6 جلسات علمية و4 ورش عمل في فعاليات اليوم الثاني والثالث للمؤتمر الأول للآثار والسياحة بالعلا

بندر الترجمي-
تواصلت في محافظة العلا فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة والذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وشهد حفل افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وشهد اليوم الثاني والثالث للمؤتمر عقد 6 جلسات علمية حيث عقدت الجلسة الثالثة التي عقدت برئاسة الدكتور سعود الذياب من جامعة الملك سعود وتناولت محور التنمية السياحية وطرح خلالها الدكتور نعيم حسين الغالي والدكتور عادل حسين الرحامنة من جامعة طيبة في بحثهما (التراث الحضاري وتنمية السياحة الثقافية في محافظة العلا: الواقع والآفاق) المواقع الأثرية والمعالم التاريخية التي تعكس دور المملكة في تطور الحضارة الإنسانية. وتشكل محافظة العلا مخزونا هاما من التراث الحضاري المميز على مستوى المملكة بما تحويه من مواقع أثرية ومباني تاريخية تعود إلى حضارات عديدة وتراث حرفي وموروث شعبي (العادات والتقاليد والشعر) وهي مقومات هامة يمكن تثمينها لتطوير منتج سياحي يحول المنطقة إلى وجهة للسياحة الثقافية ، وأكدا أنه على الرغم من تطور طاقة الإيواء الفندقي وشبه الفندقي وخدمات الترفيه وشبكة النقل وتدعم البنية الأساسية بإنشاء المطار فإن مدينة العلا لم تتمكن من التحول إلى مركز سياحي هام على مستوى المملكة العربية السعودية حيث تشير الإحصائيات إلى تواضع عدد الوافدين ولم يتجاوز عدد الرحلات السياحية باتجاه العلا 15452 رحلة سنة 2010 م وحدد البحث عناصر التراث الحضاري في العلا من مواقع أثرية ومباني تاريخية ومتاحف وحرف وصناعات تقليدية وتراث شعبي، وواقع النشاط السياحي في المحافظة من خدمات الإقامة والنقل والترفيه وعدد الزائرين، واقترحا مخططا إستراتيجيا لتنمية السياحية الثقافية بالعلا.
فيما قدم الدكتور وليد بن كساب الحميدي نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع المناطق بحث بعنوان (خطة التنمية السياحية بمحافظة العلا) أوضح من خلاله أن محافظة العلا تتميز بإرث ثقافي وطبيعي يؤهلها باحتلال موقع مميز على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية. فالمحافظة غنية بمواقع التراث العمراني، والمواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ في الخريبة والحجر والتي من أبرزها مدائن صالح والتي تم تسجيلها مؤخراً كموقع تراث عالمي كإقرار عالمي بالقيمة الثقافية للموقع، متناولاً جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاءها بمنطقة المدينة المنورة في إعداد خطة التنمية السياحية لمحافظة العلا كأحد الأدوات الهامة في توفير إطار للتخطيط الشامل والمتكامل لتنمية السياحة المستدامة التي تراعي التوازن ما بين التنمية السياحية والعمرانية من جهة، والمحافظة على الآثار والبيئة من جهة أخرى، ومسلطاً الضوء على أبرز التوجهات السياحية للمحافظة العلا وأبرز المشاريع السياحية الرائدة ذات الأولوية التي تحقق تطلعات ورؤية المحافظة في تنمية سياحية مستدامة ، مستعرضاً بالوقت ذاته أبرز ملامح الخطة التنموية السياحية لمحافظة العلا .
كما قدم الدكتور علي بن عيسى الشعبي والدكتور منصور الشقيرات من قسم إدارة السفر والسياحة بكلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها بحث (الخدمات السياحية في المملكة العربية السعودية: حالة محافظة الدرب) تناولا من خلاله واقع الخدمات والمرافق السياحية في محافظة الدرب وتقييم مستوى جودة الخدمات السياحية المقدمة في المرافق السياحية في المحافظة، وتضمنت ورقتهما مقترحات لتطوير وتحسين الواقع السياحي والاستثماري في المحافظة, والتعرف على دور متغيرات الجنس والعمر ونوع السياحة والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم على معايير جودة الخدمات السياحية ومدى إمكانية الاستثمار السياحي في المحافظة من وجهة نظر السياح المحليين، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تنمية الطاقة البشرية التي يحتاج إليها قطاع السياحة وضرورة الاستخدام الجيد للموارد السياحية المتاحة وتوفر المرونة إلى الاستثمارات السياحية.
ثم قدم الدكتور سيدات يوكسيل من كلية العلوم التطبيقية بسلطنة عمان ورقة عمل بعنوان (دور المجموعات المستفيدة من مجال السياحة في تسويق وجهة سياحية : مقترح للعلا). استعرض خلالها السياحة كمحفز لتظير وتنمية المجالات الاقتصادية والسياحية، واهتمام تلك المجموعات لجذب المزيد من السواح والاستفادة من الكفاءات والموارد وتنسيق الجهود للتسويق السياحي.
وقال الدكتور عبد العزيز فهد الهزاع من الهيئة العامة للسياحة والآثار في ورقته (الفرص الوظيفية في المسارات السياحية الناشئة بالمملكة) أن التنمية السياحية في المملكة تهدف إلى زيادة إسهام قطاع السياحة في الإقتصاد الوطني، ويأتي في الدرجة الأولى إستحداث فرص عمل للمواطنين حيث يشكل هذا المحور أحد الركائز الأساسية للإستراتيجية العامة للسياحة. لذا بادرت الهيئة بعد إنشائها مباشرة بتأسيس مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية (تكامل) بهدف تطوير وتأهيل القوى العاملة الوطنية للعمل في القطاع السياحي. وأضاف أن قطاع السياحة يعد من أكبر القطاعات المولدة للفرص الوظيفية حيث تجاوز إجمالي الوظائف الفعلية المباشرة بنهاية عام 2011م (670) ألف وظيفة مباشرة، منها (177) ألف وظيفة يشغلها سعوديون. ويأتي ترتيب قطاع السياحة كثاني أعلى قطاع بعد البنوك تحقيقاً لنسبة السعودة والتي تجاوزت (26%)، كما ساهم التوظيف في قطاع السياحة بما نسبته (9.1%) من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص ، وأن أهم ما يميز قطاع السياحة، قدرته على إيجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة على جميع المستويات العمرية والتعليمية، وفي مختلف المواقع والمناطق (مدن ومناطق ريفية). وقدرت الخطة الإستراتيجية المحدثة أن يبلغ إجمالي العاملين في قطاع السياحة بالمملكة بنهاية عام 2015م (1.3) مليون وثلاثة مائة ألف (وظائف مباشرة وغير مباشرة) منها (841) ألف وظيفة مباشرة.
وقدم كل من الدكتور رشدان حميد المطرفي من جامعة طيبة والدكتور علي حسن الأحمدي من جامعة القصيم ورقة عمل بعنوان (مدى تضمن محتوى منهج العلوم المطورة في المرحلة المتوسطة لمفاهيم السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية .. دراسة تحليلية) وهدفت الورقة إلى التعرف على واقع السياحة البيئية كمفهوم حديث يتضمن عدد من المفاهيم الفرعية، ومدى توافرها في محتوى مناهج العلوم المطورة التي تدرس للطلاب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، وقدمت في ضوئها عدد من التوصيات، التي ستسهم بإذن الله في دعم وتنمية توثيق العلاقة بين مكونات المنظومة التربوية عموما والمناهج الدراسية خصوصا، وبين متطلبات التنمية السياحية في المملكة العربية السعودية.
ثم عقدت الجلسة العلمية الرابعة وتناولت محور أثار العلا وتاريخها ورأس الجلسة الدكتور محمد سلطان العتيبي وقدمت الباحثة الدكتورة السندرا أفنزيني من إيطاليا ورقة عمل بعنوان (النقوش المعينية في العلا: الأرشيف الرقمي والمتحف الافتراضي) حيث ناقشت بعض الملامح اللغوية والثقافية، إلى جانب المشاكل التاريخية المرتبطة بمملكة سبأ ومملكة معين وتجارة القوافل على طول الحجاز، وقدمت مشروعا يتعلق بإنشاء المتحف الافتراضي.
وتضمنت الجلسة ورقة عمل بعنوان (قلعة الحجر الإسلامية وقلعة السلطان سليمان القانوني- دراسة أثرية مقارنة) قدمها الدكتور محمد حمدي متولي سيد أحمد من الإدارة العامة لآثار القاهرة والجيزة ألقى من خلالها الضوء على قلعة الحجر الإسلامية، التي بنيت في العصر العثماني، و أسسها والي دمشق أسعد إسماعيل باشا العظم في سنة 985هـ (1375م)، وتقع في الجهة الشمالية من مركز الحجر علي طريق الحج الذي يربط الشام بالمدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة، وذلك لكي يستريح فيها الحجاج ، وبهذه القلعة يلتقي الحاج الشامي والحاج المصري ثم ينطلقا سويا إلى الديار المقدسة .
فيما أشار الدكتور محمد بن حمد خليص الحربي مستشار الموارد البشرية والتدريب من السعودية في ورقته (عيون الماء في العلا: تاريخ وتقنية وأعراف) أن مدينة العلا قد حباها الله بواد خصيب توفرت فيه المياه المنسابة بجداولها الجميلة وقد برع أهلها باستخراج عيون الماء والتي بلغت فوق الثمانين عينا وقاموا بتشريع استخدامها ووضعوا القوانين العرفية والأحكام الدقيقة لغرض الحفاظ على إستمراريتها وضمان توزيع تلك المياه بشكل عادل ومتساوي بين أهل العين. وتناول الخطوات والشروط العامة للعيون منذ اكتشافها وعمليات الصيانة الدورية للعين وأهم القوانين العرفية المتبعة في هذا المجال.
وتطرق بحث ( الحجر (مدائن صالح) نموذج من التراث الحضاري العربي) الذي قدمه الأستاذ فرج الله أحمد يوسف محمد من دار القوافل للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية إلى الحركة العمرانية الواسعة التي شهدتها مدائن صالح في عهد الملك النبطي حارثة الرابع (9 ق.م - 40م) فتحولت إلى عاصمة ثانية للأنباط بعد الرقيم (البتراء)، وناقش البحث الدور الحضاري للحجر من خلال نقوش مقابرها والتي تقدم نموذجًا للحضارة العربية في النواحي المعمارية من خلال النقوش التي سجلها النحاتين الأنباط على المقابر، ومن النواحي الاقتصادية من خلال ذكر المسكوكات وقيمها النقدية والتي سجلت على نقوش المقابر، ومن النواحي الاجتماعية من خلال المكانة السامية التي بلغتها المرأة في المجتمع النبطي ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما ترويه نقوش المقابر سواء من خلال نقوش المقابر التي شيدتها النساء، أو من خلال المقابر التي شيدها رجال لكن نقوشها توضح ما وصلت إليه المرأة من مكانة في مملكة الأنباط ، كما تطرق إلى الحجر بعد سقوط مملكة الأنباط سنة 106 م، وبعد ظهور الإسلام واستمرار دورها الحضاري طوال تلك الفترات مماجعلها في مقدمة المواقع الأثرية التي تقدم نموذجًا فريدًا للتراث الحضاري العربي، وأهلها أخيرًا للدخول ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
ثم ألقيت محاضرة عامة رأسها معالي أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد طاهر، وأشار الدكتور سعيد بن فايز السعيد عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود في الجزء الأول من المحاضرة عن ( نتائج الأعمال الميدانية الأثرية في موقع دادن (العلا) أن أعمال التنقيب التي يقوم بها فريق علمي من قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود منذ عام 1425هـ / 2004م في موقع دادان (الخريبة) عن مدينة متكاملة، تقع بمحاذاة جبل دادان، وأن الموقع يشتمل على وحدات معمارية تمثل دور العبادة والدور السكنية ومقابر منحوتة في سفح جبل دادان. وعثر في الموقع على عدد من النقوش الدادانية، واللحيانية، وبعض قطع العملة، وبقايا أواني فخارية وحجرية، ومجموعة من التماثيل الضخمة، والمجامر، وأدوات الزينة والمنحوتات.
وتناول د. مشلح بن كميخ المريخي من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود في محاضرته ( نتائج التنقيبات الأثرية في المابيات (قرح) خلال تسع مواسم من 1425ـ 1433هـ (2004 ـ 2013م) مدينة المابيات (قرح) وقال إنها تقع جنوب مدينة العلا بحوالي 20 كم، بالقرب من قرية مغيرة، وبلغت أوج ازدهارها منذ القرنين الثاني إلى الرابع الهجريين، وتعد من أهم المواقع الأثرية الإسلامية، وتناول العناصر المعمارية وتخطيط المدينة من خلال ما تم الكشف عنه خلال الأعمال الأثرية، متطرقاً إلى أهم المعثورات من الأحجار الكتابية، وشواهد القبور، والصنج الزجاجية، ومسكوكات إسلامية غالبها تعود للدولة الفاطمية.
ثم عقدت الجلسة العلمية الخامسة للمؤتمر والتي تناولت محور التراث العمراني ورأس الجلسة الأستاذ الدكتور طلال الشعبان وتناول بحث قدمه الأستاذ محسن بن فرحان القرني من الهيئة العامة للسياحة والآثار بعنوان (إعادة تأهيل وتطوير بلدة العلا التراثية : الإمكانات والتحديات) دراسة وضع البلدة العمراني وتقويم الآلية التي يجري من خلالها تطويرها والتعريف بموقع وتاريخ البلدة، والخصائص العمرانية لها ودراسة منهجية المحافظة على البلدة وإعادة تأهيلها من خلال التعرف على مشروع التطوير، وآلية التنفيذ، والتنظيم المؤسسي لإدارة البلدة، ومصادر التمويل، ومشاركة المجتمع المحلي، وتوصلت الدراسة إلى استنتاج أهم الايجابيات والسلبيات في مشروع البلدة، وعدد من التوصيات لتطوير القرى والبلدات التراثية في المملكة.
كما قدم الدكتور بدر بن عادل الفقير من قسم الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة الملك سعود ورقة بعنوان (آفاق تنمية المنتجات السياحية الطبيعية في محافظة العلا) كشف من خلالها العناصر الجغرافية الطبيعية التي يمكن أن تدعم تنمية القطاع السياحي في محافظة العلا .
وقدم الدكتور سامح عبد السلام عبد الحميد حسن والدكتور عبد الناصر بن عبدالرحمن محمد الزهراني ورقة (الترميم وإعادة التأهيل من إجراءات الصيانة المستدامة للمباني التراثية بالبلدة القديمة بمحافظة العلا المملكة العربية السعودية) أكدا من خلالها أن تأهيل المبنى وإعادة استخدامه هو الضمان الوحيد لاستمرار صيانته، إذ أن المبانِ القديمة عرضة لتأثير عوامل التلف المختلفة بعد ترميمها وغلقها ، وبالنظر إلى حالة المباني التراثية في مدينة العلا القديمة تعانى من مشكلات متعددة تتمثل في انهيارات لحوائطها الحاملة وأسقفها كما أن البعض منها أصبح على هيئة أطلال ، ووضعت الورقة خطة متكاملة لترميم وإعادة تأهيل المباني التراثية بالبلدة القديمة بمدينة العلا. وتشمل الدراسات التي تسبق عمليات الترميم الوقوف على تخطيط تلك المباني من أجل وضع استراتيجية واضحة لعمليات ترميمها، والتي يُراعى فيها العديد من الشروط والتي تضمن عدم التغيير في المبنى وعناصره.
كما قدم الباحثان عرفات سلطان ناجي الحبيشي ، ودرار سعيد عبده قايد الطويل من قسم العمارة بجامعة صنعاء ورقة بعنوان (التنمية السياحية لمناطق التراث العمراني: (إعادة تأهيل الأسواق التقليدية لمدينة إب القديمة حالة دراسية) تناولا من خلالها مدينة إب إحدى المدن اليمنية التي تحوي العديد من الأسواق التقليدية والتي عانت كثيرا لكي تحافظ على مكانتها كقطب جذب سياحي وكمحرك اقتصادي هام تتنفس منه المدينة، ومع مرور الزمن بدأت العديد من الأسواق داخل المدينة بالاضمحلال نتيجة العديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي أدت إلى إغلاق العديد من الأسواق، وتحول الدور الذي تلعبه هذه الأسواق من عوامل جذب سياحية واقتصادية محركة للمدينة إلى عبء إضافي للمدينة، والدور الذي تلعبه هذه الأسواق من خلال إعادة تأهيلها باعتبارها جزء من الموروث الثقافي والحضاري للمجتمع والذي من شأنه إحداث تنمية سياحية اقتصادية من خلال التفاعل مع كافة عناصر البيئة التراثية والعمرانية المحيطة.
بعد ذلك عقدت الجلسة السادسة للمؤتمر وتناولت محور آثار العلا وتاريخها ورأس الجلسة سعيد فايز السعيد عميد كلية الآثار بجامعة الملك سعود، وخلال الجلسة قدم الدكتور حسين بن علي أبو الحسن نائب الرئيس المساعد للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار ورقة بعنوان (الدور الحضاري لمملكة لحيان خلال الفترة من القرن السادس وحتى الثاني ق. م) أشار من خلالها أن محافظة العلا تعد من أبرز المناطق التي لها عمق تاريخي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتعاقبت على أرضها عدد من الحضارات منها حضارة دادان ولحيان التي اتخذت من العلا عاصمة لها خلال الفترة الواقعة بين القرن السادس والثاني قبل الميلاد وألقت الورقة الضوء على أبرز السمات الحضارية لمملكة لحيان من خلال النقوش المدونة على المباني الدينية التي تم التنقيب فيها وكذلك النقوش المنتشرة على واجهات الصخور وتركز على إبراز الدور السياسي والاقتصادي والديني للحيانيين في شمال غرب الجزيرة العربية.
كما تناولت الدكتورة رحمة عواد أحمد السناني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة في ورقتها (العلاقة بين العلا (دادان) وتيماء خلال النصف الأخير من الألف الأول قبل الميلاد ) بينت من خلالها أن واحتي العلا (دادان) وتيماء من أهم الواحات الواقعة على طرق التجارة البرية القديمة في الجزيرة العربية خلال النصف الأخير من الألف الأول ق. م. فالعلا تقع على الفرع الغربي من الطريق التجاري البري الذي يخترق الجزيرة العربية من جنوبها الى شمالها ويربطها بالمناطق الحضارية المجاورة في حين تقع تيماء على الفرع الشرقي للطريق المذكور. ومن هنا كان من الطبيعي أن تشتد المنافسة بين المدينتين والتي تترتب عليها تناوب سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية المهمة من الجزيرة العربية آنذاك, و إن نجحت العلا خلال العصر اللحياني في السيطرة على تيماء وضمها لدادان سياسيا وحضاريا كما دلت الآثار التي وجدت في تيماء تحديدا. و جميعها تنبأ بوضوح عن سيطرة كاملة للعلا (دادان) على تيماء تلك الواحة الاقتصادية المهمة والتي كان لها دور بارز في المنطقة خلال النصف الأخير من الألف الأول ق. م. ) وتناول البحث العلاقة بين واحتي العلا و تيماء منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد حتى نهايته مع دراسة للآثار الحضارية المترتبة على تلك العلاقة في كلا من العلا و تيماء.
وقدمت الدكتورة معزوزة علي موسى الزيتاوي من قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة ورقة بعنوان (الجوانب السياسية والحضارية في العلا من خلال رحلة يوليوس أوتينج في القرن التاسع عشر ) أوضحت من خلالها أن أهمية كتب الرحلات في كونها من أهم المصادر التي تعين المؤرخ والباحث في استقصاء معلوماته, فهي صور لمشاهد حية, ومباشرة, و بالتالي فمن الممكن الوثوق بها ، وأضافت " يعد كتاب يوليوس أوتينج المعنوّن بــِ (رحلة داخل الجزيرة العربية) مثالاً حياً على تلك الرحلات, حيث تبرز فيه العديد من الجوانب السياسية والحضارية التي كانت تتمتع بها شمال الجزيرة العربية على وجه العموم, و مدينة العلا على وجه الخصوص " فيما تكمن أهمية رحلة أوتينج في معلوماتها الدقيقة عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مدينة العلا آنذاك ، بالإضافة الى معلوماتها النادرة عن تاريخ وجغرافية تلك البلاد وأحوالها السياسية. كما ركز أوتينج في رحلته على وصف الطرق, والمسالك, ومناهل الآبار, وموارد المياه, وأهم المحاصيل الزراعية, وطرق الري. بالإضافة الى تناوله جوانب لا بأس بها من الصادرات والواردات من و إلى مدينة العلا.
وتناولت الدكتورة أمال رمضان عبد الحميد صديق من جامعة أم القرى (تاريخ مدينة العلا من خلال كتب الرحالة - دراسة تاريخية، حضارية، وصفية) في ورقة قدمتها أشارت من خلالها إلى الدور الحضاري لمدينة العلا، وما خلفه هذا الدور من إرث حضاري متمثلاً فيما كتبه الرحالة والمؤرخون، إضافة إلى الآثار الحضارية والمعمارية والتي ما زالت تشهد على تاريخ هذه المدينة العريق، وتفعيل دور مدينة العلا حضارياً من خلال تنشيط السياحة والسفر إليها.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بعقد محاضرة عامة رأسها الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار،
وتحدثت خلالها الدكتورة ليلى نعمي الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا في محاضرتها (التقنيات الأثرية بمدائن صالح) عن مشروع الحفريات في مدائن صالح منذ عام 2008، وفتح ما يقرب من عشرين مدفنة مختلف في مناطق مختلفة من المواقع القبور الأثرية . في واحدة من المدافن بنيت فوق مقبرة نبطية في جبل الخريمة. وفي المناطق السكنيةl فتحت ثمانية مقابر معظمها في الجزء الشمالي من المدينة. و تبين أن المباني المحلية تعود إلى ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي، كما تبين الدراسة أنها كرست لعبادة إله الشمس. في هته المحاضرة نعطي لمحة سريعة عن النتائج التي تم التوصل اليها خلال هذا البرنامج لمدة أربع سنوات .
وفي اليوم الثالث والأخير للمؤتمر الجلسة العلمية السابعة والذي تناولت محور إدارة موارد التراث الثقافي ورأسها الدكتور بدر عادل الفقير من جامعة الملك سعود حيث طرحت ورقة تحت عنوان أهمية الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية بمحافظة العلا قدمها الأستاذ سعيد القحطاني عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار أشار من خلالها أن الزائر أو السائح للعلا غالباً يبحث عن منتجات الحرف والصناعات اليدوية مما يتطلب تهيئة وتشجيع الاستثمار فيها، خاصة أن العلا تتميز بتوفر الخامات الأولية اللازمة لمزاولة الحرف والصناعات اليدوية التي تشير إليها هذه الدراسة مع التركيز على الميزة النسبية للاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية، وما يصاحب ذلك من توفر مصادر التمويل، وانخفاض حجم الاستثمارات المطلوبة في معظم فروع الحرف والصناعات اليدوية، ويعزى ذلك إلى توفر الخامات الطبيعية المحلية منخفضة القيمة إضافة إلى توفر المهارات اليدوية لدى الحرفيين الذين يعملون في أماكن إقامتهم دون تحملهم لتكاليف النقل والسكن. وترجح الدراسة أهمية الاستثمار في منتجات الحرف الملائمة والمتميزة بمواصفات مساعدة على تسويقها بأن تكون ذات جودة عالية، وملائمة في الحجم، وسهلة الحمل، وجميلة الشكل مثل إنتاج نماذج تذكارية عن المعالم البارزة في محافظة العلا ، وانتهت الدراسة إلى بعض التوصيات التي يقترح العمل بها مستقبلا لتشجيع وزيادة فرص الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية.
فيما ناقش الدكتور نعيم حسين الغالي من جامعة طيبة فرع العلا بورقته (التوظيف الاقتصادي للحرف والصناعات التقليدية في تونس: منطقة الوطن القبلي أنموذجا) وقال إن مختلف مناطق البلاد التونسية تزخر بتراث حرفي متنوع يحفظ الذاكرة الشعبية ويرسخ الهوية الوطنية ويقوم بدور اقتصادي واجتماعي هام، وتمثل الصناعات التقليدية اليوم رمزا للثقافة وللهوية الوطنية إضافة إلى دورها المتنامي في دعم مسار التنمية بما توفره من فرص التشغيل وما تضمنه من مصادر للدخل الخارجي ، وأشار أن منطقة الوطن القبلي تعتبر أول منطقة سياحية في تونس حيث تستقبل 1,2 مليون سائح أجنبي سنويا وهي كذلك أول منطقة في عدد المشاريع الحرفية التي تشغل أكثر من 35000 عامل وفي تصدير المنتجات الحرفية إلى الخارج. وتختص بتنوع تراثها الحرفي كالفخار والجبس والقرميد التقليدي والنسيج التقليدي والألياف النباتية والجلود والمصوغ والزجاج والعطور التقليدية ، مشيراً إلى مشكلة مدى مساهمة التراث الحرفي في تحقيق التنمية الاقتصادية بأهم منطقة سياحية في تونس، وإبراز تجربة ناجحة لتثمين التراث الحرفي وتوظيفه اقتصاديا واستعراض سبل حماية التراث الحرفي من التدهور والاندثار.
وقدمت الباحثة رو فيناي كيومار من الهند ورقة عمل بعنوان (إستراتيجية إدارة التراث: الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي في راخين (ميانمار). استعرض خلالها تجربة منطقة ميانمار في تطوير السياحة بالمنطقة والمحافظة على التراث ودور مختلف الأجهزة والقطاعات في تحقيق ذلك.
ثم قدم الباحث أشفق أحمد خان من تركيا ورقة عمل بعنوان (السياحة والمحافظة على التراث الثقافي في تركيا: وعي المجتمع ونموذج صيانة مدينة اسطنبول التاريخية.) شرح خلالها أهمية عملية الوعي المجتمعي فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي وبينت الورقة أن الوعي الثقافي في المجتمع المحلي بشأن المحافظة على التراث قد ارتفع إلى مستوى كبير مع جهود وزارة الثقافة والسياحة وتركيا والحكومات المحلية.
كما قدم الدكتور محمد عبد الله علي معروف من قسم ترميم الآثار بكلية الآداب بجامعة سوهاج ورقة بعنوان (الاستفادة من الحرف والصناعات التقليدية في التنمية المستدامة للمجتمعات ذات التراث الحضاري) تطرق من خلالها إلى الحرف التراثية في معظم البلدان العربية وعبر عصورها التاريخية وما تزخر به المتاحف العربية من تحف ومقتنيات فنية شتى سواء الفخارية أو الزجاجية أو الخشبية أو المعدنية، بالإضافة إلي صناعة المنسوجات الأثرية بكافة أنواعها من مفروشات وأزياء وبسط تدل علي مهارة الصانع العربي في تشكيل التراث الحضاري ، واستعرضت الورقة التحديات والصعوبات التي تواجه تنمية وتطور الحرف التراثية بمصر عامة وسيناء خاصة، كما استعرضت الجهود التي تبذل حاليا لمحاولة إنقاذ تلك الحرف من الاندثار وبحث سبل الاستفادة منها في تنمية وذلك من خلال وضع بعض الحلول العملية التي تحقق هذه الأهداف مدعمة بدراسة جدوى عن كيفية إقامة مشروع للحرف التراثية بأحد المجتمعات بما يضمن تحقيق الرخاء لمجتمعاتنا خاصة التي تنتمي للبيئات الصحراوية البسيطة .
ثم قدم الدكتور باتريك أكبوكو من قسم الآثار والسياحة في جامعة نيجيريا بحثا بعنوان (إدارة الموارد للتراث: تنمية السياحة في مملكة سوكور (نيجيريا) والعلا (المملكة العربية السعودية) دراسة تحليلية ومقارنة.) بين خلالها تمكن العديد من المعالم التاريخية في كل من المواقع، والتي ازدهرت لعدة قرون، من خلال المعايير والقيم المحلية. على الرغم من أن هذه الممارسات تخدم احتياجات المجتمعات المحلية، والرغبة في تسخير هذه الموارد، لاسيما السياحة الجماعية، وزادت فعالياتها. وبين أن العلا تضم العديد من المواقع الأثرية الفريدة
كما هدفت الورقة التعرف على مختلف مراحل إدارة التراث، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف في الموقعين، والدروس التي يمكن استخلاصها من ذلك.
ثم عقدت الجلسة العلمية الثامنة وتناولت محور التنمية السياحية ورأس الجلسة الأستاذ الدكتور محمد سالم العوفي وقدمت خلالها العديد من أوراق العمل حيث قدم الدكتور ماركسيانو ميلوتي من إيطاليا ورقة عمل بعنوان (إعادة اكتشاف السياحة الأثرية والتراثية: المشاكل العالمية ووجهات النظر المحلية) . استعرض خلالها مستقبل السياحة الأثرية والثقافية في ظل الأوضاع العالمية ووجهات النظر المحلية. مع طرح بعض الأمثلة لاتجاهات هذه السياحة ومشاكلها وآفاقها.
ثم قدم الباحث الدكتور أحمد بود مات سوم ماليزي الجنسية من كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها ورقة عمل بعنوان (إدارة فعاليات السياحة الموسمية في المملكة العربية السعودية: دراسة حالة لجزيرة فرسان.) بين خلالها أن السياحة الموسمية منتشرة في صناعة السياحة في العديد من البلدان. وبينت الدراسة أن الافتقار إلى البنية الأساسية والمرافق السياحية والحملات الترويجية، أدى إلى تقليل السياحة في الجزيرة قدمت مقترحات للتوزيع المتوازن للسياحة بالجزيرة وتحقيق المنافع الاقتصادية على مدار العام مما يساعد على التسويق والتخطيط الاستراتيجي وتنمية السياحة المستدامة.
وأكدت الباحثتان الدكتورة صابرين جابر عبد الجليل والدكتورة هالة أحمد علي جمعة في ورقتهما ( وكالات السفر والسياحة البديلة في مصر: جذب الأسواق المتخصصة لتسويق أنماط جديدة من السياحة ) أن مصر شهدت كوجهة سياحية فرص تنموية مهمة في مجال السياحة البديلة ورافقه عجز كبير في دور وكالات السفر كوسائط في تنمية برامج السياحة البديلة.ورغم أهمية أنماط السياحة الجديدة وتمتعها بالجذب السياحي إلا أنَّ معدل التنافسية منخفض وهذا يتطلب جهدا لدراسة دور وكالات السفر في التسويق لهذه الأنواع من السياحة.وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الدور الذي تلعبه تلك الوكالات في الوقت الحاضر لتسويق برامج السياحة البديلة والسياحة البيئية خاصة في الأسواق الجديدة الباحثة عن تنوع الأنشطة السياحية .
وخلال فعاليات اليوم الثاني والثالث عقدت 4 ورش عمل حيث ناقشت ورشة عمل ( السياحة البيئية والزراعية ) التي أدارها الدكتور سامي محمد زلط السياحة البيئية والزراعية ومكوناتهما وعرض التجارب العالمية في مجال السياحة البيئية والزراعية ومكونات السياحة البيئية والزراعية بمحافظة العلا وعرض تجربة مجتمعية لزراعة أشجار البان "Moringa" والتخلص من نبات العنم المتطفل بهدف خدمة وتنمية المجتمع المحلي ومناقشة عامة للتعرف على مصادر القوة والضعف والفرص المتاحة والتهديدات "التحليل الرباعي" (SWOT Analysis) وسبل تنمية السياحة البيئية والزراعية بمحافظة العلا فيما أدار ورشة العمل الرابعة في المؤتمر( تأهيل المواقع الأثرية ) الدكتور بندر بن محمد المالك وناقشت تأهيل موقعي الخريبة الأثري والمابيات الإسلامي ليكونا معلماً تاريخياً وشاهداً حضارياً يمكن زيارته، وليكون مؤثراً إيجابياً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في العلا ، وعرض المكتشفات الأثرية للدارسين والباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي وزائري المنطقة ، وترتيب زيارات منظمة للراغبين في الاطلاع على التراث الثقافي للعلا ضمن برنامج يخدم السياحةالثقافية بمنطقة المدينة المنورة. ثم دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
كما عقدت في اليوم الثالث ورشة العمل الخامسة والتي تحت عنوان التراث الثقافي غير المادي وأدارها الدكتور علي العنبر وناقشت تفعيل عناصر التراث الثقافي غير المادي القابلة للتنمية والتطوير، واستثمارها في المجال السياحي وإثراء فكر الفرد السعودي بأهمية الموروث الشعبي وتحقيق التواصل مع التراث وإبراز التراث الثقافي غير المادي كواحد من أهم صور التنوع في تراث المملكة وتفعيل علاقة المواطنين بتراثهم الثقافي اللامادي وطرح آفاق جديدة للاستفادة من التراث غير المادي خدمة لأهداف تربوية وإعلامية واقتصادية واجتماعية.








تواصلت في محافظة العلا فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة والذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وشهد حفل افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وشهد اليوم الثاني والثالث للمؤتمر عقد 6 جلسات علمية حيث عقدت الجلسة الثالثة التي عقدت برئاسة الدكتور سعود الذياب من جامعة الملك سعود وتناولت محور التنمية السياحية وطرح خلالها الدكتور نعيم حسين الغالي والدكتور عادل حسين الرحامنة من جامعة طيبة في بحثهما (التراث الحضاري وتنمية السياحة الثقافية في محافظة العلا: الواقع والآفاق) المواقع الأثرية والمعالم التاريخية التي تعكس دور المملكة في تطور الحضارة الإنسانية. وتشكل محافظة العلا مخزونا هاما من التراث الحضاري المميز على مستوى المملكة بما تحويه من مواقع أثرية ومباني تاريخية تعود إلى حضارات عديدة وتراث حرفي وموروث شعبي (العادات والتقاليد والشعر) وهي مقومات هامة يمكن تثمينها لتطوير منتج سياحي يحول المنطقة إلى وجهة للسياحة الثقافية ، وأكدا أنه على الرغم من تطور طاقة الإيواء الفندقي وشبه الفندقي وخدمات الترفيه وشبكة النقل وتدعم البنية الأساسية بإنشاء المطار فإن مدينة العلا لم تتمكن من التحول إلى مركز سياحي هام على مستوى المملكة العربية السعودية حيث تشير الإحصائيات إلى تواضع عدد الوافدين ولم يتجاوز عدد الرحلات السياحية باتجاه العلا 15452 رحلة سنة 2010 م وحدد البحث عناصر التراث الحضاري في العلا من مواقع أثرية ومباني تاريخية ومتاحف وحرف وصناعات تقليدية وتراث شعبي، وواقع النشاط السياحي في المحافظة من خدمات الإقامة والنقل والترفيه وعدد الزائرين، واقترحا مخططا إستراتيجيا لتنمية السياحية الثقافية بالعلا.
فيما قدم الدكتور وليد بن كساب الحميدي نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع المناطق بحث بعنوان (خطة التنمية السياحية بمحافظة العلا) أوضح من خلاله أن محافظة العلا تتميز بإرث ثقافي وطبيعي يؤهلها باحتلال موقع مميز على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية. فالمحافظة غنية بمواقع التراث العمراني، والمواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ في الخريبة والحجر والتي من أبرزها مدائن صالح والتي تم تسجيلها مؤخراً كموقع تراث عالمي كإقرار عالمي بالقيمة الثقافية للموقع، متناولاً جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاءها بمنطقة المدينة المنورة في إعداد خطة التنمية السياحية لمحافظة العلا كأحد الأدوات الهامة في توفير إطار للتخطيط الشامل والمتكامل لتنمية السياحة المستدامة التي تراعي التوازن ما بين التنمية السياحية والعمرانية من جهة، والمحافظة على الآثار والبيئة من جهة أخرى، ومسلطاً الضوء على أبرز التوجهات السياحية للمحافظة العلا وأبرز المشاريع السياحية الرائدة ذات الأولوية التي تحقق تطلعات ورؤية المحافظة في تنمية سياحية مستدامة ، مستعرضاً بالوقت ذاته أبرز ملامح الخطة التنموية السياحية لمحافظة العلا .
كما قدم الدكتور علي بن عيسى الشعبي والدكتور منصور الشقيرات من قسم إدارة السفر والسياحة بكلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها بحث (الخدمات السياحية في المملكة العربية السعودية: حالة محافظة الدرب) تناولا من خلاله واقع الخدمات والمرافق السياحية في محافظة الدرب وتقييم مستوى جودة الخدمات السياحية المقدمة في المرافق السياحية في المحافظة، وتضمنت ورقتهما مقترحات لتطوير وتحسين الواقع السياحي والاستثماري في المحافظة, والتعرف على دور متغيرات الجنس والعمر ونوع السياحة والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم على معايير جودة الخدمات السياحية ومدى إمكانية الاستثمار السياحي في المحافظة من وجهة نظر السياح المحليين، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تنمية الطاقة البشرية التي يحتاج إليها قطاع السياحة وضرورة الاستخدام الجيد للموارد السياحية المتاحة وتوفر المرونة إلى الاستثمارات السياحية.
ثم قدم الدكتور سيدات يوكسيل من كلية العلوم التطبيقية بسلطنة عمان ورقة عمل بعنوان (دور المجموعات المستفيدة من مجال السياحة في تسويق وجهة سياحية : مقترح للعلا). استعرض خلالها السياحة كمحفز لتظير وتنمية المجالات الاقتصادية والسياحية، واهتمام تلك المجموعات لجذب المزيد من السواح والاستفادة من الكفاءات والموارد وتنسيق الجهود للتسويق السياحي.
وقال الدكتور عبد العزيز فهد الهزاع من الهيئة العامة للسياحة والآثار في ورقته (الفرص الوظيفية في المسارات السياحية الناشئة بالمملكة) أن التنمية السياحية في المملكة تهدف إلى زيادة إسهام قطاع السياحة في الإقتصاد الوطني، ويأتي في الدرجة الأولى إستحداث فرص عمل للمواطنين حيث يشكل هذا المحور أحد الركائز الأساسية للإستراتيجية العامة للسياحة. لذا بادرت الهيئة بعد إنشائها مباشرة بتأسيس مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية (تكامل) بهدف تطوير وتأهيل القوى العاملة الوطنية للعمل في القطاع السياحي. وأضاف أن قطاع السياحة يعد من أكبر القطاعات المولدة للفرص الوظيفية حيث تجاوز إجمالي الوظائف الفعلية المباشرة بنهاية عام 2011م (670) ألف وظيفة مباشرة، منها (177) ألف وظيفة يشغلها سعوديون. ويأتي ترتيب قطاع السياحة كثاني أعلى قطاع بعد البنوك تحقيقاً لنسبة السعودة والتي تجاوزت (26%)، كما ساهم التوظيف في قطاع السياحة بما نسبته (9.1%) من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص ، وأن أهم ما يميز قطاع السياحة، قدرته على إيجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة على جميع المستويات العمرية والتعليمية، وفي مختلف المواقع والمناطق (مدن ومناطق ريفية). وقدرت الخطة الإستراتيجية المحدثة أن يبلغ إجمالي العاملين في قطاع السياحة بالمملكة بنهاية عام 2015م (1.3) مليون وثلاثة مائة ألف (وظائف مباشرة وغير مباشرة) منها (841) ألف وظيفة مباشرة.
وقدم كل من الدكتور رشدان حميد المطرفي من جامعة طيبة والدكتور علي حسن الأحمدي من جامعة القصيم ورقة عمل بعنوان (مدى تضمن محتوى منهج العلوم المطورة في المرحلة المتوسطة لمفاهيم السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية .. دراسة تحليلية) وهدفت الورقة إلى التعرف على واقع السياحة البيئية كمفهوم حديث يتضمن عدد من المفاهيم الفرعية، ومدى توافرها في محتوى مناهج العلوم المطورة التي تدرس للطلاب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، وقدمت في ضوئها عدد من التوصيات، التي ستسهم بإذن الله في دعم وتنمية توثيق العلاقة بين مكونات المنظومة التربوية عموما والمناهج الدراسية خصوصا، وبين متطلبات التنمية السياحية في المملكة العربية السعودية.
ثم عقدت الجلسة العلمية الرابعة وتناولت محور أثار العلا وتاريخها ورأس الجلسة الدكتور محمد سلطان العتيبي وقدمت الباحثة الدكتورة السندرا أفنزيني من إيطاليا ورقة عمل بعنوان (النقوش المعينية في العلا: الأرشيف الرقمي والمتحف الافتراضي) حيث ناقشت بعض الملامح اللغوية والثقافية، إلى جانب المشاكل التاريخية المرتبطة بمملكة سبأ ومملكة معين وتجارة القوافل على طول الحجاز، وقدمت مشروعا يتعلق بإنشاء المتحف الافتراضي.
وتضمنت الجلسة ورقة عمل بعنوان (قلعة الحجر الإسلامية وقلعة السلطان سليمان القانوني- دراسة أثرية مقارنة) قدمها الدكتور محمد حمدي متولي سيد أحمد من الإدارة العامة لآثار القاهرة والجيزة ألقى من خلالها الضوء على قلعة الحجر الإسلامية، التي بنيت في العصر العثماني، و أسسها والي دمشق أسعد إسماعيل باشا العظم في سنة 985هـ (1375م)، وتقع في الجهة الشمالية من مركز الحجر علي طريق الحج الذي يربط الشام بالمدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة، وذلك لكي يستريح فيها الحجاج ، وبهذه القلعة يلتقي الحاج الشامي والحاج المصري ثم ينطلقا سويا إلى الديار المقدسة .
فيما أشار الدكتور محمد بن حمد خليص الحربي مستشار الموارد البشرية والتدريب من السعودية في ورقته (عيون الماء في العلا: تاريخ وتقنية وأعراف) أن مدينة العلا قد حباها الله بواد خصيب توفرت فيه المياه المنسابة بجداولها الجميلة وقد برع أهلها باستخراج عيون الماء والتي بلغت فوق الثمانين عينا وقاموا بتشريع استخدامها ووضعوا القوانين العرفية والأحكام الدقيقة لغرض الحفاظ على إستمراريتها وضمان توزيع تلك المياه بشكل عادل ومتساوي بين أهل العين. وتناول الخطوات والشروط العامة للعيون منذ اكتشافها وعمليات الصيانة الدورية للعين وأهم القوانين العرفية المتبعة في هذا المجال.
وتطرق بحث ( الحجر (مدائن صالح) نموذج من التراث الحضاري العربي) الذي قدمه الأستاذ فرج الله أحمد يوسف محمد من دار القوافل للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية إلى الحركة العمرانية الواسعة التي شهدتها مدائن صالح في عهد الملك النبطي حارثة الرابع (9 ق.م - 40م) فتحولت إلى عاصمة ثانية للأنباط بعد الرقيم (البتراء)، وناقش البحث الدور الحضاري للحجر من خلال نقوش مقابرها والتي تقدم نموذجًا للحضارة العربية في النواحي المعمارية من خلال النقوش التي سجلها النحاتين الأنباط على المقابر، ومن النواحي الاقتصادية من خلال ذكر المسكوكات وقيمها النقدية والتي سجلت على نقوش المقابر، ومن النواحي الاجتماعية من خلال المكانة السامية التي بلغتها المرأة في المجتمع النبطي ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما ترويه نقوش المقابر سواء من خلال نقوش المقابر التي شيدتها النساء، أو من خلال المقابر التي شيدها رجال لكن نقوشها توضح ما وصلت إليه المرأة من مكانة في مملكة الأنباط ، كما تطرق إلى الحجر بعد سقوط مملكة الأنباط سنة 106 م، وبعد ظهور الإسلام واستمرار دورها الحضاري طوال تلك الفترات مماجعلها في مقدمة المواقع الأثرية التي تقدم نموذجًا فريدًا للتراث الحضاري العربي، وأهلها أخيرًا للدخول ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
ثم ألقيت محاضرة عامة رأسها معالي أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد طاهر، وأشار الدكتور سعيد بن فايز السعيد عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود في الجزء الأول من المحاضرة عن ( نتائج الأعمال الميدانية الأثرية في موقع دادن (العلا) أن أعمال التنقيب التي يقوم بها فريق علمي من قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود منذ عام 1425هـ / 2004م في موقع دادان (الخريبة) عن مدينة متكاملة، تقع بمحاذاة جبل دادان، وأن الموقع يشتمل على وحدات معمارية تمثل دور العبادة والدور السكنية ومقابر منحوتة في سفح جبل دادان. وعثر في الموقع على عدد من النقوش الدادانية، واللحيانية، وبعض قطع العملة، وبقايا أواني فخارية وحجرية، ومجموعة من التماثيل الضخمة، والمجامر، وأدوات الزينة والمنحوتات.
وتناول د. مشلح بن كميخ المريخي من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود في محاضرته ( نتائج التنقيبات الأثرية في المابيات (قرح) خلال تسع مواسم من 1425ـ 1433هـ (2004 ـ 2013م) مدينة المابيات (قرح) وقال إنها تقع جنوب مدينة العلا بحوالي 20 كم، بالقرب من قرية مغيرة، وبلغت أوج ازدهارها منذ القرنين الثاني إلى الرابع الهجريين، وتعد من أهم المواقع الأثرية الإسلامية، وتناول العناصر المعمارية وتخطيط المدينة من خلال ما تم الكشف عنه خلال الأعمال الأثرية، متطرقاً إلى أهم المعثورات من الأحجار الكتابية، وشواهد القبور، والصنج الزجاجية، ومسكوكات إسلامية غالبها تعود للدولة الفاطمية.
ثم عقدت الجلسة العلمية الخامسة للمؤتمر والتي تناولت محور التراث العمراني ورأس الجلسة الأستاذ الدكتور طلال الشعبان وتناول بحث قدمه الأستاذ محسن بن فرحان القرني من الهيئة العامة للسياحة والآثار بعنوان (إعادة تأهيل وتطوير بلدة العلا التراثية : الإمكانات والتحديات) دراسة وضع البلدة العمراني وتقويم الآلية التي يجري من خلالها تطويرها والتعريف بموقع وتاريخ البلدة، والخصائص العمرانية لها ودراسة منهجية المحافظة على البلدة وإعادة تأهيلها من خلال التعرف على مشروع التطوير، وآلية التنفيذ، والتنظيم المؤسسي لإدارة البلدة، ومصادر التمويل، ومشاركة المجتمع المحلي، وتوصلت الدراسة إلى استنتاج أهم الايجابيات والسلبيات في مشروع البلدة، وعدد من التوصيات لتطوير القرى والبلدات التراثية في المملكة.
كما قدم الدكتور بدر بن عادل الفقير من قسم الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة الملك سعود ورقة بعنوان (آفاق تنمية المنتجات السياحية الطبيعية في محافظة العلا) كشف من خلالها العناصر الجغرافية الطبيعية التي يمكن أن تدعم تنمية القطاع السياحي في محافظة العلا .
وقدم الدكتور سامح عبد السلام عبد الحميد حسن والدكتور عبد الناصر بن عبدالرحمن محمد الزهراني ورقة (الترميم وإعادة التأهيل من إجراءات الصيانة المستدامة للمباني التراثية بالبلدة القديمة بمحافظة العلا المملكة العربية السعودية) أكدا من خلالها أن تأهيل المبنى وإعادة استخدامه هو الضمان الوحيد لاستمرار صيانته، إذ أن المبانِ القديمة عرضة لتأثير عوامل التلف المختلفة بعد ترميمها وغلقها ، وبالنظر إلى حالة المباني التراثية في مدينة العلا القديمة تعانى من مشكلات متعددة تتمثل في انهيارات لحوائطها الحاملة وأسقفها كما أن البعض منها أصبح على هيئة أطلال ، ووضعت الورقة خطة متكاملة لترميم وإعادة تأهيل المباني التراثية بالبلدة القديمة بمدينة العلا. وتشمل الدراسات التي تسبق عمليات الترميم الوقوف على تخطيط تلك المباني من أجل وضع استراتيجية واضحة لعمليات ترميمها، والتي يُراعى فيها العديد من الشروط والتي تضمن عدم التغيير في المبنى وعناصره.
كما قدم الباحثان عرفات سلطان ناجي الحبيشي ، ودرار سعيد عبده قايد الطويل من قسم العمارة بجامعة صنعاء ورقة بعنوان (التنمية السياحية لمناطق التراث العمراني: (إعادة تأهيل الأسواق التقليدية لمدينة إب القديمة حالة دراسية) تناولا من خلالها مدينة إب إحدى المدن اليمنية التي تحوي العديد من الأسواق التقليدية والتي عانت كثيرا لكي تحافظ على مكانتها كقطب جذب سياحي وكمحرك اقتصادي هام تتنفس منه المدينة، ومع مرور الزمن بدأت العديد من الأسواق داخل المدينة بالاضمحلال نتيجة العديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي أدت إلى إغلاق العديد من الأسواق، وتحول الدور الذي تلعبه هذه الأسواق من عوامل جذب سياحية واقتصادية محركة للمدينة إلى عبء إضافي للمدينة، والدور الذي تلعبه هذه الأسواق من خلال إعادة تأهيلها باعتبارها جزء من الموروث الثقافي والحضاري للمجتمع والذي من شأنه إحداث تنمية سياحية اقتصادية من خلال التفاعل مع كافة عناصر البيئة التراثية والعمرانية المحيطة.
بعد ذلك عقدت الجلسة السادسة للمؤتمر وتناولت محور آثار العلا وتاريخها ورأس الجلسة سعيد فايز السعيد عميد كلية الآثار بجامعة الملك سعود، وخلال الجلسة قدم الدكتور حسين بن علي أبو الحسن نائب الرئيس المساعد للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار ورقة بعنوان (الدور الحضاري لمملكة لحيان خلال الفترة من القرن السادس وحتى الثاني ق. م) أشار من خلالها أن محافظة العلا تعد من أبرز المناطق التي لها عمق تاريخي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتعاقبت على أرضها عدد من الحضارات منها حضارة دادان ولحيان التي اتخذت من العلا عاصمة لها خلال الفترة الواقعة بين القرن السادس والثاني قبل الميلاد وألقت الورقة الضوء على أبرز السمات الحضارية لمملكة لحيان من خلال النقوش المدونة على المباني الدينية التي تم التنقيب فيها وكذلك النقوش المنتشرة على واجهات الصخور وتركز على إبراز الدور السياسي والاقتصادي والديني للحيانيين في شمال غرب الجزيرة العربية.
كما تناولت الدكتورة رحمة عواد أحمد السناني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة في ورقتها (العلاقة بين العلا (دادان) وتيماء خلال النصف الأخير من الألف الأول قبل الميلاد ) بينت من خلالها أن واحتي العلا (دادان) وتيماء من أهم الواحات الواقعة على طرق التجارة البرية القديمة في الجزيرة العربية خلال النصف الأخير من الألف الأول ق. م. فالعلا تقع على الفرع الغربي من الطريق التجاري البري الذي يخترق الجزيرة العربية من جنوبها الى شمالها ويربطها بالمناطق الحضارية المجاورة في حين تقع تيماء على الفرع الشرقي للطريق المذكور. ومن هنا كان من الطبيعي أن تشتد المنافسة بين المدينتين والتي تترتب عليها تناوب سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية المهمة من الجزيرة العربية آنذاك, و إن نجحت العلا خلال العصر اللحياني في السيطرة على تيماء وضمها لدادان سياسيا وحضاريا كما دلت الآثار التي وجدت في تيماء تحديدا. و جميعها تنبأ بوضوح عن سيطرة كاملة للعلا (دادان) على تيماء تلك الواحة الاقتصادية المهمة والتي كان لها دور بارز في المنطقة خلال النصف الأخير من الألف الأول ق. م. ) وتناول البحث العلاقة بين واحتي العلا و تيماء منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد حتى نهايته مع دراسة للآثار الحضارية المترتبة على تلك العلاقة في كلا من العلا و تيماء.
وقدمت الدكتورة معزوزة علي موسى الزيتاوي من قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة ورقة بعنوان (الجوانب السياسية والحضارية في العلا من خلال رحلة يوليوس أوتينج في القرن التاسع عشر ) أوضحت من خلالها أن أهمية كتب الرحلات في كونها من أهم المصادر التي تعين المؤرخ والباحث في استقصاء معلوماته, فهي صور لمشاهد حية, ومباشرة, و بالتالي فمن الممكن الوثوق بها ، وأضافت " يعد كتاب يوليوس أوتينج المعنوّن بــِ (رحلة داخل الجزيرة العربية) مثالاً حياً على تلك الرحلات, حيث تبرز فيه العديد من الجوانب السياسية والحضارية التي كانت تتمتع بها شمال الجزيرة العربية على وجه العموم, و مدينة العلا على وجه الخصوص " فيما تكمن أهمية رحلة أوتينج في معلوماتها الدقيقة عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مدينة العلا آنذاك ، بالإضافة الى معلوماتها النادرة عن تاريخ وجغرافية تلك البلاد وأحوالها السياسية. كما ركز أوتينج في رحلته على وصف الطرق, والمسالك, ومناهل الآبار, وموارد المياه, وأهم المحاصيل الزراعية, وطرق الري. بالإضافة الى تناوله جوانب لا بأس بها من الصادرات والواردات من و إلى مدينة العلا.
وتناولت الدكتورة أمال رمضان عبد الحميد صديق من جامعة أم القرى (تاريخ مدينة العلا من خلال كتب الرحالة - دراسة تاريخية، حضارية، وصفية) في ورقة قدمتها أشارت من خلالها إلى الدور الحضاري لمدينة العلا، وما خلفه هذا الدور من إرث حضاري متمثلاً فيما كتبه الرحالة والمؤرخون، إضافة إلى الآثار الحضارية والمعمارية والتي ما زالت تشهد على تاريخ هذه المدينة العريق، وتفعيل دور مدينة العلا حضارياً من خلال تنشيط السياحة والسفر إليها.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بعقد محاضرة عامة رأسها الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار،
وتحدثت خلالها الدكتورة ليلى نعمي الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا في محاضرتها (التقنيات الأثرية بمدائن صالح) عن مشروع الحفريات في مدائن صالح منذ عام 2008، وفتح ما يقرب من عشرين مدفنة مختلف في مناطق مختلفة من المواقع القبور الأثرية . في واحدة من المدافن بنيت فوق مقبرة نبطية في جبل الخريمة. وفي المناطق السكنيةl فتحت ثمانية مقابر معظمها في الجزء الشمالي من المدينة. و تبين أن المباني المحلية تعود إلى ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي، كما تبين الدراسة أنها كرست لعبادة إله الشمس. في هته المحاضرة نعطي لمحة سريعة عن النتائج التي تم التوصل اليها خلال هذا البرنامج لمدة أربع سنوات .
وفي اليوم الثالث والأخير للمؤتمر الجلسة العلمية السابعة والذي تناولت محور إدارة موارد التراث الثقافي ورأسها الدكتور بدر عادل الفقير من جامعة الملك سعود حيث طرحت ورقة تحت عنوان أهمية الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية بمحافظة العلا قدمها الأستاذ سعيد القحطاني عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار أشار من خلالها أن الزائر أو السائح للعلا غالباً يبحث عن منتجات الحرف والصناعات اليدوية مما يتطلب تهيئة وتشجيع الاستثمار فيها، خاصة أن العلا تتميز بتوفر الخامات الأولية اللازمة لمزاولة الحرف والصناعات اليدوية التي تشير إليها هذه الدراسة مع التركيز على الميزة النسبية للاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية، وما يصاحب ذلك من توفر مصادر التمويل، وانخفاض حجم الاستثمارات المطلوبة في معظم فروع الحرف والصناعات اليدوية، ويعزى ذلك إلى توفر الخامات الطبيعية المحلية منخفضة القيمة إضافة إلى توفر المهارات اليدوية لدى الحرفيين الذين يعملون في أماكن إقامتهم دون تحملهم لتكاليف النقل والسكن. وترجح الدراسة أهمية الاستثمار في منتجات الحرف الملائمة والمتميزة بمواصفات مساعدة على تسويقها بأن تكون ذات جودة عالية، وملائمة في الحجم، وسهلة الحمل، وجميلة الشكل مثل إنتاج نماذج تذكارية عن المعالم البارزة في محافظة العلا ، وانتهت الدراسة إلى بعض التوصيات التي يقترح العمل بها مستقبلا لتشجيع وزيادة فرص الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية.
فيما ناقش الدكتور نعيم حسين الغالي من جامعة طيبة فرع العلا بورقته (التوظيف الاقتصادي للحرف والصناعات التقليدية في تونس: منطقة الوطن القبلي أنموذجا) وقال إن مختلف مناطق البلاد التونسية تزخر بتراث حرفي متنوع يحفظ الذاكرة الشعبية ويرسخ الهوية الوطنية ويقوم بدور اقتصادي واجتماعي هام، وتمثل الصناعات التقليدية اليوم رمزا للثقافة وللهوية الوطنية إضافة إلى دورها المتنامي في دعم مسار التنمية بما توفره من فرص التشغيل وما تضمنه من مصادر للدخل الخارجي ، وأشار أن منطقة الوطن القبلي تعتبر أول منطقة سياحية في تونس حيث تستقبل 1,2 مليون سائح أجنبي سنويا وهي كذلك أول منطقة في عدد المشاريع الحرفية التي تشغل أكثر من 35000 عامل وفي تصدير المنتجات الحرفية إلى الخارج. وتختص بتنوع تراثها الحرفي كالفخار والجبس والقرميد التقليدي والنسيج التقليدي والألياف النباتية والجلود والمصوغ والزجاج والعطور التقليدية ، مشيراً إلى مشكلة مدى مساهمة التراث الحرفي في تحقيق التنمية الاقتصادية بأهم منطقة سياحية في تونس، وإبراز تجربة ناجحة لتثمين التراث الحرفي وتوظيفه اقتصاديا واستعراض سبل حماية التراث الحرفي من التدهور والاندثار.
وقدمت الباحثة رو فيناي كيومار من الهند ورقة عمل بعنوان (إستراتيجية إدارة التراث: الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي في راخين (ميانمار). استعرض خلالها تجربة منطقة ميانمار في تطوير السياحة بالمنطقة والمحافظة على التراث ودور مختلف الأجهزة والقطاعات في تحقيق ذلك.
ثم قدم الباحث أشفق أحمد خان من تركيا ورقة عمل بعنوان (السياحة والمحافظة على التراث الثقافي في تركيا: وعي المجتمع ونموذج صيانة مدينة اسطنبول التاريخية.) شرح خلالها أهمية عملية الوعي المجتمعي فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي وبينت الورقة أن الوعي الثقافي في المجتمع المحلي بشأن المحافظة على التراث قد ارتفع إلى مستوى كبير مع جهود وزارة الثقافة والسياحة وتركيا والحكومات المحلية.
كما قدم الدكتور محمد عبد الله علي معروف من قسم ترميم الآثار بكلية الآداب بجامعة سوهاج ورقة بعنوان (الاستفادة من الحرف والصناعات التقليدية في التنمية المستدامة للمجتمعات ذات التراث الحضاري) تطرق من خلالها إلى الحرف التراثية في معظم البلدان العربية وعبر عصورها التاريخية وما تزخر به المتاحف العربية من تحف ومقتنيات فنية شتى سواء الفخارية أو الزجاجية أو الخشبية أو المعدنية، بالإضافة إلي صناعة المنسوجات الأثرية بكافة أنواعها من مفروشات وأزياء وبسط تدل علي مهارة الصانع العربي في تشكيل التراث الحضاري ، واستعرضت الورقة التحديات والصعوبات التي تواجه تنمية وتطور الحرف التراثية بمصر عامة وسيناء خاصة، كما استعرضت الجهود التي تبذل حاليا لمحاولة إنقاذ تلك الحرف من الاندثار وبحث سبل الاستفادة منها في تنمية وذلك من خلال وضع بعض الحلول العملية التي تحقق هذه الأهداف مدعمة بدراسة جدوى عن كيفية إقامة مشروع للحرف التراثية بأحد المجتمعات بما يضمن تحقيق الرخاء لمجتمعاتنا خاصة التي تنتمي للبيئات الصحراوية البسيطة .
ثم قدم الدكتور باتريك أكبوكو من قسم الآثار والسياحة في جامعة نيجيريا بحثا بعنوان (إدارة الموارد للتراث: تنمية السياحة في مملكة سوكور (نيجيريا) والعلا (المملكة العربية السعودية) دراسة تحليلية ومقارنة.) بين خلالها تمكن العديد من المعالم التاريخية في كل من المواقع، والتي ازدهرت لعدة قرون، من خلال المعايير والقيم المحلية. على الرغم من أن هذه الممارسات تخدم احتياجات المجتمعات المحلية، والرغبة في تسخير هذه الموارد، لاسيما السياحة الجماعية، وزادت فعالياتها. وبين أن العلا تضم العديد من المواقع الأثرية الفريدة
كما هدفت الورقة التعرف على مختلف مراحل إدارة التراث، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف في الموقعين، والدروس التي يمكن استخلاصها من ذلك.
ثم عقدت الجلسة العلمية الثامنة وتناولت محور التنمية السياحية ورأس الجلسة الأستاذ الدكتور محمد سالم العوفي وقدمت خلالها العديد من أوراق العمل حيث قدم الدكتور ماركسيانو ميلوتي من إيطاليا ورقة عمل بعنوان (إعادة اكتشاف السياحة الأثرية والتراثية: المشاكل العالمية ووجهات النظر المحلية) . استعرض خلالها مستقبل السياحة الأثرية والثقافية في ظل الأوضاع العالمية ووجهات النظر المحلية. مع طرح بعض الأمثلة لاتجاهات هذه السياحة ومشاكلها وآفاقها.
ثم قدم الباحث الدكتور أحمد بود مات سوم ماليزي الجنسية من كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها ورقة عمل بعنوان (إدارة فعاليات السياحة الموسمية في المملكة العربية السعودية: دراسة حالة لجزيرة فرسان.) بين خلالها أن السياحة الموسمية منتشرة في صناعة السياحة في العديد من البلدان. وبينت الدراسة أن الافتقار إلى البنية الأساسية والمرافق السياحية والحملات الترويجية، أدى إلى تقليل السياحة في الجزيرة قدمت مقترحات للتوزيع المتوازن للسياحة بالجزيرة وتحقيق المنافع الاقتصادية على مدار العام مما يساعد على التسويق والتخطيط الاستراتيجي وتنمية السياحة المستدامة.
وأكدت الباحثتان الدكتورة صابرين جابر عبد الجليل والدكتورة هالة أحمد علي جمعة في ورقتهما ( وكالات السفر والسياحة البديلة في مصر: جذب الأسواق المتخصصة لتسويق أنماط جديدة من السياحة ) أن مصر شهدت كوجهة سياحية فرص تنموية مهمة في مجال السياحة البديلة ورافقه عجز كبير في دور وكالات السفر كوسائط في تنمية برامج السياحة البديلة.ورغم أهمية أنماط السياحة الجديدة وتمتعها بالجذب السياحي إلا أنَّ معدل التنافسية منخفض وهذا يتطلب جهدا لدراسة دور وكالات السفر في التسويق لهذه الأنواع من السياحة.وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الدور الذي تلعبه تلك الوكالات في الوقت الحاضر لتسويق برامج السياحة البديلة والسياحة البيئية خاصة في الأسواق الجديدة الباحثة عن تنوع الأنشطة السياحية .
وخلال فعاليات اليوم الثاني والثالث عقدت 4 ورش عمل حيث ناقشت ورشة عمل ( السياحة البيئية والزراعية ) التي أدارها الدكتور سامي محمد زلط السياحة البيئية والزراعية ومكوناتهما وعرض التجارب العالمية في مجال السياحة البيئية والزراعية ومكونات السياحة البيئية والزراعية بمحافظة العلا وعرض تجربة مجتمعية لزراعة أشجار البان "Moringa" والتخلص من نبات العنم المتطفل بهدف خدمة وتنمية المجتمع المحلي ومناقشة عامة للتعرف على مصادر القوة والضعف والفرص المتاحة والتهديدات "التحليل الرباعي" (SWOT Analysis) وسبل تنمية السياحة البيئية والزراعية بمحافظة العلا فيما أدار ورشة العمل الرابعة في المؤتمر( تأهيل المواقع الأثرية ) الدكتور بندر بن محمد المالك وناقشت تأهيل موقعي الخريبة الأثري والمابيات الإسلامي ليكونا معلماً تاريخياً وشاهداً حضارياً يمكن زيارته، وليكون مؤثراً إيجابياً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في العلا ، وعرض المكتشفات الأثرية للدارسين والباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي وزائري المنطقة ، وترتيب زيارات منظمة للراغبين في الاطلاع على التراث الثقافي للعلا ضمن برنامج يخدم السياحةالثقافية بمنطقة المدينة المنورة. ثم دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
كما عقدت في اليوم الثالث ورشة العمل الخامسة والتي تحت عنوان التراث الثقافي غير المادي وأدارها الدكتور علي العنبر وناقشت تفعيل عناصر التراث الثقافي غير المادي القابلة للتنمية والتطوير، واستثمارها في المجال السياحي وإثراء فكر الفرد السعودي بأهمية الموروث الشعبي وتحقيق التواصل مع التراث وإبراز التراث الثقافي غير المادي كواحد من أهم صور التنوع في تراث المملكة وتفعيل علاقة المواطنين بتراثهم الثقافي اللامادي وطرح آفاق جديدة للاستفادة من التراث غير المادي خدمة لأهداف تربوية وإعلامية واقتصادية واجتماعية.







