التصوير ليس ضغطة زر !

 نمر بلحظات جميلة في حياتنا ودائمًا ما نقول : ليت باستطاعتنا توقيف الزمن عند هذه اللحظات حتى نستمتع بها لأطول وقت ممكن، حتى أننا نغمض أعيُننا في كثير من الأحيان كلما أردنا استرجاع لحظة أو ذكرى جميلة في حياتنا وهذا ما يؤديه بالفعل التصوير الفوتوغرافي. فكيف بعدسة مصور تميز بشغفه المستمر والتقاطاته المذهلة في مجالات متعددة من مجالات التصوير الفوتوغرافي.
التقيت بالمدرب والمصور/ حمود العتيق
عضو في جمعية الفوتوغرافيين السعوديين لنستعرض من خلال
خبرته الطويلة في هذا المجال بعض المحاور التي يرغب كثير من المصورين الجدد معرفتها


حدثنا عن بداية دخولك مجال التصوير الفوتوغرافي :
لم يكن التصوير هدفًا من أهدافي وإنما دخلت هذا المجال عندما قُبلت في وظيفة في مجال الصحافة بمسمى مخرج فني ذهبت آنذاك مع مصور لتغطية حدث في الجنادرية ورأيت اللقطات الساحرة التي التقطها هذا المصور ومن هنا بدأ شغف التصوير لدي.

ماهي الصعوبات التي واجهتك في بداية دخولك مجال التصوير الفوتوغرافي؟
من أكبر الصعوبات في بدايات التصوير هي نظرة المجتمع عندما كان التصوير مرفوضًا من المجتمع بشكل عام بسبب صورة نمطية قديمة تكونت عن التصوير والمصورين.

هل أنت مع التعلم الذاتي للتصوير ؟ أم تؤيد فكرة أن يذهب الشخص لمدرب متحصص يختصر عليه الطريق؟
التعلم يختلف على حسب الأشخاص ، فهنالك السمعيين و البصريين والحسيين ومنهم أشخاص يستطيع أن يتعلم بذاته دون الرجوع إلى شخص متمكن ومحترف فمصادر التعلم أصبحت متاحة للجميع وفي كل مكان وفي أي وقت يستطيع الشخص أن يتعلم منها ؛ بلا شك أن الذهاب إلى شخص متمكن وقادر على إيصال المعلومات بشكل مبسط يختصر الكثير من الوقت.

أنت من المصورين المتعددين المجالات بعد كل هذه الخبرة إلى أين من المشاهد تميل عدسة حمود العتيق؟
أعشق كل ما هو تاريخي ومن أُمنياتي التي أسعى لتحقيقها هو ذهابي لمدن أوروبية قديمة ، المدن التي تحتوي على التراث العمراني القديم مثل إيطاليا وإسبانيا، عندما أذهب لمثل هذه الأماكن أقوم باستشعار المكان الذي أنا فيه واستشعر حياة الأشخاص الذين كانوا هنا وكيف كانت حياتهم وبعدها ألتقط الصورة لتحاكي مشاعري في تلك الأماكن.

قبل عدة أشهر كان أول معرض شخصي لك لماذا اخترت اسم تذكار لهذا المعرض؟
المعرض عبارة عن صور ولكل صورة ذكرى جميلة وهنالك صور قديمة جدًا منذ بدايتي بالتصوير وأيضا صور حديثة لم أرد أن يكون الاسم مألوفًا كثيرا لأني أريد شيء ملفت ومميز اخترت تذكار وهو جزء من الذكرى لذلك المعرض هو ذكرى لمرحلتي في هذا المجال .

ماهي معايير اختيارك لصور المعرض؟
كان معياري الأساسي هو دقة الصور وحجمها وألوانها لأنه بلا شك الصور تختلف كثيرا عند طباعتها كما نراها في شاشات الهواتف والكمبيوتر بسبب اختلاف أنظمة الألوان في الكمبيوتر والطباعة وكلما زادت الألوان كانت ألوان الصورة صحيحة .

عند أخذك للقطات هل تكون أفكار معدة مسبقًا؟
في بعض الأوقات الظروف المحيطة بك هي من تتحكم في أخذك للقطات فعندما أذهب لمنطقة جميلة كالعُلا مثلًا تتميز بطبيعة خلابة تريد أن تلتقط صوراً في كل مكان فلابد من أن تكون هنالك عوامل متوفرة حتى تستطيع أن تلتقط صور جميلة ومذهلة ، الغيوم المناسبة الغير كثيفة وخلو الجو من الرياح ؛ولكن أغلب لقطاتي هي غير مخطط لها وإنما هي لحظات أكون قد مررت بها وأشعر أنني أوقفت الزمن لأخذ هذه اللقطة.

من الطبيعي أن جميع صورك محببة لك لكن ماهي أقرب صورة لقلبك؟
صورة الغرف القديمة كانت تراودني فكرتها منذ سنوات وقد اضطررت للذهاب لمتحف مناسب وقمت بتكوين الصورة كاملة في حدود الخمس ساعات فقط لالتقاط صورة واحدة أعطيت كل امكاناتي وخبراتي فيها لذلك قمت بأخذ أكثر من فوكس وأكثر من تعريض حتى استطيع الخروج بصورة حادة وواضحة.

هل تؤيد فكرة أن يكون المصور متخصص في مجال معين من مجالات التصوير الفوتوغرافي؟
التخصص في مجال معين جميل ولكن من وجهة نظري غير مفيد لأنه عندما تكون لديك خبرة في مجالات متعددة فأنت قادر على حل أي مشكلة تواجهك فمثلا عندما أريد تصوير منتجا بفلاش وأريد إضاءة مكان واضحة أضطر إلى أخذ إضاءة المكان وأضبط الفلاش على نفس المنتج وبالمقابل عند تصوير الطبيعة فتكون الشمس أمامي وأريد الأرض واضحة والشمس واضحة اضطر أيضا لضبط إضاءة الشمس فكل شيء مترابط مع بعضه البعض وتستطيع إيجاد حلول مباشرة بسبب خبرتك الكبيرة.


كيف ترى مستقبل المصورين مع التقدم التكنولوجي الذي نمر فيه وبالتحديد الذكاء الاصطناعي؟ وهل تعتقد بأن من الممكن الاستغناء عن المصورين؟
لا أعتقد أنه يمكن الاستغناء عن المصورين لأن هذه التقنية خلقت لتكون مساعدة للمصورين وعلى الرغم من أن الشخص العادي لا يمكن أن يستطيع التمييز إذا كانت هذه الصورة المستخدمة فيها الذكاء الاصطناعي أم لا إلا أن المصورين المحترفين من نظرة أولى يستطيع معرفة الجزء الذي تم استخدام التقنية فيه لأنه مهما تقدم الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يصل إلى مرحلة الحقيقة.


ماردك على من يقول أن التصوير الفوتوغرافي ما هو إلا ضغطة زر؟
هو بالفعل ضغطة زر ولكن هل بإمكان أي شخص أن يقوم بضغطة الزر أم لا، لذلك لا يمكن لأي شخص أن يضغط الزر يعني أن ينتج لنا صورة جميلة الصورة لها عوامل عديدة منها الإضاءة والتكوين والمكان والألوان والأهم من هذا كله هو عين المصور كل هذه العوامل مرتبطة ببعضها البعض ولو كان التصوير فقط ضغطة زر لما احتاجنا للمصورين.


بوجهة نظرك متى يكون المصور ناجح؟
من وجهة نظري المصور المتطور هو المصور الناجح التصوير متطور ومتسارع ولابد من مواكبة هذا التطور حتى تستطيع التعلم أكثر فأكثر .

من خلال تجربتك في التدريب بلا شك أنه مر عليك أشخاص يسألونك هذا السؤال " ماهي أفضل كاميرا" ماهي إجابتك لهم؟
لا يوجد أفضل كاميرا بالنسبة لي يوجد أفضل عين مصور لأن العين هي التي ترى جمال المشهد أنا اعتبر جمالية الصور هي من 80 إلى 90% من عين المصور نفسه من خبرتي في مجال التدريب هنالك مصورين لديهم أرخص الكاميرات ورأيت لهم صورا مُبهرة على العكس مصورين لديهم كاميرات احترافية ولكن صور جدا عادية فغالبية الأشخاص يعتقدون أن الكاميرا هي التي تنتج الصورة ولكن على العكس تماما إنما المصور هو من ينجح الكاميرا وإنما الكاميرا هي جزء مساعد للمصور فقط.

كلمة أخيرة من حمود العتيق لكل من يريد الدخول في مجال التصوير الفوتوغرافي؟
التصوير الفوتوغرافي عبارة عن متعة وتطور وملل وهنا التناقض يأتي في وقت واحد قد تصل إلى متعة معينة أو ملل من التصوير ومرحلة الملل أعتبرها مرحلة حاسمة في مسيرة كل مصور لأنه إما يواصل ويتميز ويتطور أو أنه يستسلم للملل ويركن الكاميرا جانبًا وهذا ما يحصل كثيرا
أنصحهم بالتطور المستمر ومخالطة مجتمع المصورين والابتعاد عن المواجهات وأن يجعلوا لهم هدفاً واضحاً وسوف يصلوا إليه.