الشيخ المغامسي : فتنة الشبهات ينتج عنها أعمال مفسده كقتل المسلم لأخيه في المسجد

 ابتهال الطيب -


توج برنامج "تبيان" الذي يقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وجامعة طيبة فعالياته أمس بمحاضرة لفضيلة الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء شهدت حضوراً كثيفاً ازدحمت به قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة

وقال فضيلته أن الفرد له حياة واحدة ولايمكن لكائن من كان أن يعيش الحياة مرتين الا عيسى ابن مريم ، مشيراً أن الله عظم شأن النفس علينا قبل أن يعظم اي شي له شأن علينا قبله الا عبادة الله وأضاف أن الله عز وجل خلق أبونا ادم من قبضة الأرض حيث بعث بملك من الملائكة أن يأتوا به واختلط الماء بالتراب ليخلق منها أبونا ادم أول مامر عليه إبليس قبل ان ينفخ فيه الروح وعندما أمر الله بالسجود لأدم رفض إبليس السجود حيث عاير ابليس ابونا ادم بأنه مخلوق من تراب ومن ذلك الحين خلقت العداوة فقال ابليس لله عز وجل ( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} وعزتك وجلالك لاغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله عز وجل وعزتي وجلالي لاغفرن لهم ما داموا يستغفروني ، وأشار الشيخ المغامسي إلى أن من أساليب ابليس الخبيثة أنه يأتي ويُظهِرُ النُصحَ للإنسان، فالشيطان يدعو المرءَ إلى المعصية، ويزعم أنه ينصح له، ويريد له الخير، وقد أقسم لأبينا آدم أنه ناصِحٌ له، كما أخبر تعالى: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)حيث ادم علي الفطرة بان لأحد يقسم كذب وهكذا اخرج ادم من الجنة .

ودعا فضيلة الشيخ المغامسي إلى عدم المجاهرة بالمعاصي ولا الاخبار بها اذ يصبح لدى العبد هم المعصية وهم الناس الذين اخبرهم مشيراً إلى الفرق بين الشهوات والشبهات حيث ان الشهوات تنقضي مع مرور العبد بالعمر وكلما زاد إيمانه بالله تعالى وللشهوات حلول في الشرع بالمقابل وفتنة الشهوات يدركها العبد بكثرة الطاعات ولكن فتنة الشبهات ينتج عنها أعمال مفسده اذ ان فتن الشبهات هي الأحدث ومنها مايحدث من قتل المسلم لأخيه المؤمن في المساجد واختلاف في الآراء والاتهامات والغلو في الدين مشيراً إلى فعل أبو بكر الصديق عندما أوصى الصدِّيق جيشه بأن يتركوا أهل الصوامع، فكيف يجيز أحد قتل أهل المساجد المومنين ، ودعا الشيخ المغامسي الشباب بأخذ العلم من أيادي العلماء أهل العلم والدين وبالعبادة تُستدر رحمة الله، وبالضعف تستبعد نقمة الله و الذي يريد أن يكون قريبا من الله لا بد أن يكون له حظ من الطاعة وترك الشبهات.

وضمن فعاليات اليوم الثالث لبرنامج تبيان الذي يختتم غداً الخميس القى الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليّل الباحث بالقضايا الوطنية والأمن الفكري مساء أمس محاضره بعنوان " الأمن الفكري " تناول فيها مفهوم الأمن الفكري والمقصود به الاعتدال والوسطية ومن ثم الأمن الفكري ودور الأسرة في تحقيقه ، متطرقاً إلى أربع مباحث المبحث الأول منها الأمن الفكري وعلاقته بالأمن الوطني والمبحث الثاني :هل العنف والتطرف ظاهره اجتماعيه ؟ والمبحث الثالث نموذج تقريبي يفسر ظهور العنف والتطرف ، و المبحث الرابع : المعالجة ، متسائلاً بالوقت ذاته هل العنف والتطرف ظاهره اجتماعيه ؟ مضيفاً انه على اعتبار أن العنف والتطرف يُعد ظاهره اجتماعيه فالظاهرة الاجتماعية تتكون وتتشكل من مجموعة عوامل وأسباب فلا يمكن ان يكون للظاهرة الاجتماعية عامل واحداً وسبب وحيد في نشؤها وتكونها ، وتناول الهليل نموذج تقريبي يفسر ظهور وتكون العنف والتطرف ، وقال ان هناك مجموعة من العوامل المساعدة في تكون ظاهره العنف والتطرف في المجتمعات ومن تلك العوامل ، عوامل سياسيه (خارجية وداخليه) و عوامل اقتصاديه ( البطالة والفقر )و عوامل اجتماعيه ( التفكك الأسري والفساد والعنف الأسري ) و عوامل ثقافيه ( الصراعات الفكرية ) ، وأشار ان تلك العوامل مساعده في تكون روح الإحباط والنتيجة بيئة خصبه تتبنى العنف والتطرف فينتج عنها تكون فكر عنيف أو متطرف وفي اي اتجاه ( إفراط ، تفريط) ، وقال انه يمكن علاجها بتخفيف مستوى مشاعر (الإحباط ) على المستوى الخارجي الإصلاح السياسي ، و على المستوى الداخلي الإصلاحات في السياسيات الداخلية ، والاعتماد على دور تفعيل مؤسسات التنشئة الاجتماعية ( الأسرة ، المسجد ، المدرسة ، الإعلام ) .