كلمة معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز

 في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " وهذه الجائزة الرائدة والتي تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ الذي خدم دينه ووطنه بأعمال محمودة وعظيمة يشهد لها الداني والقاصي تجتمع فيها كل الثلاث ،فجوائزها صدقة جارية من مال سموه ـ حفظه الله ـ يخدم بها استظهار القيم النبيلة في سنة نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال حفز عقول الباحثين والباحثات في العالم كله لتقديم دراسات إسلامية تواكب مستجدات العصر وتدفع مستحدثات الأمور، وهي علم ينتفع به، بل هي معنية بأجل العلوم وأعظمها وهو العلم الشرعي وخاصة علم السنة النبوية، فالبحوث المقدمة والفائزة تثري المكتبة الإسلامية وتدفع بآخرين لبحوث تالية تعكس إنسانية الإسلام وشموليته، وهذه الجائزة في هيئتها العليا تضم أبناءً وأحفاداً للأمير نايف بن عبدالعزيزآل سعود ـ رحمه الله ـ وهم لن ينقطعوا عن الدعاء له فقد ربطهم ـ
يرحمه الله ـ بعمل صالح وعلم نافع .
نبتهل إلى الله العلي القديرأن يغفر للأمير نايف بن عبدالعزيز بواسع رحمته وأن يكتب هذه الجائزة وغيرها من أعمال البر لسموه العديدة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها التي أبرزها خدمة الحج والحجيج في موازين أعماله، ونحن نحتفل بمسابقة حفظ الحديث النبوي الشريف في دورتها الثامنة والمتفرعة من جائزة سموه العالمية التي تهدف إلى عمارة صدور الناشئة والشباب بالسنة النبوية التي هي خلاص الأمة من براثن الجمود والمادة وفيها تقدمها وقوتها وتحضّرها الإنساني، وتمسكها بأصولها الإسلامية وتماسكها، وهذا العمارة إنما هي عمارة للأرض في نتيجتها الأخيرة، كما أنها تعد رابطاً مستمراً للناشئة والشباب في مراحل التعليم العام من الطلاب والطالبات بسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتحفيز لهم للعناية بها وحفظها وتطبيقها في سلوكهم الخاص والعام ، كما تسهم هذه المسابقة المباركة في تجهيز جيل شاب لإعمال البحوث والدراسات في السيرة النبوية لاستجلاء مزيد من القيم النبيلة والمقاصد الطاهرة في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وإعداد جيل ينشأ ويترعرع على حب خاتم النبيين وسيد المرسلين ، كما أنها دعم للمنهج التعليمي وسد ما قد يعتريه من نقص أو ضعف في هذا الجانب يفرضه وقت المدرسة المحدد وظروف العمل اليومي للمعلم الفاضل.
وهذه الجائزة العالمية التي اقترن اسم الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ بها مثلما اقترن اسمه أيضاً بكثير من أعمال العلم والبر والخير مثل الكراسي العلمية لخدمة قضايا الشباب ومشكلاتهم ودراسة أوضاعهم وحفز مناطق بحثية جديدة لخدمة طلبة العلم والعلماء والإسلام ، هاهي تضفي على مناسبة المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434هـ /2013م عمقاً ودلالة وتظهر أن الثقافة السعودية تعود إلى جذرها الإسلامي لا تنفك عنه ، ومثلما انطلقت الجائزة من المدينة المنورة ثم استقرت بها هاهي هذا العام تشارك المسلمين فخر اختيار طيبة الطيبة عاصمة لثقافة المسلمين والإسلام مثلما كانت العاصمة الأولى للإسلام في عهد النبوة ، فالجائزة هي مركز علمي على مدى العام بما تضمه بين جنبات لجانها من علماء أجلاء من العالم الإسلامي، كما أنها سيف مسلول ضد المتهجمين والجهلاء والمسيئين لسيرة حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي إضافة قوية في الحركة العلمية والمعرفية المتصاعدة والنشطة التي تعيشها بلادنا المعطاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزورعاية واهتمام ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعناية واهتمام سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز ـ حفظهم الله ـ فضلاً عن أن هذه المنافسة العلمية عمل جليل يضاف إلى ما تقدمه المملكة العربية السعودية في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
وإذ أبارك مقدماً للحافظين والحافظات الحديث النبوي مشاركتهم في هذه المسابقة أدعوا الله العلي القدير للجميع بشرف الفوز بهذه الدورة من المسابقة الكريمة التي تخلد اسم رجل من رجال الوطن المخلصين البررة، وأن يبارك للعاملين عليها وعلى رأسهم أنجاله وأحفاده أعمالهم وإنجازاتهم في خدمة العلم الشرعي واستجلاء قدرة ديننا الإسلامي في مواكبة مستجدات العصر فهو دين عظيم لم يغادر شاردة ولا واردة إلاشملها حتى قيام الساعة . غفر الله للأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.