• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

رخصة قيادة الحياة الزوجية

بواسطة أحمد محمّد نور 11-02-2018 08:11 مساءً 448 زيارات
مريم نويفع الميموني - المدينة المنورة

الطلاق ظاهرة سيئة، انتشرت في الآونة الأخيرة، بشكل كبير جدًا بين الشباب وحديثي العهد بالزواج، ولم يعد يقتصر فقط على من تراكمت عليهم الضغوطات والتحديات، خلال مرحلة معيّنة من الزمن، وفشلوا في إيجاد الحلول الناجعة، لمشاكلهم المُزمنة والمتراكمة والمتردية.

شاب "يعزم" صديقه يقول:
"عليَّ الطلاق.. إلا تشرب القهوة عندي!"
أو "عليَّ الطلاق اليوم غير تتعشى عندي!"

لا أدري لماذ هذه اليمين؟ هل هو جهل لهذا الحد؟ أم استخفاف بالحياة الزوجية وحرمتها؟ ثم ألا يعلم هؤلاء مايترتب على هذه الأيمان من خسائر نفسية، ومعنوية، واجتماعية في المجتمع،
وماينتج عنها من اختلال في توازن الترابط بين الأسر؟!
ناهيك عن الخسائر المادية، والعواقب الوخيمة التي تنعكس على حياة الطرفين، وقد يكون بينهم ضحايا وتشرّد أطفال، لم يعد لديهم مكان للاستقرار، ولا مأوى خاص بهم، فتجدهم يتيهون بين هذا وذاك ، فينشأ بعد ذلك جيل مضطرب نفسياً وسلوكياً.

من وجهة نظري الشخصية، والحال كما وصفت لكم، لا مناص من إقامة دورة تدريبية عن الزواج، مكثفة من شهر إلى 3 أشهر على أقل تقدير، وتكون إجبارية قبل الزواج، فكما أنّ هناك إلزامًا باستخراج رخصة لقيادة المركبة، لابد أيضا من الحصول على رخصة قيادة للحياة الزوجية.
والحياة الزوجية جديرة بأن يكون لها رخصة قيادة، لاينالها إلا من هو كفؤ، ولا تمنح للشاب أو الفتاة، إلا عن جدارة واستحقاق، ممن تنطبق عليهم نفس الشروط.

إذًا لابدّ من هذه الرخصة، فالحياة الزوجية أصبحت مخيفة، ولم يعد لها ذلك الاحترام والتقدير*والاهتمام،*بل أصبحت عند بعضهم تجربة عابرة، إن أعجبتني فنعم، وإلا فلا يهم يوجد* غيرها! لذلك أصبحت أرقام الطلاق فلكية، ومن يريد أن ينجح في زواجه*فعليه أن يتعلم* قيادة الحياة الزوجية، بفنونها وقوانينها؛ فالزواج له شروط وأركان، وأسس يرتكز عليها،
وعليه أيضاً أن يتعلم كيفية حل المشاكل الزوجية، والتأقلم مع المتغيرات والتحديات،*ومايرافقها من ضغوطات، ومن وجهة نظر شخصية يجب أن يكون الحب والاحترام، من أهم أركان الحياة الزوجية، لمن يريد أن يعيش هذه الحياة، بحب وسلام واهتمام.

فتعلما أيها الزوجان، كيف تكونان صديقين، تُكنّان لبعضكما كل الحب والاحترام؟ ولا يتعدى أحدكما على حرية الآخر بشكل جائر وبغيض، فلا الرجل يرضى أن تلغى شخصيته، ولا المرأة ترضى*أن يتحكم فيها الرجل، بشكل مبالغ فيه، فلم تعد الحياة كما كانت في السابق، وتعلمّا الكلام الجميل، والأسلوب المحترم الراقي، الذي لا يحتوي سبابًا ولا شتائم ولا احتقار، وتعلمّا كيف تتعاملان بالرفق والثقة بينكما؟

أيها الشباب والشابات:

انظروا للحياة بنظرة مختلفة مشرقة،*ولا تحدوا من طموحات بعضكم، وتعاونوا على ما يحقق لكم الحياة السعيدة والاستقرار.
ساندوا بعضكم في تحقيق طموحاتكم الدراسية وغيرها،
ولا تجعلوا الزواج مصدر فشل، وتحطيم وإزعاج، لأحلام جميلة، كنتم تحلمون بها، وتتخيلونها بشكل وردي وجميل، وتنتظرون متى يأتي هذا اليوم لتحقيقها؟

أفلا يستحق كل ذلك أن نسعى للحصول على رخصة قيادة الحياة الزوجية؟! مستعينين بخبرة أساتذة ومستشارين أسريين، ونفسيين واجتماعيين، على مستوى عالٍ في تخصصهم،
لكي نحمي أنفسنا من فجوات الجهل والتخبط، ونستغني عن أشياء كثيرة سيئة، نحن في غنى عنها، لنعيش حياة زوجية سعيدة، فيها الكثير من الرقي الأخلاقي والتفاهم الفكري.

قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } صدق الله العظيم.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر