كلمة معالي الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بمناسبة إقامة الدورة الثامنة من مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي
يذكرنا سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بالسلف السابقين أهل الرواية الذين حفظ الله تعالى بهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم, فلقد كانت هذه السنة هي هم سموه, وما ذاك بغريب على من تربى في أحضان مؤسس هذه البلاد الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي ما قامت هذه البلاد موحدة على اتساع رقعتها إلا باجتماعها على كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم, وهذه البلاد في أطوارها الثلاثة لم يعرف التاريخ في هذه العصور المتأخرة لها نظيرا في إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم, ولاريب أن من حفظ هذه السنة حفظه الله, وفي هذه الدولة المباركة التي يرعاها بنصحه الملك الصالح والإمام العادل خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز تم الاعتناء بهذه السنة, ووضعت لها البرامج, وافتتحت لها الأقسام العلمية في الجامعات, وأنشئت المراكز العلمية الضخمة, وأعدت الجوائز, وتم الإنفاق عليها بسخاء, وهذه الجائزة جائزة حفظ السنة قد حققت نجاحاً كبيرا على المستوى الداخلي والخارجي, وأصبحت مضرب مثل, وحفزت الشباب والفتيات على حفظ متون السنة , مما أوجد لنا حفظة يذكروننا بعهد الحفظ السابق, وقد نالت هذه الجائزة الموافقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين , وتابعها سمو الأمير نايف رحمه الله في حياته متابعة دؤوبة حتى آتت ثمارها, وإننا لنغبط سموه الكريم على الإنجاز العلمي الكبير, ونغبطه على أنه نشر علماً ينتفع به, ونغبطه ثانياً على اهتمام ابنائه البررة بهذه الجائزة, مما يدل على صلاحهم, وهم الذين يتابعون هذه الصدقة الجارية, فهذه الجائزة اجتمع فيها ما ينفع العبد بعد موته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له)), وقد انتصر سموه رحمه الله للسنة قولاً وفعلا, حتى أصبح يعرف بـ (( أمير السنة ) و ((أسد السنة)) وكثيرا ما كان رحمه الله يعلن نصره للسلفية والسلفيين,. ثم يبين أن مراده بالسلفية: المنهج الذي كان عليه السلف الأول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم , وأن السلفيين حقاً هم من كان عليه أولئك عقيدة وعملا وقولاً, رحم الله سمو الأمير نايف, وأخلفه على المسلمين خيرا, وجزاه عنا وعن أهل السنة خير ما جزى حافظاً للسنة., وندعو الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني مستشار خادم الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص الذين ما تركوا من عمل فيه نصرة للدين وأهله إلا قاموا به.