• ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

لغة العيون

بواسطة الكاتب : فواز الكناني 12-02-2014 11:14 صباحاً 1477 زيارات
فواز الكناني

قال تعالى ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )

وقال الشاعر:

إن العيون لتبدي في نواظرها ما في القلوب من البغضاء والإحن.

فالعين مفتاح لشخصية الانسان فهي ليست وسيلة لرؤية من فالخارج فحسب , فالعين ام الحواس وربطها بالقلب يؤلف جناحا للحياة ، فعين الوجة باصرة ، وعين القلب بصيرة .

وقال الشاعر:

العين تبدي الذي في قلب صاحبها .......من الشناءة أو حب إذا كانا

إن البغيض له عين يصـــدقها .......لا يستطيع لما في القلب كتمانا

فالعين تنطق والأفواه صـــامت.........حتى ترى من صميم القلب تبيانا


ان للعيون ثقافة مرئية يدركها من يفهمها فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة ، وأخرى ساخرة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وتلك مستفهمة متعجبة , وأخرى محبة معجبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن الكريم بعض النظرات بـ ( خائنة الأعين ) . والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين .


كنا نسمع كثيرا في الماضي عندما كنا صغارا , كنا نخبي عن احدى الوالدين الحقيقة أو ما حصل في المدرسة من خطا أو تقصير في غياب حضور أحدهما فنلجئ للكذب خوفا من العقوبة فسرعان ما يعرفان تلك الحقيقة الغائبة بقولهم ( عيني بعينك ) فكانت دافعا لي في قول الصدق وما زالت تلهمني دوما مع من احدث معه في ان أتحدق في تلك العيون التي تتحدث عن ما يخفيه لسان المتحدث .
رحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها .

ففي العين ايضا يجد الملهمون عالما من اسرار الجمال ويتقابل المحبون احبتهم بقولهم ( هلا عيوني ) ويتغنى بها المغنون ليلا : ( ياليل يا عين ) . ولقد أبدع الشعراء العرب في ابتكار المعاني وصياغة الألفاظ لوصف العيون ، فكانت العين للشاعر ينبوع الجمال ، يُعجب بظاهرها وتفتنه لحظاتها وغمزاتها ويتخيل ما في أعماقها من أسرار حسب احساسه ووجدانه ليصفها بشاعريته قائلاُ :
لها مقلةٌ لو أنها نظرت بها ... إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتوناً معنى بحبها ... كأن لم يصم لله يوماً ولم يصل
إلى قوله :
حجازية العينين مكية الحشا .... عراقية الأطراف رومية الكفل

وكان اخر ما توصل إليه علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ، كما ذكر الدكتور محمد التكريتي في كتابه ( آفاق بلا حدود )

النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة ،وإن كان يتكلم وعيناه

تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها ، اما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار

مباشرة فهو ينشئ كلاماً لم يسبق أن سمعهوإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية

وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً .

هذا في حالة الإنسان العادي ، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماماً .

وأخيرا : الوان العيون تحكمه جينات وراثيّة، وهنا شرح مختصر يحكي طبع كل لون .

العيون البنية: أشخاص أقوياء واثقين بأنفسهم، ويرغبون في التصرف كما يحلو لهم، من دون اكتراث بآراء الغير. هم لا يكترثون بالمظهر الخارجي، لكنهم لبقون، وحالمون، ويتطلعون إلى الاستقرار دوماً. يُعتبرون رمزاً للحنان والعطف؛ وذلك حسب درجة اللون البنيّ. فكلّما كانت العيون مائلة إلى البنيّ الداكن أكثر كان صاحبها أكثر حناناً وعطفاً.

العيون العسلية: يوصفون بأنهم أصحاب القلوب الطيّبة. طبيعتهم هادئة ومتأنّية، ويحرصون على التفكير والتأنّي قبل الاندفاع وراء العاطفة. يتميّزون بحبّ الظهور وضبط العواطف والكتمان.

العيون الخضراء: هم أصحاب إرادة وتمسّك بالرأي، بالإضافة إلى ثقة قويّة بالنفس، كما أنّهم معروفون بأنّهم الأكثر شغفاً ووفاءً. يميلون إلى التمسك بالعلاقات الطويلة الأمد. يُغيّرون كثيراً، ويحبّون المغامرة والمكان الأقرب إليهم هو البحر. هم عاطفيّون، ويتمتّعون بكمٍّ هائل من الحنان، كما يندفعون لمساعدة الغير، مع محبّة كبيرة للعمل.

العيون الرمادية: يتّصفون بالقسوة. يمكنك الاعتماد عليهم تماماً، فهم أشخاص قياديّون، يكرّسون أنفسهم للعمل، ويحافظون على علاقاتهم مع الآخرين. ينقسم أصحاب هذه العيون إلى قسمين؛ القسم الأوّل هم أصحاب الشخصيّات الهادئة والسخيّة، والقسم الثاني هم أصحاب الشخصيات العصبيّة والثائرة.

العيون الزرقاء: اجتماعيون، وأصحاب شخصيّات جذابة. مقبلون على الحياة ومتفائلون أوفياء، وهم أصحاب نظرة عميقة وشخصيّات غامضة، كما أنّ لديهم قوة تأثير هائلة. لديهم نرجسيّة أحياناً، وأنانيّون بعض الشيء، إذا تعلّق الأمر بأغراضهم الخاصّة.

العيون السوداء: حالمون، وشاعريّون، وكرماء، وأسخياء. يساعدون الجميع حتى على حساب أنفسهم. لكنهم غيورون بشدّة، وكثيراً ما تتغلب لديهم العاطفة على العقل.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر