ساحات الحياة
بقلم / فوزية الشيخي
من منا لا يعرف حكاية «أنثى الضبع أم عامر؟» التي فرت هاربة عندما طاردوها جماعة من العرب وهم في طريقهم للصيد ظهراً في شدة الحر، ومن ثم اختبأت في بيت أعرابي واستنجدت به، فخرج شاهراً سيفه، وسأل: ما بالكم؟ فقالوا: طريدتنا ونريدها، فرد عليهم الأعرابي الذي رق قلبه على أم عامر، وقال: إنها قد أصبحت في جواريّ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي.
فآواها هذا الأعرابي وسقاها من حليب شاته، وارتدّت لها عافيتها، ما جعل الأعرابي يذهب إلى سريره، واضعاً رأسه على وسادته، فرِحاً جداً بما فعل لها من إحسان، ولم يأتِ الصباح، حتى انقضّت "أم عامر" على الأعرابي وبقرت بطنه، وشربت من دمه، بسبب شراسة وجلافة ووحشية فطرتها، وبعدها سارت وتركته ميتاً وكأن شيئا لم يكن، وصارت مثلاً يردده الكثير من الناس: "ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر."
عندما خلقنا الله سبحانه خلقنا بشراً أسوياء لا نختلف عن بعضنا كثيراً، وغرس فينا القيم النبيلة وجعلنا أولياءه في الأرض، وجعل لنا من الفضائل ما يميزنا عن سائر مخلوقاته؛ ولكن للأسف بعضنا تجرَّد من هذه الفضائل وهذه القيم الحميدة، وأصبح هناك تدنٍ كبير وسافر في مستوى الأخلاق في بعض الأمور الجوهرية، نعم خلقنا بشراً ولكن هناك للأسف بعض من البشر تجرّدوا من بشريتهم بسوء خلقهم الذي طغى وتسيّد واستبد على كل شيء جميل، فنرى من البعض أموراً يندا لها الجبين فبعضهم اتّسم بالغدر والخيانة، وآخرون بالظلم والجبروت، امتلأت نفوسهم بالأحقاد والضغائن، وانتزعت الشرور من قلوبهم صفة الجمال والخلق العالي الرفيع، أصبحوا ينجرفون إلى منحدرات خطرة على أنفسهم أولاً وعلى من يحيطون بهم وعلى مجتمعهم أيضاً، تفشّت بهم كل أمراض القلوب واتّشحت تلك القلوب بالسواد وأصبحت تضخ بدل الدم جحوداً ونكران وعداوة لبني جلدتهم، هكذا أصبح عالمنا للأسف لا يكاد يخلو من بعض من اتسموا بتلك الطباع النتنة وتلك النفوس البغيضة؛ واختفت تلك الفطرة التي أودعها الله بنا كبشر كالرحمة، والرأفة، والتآلف، والصدق، والعدل والإنصاف، لم يعد كل ذلك موجوداً للأسف أصبح البعض يناقض نفسه من خلال تصرفاته وأفعاله.
لا تحافظ كل القلوب على صفائها ووفائها للآخرين واعتاد البعض على تلبية مصالحهم، حتى لو كان فيها ضرر للآخرين أو إفساد للعلاقات الطيبة، فالغدر صفة سيئة لن يحملها الا ذوي الأخلاق الرديئة.
أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفيّة معترفة لذوي الفضل بالفضل، فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة.
من منا لا يعرف حكاية «أنثى الضبع أم عامر؟» التي فرت هاربة عندما طاردوها جماعة من العرب وهم في طريقهم للصيد ظهراً في شدة الحر، ومن ثم اختبأت في بيت أعرابي واستنجدت به، فخرج شاهراً سيفه، وسأل: ما بالكم؟ فقالوا: طريدتنا ونريدها، فرد عليهم الأعرابي الذي رق قلبه على أم عامر، وقال: إنها قد أصبحت في جواريّ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي.
فآواها هذا الأعرابي وسقاها من حليب شاته، وارتدّت لها عافيتها، ما جعل الأعرابي يذهب إلى سريره، واضعاً رأسه على وسادته، فرِحاً جداً بما فعل لها من إحسان، ولم يأتِ الصباح، حتى انقضّت "أم عامر" على الأعرابي وبقرت بطنه، وشربت من دمه، بسبب شراسة وجلافة ووحشية فطرتها، وبعدها سارت وتركته ميتاً وكأن شيئا لم يكن، وصارت مثلاً يردده الكثير من الناس: "ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر."
عندما خلقنا الله سبحانه خلقنا بشراً أسوياء لا نختلف عن بعضنا كثيراً، وغرس فينا القيم النبيلة وجعلنا أولياءه في الأرض، وجعل لنا من الفضائل ما يميزنا عن سائر مخلوقاته؛ ولكن للأسف بعضنا تجرَّد من هذه الفضائل وهذه القيم الحميدة، وأصبح هناك تدنٍ كبير وسافر في مستوى الأخلاق في بعض الأمور الجوهرية، نعم خلقنا بشراً ولكن هناك للأسف بعض من البشر تجرّدوا من بشريتهم بسوء خلقهم الذي طغى وتسيّد واستبد على كل شيء جميل، فنرى من البعض أموراً يندا لها الجبين فبعضهم اتّسم بالغدر والخيانة، وآخرون بالظلم والجبروت، امتلأت نفوسهم بالأحقاد والضغائن، وانتزعت الشرور من قلوبهم صفة الجمال والخلق العالي الرفيع، أصبحوا ينجرفون إلى منحدرات خطرة على أنفسهم أولاً وعلى من يحيطون بهم وعلى مجتمعهم أيضاً، تفشّت بهم كل أمراض القلوب واتّشحت تلك القلوب بالسواد وأصبحت تضخ بدل الدم جحوداً ونكران وعداوة لبني جلدتهم، هكذا أصبح عالمنا للأسف لا يكاد يخلو من بعض من اتسموا بتلك الطباع النتنة وتلك النفوس البغيضة؛ واختفت تلك الفطرة التي أودعها الله بنا كبشر كالرحمة، والرأفة، والتآلف، والصدق، والعدل والإنصاف، لم يعد كل ذلك موجوداً للأسف أصبح البعض يناقض نفسه من خلال تصرفاته وأفعاله.
لا تحافظ كل القلوب على صفائها ووفائها للآخرين واعتاد البعض على تلبية مصالحهم، حتى لو كان فيها ضرر للآخرين أو إفساد للعلاقات الطيبة، فالغدر صفة سيئة لن يحملها الا ذوي الأخلاق الرديئة.
أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفيّة معترفة لذوي الفضل بالفضل، فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة.
وبين ساعةً ولحظة ود
أجهض النكران احلام الجميل
ولَم يبقى بين الناس
لا مرسى لشكراً ولاحظاً لمعروف
ويوصد باب الخّير ويبقى بين الأضلاع قسوة قلباً.
سَمَر |•
وبين ساعةً ولحظة ود
أجهض النكران احلام الجميل
ولَم يبقى بين الناس
لا مرسى لشكراً ولاحظاً لمعروف
ويوصد باب الخّير ويبقى بين الأضلاع قسوة قلباً.
سَمَر |•