسس الاحتراف في الإنتاج بدء بتوزيع الأدوار على فريق العمل حتى الانتهاء من التصوير والمونتاج ولكنني أجد أنني أطور مهاراتي في كل مرحلة أنتج فيها فلم جديد خصوصا وأنني لست تاجر إنتاج وإنما مخرج يحاول أن يقدم رؤية جديدة للأعمال التي يقدمها فمثلا فلم هجرة غيرت التاريخ والذي عرض في قناة الجزيرة الإخبارية والجزيرة الوثائقية 9 مرات أسبوعيا في السنة الأولى التي أنتج فيها عام 1429 الموافق 2009 كان أسلوبا جديدا في الإخراج وطريقة جديدة تعاملت فيها مع الدكو دراما والتصوير الجوي لطريق الهجرة النبوية لسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة الى المدينة المنورة وكانت المرة الأولى التي أكتب فيها كامل السيناريو بعد أن استعنت بالدكتور على الصلابي في كتابة وجمع النص العلمي للفلم .وقد ترجم الفلم إلى 6 لغات هي الانجليزية والفرنسية والتركية والماليزية والاندونيسية
ثم التجربة الثانية كانت في فلم قطار الحجاز والذي لم يعرض إلى الآن وهو أسلوب إخراجي جديد يحول مشروع قطار الحجاز إلى فلم وثائقي سياسي يتحدث عن فترة زمنية صعبة من 1901 إلى 1918 في منطقة الحجاز قبل ضم الملك عبد العزيز لها . ثم الفلم الأخير نحن اكتشفنا أمريكا قبل كولومبس وهو فلم جديد على العالم العربي حيث أنتج باللغة الإنجليزية والأسبانية ثم ترجم إلى العربية والفرنسية والبرتغالية وهو جديد من حيث الفكرة والمضمون وطريقة الإخراج فالفكرة في هذا الفلم تدخل ضمن أفلام البحث والاستقصاءInvestigation Documentary Films حيث يقوم المخرج بالبحث حول موضوع شائك يخالف فيه كل ما يدرس في المدارس من أن كولمبس ليس المكتشف الأول لأمريكا ويسافر إلى البرازيل وأسبانيا ومالي والمغرب والسنغال ليلتقي الباحثين ثم من حيث المضمون قدم الفلم وبأسلوب جديد الحقائق التي ذكرها المؤرخون الغربيون مع أسلوب إخراجي يجمع بين الإثارة والمتعة ويوظف الراوي للفلم وكأنه يحكي قصة درامية حيث يتقاطع كلامه مع حوار الضيوف .
ما الذي اكتسبته من مهنة الإخراج في حياتك بشكل عام؟
أولا اكتسبت شغف البحث عن الحقيقة والمعرفة وكسبت حب التعلم والتعرف على علماء ومفكرين في جميع دول العالم
ولكن في المقابل أكسبتني الرغبة في إنتاج أعمال عربية بمعايير عالمية مرض السكر قبل سنتين حيث كنت أعمل خلال مرحلة التصوير في أسبانيا والبرازيل والمغرب بمعدل يومي 14 إلى 16 ساعة يوميا مع المصور التركي العالمي فاروق أقصوي وبعد التصوير كان العمل أيضا مرهقا جدا مع المونتير الأمريكي خوسية أرييغا في مدريد حيث كانت أقرب نقطة بين بلدي وبلده لفلمي الأخير في رحلات المونتاج الستة لمدة 14 ساعة متصلة يوميا على مدى أسبوعين في كل رحلة دون أن أراعي سني فأنا في الخامسة والخمسين من عمري .
هل تجد نفسك أستاذ جامعي أم مخرج ومنتج؟
لا أحب هذا النوع من الأسئلة فالإنسان ليس شيء واحدا وان كنت أنادي بالتخصص والاحتراف ولكن الناس قدرات فأنا أستاذ أحب التعلم والتعليم وأجد متعة في التدريس في الجامعة وكنت ولا زلت أتعلم من طلابي وأنا مخرج أفلام وثائقية محترف شاركت في مهرجان كان للأفلام الوثائقية mip doc عام 2001 وكنت السعودي الوحيد الذي عرض أفلامه للبيع في معرض دولي بلغات غير اللغة العربية وكذلك شاركت في مهرجانات الجزيرة للأفلام التسجيلية كعارض لأفلامي وبرامجي على مدى سبع سنوات وأنا أيضا كشاف وقائد كشفي من 40 عاما وحصلت على الوسام الذهبي من جمعية الكشافة السعودية لخدمة الكشافة على مدى 25 عاما
وأنا أيضا محب للمدينة المنورة وتاريخها ولدي أكثر من ألف ساعة تلفزيونية مسجلة عنها وكذلك 8000 صورة كل ذلك دعاني الى تأسيس متحف المدينة الإعلامي للتعريف بالمدينة المنورة لزوار المدينة المنورة وأبنائها وبناتها.
إذن أنا مجموعة إنسان خلقني ربي متعدد الاهتمامات ولكني في نفس الوقت أحاول أن أعطي كل جانب من هذه الجوانب ما أستطيع من وقت وعلم ومال .
هل هناك فرق بين إخراج الأفلام الوثائقية، والأفلام السينمائية،ولماذا لم تتجه إلى مجال إخراج المسلسلات والأفلام السينمائية ؟
منذ أن قررت عام 1988 في بلومنجتون بولاية إنديانا الأمريكية دراسة الإخراج كمحترف قررت منذ ذلك التاريخ التخصص في الأفلام الوثائقية فدرست الموسيقى كعلم وليس كعزفلمدة 6 أشهر وذلك على يد قائد الأوركسترا الفنزويليةخوسية والذي كان يدرس معي اللغة الإنجليزية وذلك لرغبتي تعلم الموسيقى التصويرية واستخداماتها في إخراج الأفلام الوثائقية ودخلت مدرسة الطيران في بلمومنجتون لتعلم الطيران لاستخدامه في التصوير الجوي ودرست لمدة شهر وطرت مرتين مع مدربي ثم خلال دراستي للدكتوراه في جامعة ويلز ببريطانيا من عام 1989 الى 1993 سافرت عام 1990 الى جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس على حسابي لمدة 3 أشهر للدراسة في برنامج تدريبي نظري وعملي مشترك بين جامعة جنوب كاليفورنيا وشركة يونيفرسال استيديو في المونتاج السينمائي يسمح البرنامج للطلاب حضور تصوير الأفلام السينمائية التي تنتجها يونيفرسال استيديو ويتم التدريب في معامل جامعة جنوب كاليفورنيا . ولذلك كنت ولا زلت وسأظل مختصا في الأفلام الوثائقية .
هل عرض عليك العمل خارج المملكة العربية السعودية ؟
أنا من حجارة المدينة المنورة كما يقول أهلها رفضت العمل في جدة بعد حصولي على الدكتور اهبراتب 20 ألف بالرغم من أن راتب الأستاذ الجامعي 9500 ريال وكذلك رفضت كل عرض يخرجني من مدينتي وكنت ولا زلت وسأظل متمسكا ببلد رسول الله عليه السلام في حياتي وأرجو الله أن يكون لي نصيب في بقيعها في مماتي .
كم فيلم وبرنامج أخرجته وأنتجته، وما سر تعاونك مع قناة الجزيرة الوثائقية؟
الحمد لله أخرجت أكثر من 250 فلم وثائقي بعضها مدته 5 دقائق وأطولها هجرة غيرت التاريخ ثلاث ساعات تلفزيونية . أما التعاون مع قناة الجزيرة الإخبارية والوثائقية فقد عرضوا لي عدد من البرامج منها 34 حلقة من برنامج مساجد صلى فيها الرسول و6 حلقات من برنامج الحج ومعالمه وفلم هجرة غيرت التاريخ وكذلك عرض تلفزيون الكويت لي 60 حلقة من برنامج أفاق كونية.
أما التلفزيون السعودي فينطبق علي وعليهم المثل المعروف أزهد الناس في العالم أهله فقد حاولت من أول برنامج أنتجته أثار المدينة المنورة 30 حلقة عام 1418 ولم أفلح وحاولت قبل عامين عندما كانت المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية ولم أفلح بالرغم من أنني في المحاولتين وصلت أفلامي الى مكتب معالي الوزير.
كم أكثر وقت أستغرق معك إخراج وثائقي، وما هو؟
900 يوم وهو فلم نحن اكتشفنا أمريكا قبل كولمبس
ما أجمل تعليق قالته الصحف الغربية عنك؟
صحيفة إيرلندية قالت: إنتاج الأفلام الوثائقية لخالد أبو الخير تعتبر ذو أهمية علمية
معروف عليك أنك خريج بكالوريوس إدارة أعمال، وماجستير في الإذاعة وتلفزيون، ودكتوراه في الإعلام السياسي من جامعة.. البريطانية، إلا ترى أن في هذا تشتت في التخصص، ولو عاد بك الزمن ماذا تتخصص؟
بالعكس هذا التعدد هو إثراء للأستاذ الجامعي فأنا درست في 6 جامعات تعلمت في كل واحدة منها علوم ومعارف غير موجودة في الجامعات الأخرى ولم أكن لأحصل عليها لو كنت كما هو الحال للأسف لبعض الأساتذة الذين درسوا البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في نفس الجامعة
نعم أنا درست البكالوريوس في جامعة الملك عبد العزيز في تخصص إدارة أعمال وعندما عدت إلى المدينة لم يكن لي مجال لإكمال الدراسات العليا إلا في تخصصات شرعية أو الإعلام فدخلت السنة التحضيرية لتغيير التخصص في قسم الإعلام في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة ودرست 50 ساعة لمدة عام واجتزتها بتقدير جيد جدا كما هو مطلوب بعدها درست الماجستير في الإذاعة والتلفزيون بنظام المقررات وبحث تخرج لمدة عامين وكنت أول طالب تخرج من دفعتي حيث ناقشت بحث التخرج في أخر يوم من الامتحانات للماجستير ولله الحمد وبعدها عينت معيدا وسافرت إلى أمريكا لدراسة اللغة الانجليزية لمدة عام في جامعة انديانا ثم حصلت على قبول للدكتوراه في تخصص الإعلام السياسي في جامعة ويلز في مدينة كارديف ببريطانيا وكنت أول سعودي يحصل على الدكتوراه في هذا التخصص عام 1993 وخلال دراسة الدكتوراه سافرت إلى جامعة جنوب كاليفورنيا لمدة 3 أشهر ودرست المونتاج السينمائي .
ماهي الأفلام القادمة التي تعمل عليها؟
هناك عملين أحدهما في بدايات المونتاج وهو باللغة الإنجليزية بعنوان Journey to Hell رحلة الى الجحيم وقد انتهيت من تصويره قبل عام وهو عن رحلة العبيد من جزيرة غوري في السنغال أشهر جزيرة لترحيل العبيد إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وخصوصا البرازيل حيث صورت أسواق بيعهم والمقابر الجماعية التي كانوا يرمون فيها وثورة العبيد الماليز في باهيا عام 1835
وأما الفلم الأخر فهو أيضا بالغة الانجليزية عبارة عن جزأين بعنوان محمد والنصارى ومحمد واليهود وهو فلم يحكي علاقة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام باليهود والنصارى في حياته وهو رد على الصورة التي تقدمها القاعدة وداعش في تشويه العلاقة بين المسلمين واليهود والنصارى وقد كتب السيناريو الأستاذ عادل صلاحي من لندن ونبحث عن تمويل لتصوير الفلم .
كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
قيل قديما أن أزهد الناس في العالم أهله وهو قول ينطبق علي كثيرا في عملي في جامعتي وفي نشر أفلامي خارج بلدي.
حاتم الرحيلي - يجمع بين الإخراج وكتابة السيناريو، يتنقل بين التصوير والكلمات لينسج لنا أفلام وثائقية إبداعية، ما حققه من إبداع متجدد، وحضور فاعل، ليس فقط على المستوى العربي، بل فاق ذلك ووصل للمحافل العالمية، ليشارك بأعماله نجوم العالم، ابن الخمسين ينافس الشباب بهمته وعطاءه ونشاطه ، ليثير الدهشة والإعجاب. لم يأتيه ذا التميز إلا بعد أن تعب في تكوين وتطوير نفسه في ظروف صعبة، عشق الإخراج منذ طفولته وشق غبار الزمن ليصل إلى أسمى غايات الإبداع والجمال بأفلامه الوثائقية المميزة، أننا مع المبدع الدكتور خالد أبو الخير الذي كان لنا معه هذا الحوار:
بداية كيف ترى أنتاج الأفلام الوثائقية في المملكة؟
إنتاج الأفلام الوثائقية الاحترافية في السعودية مر بثلاث مراحل مهمة الأولى وكانت عبارة عن أفلام سينمائية وثائقية في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات الميلادية وكان الإنتاج فيها من شركات غير سعودية مثل شركة استيديو مصر وكانت من أشهر الاستيديوهات في العالم العربي مثل فلم أنتجته عام 1357 الموافق 1938 عن الحج إلى بيت الله الحرام وقد انتج لصالح شركة مصر للتمثيل والسينما وكذلك ساهمت في هذه الفترة عدد من الشركات الأمريكية التي تم استقدامها من خلال شركة أرامكو وسجلت الكثير من الأفلام الوثائقية السينمائية عن ظهور النفط وعن الحياة في الصحراء كما كانت توثق تجربة الملك عبد العزيز في حكم الجزيرة العربية . وفي نفس الفترة كان هناك عدد من المصورين المحترفين من الهنود الذين جاءوا إلى الحج والعمرة ومعهم كاميرات سينمائية وهم اما من جنوب أفريقيا أو من الهند التي كانت من أغنى الدول في ذلك الوقت وفيها عدد من المصورين المحترفين وسجل هؤلاء رحلات الحج والحياة في المدينة المنورة وهناك أفلام نادرة سجلت في جدة من خلال بعض الأوربيين مثل الهولنديين والإنجليز الذين كانوا اما يعملون في قنصليات بلادهم أو في البنك الهولندي .
المرحلة الثانية وبدأت منذ العام 1405الموافق 1985 في إنتاج أفلام وثائقية احترافية كانت من خلال تكليف الملك فهد شركة ارا الدولية للإنتاج الفني والتي تحولت بعد ذلك إلى ال MBC لإنتاج أفلام وثائقية قصيرة بعنوان سعودي أظنها وصلت إلى 200 فلم مدة كل فلم 10 دقائق وقد استقدمت الشركة طاقم أمريكي مع كامل المعدات اللازمة للتصوير الجوي وكتاب سيناريو بالإضافة إلى عدد كبير من المعلقين والمحررين العرب حيث كانت الأفلام باللغتين العربية والإنجليزية .
أما المرحلة الثالثة فهي التي بدأت منذ 1410 إلى اليوم وهي مرحلة الإنتاج للقطاع الخاص السعودي وهي مرحلة متميزة تختلف عن باقي المراحل من حيث المضمون والجودة والأسلوب الإخراجي الذي وصل بالفلم الوثائقي السعودي إلى العالم العربي ويمكن أن يصل إلى المنافسة الدولية قريبا.
هل هناك مخرج معين تأثرت به ؟
لا يوجد مخرج معين تأثرت به ولكن توجد مدرستين متخصصتين في إنتاج البرامج الوثائقية تأثرت بهما وهي مدرسة قناة التاريخ الأمريكية The History Channel وقناة ال بي بي سي BBC البريطانية ولكل مدرسة منهما أسلوبها وطريقتها في تناولها للموضوعات الوثائقية ولأن طريقة إنتاجهما للأفلام تناسب ميزانيات الأفلام التي أنتجها
في حين لم أتأثر بقناة ناشونال جيوغرافي National Geography بسبب كبر حجم مشاريع افلامهم التي لا تناسب مستوى وميزانيات الإنتاج في السعودية والعالم العربي .
ما العمل الأول الذي وجدت فيه خالد أبو الخير المخرج ؟
بدأت الإخراج الاحترافي منذ 21 عاما عام 1415 الموافق 1994 بعد دراسة في أمريكا وبريطانيا ووجدت نفسي في كل أعمالي التي بلغ عددها 250 فلم وثائقي فأنا من المخرجين الذين تأثروا كما ذكرت بالمدرستين The History Channel و BBC والتي تقوم على أسس الاحتراف في الإنتاج بدء بتوزيع الأدوار على فريق العمل حتى الانتهاء من التصوير والمونتاج ولكنني أجد أنني أطور مهاراتي في كل مرحلة أنتج فيها فلم جديد خصوصا وأنني لست تاجر إنتاج وإنما مخرج يحاول أن يقدم رؤية جديدة للأعمال التي يقدمها فمثلا فلم هجرة غيرت التاريخ والذي عرض في قناة الجزيرة الإخبارية والجزيرة الوثائقية 9 مرات أسبوعيا في السنة الأولى التي أنتج فيها عام 1429 الموافق 2009 كان أسلوبا جديدا في الإخراج وطريقة جديدة تعاملت فيها مع الدكو دراما والتصوير الجوي لطريق الهجرة النبوية لسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة الى المدينة المنورة وكانت المرة الأولى التي أكتب فيها كامل السيناريو بعد أن استعنت بالدكتور على الصلابي في كتابة وجمع النص العلمي للفلم .وقد ترجم الفلم إلى 6 لغات هي الانجليزية والفرنسية والتركية والماليزية والاندونيسية
ثم التجربة الثانية كانت في فلم قطار الحجاز والذي لم يعرض إلى الآن وهو أسلوب إخراجي جديد يحول مشروع قطار الحجاز إلى فلم وثائقي سياسي يتحدث عن فترة زمنية صعبة من 1901 إلى 1918 في منطقة الحجاز قبل ضم الملك عبد العزيز لها . ثم الفلم الأخير نحن اكتشفنا أمريكا قبل كولومبس وهو فلم جديد على العالم العربي حيث أنتج باللغة الإنجليزية والأسبانية ثم ترجم إلى العربية والفرنسية والبرتغالية وهو جديد من حيث الفكرة والمضمون وطريقة الإخراج فالفكرة في هذا الفلم تدخل ضمن أفلام البحث والاستقصاءInvestigation Documentary Films حيث يقوم المخرج بالبحث حول موضوع شائك يخالف فيه كل ما يدرس في المدارس من أن كولمبس ليس المكتشف الأول لأمريكا ويسافر إلى البرازيل وأسبانيا ومالي والمغرب والسنغال ليلتقي الباحثين ثم من حيث المضمون قدم الفلم وبأسلوب جديد الحقائق التي ذكرها المؤرخون الغربيون مع أسلوب إخراجي يجمع بين الإثارة والمتعة ويوظف الراوي للفلم وكأنه يحكي قصة درامية حيث يتقاطع كلامه مع حوار الضيوف .
ما الذي اكتسبته من مهنة الإخراج في حياتك بشكل عام؟
أولا اكتسبت شغف البحث عن الحقيقة والمعرفة وكسبت حب التعلم والتعرف على علماء ومفكرين في جميع دول العالم
ولكن في المقابل أكسبتني الرغبة في إنتاج أعمال عربية بمعايير عالمية مرض السكر قبل سنتين حيث كنت أعمل خلال مرحلة التصوير في أسبانيا والبرازيل والمغرب بمعدل يومي 14 إلى 16 ساعة يوميا مع المصور التركي العالمي فاروق أقصوي وبعد التصوير كان العمل أيضا مرهقا جدا مع المونتير الأمريكي خوسية أرييغا في مدريد حيث كانت أقرب نقطة بين بلدي وبلده لفلمي الأخير في رحلات المونتاج الستة لمدة 14 ساعة متصلة يوميا على مدى أسبوعين في كل رحلة دون أن أراعي سني فأنا في الخامسة والخمسين من عمري .
هل تجد نفسك أستاذ جامعي أم مخرج ومنتج؟
لا أحب هذا النوع من الأسئلة فالإنسان ليس شيء واحدا وان كنت أنادي بالتخصص والاحتراف ولكن الناس قدرات فأنا أستاذ أحب التعلم والتعليم وأجد متعة في التدريس في الجامعة وكنت ولا زلت أتعلم من طلابي وأنا مخرج أفلام وثائقية محترف شاركت في مهرجان كان للأفلام الوثائقية mip doc عام 2001 وكنت السعودي الوحيد الذي عرض أفلامه للبيع في معرض دولي بلغات غير اللغة العربية وكذلك شاركت في مهرجانات الجزيرة للأفلام التسجيلية كعارض لأفلامي وبرامجي على مدى سبع سنوات وأنا أيضا كشاف وقائد كشفي من 40 عاما وحصلت على الوسام الذهبي من جمعية الكشافة السعودية لخدمة الكشافة على مدى 25 عاما
وأنا أيضا محب للمدينة المنورة وتاريخها ولدي أكثر من ألف ساعة تلفزيونية مسجلة عنها وكذلك 8000 صورة كل ذلك دعاني الى تأسيس متحف المدينة الإعلامي للتعريف بالمدينة المنورة لزوار المدينة المنورة وأبنائها وبناتها.
إذن أنا مجموعة إنسان خلقني ربي متعدد الاهتمامات ولكني في نفس الوقت أحاول أن أعطي كل جانب من هذه الجوانب ما أستطيع من وقت وعلم ومال .
هل هناك فرق بين إخراج الأفلام الوثائقية، والأفلام السينمائية،ولماذا لم تتجه إلى مجال إخراج المسلسلات والأفلام السينمائية ؟
منذ أن قررت عام 1988 في بلومنجتون بولاية إنديانا الأمريكية دراسة الإخراج كمحترف قررت منذ ذلك التاريخ التخصص في الأفلام الوثائقية فدرست الموسيقى كعلم وليس كعزفلمدة 6 أشهر وذلك على يد قائد الأوركسترا الفنزويليةخوسية والذي كان يدرس معي اللغة الإنجليزية وذلك لرغبتي تعلم الموسيقى التصويرية واستخداماتها في إخراج الأفلام الوثائقية ودخلت مدرسة الطيران في بلمومنجتون لتعلم الطيران لاستخدامه في التصوير الجوي ودرست لمدة شهر وطرت مرتين مع مدربي ثم خلال دراستي للدكتوراه في جامعة ويلز ببريطانيا من عام 1989 الى 1993 سافرت عام 1990 الى جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس على حسابي لمدة 3 أشهر للدراسة في برنامج تدريبي نظري وعملي مشترك بين جامعة جنوب كاليفورنيا وشركة يونيفرسال استيديو في المونتاج السينمائي يسمح البرنامج للطلاب حضور تصوير الأفلام السينمائية التي تنتجها يونيفرسال استيديو ويتم التدريب في معامل جامعة جنوب كاليفورنيا . ولذلك كنت ولا زلت وسأظل مختصا في الأفلام الوثائقية .
هل عرض عليك العمل خارج المملكة العربية السعودية ؟
أنا من حجارة المدينة المنورة كما يقول أهلها رفضت العمل في جدة بعد حصولي على الدكتور اهبراتب 20 ألف بالرغم من أن راتب الأستاذ الجامعي 9500 ريال وكذلك رفضت كل عرض يخرجني من مدينتي وكنت ولا زلت وسأظل متمسكا ببلد رسول الله عليه السلام في حياتي وأرجو الله أن يكون لي نصيب في بقيعها في مماتي .
كم فيلم وبرنامج أخرجته وأنتجته، وما سر تعاونك مع قناة الجزيرة الوثائقية؟
الحمد لله أخرجت أكثر من 250 فلم وثائقي بعضها مدته 5 دقائق وأطولها هجرة غيرت التاريخ ثلاث ساعات تلفزيونية . أما التعاون مع قناة الجزيرة الإخبارية والوثائقية فقد عرضوا لي عدد من البرامج منها 34 حلقة من برنامج مساجد صلى فيها الرسول و6 حلقات من برنامج الحج ومعالمه وفلم هجرة غيرت التاريخ وكذلك عرض تلفزيون الكويت لي 60 حلقة من برنامج أفاق كونية.
أما التلفزيون السعودي فينطبق علي وعليهم المثل المعروف أزهد الناس في العالم أهله فقد حاولت من أول برنامج أنتجته أثار المدينة المنورة 30 حلقة عام 1418 ولم أفلح وحاولت قبل عامين عندما كانت المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية ولم أفلح بالرغم من أنني في المحاولتين وصلت أفلامي الى مكتب معالي الوزير.
كم أكثر وقت أستغرق معك إخراج وثائقي، وما هو؟
900 يوم وهو فلم نحن اكتشفنا أمريكا قبل كولمبس
ما أجمل تعليق قالته الصحف الغربية عنك؟
صحيفة إيرلندية قالت: إنتاج الأفلام الوثائقية لخالد أبو الخير تعتبر ذو أهمية علمية
معروف عليك أنك خريج بكالوريوس إدارة أعمال، وماجستير في الإذاعة وتلفزيون، ودكتوراه في الإعلام السياسي من جامعة.. البريطانية، إلا ترى أن في هذا تشتت في التخصص، ولو عاد بك الزمن ماذا تتخصص؟
بالعكس هذا التعدد هو إثراء للأستاذ الجامعي فأنا درست في 6 جامعات تعلمت في كل واحدة منها علوم ومعارف غير موجودة في الجامعات الأخرى ولم أكن لأحصل عليها لو كنت كما هو الحال للأسف لبعض الأساتذة الذين درسوا البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في نفس الجامعة
نعم أنا درست البكالوريوس في جامعة الملك عبد العزيز في تخصص إدارة أعمال وعندما عدت إلى المدينة لم يكن لي مجال لإكمال الدراسات العليا إلا في تخصصات شرعية أو الإعلام فدخلت السنة التحضيرية لتغيير التخصص في قسم الإعلام في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة ودرست 50 ساعة لمدة عام واجتزتها بتقدير جيد جدا كما هو مطلوب بعدها درست الماجستير في الإذاعة والتلفزيون بنظام المقررات وبحث تخرج لمدة عامين وكنت أول طالب تخرج من دفعتي حيث ناقشت بحث التخرج في أخر يوم من الامتحانات للماجستير ولله الحمد وبعدها عينت معيدا وسافرت إلى أمريكا لدراسة اللغة الانجليزية لمدة عام في جامعة انديانا ثم حصلت على قبول للدكتوراه في تخصص الإعلام السياسي في جامعة ويلز في مدينة كارديف ببريطانيا وكنت أول سعودي يحصل على الدكتوراه في هذا التخصص عام 1993 وخلال دراسة الدكتوراه سافرت إلى جامعة جنوب كاليفورنيا لمدة 3 أشهر ودرست المونتاج السينمائي .
ماهي الأفلام القادمة التي تعمل عليها؟
هناك عملين أحدهما في بدايات المونتاج وهو باللغة الإنجليزية بعنوان Journey to Hell رحلة الى الجحيم وقد انتهيت من تصويره قبل عام وهو عن رحلة العبيد من جزيرة غوري في السنغال أشهر جزيرة لترحيل العبيد إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وخصوصا البرازيل حيث صورت أسواق بيعهم والمقابر الجماعية التي كانوا يرمون فيها وثورة العبيد الماليز في باهيا عام 1835
وأما الفلم الأخر فهو أيضا بالغة الانجليزية عبارة عن جزأين بعنوان محمد والنصارى ومحمد واليهود وهو فلم يحكي علاقة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام باليهود والنصارى في حياته وهو رد على الصورة التي تقدمها القاعدة وداعش في تشويه العلاقة بين المسلمين واليهود والنصارى وقد كتب السيناريو الأستاذ عادل صلاحي من لندن ونبحث عن تمويل لتصوير الفلم .
كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
قيل قديما أن أزهد الناس في العالم أهله وهو قول ينطبق علي كثيرا في عملي في جامعتي وفي نشر أفلامي خارج بلدي.