المليتي: هروب الفتيات ظاهرة تجتاح المجتمعات العربية.
تهاني عبدالرحمن - صوت المدينة :
هروب الفتيات أصبح شبه ظاهرة في مجتمعاتنا العربية التي تحكمها العادات والتقاليد وقبل ذلك الدين الإسلامي، وكثيراً مانتسائل عن المسببات والآثار وغير ذلك من التساؤلات لذلك استضفنا الدكتورة سوسن المليتي عضو هيئة تدريس تخصص علم اجتماع بجامعة طيبة لتجيبنا عمَّا نريد.
- برأيك وبحكم دراستك لماذا يلجئن بعض الفتيات للهروب بشكل عام؟
هذه شبه ظاهرة أصبحت موجودة في المجتمعات العربية بشكل عام ونحن نعيش في زمن العولمة المنفتحة فقد أصبح الانسان يعيش زمن الانفتاح على ثقافات كثيرة واصبح لكل فرد أفكار مختلفة ومتنوعة ويمكن ان تكون غريبة عن ثقافته الاصلية تبعث له حب تحقيق الذات، فنجد انه يحصل لدى بعض الفتيات صراع داخلي بين الواقع وطموحاتها الشخصية رفض ثقافتها وتريد العيش في ثقافات اخرى فتصبح لديها مشكلة اجتماعية تجعلها تلجئ للهروب كوسيلة سهلة للخروج من هذا العالم الافتراضي اللذي بنت حواجزه بنفسها، والمسألة لا تتعلق بظروف اجتماعية واقتصادية فحسب فربما الفتاه لاتجد في محيطها ماكانت تطمح له وتجد الهروب الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحاتها، فبالتالي نستنتج ان غالب المشكلة هي عدم اندماج الفتاة في مجتمعها المحلي وترى السبيل الوحيد هو الهروب من القيود المجتمعية والدينية.
- ماهي الأمور التي يمكن أن تواجهها بعد هروبها؟
المواجهة تكون صعبة جداً لأنها لم تقم بالتفكير العقلاني والحكيم فالوضع في الغالب ان من ترغب بالهروب تكون من عمر المراهقات غير واعية تماماً بثقافة الدولة التي تطمح العيش بها ولا تعي خطورة موقفها الفردي الذي في الغالب لاتستشير فيه احداً فتذهب لمصير مجهول ومن المؤكد ان لديها افكار الحُلم وتحقيق ماترغب فيه والجنة التي كانت تحلم بها وهذا مايعرضها الى اخطار اجتماعية ونفسية فتقع في صراع داخلي حينما ترى الواقع وتقارنه فيما كانت تحلم به، وهنالك قاعدة متعارف عليها أن الذي لاينجح في مجتمعه وبين أهله لايُمكن أن ينجح خارج نطاقه والذي لايسبح في نهر من أين له أن يغوص في المحيط.
- ماأثر ذلك على عوائلهم ومحيطهم؛ وهل تبرأ بعض العائلات من بناتهم يكون حلا؟
طبعاً الأسرة ستُحمَّل كامل المسؤولية سينتقدها المجتمع وهنا تكمن الصعوبة فتتأثر نفسية العائلة ومحيط الفتاة، ولكن لا بُد أن نتفهم الاسباب والمشاكل، ونعود الى فهم الاسباب الحقيقية لهذذه الظاهرة وهو انعدام الحوار داخل الأسرة لابد ان نكون عقلانيين في الحكم على هذه الفئة التبرأ ليس حلاً بالطبع ومن الممكن ان يكون سبب هروبها هي مشكلة أسرية يجب حلها داخلياً قبل أن تتضخم وتصبح مشكلة اجتماعية ولكن لابد أن نحل المسألة بحكمة وعقلانية أكبر ونعيد المياه لمجاريها.
- هل تعاطي الاعلام في اخبار هروب الفتيات يشجع على هروب الغير؟
هذا يكون عائداً على قراءة وسائل الإعلام للمسألة، هو بالطبع سيصور المشهد الاجتماعي ولكن المسألة تكمن في كيف سيُصورها وكيف سيراها القارئ، وبشكل عام وسائل الإعلام ليس من المُفترض أن تنشر مثل هذه الثقافات، ومن واجبات الإعلام أن يُعطينا الرؤية الصحيحة للواقع الاجتماعي والعالمي الموجود وتدرس الأمر بشكل كامل قبل نشره وان تحافظ على الصحة النفسية للأفراد.
- الاثار المترتبة على الفتاة لو ارادت العودة وعلى اهلها؟
بالنسبة للفتاة ستجد نفسها حتماً نادمة وتظهر لها أن كل المعايير التي كانت تستند عليها جميعها خاطئة ولكن علينا أن نحتويها ونصحح لها هذا السلوك الخاطئ، وبالطبع سنرا ردة فعل من بعض الأُسر في الغالب ستكون قوية وأحيانا قاسية على مستقبل الفتاة بحكم أننا نعيش في مجتمع مُحافظ ولكن بعض ردات الفعل مثل التبرأ لاتكون حلاً أبداً، بل إعادة التأهيل للفتاة هي الحل الأنسب، ووجب عليهم التفكير بشكل أكبر والتوكل على الله وعلينا جميعا أن نتعلم من ديننا قيم التسامح واحتواء هذه الفئة كـ أُسرة ومجتمع.
- كيف يكون دور الأسرة والمجتمع في الحد من هذه الظاهرة؟
الأسرة هي اللبنة الأولى في حماية هذه الفتاه واحتوائها فيجب أن نُنشأ جيلاً قائم على ثقافة الحوار وثقافة التسامح ولابُد أن يكون هنالك تقارب بين جيل الأبآء والأبناء فإن أبنائنا يعيشون العولمة والانفتاح والعوالم الإفتراضية، ويمتلكون شتى الوسائل التي تساعدهم على الاتصال الخارجي المتاح للجميع والتي يمكن ان تغير أفكارهم نحو أفكار سلبية ترفض الواقع وتحلم بمكاسب في أعلب الاحيان تكون من واقع الخيال فبطبيعة الحال سيتأثرون ان لم تكن الأسرة درعاً قوياً لحمايتهم بما ذكرت سابقاً وفوق ذلك بناء الثقة.
- هل هناك نماذج او قصص هروب نجحت على مر التاريخ؟
من وجهة نظري أن قصص النجاح من هذه الفئة تكون بالصدفة وليست بالشكل الواقعي الحقيقي للنجاح ويعود ذلك ان هذا الشخص ان لم ينجح وسط مجتمعه ومحيطه كيف له أن ينجح بالخارج بهذه الطريقة فهو خرج منفعلاً ثائراً لايمتلك شخصية متوازنة للإندماج داخل المجتمع والنجاح فيه فتصبح قراراته غير عقلانيه تضره في مستقبله أنَّى له أن يُنتج في حالة نفسية غير متوازنة كهذه؟.
- كيف لنا أن لا نغتر بالثقافة الأخرى والتي قد تؤدي بنا الى عدم تقبل ثقافتنا وفهمها بالشكل المطلوب؟
المشكلة أن بعض وسائل الإعلام قد تُظهر لنا ثقافة البلد الآخر وكأنها ناجحة ١٠٠٪ وتستطيع استيعاب الجميع وبأنها تمثل المدينة الفاضلة لأفلاطون وهذا مايجر الشباب لكل مظاهر الاغراء المادية والانفتاح وقيم الحرية وغيرها ولكن هذا ليس بصحيح لا يوجد هنالك مجتمع مثالي ناجح تماماً فيجب على المُطلع على العالم الخارجي أن يكون مستوعباً لثقافة الآخر من جميع النواحي ويكون له ادراك عالي بالسلبيات والايجابيات في اخذ القرارات ولا يكتفي بتفكير احادي قد يضل طريقه ويخسر به راس ماله الاجتماعي والاسري، ولا يكتفي بفكرة واحدة قد تكون مُضللة له.
ختاماً نشكر ضيفتنا الدكتورة سوسن المليتي على قبولها لإجراء هذه المقابلة النافعة لمجتمعنا بإذن الله والقائمة على معلومات تهم جميع أفراد المجتمع، متمنين للعالم العربي والإسلامي دوام الأمن والأمان.
هروب الفتيات أصبح شبه ظاهرة في مجتمعاتنا العربية التي تحكمها العادات والتقاليد وقبل ذلك الدين الإسلامي، وكثيراً مانتسائل عن المسببات والآثار وغير ذلك من التساؤلات لذلك استضفنا الدكتورة سوسن المليتي عضو هيئة تدريس تخصص علم اجتماع بجامعة طيبة لتجيبنا عمَّا نريد.
- برأيك وبحكم دراستك لماذا يلجئن بعض الفتيات للهروب بشكل عام؟
هذه شبه ظاهرة أصبحت موجودة في المجتمعات العربية بشكل عام ونحن نعيش في زمن العولمة المنفتحة فقد أصبح الانسان يعيش زمن الانفتاح على ثقافات كثيرة واصبح لكل فرد أفكار مختلفة ومتنوعة ويمكن ان تكون غريبة عن ثقافته الاصلية تبعث له حب تحقيق الذات، فنجد انه يحصل لدى بعض الفتيات صراع داخلي بين الواقع وطموحاتها الشخصية رفض ثقافتها وتريد العيش في ثقافات اخرى فتصبح لديها مشكلة اجتماعية تجعلها تلجئ للهروب كوسيلة سهلة للخروج من هذا العالم الافتراضي اللذي بنت حواجزه بنفسها، والمسألة لا تتعلق بظروف اجتماعية واقتصادية فحسب فربما الفتاه لاتجد في محيطها ماكانت تطمح له وتجد الهروب الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحاتها، فبالتالي نستنتج ان غالب المشكلة هي عدم اندماج الفتاة في مجتمعها المحلي وترى السبيل الوحيد هو الهروب من القيود المجتمعية والدينية.
- ماهي الأمور التي يمكن أن تواجهها بعد هروبها؟
المواجهة تكون صعبة جداً لأنها لم تقم بالتفكير العقلاني والحكيم فالوضع في الغالب ان من ترغب بالهروب تكون من عمر المراهقات غير واعية تماماً بثقافة الدولة التي تطمح العيش بها ولا تعي خطورة موقفها الفردي الذي في الغالب لاتستشير فيه احداً فتذهب لمصير مجهول ومن المؤكد ان لديها افكار الحُلم وتحقيق ماترغب فيه والجنة التي كانت تحلم بها وهذا مايعرضها الى اخطار اجتماعية ونفسية فتقع في صراع داخلي حينما ترى الواقع وتقارنه فيما كانت تحلم به، وهنالك قاعدة متعارف عليها أن الذي لاينجح في مجتمعه وبين أهله لايُمكن أن ينجح خارج نطاقه والذي لايسبح في نهر من أين له أن يغوص في المحيط.
- ماأثر ذلك على عوائلهم ومحيطهم؛ وهل تبرأ بعض العائلات من بناتهم يكون حلا؟
طبعاً الأسرة ستُحمَّل كامل المسؤولية سينتقدها المجتمع وهنا تكمن الصعوبة فتتأثر نفسية العائلة ومحيط الفتاة، ولكن لا بُد أن نتفهم الاسباب والمشاكل، ونعود الى فهم الاسباب الحقيقية لهذذه الظاهرة وهو انعدام الحوار داخل الأسرة لابد ان نكون عقلانيين في الحكم على هذه الفئة التبرأ ليس حلاً بالطبع ومن الممكن ان يكون سبب هروبها هي مشكلة أسرية يجب حلها داخلياً قبل أن تتضخم وتصبح مشكلة اجتماعية ولكن لابد أن نحل المسألة بحكمة وعقلانية أكبر ونعيد المياه لمجاريها.
- هل تعاطي الاعلام في اخبار هروب الفتيات يشجع على هروب الغير؟
هذا يكون عائداً على قراءة وسائل الإعلام للمسألة، هو بالطبع سيصور المشهد الاجتماعي ولكن المسألة تكمن في كيف سيُصورها وكيف سيراها القارئ، وبشكل عام وسائل الإعلام ليس من المُفترض أن تنشر مثل هذه الثقافات، ومن واجبات الإعلام أن يُعطينا الرؤية الصحيحة للواقع الاجتماعي والعالمي الموجود وتدرس الأمر بشكل كامل قبل نشره وان تحافظ على الصحة النفسية للأفراد.
- الاثار المترتبة على الفتاة لو ارادت العودة وعلى اهلها؟
بالنسبة للفتاة ستجد نفسها حتماً نادمة وتظهر لها أن كل المعايير التي كانت تستند عليها جميعها خاطئة ولكن علينا أن نحتويها ونصحح لها هذا السلوك الخاطئ، وبالطبع سنرا ردة فعل من بعض الأُسر في الغالب ستكون قوية وأحيانا قاسية على مستقبل الفتاة بحكم أننا نعيش في مجتمع مُحافظ ولكن بعض ردات الفعل مثل التبرأ لاتكون حلاً أبداً، بل إعادة التأهيل للفتاة هي الحل الأنسب، ووجب عليهم التفكير بشكل أكبر والتوكل على الله وعلينا جميعا أن نتعلم من ديننا قيم التسامح واحتواء هذه الفئة كـ أُسرة ومجتمع.
- كيف يكون دور الأسرة والمجتمع في الحد من هذه الظاهرة؟
الأسرة هي اللبنة الأولى في حماية هذه الفتاه واحتوائها فيجب أن نُنشأ جيلاً قائم على ثقافة الحوار وثقافة التسامح ولابُد أن يكون هنالك تقارب بين جيل الأبآء والأبناء فإن أبنائنا يعيشون العولمة والانفتاح والعوالم الإفتراضية، ويمتلكون شتى الوسائل التي تساعدهم على الاتصال الخارجي المتاح للجميع والتي يمكن ان تغير أفكارهم نحو أفكار سلبية ترفض الواقع وتحلم بمكاسب في أعلب الاحيان تكون من واقع الخيال فبطبيعة الحال سيتأثرون ان لم تكن الأسرة درعاً قوياً لحمايتهم بما ذكرت سابقاً وفوق ذلك بناء الثقة.
- هل هناك نماذج او قصص هروب نجحت على مر التاريخ؟
من وجهة نظري أن قصص النجاح من هذه الفئة تكون بالصدفة وليست بالشكل الواقعي الحقيقي للنجاح ويعود ذلك ان هذا الشخص ان لم ينجح وسط مجتمعه ومحيطه كيف له أن ينجح بالخارج بهذه الطريقة فهو خرج منفعلاً ثائراً لايمتلك شخصية متوازنة للإندماج داخل المجتمع والنجاح فيه فتصبح قراراته غير عقلانيه تضره في مستقبله أنَّى له أن يُنتج في حالة نفسية غير متوازنة كهذه؟.
- كيف لنا أن لا نغتر بالثقافة الأخرى والتي قد تؤدي بنا الى عدم تقبل ثقافتنا وفهمها بالشكل المطلوب؟
المشكلة أن بعض وسائل الإعلام قد تُظهر لنا ثقافة البلد الآخر وكأنها ناجحة ١٠٠٪ وتستطيع استيعاب الجميع وبأنها تمثل المدينة الفاضلة لأفلاطون وهذا مايجر الشباب لكل مظاهر الاغراء المادية والانفتاح وقيم الحرية وغيرها ولكن هذا ليس بصحيح لا يوجد هنالك مجتمع مثالي ناجح تماماً فيجب على المُطلع على العالم الخارجي أن يكون مستوعباً لثقافة الآخر من جميع النواحي ويكون له ادراك عالي بالسلبيات والايجابيات في اخذ القرارات ولا يكتفي بتفكير احادي قد يضل طريقه ويخسر به راس ماله الاجتماعي والاسري، ولا يكتفي بفكرة واحدة قد تكون مُضللة له.
ختاماً نشكر ضيفتنا الدكتورة سوسن المليتي على قبولها لإجراء هذه المقابلة النافعة لمجتمعنا بإذن الله والقائمة على معلومات تهم جميع أفراد المجتمع، متمنين للعالم العربي والإسلامي دوام الأمن والأمان.