في خطبة الجمعة : الشيخ القاسم يحذر من رفقاء السوء والسفر المحرم .. ويحث الشباب على إستغلال الإجازه بحفظ القرآن
صوت المدينة - أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضية الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين بتقوى الله حق التقوى فمن إتقى ربة إرتقى الدرجات وطاب مأله بعد الممات.
وقال فضيلته في خطبتة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف
الحياة سبب الرفعة في الدنيا والأخرة أوالسفول فيهما ولشرف ماحوته من الزمان أقسم الله بأجزائه فأقسم بالفجروالضحى والعصروالشفق بل أقسم بالزمن كله ليله ونهاره قال سبحانه " والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى" .
وأوضح فضيلته أن الله يقلب حال الزمان من ضلمة إلى إشراق لإيقاض القلوب بعمارة الكون بعبادة الله قال جل شأنه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإغتنام الزمان بالعمل الصالح فقال " إحرص على ماينفعك " رواه مسلم .
وبين فضيلته أن أيام الحياة معدودة أن ذهب يوم نقص عمر إبن أدم وإن ذهب بعضه زال كله قال أبن القيم رحمه الله " العبد من حين أستقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه ومدة سفره هي عمره الذي كتب له "ومن نعم الله الجسام على العبد طول العمر مع صلاح العمل قال عليه الصلاة والسلام " خير الناس من طال عمره وحسن عمله " رواه الترمذي.
وأكد فضيلته أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليلها ونهارها كانت كلها لله قال الله له "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " وأثنى الله على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته لعمارة أوقاتهم بالعباده فقال سبحانه " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود " ومن وصايا أبي بكررضي الله عنه لعمر رضي الله عنه "إن لله عملاً بالنهارلا يقبله بالليل وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار" وكان السلف رحمهم الله يغتنمون لحظات أعمارهم فعمرو زمانهم بما يرضي ربهم قال الحسن البصري رحمه الله " أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم " .
ومضى فضيلته إلى القول أنقضى عام من تحصيل العلم أوالمعرفة المنتظم في دور التعليم وفي حال إنقاطعه يبقى في وقت المتعلمين سعة من الفراغ , والرابح منهم من أغتنم زمنه بما ينفعه ,والمغبون من فرط في لحظاته قال عليه الصلاة والسلام " نعمتان مغبون أي يفرط - فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "رواه البخاري قال إبن قطان رحمه الله "الذي يوفق لذلك أي لغتنام الصحة والفراغ قليل" .
وأضاف الشيخ القاسم أن من خير مايعمر به زمن الإجازة وينتفع به حفظ كتاب الله العظيم ومراجعته فهو كنزثمين وتجارة رابحة قال عقبة بن عامر رضي الله عنه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين - أي عظيمتين السنام - في غير إثم ولا قطع رحم، فقلنا: يارسول الله كلنا يحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل) رواه مسلم.
وتابع فضيلته أن من نال حفظ القرأن شرف ومن تلاه عز ومن قرب منه عظم ومنزلة العبد في الجنة عند أخر أية يرتلها منه , وفي زمن الفتن وإنتفتاح أبواب الشبهات والشهوات يكون الإعتصام بكتاب الله ألزم والقرب منه أوجد قال عليه الصلاة والسلام " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي " رواه الحاكم .
وأستطرد فضيلته أن التزود من العلم الشرعي بحفظ الأحاديث النبوية ومتون أهل العلم المصنفة في علوم الشريعة تأصيل للطلب ورسوخ في العلم ورفعة للمسلم قال سبحانه " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " قال الإمام مالك رحمه الله "أفضل ماتطوع به العلم وتعليمه ".
ونبه فضيلة الشيخ القاسم إلى أن برالوالدين طاعة وصحبتهما سعادة والقرب منهما توفيق قال سبحانه عن عيسى عليه السلام " وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا " قال إبن كثير رحمه الله "من بر بوالديه كان متواضعاً سعيدا ".
وأشار القاسم إلى أن الإبن الفطن يسعد بإجازة لمزيد البر بوالديه وإدخال السرور عليهما ومن ما يفرحهما إستقامتك على الدين ومن برهما زيارة صديقهما وإكرامهما من بعدهما قال عليه الصلاة والسلام " إن البر أن يصل الرجل ود أبيه "رواه مسلم.
وأكد فضيلته أن صلة الرحم ترضي الرحمن وتطيل العمر وتزيد في المال وتبارك في الوقت وتقرب ما بين النفوس وتظهر مكارم الأخلاق وتبدي جميل المروءات قال عليه الصلاة والسلام "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " متفق عليه ,مبينا فضيلته أن زيارة أهل العلم والصالحين تهذب النفوس وتسمو بالروح وتذكر بالأخرة وتعلي الهمم وتصلح الحال ويزداد بها الزائر معرفة وعلما فهم ورثثه الأنياء ودعاة الهدى ,كما أن التنافس في الخير والتقوى من صفات الصالحين قال سبحانه "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " قال الحسن البصري رحمه الله "أذا رأيت الناس في خير فنافسهم فيه ".
ونوه فضيلته أن الصحبة الصالحة خير معين على العمل الصالح تدفع إلى البر وتغلق عن أبواب الشرور وتحث على الطاعة ولا غنى لأحد عن الصحبة الصالحة فقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم صاحب يعينه على طريق الدعوة وتبيلغ الرسالة قال سبحانه " إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا " والمتحابون بجلال الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء .
وحذرفضيلته من رفقاء السؤ فقال إن رفيق السؤ يدعوك إلى الشرور ويسد عنك أبواب الخير وقد أخبر الله أن رفقته ندامة قال سبحانه " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني أتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا "قال إبن مسعود رضي الله عنه "أعتبروا الرجل بمن يصاحب - أي أنظروا إلى رفقاء الرجل - فإنما يصاحب الرجل من هومثله" ,والتلطع إلى مواطن الفتن وأسبابها من المرئيات في القنوات وغيرها يعش المراء معها وهما وثورثه نكران النعم وترفع القناعة من النفس وتورد على القلب الظلم .
وذكر فضيلته أن الإجازة مغنم لقرب الأب من أبنائه يملئ فراغ قلوبهم ويهذب سلوكهم ويقوم عوجهم , والأبناء يسعدون بمرافقتهم لأبيهم وأنسهم به وإنتفاعهم بأخلاقه وإكتسابهم الصفات الحميده منه قال إبن عقيل رحمه الله " العاقل يعطي لزوجة والنفس حقهما وإن خلا بأطفاله خرج في صورة طفل وهجر الجد في بعض الوقت" ,وتغافل الأب عن أبنائه وبعده عنهم إهمال لتنشئتهم وتيسيرلأهل السؤ للوصول إليهم ويجني من ذلك الأب الحسرة والندامة.
وحث فضيلته الأباء على السفر المباح مع أبنائهم كونه يقرب مابين الوالدين والأبناء ويواري هوة الفجوة بينهم والعمرة سفر عبادة يحط الأوزار ويرفع الدرجات , وصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خيرمن ألف صلاة فيما سواه .
وحذر فضيلته من السفر المحرم وإنه إهدار للمال وعرضة للفتن وقد تقع بسببه في قلوب الأولاد شبهات أو شهوات لا يملك الأب منعها أوتحويلها , وقد يعود المرء من السفرالمحرم أسواء من حاله قبل السفر.وفي الإجازة تبنى أسر في المجتمع بالزواج ومن شكر تلك النعمة أن لايصحب وليمتها محرم من إسراف وعري أوغناء أوتصوير وأن يكون زواجاً لامعصية فيه , والله جعل الليل سكنا قال سبحانه " وجعلنا الليل لباسا " ومن هديه عليه الصلاة والسلام النوم أول النهار قال أبو برزة رضي الله عنه " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها " متفق عليه.وإذا كان السهر وسيلة لتخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان محرما .والمسلم يراقب ربه في أحواله وأزمانه ويوقن أن الله يرى أفعاله أياً كان زمانها أو مكانها قال سبحانه " ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ",والثواب والعقاب يجازى عليه العبد في كل موطن حل فيه قال عليه الصلاة والسلام "إتقي الله حيث ماكنت" رواه الترمذي .
وأكد الشيخ القاسم أن الله يغارأذا أنتهكت حدوده في سفر أو حضر قال عليه الصلاة والسلام "إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه " متفق عليه , فكن مبتعداً عن الخطيئات وتزود من الأعمال الصالحة ولإن كان العمل مجهده فإن الفراغ مفسده ونفسك أن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ,والمرء ممتحن في رخائه وسرائه وعافيته وبلائه في حله وترحاله , والموفق من جعل التقوى مطيته وسارع إلى جنة ربه قال تعالى " وقل إعملوا فسيرى الله عملك ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
وفي نهاية خطبته وجه إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتورعبد المحسن بن محمد القاسم الأباء والأمهات بكلمه خصهم بها جاء فيها إن واجب الأب نحو أبنائه عظيم فهو مسؤل عنهم يوم القيامة والأم عليها واجب مضاعف في الحفاظ على بناتها وملازمتها لهن في الرعاية والنصح والتوجيه بحثهن على حفظ كتاب الله وسماع مايفيد من الذكر والقيام بئمور البيت ولومع توافر من يخدمهن وأمرهن بالحجاب واستر والعفاف ونبذ مايضرهن من ما ينافي الدين والأخلاق والدنيا أمدها قصير ومتاعها زائل فلا تتعلق منها إلا بمايقضي به الغريب حاجته في غير موطنه ولاتشتغل فيها الا بما يشتغل به الغريب الذي أعد العدة لرجوع إلى أهله قال إبن مسعود رضي الله عنه "ماندمت على شئ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" , والمؤمن بين مخافتين بين ذنب قد مضى لايدري ما الله صانع فيه وبين أجل قدما لا يعلم ماهو صائر إليه .
وقال فضيلته في خطبتة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف
الحياة سبب الرفعة في الدنيا والأخرة أوالسفول فيهما ولشرف ماحوته من الزمان أقسم الله بأجزائه فأقسم بالفجروالضحى والعصروالشفق بل أقسم بالزمن كله ليله ونهاره قال سبحانه " والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى" .
وأوضح فضيلته أن الله يقلب حال الزمان من ضلمة إلى إشراق لإيقاض القلوب بعمارة الكون بعبادة الله قال جل شأنه " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإغتنام الزمان بالعمل الصالح فقال " إحرص على ماينفعك " رواه مسلم .
وبين فضيلته أن أيام الحياة معدودة أن ذهب يوم نقص عمر إبن أدم وإن ذهب بعضه زال كله قال أبن القيم رحمه الله " العبد من حين أستقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه ومدة سفره هي عمره الذي كتب له "ومن نعم الله الجسام على العبد طول العمر مع صلاح العمل قال عليه الصلاة والسلام " خير الناس من طال عمره وحسن عمله " رواه الترمذي.
وأكد فضيلته أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليلها ونهارها كانت كلها لله قال الله له "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " وأثنى الله على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته لعمارة أوقاتهم بالعباده فقال سبحانه " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود " ومن وصايا أبي بكررضي الله عنه لعمر رضي الله عنه "إن لله عملاً بالنهارلا يقبله بالليل وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار" وكان السلف رحمهم الله يغتنمون لحظات أعمارهم فعمرو زمانهم بما يرضي ربهم قال الحسن البصري رحمه الله " أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم " .
ومضى فضيلته إلى القول أنقضى عام من تحصيل العلم أوالمعرفة المنتظم في دور التعليم وفي حال إنقاطعه يبقى في وقت المتعلمين سعة من الفراغ , والرابح منهم من أغتنم زمنه بما ينفعه ,والمغبون من فرط في لحظاته قال عليه الصلاة والسلام " نعمتان مغبون أي يفرط - فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "رواه البخاري قال إبن قطان رحمه الله "الذي يوفق لذلك أي لغتنام الصحة والفراغ قليل" .
وأضاف الشيخ القاسم أن من خير مايعمر به زمن الإجازة وينتفع به حفظ كتاب الله العظيم ومراجعته فهو كنزثمين وتجارة رابحة قال عقبة بن عامر رضي الله عنه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين - أي عظيمتين السنام - في غير إثم ولا قطع رحم، فقلنا: يارسول الله كلنا يحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل) رواه مسلم.
وتابع فضيلته أن من نال حفظ القرأن شرف ومن تلاه عز ومن قرب منه عظم ومنزلة العبد في الجنة عند أخر أية يرتلها منه , وفي زمن الفتن وإنتفتاح أبواب الشبهات والشهوات يكون الإعتصام بكتاب الله ألزم والقرب منه أوجد قال عليه الصلاة والسلام " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي " رواه الحاكم .
وأستطرد فضيلته أن التزود من العلم الشرعي بحفظ الأحاديث النبوية ومتون أهل العلم المصنفة في علوم الشريعة تأصيل للطلب ورسوخ في العلم ورفعة للمسلم قال سبحانه " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " قال الإمام مالك رحمه الله "أفضل ماتطوع به العلم وتعليمه ".
ونبه فضيلة الشيخ القاسم إلى أن برالوالدين طاعة وصحبتهما سعادة والقرب منهما توفيق قال سبحانه عن عيسى عليه السلام " وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا " قال إبن كثير رحمه الله "من بر بوالديه كان متواضعاً سعيدا ".
وأشار القاسم إلى أن الإبن الفطن يسعد بإجازة لمزيد البر بوالديه وإدخال السرور عليهما ومن ما يفرحهما إستقامتك على الدين ومن برهما زيارة صديقهما وإكرامهما من بعدهما قال عليه الصلاة والسلام " إن البر أن يصل الرجل ود أبيه "رواه مسلم.
وأكد فضيلته أن صلة الرحم ترضي الرحمن وتطيل العمر وتزيد في المال وتبارك في الوقت وتقرب ما بين النفوس وتظهر مكارم الأخلاق وتبدي جميل المروءات قال عليه الصلاة والسلام "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " متفق عليه ,مبينا فضيلته أن زيارة أهل العلم والصالحين تهذب النفوس وتسمو بالروح وتذكر بالأخرة وتعلي الهمم وتصلح الحال ويزداد بها الزائر معرفة وعلما فهم ورثثه الأنياء ودعاة الهدى ,كما أن التنافس في الخير والتقوى من صفات الصالحين قال سبحانه "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " قال الحسن البصري رحمه الله "أذا رأيت الناس في خير فنافسهم فيه ".
ونوه فضيلته أن الصحبة الصالحة خير معين على العمل الصالح تدفع إلى البر وتغلق عن أبواب الشرور وتحث على الطاعة ولا غنى لأحد عن الصحبة الصالحة فقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم صاحب يعينه على طريق الدعوة وتبيلغ الرسالة قال سبحانه " إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا " والمتحابون بجلال الله على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء .
وحذرفضيلته من رفقاء السؤ فقال إن رفيق السؤ يدعوك إلى الشرور ويسد عنك أبواب الخير وقد أخبر الله أن رفقته ندامة قال سبحانه " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني أتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا "قال إبن مسعود رضي الله عنه "أعتبروا الرجل بمن يصاحب - أي أنظروا إلى رفقاء الرجل - فإنما يصاحب الرجل من هومثله" ,والتلطع إلى مواطن الفتن وأسبابها من المرئيات في القنوات وغيرها يعش المراء معها وهما وثورثه نكران النعم وترفع القناعة من النفس وتورد على القلب الظلم .
وذكر فضيلته أن الإجازة مغنم لقرب الأب من أبنائه يملئ فراغ قلوبهم ويهذب سلوكهم ويقوم عوجهم , والأبناء يسعدون بمرافقتهم لأبيهم وأنسهم به وإنتفاعهم بأخلاقه وإكتسابهم الصفات الحميده منه قال إبن عقيل رحمه الله " العاقل يعطي لزوجة والنفس حقهما وإن خلا بأطفاله خرج في صورة طفل وهجر الجد في بعض الوقت" ,وتغافل الأب عن أبنائه وبعده عنهم إهمال لتنشئتهم وتيسيرلأهل السؤ للوصول إليهم ويجني من ذلك الأب الحسرة والندامة.
وحث فضيلته الأباء على السفر المباح مع أبنائهم كونه يقرب مابين الوالدين والأبناء ويواري هوة الفجوة بينهم والعمرة سفر عبادة يحط الأوزار ويرفع الدرجات , وصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خيرمن ألف صلاة فيما سواه .
وحذر فضيلته من السفر المحرم وإنه إهدار للمال وعرضة للفتن وقد تقع بسببه في قلوب الأولاد شبهات أو شهوات لا يملك الأب منعها أوتحويلها , وقد يعود المرء من السفرالمحرم أسواء من حاله قبل السفر.وفي الإجازة تبنى أسر في المجتمع بالزواج ومن شكر تلك النعمة أن لايصحب وليمتها محرم من إسراف وعري أوغناء أوتصوير وأن يكون زواجاً لامعصية فيه , والله جعل الليل سكنا قال سبحانه " وجعلنا الليل لباسا " ومن هديه عليه الصلاة والسلام النوم أول النهار قال أبو برزة رضي الله عنه " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها " متفق عليه.وإذا كان السهر وسيلة لتخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان محرما .والمسلم يراقب ربه في أحواله وأزمانه ويوقن أن الله يرى أفعاله أياً كان زمانها أو مكانها قال سبحانه " ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ",والثواب والعقاب يجازى عليه العبد في كل موطن حل فيه قال عليه الصلاة والسلام "إتقي الله حيث ماكنت" رواه الترمذي .
وأكد الشيخ القاسم أن الله يغارأذا أنتهكت حدوده في سفر أو حضر قال عليه الصلاة والسلام "إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه " متفق عليه , فكن مبتعداً عن الخطيئات وتزود من الأعمال الصالحة ولإن كان العمل مجهده فإن الفراغ مفسده ونفسك أن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ,والمرء ممتحن في رخائه وسرائه وعافيته وبلائه في حله وترحاله , والموفق من جعل التقوى مطيته وسارع إلى جنة ربه قال تعالى " وقل إعملوا فسيرى الله عملك ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
وفي نهاية خطبته وجه إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتورعبد المحسن بن محمد القاسم الأباء والأمهات بكلمه خصهم بها جاء فيها إن واجب الأب نحو أبنائه عظيم فهو مسؤل عنهم يوم القيامة والأم عليها واجب مضاعف في الحفاظ على بناتها وملازمتها لهن في الرعاية والنصح والتوجيه بحثهن على حفظ كتاب الله وسماع مايفيد من الذكر والقيام بئمور البيت ولومع توافر من يخدمهن وأمرهن بالحجاب واستر والعفاف ونبذ مايضرهن من ما ينافي الدين والأخلاق والدنيا أمدها قصير ومتاعها زائل فلا تتعلق منها إلا بمايقضي به الغريب حاجته في غير موطنه ولاتشتغل فيها الا بما يشتغل به الغريب الذي أعد العدة لرجوع إلى أهله قال إبن مسعود رضي الله عنه "ماندمت على شئ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" , والمؤمن بين مخافتين بين ذنب قد مضى لايدري ما الله صانع فيه وبين أجل قدما لا يعلم ماهو صائر إليه .