منظور النسبية في عالم الإنسان

صوت المدينة - علي الرويعي

إن الشروع في التفكير بتناسب الأشياء لشخصك وبلوغها الحد الذي ينسجم مع خبرتك الحياتية وعقلك الكبير لنفسك والصغير مقارنةً بالكون والذي لايزال حتى اللحظة يسوق كل الأدلة الدامغة في إثبات ماتراه صحيحاً ، بل وأحياناً يتبختر بإلجام الطرف الآخر كونه ضعيف بمجابهة نسبية الأشياء بالنسبة لك ، هو الغباء المحض ، إن معرفة معلومة صغيرة بمقارنة الأشياء ببعضها بكل حيادية هو حتما عين العقل ، فلو افترضنا وجود مفتاح السيارة بكلتا يديك يعتبر متوسط الحجم وصغير الحجم بحساب الآخرين وحتماً كبير الحجم لنملة قاطعة طريق استوقفها سقوط ذلك المفتاح من يديك ، عند إسقاط هذا المثال في حياتنا ستجد عقلك يخرج من قوقعته التي اعتقدت بمقياس نسبية الأشياء وإرجاعها لمعاييرك ومقاييسك الحياتية والعقلية ، والناس يتمايزون ويتناسبون في كل الحياة فقيمة السيارة الفارهة تناسبك حسب معتقداتك وراتبك ونظرتك لها لكنها لاتناسبني من نفس المحاور وقد تزيد وتنقص حسب تناسبها معي ، وذلك الطعام الذي تناولناه سوياً لايناسبني بتاتاً فطغيان الملح مميت بالنسبة لمرضى الضغط ولكنه لذيذ للغاية لك أنت حسب معدل التناسبية لك وقس على ذلك كل صغير وكبير ،
قطعاً تفهمك لذلك سيعبر إشكالية أحترام الطرف الآخر وسيطفو على السطح بعد الظلام الدامس وسينجلي الغبار من على نظارتك السوداء التي في ظنك أنها محور الكون في تناسب ونسبية جميع الأمور الحياتية.

ومضة: عينيك الجميلتين ضيقة إن ارتأت الأمور من زاويتها الخاصة وهي فعلا تتسع برحابة الكون عند الوقوف وإحترام نسبية الأخرين.

‏Snap:aldossriy531