صكوك الغفران
صوت المدينة - خالد القليطي
قرأت عبر وسائل الإعلام خبر وفاة الموسيقار التونسي محمد الإدريسي وهو يقوم بأداء فريضة الحج، محرماً ملبياً لله في صعيد عرفات الطاهرة، وقلت في نفسي كم من المسلمين يتمنى أن تكون هذه نهايته، بعيداً عن كل المعطيات الظاهرة أمامنا، فلا نعلم ما بين المرء وربه من خبايا، فما أحسنها من خاتمة كتبت بإرادة إلهية لا تخضع لموازين البشر القاصرة.
وفي نفس الوقت نحمد الله أنه لم يجعل للبشر حظ ولا نصيب في وضع المقادير، فيكفيهم من الظلم والتجني على عباده في كيل التهم وتصنيفهم وفق تصوراتهم الظلامية، التي ليست من الشرع في شيء، فالكلام في أعراض الناس بغير علم جرم عظيم، والله عز وجل يقول: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾
والشارع الحكيم حذرنا من إصدار الأحكام بغير علم، فلا يخفى ما في التألي على الله من الجهل به تعالى، وبما اتصف به سبحانه من حلم، وسعة رحمة، ومغفرة، وما فيه من سوء الأدب مع الله تعالى، ولذلك فإن صاحبه معرض للإثم، وحبوط العمل -والعياذ بالله- ففي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك.
ونبينا الكريم له وقفات مضيئة تستهجن كل من تعدى على مسلم بدون وجه حق، فنجده يدافع حتى عن شارب الخمر عندما نعته أحد الصحابة بقوله اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فرد علية نبي الرحمةلا تلعنوه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله)
فالإسلام نهى عن سوء الظن بالناس الذي قد يتبعه تتبع عوراتهم أو التجسس عليهم وترصد الخطأ منهم ؛ فإنه قد أمرنا بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
فأين هم من يصدرون الأحكام في هذه الأيام من كل ذلك، ليدركوا أنهم في بوتقة حالكة الظلام وقد ضلوا وأضلوا من بعدهم، فكم من صاحب مظهر متدين قد اغتر به شبابنا فقادهم إلى غياهب السجون ومتاهات الإرهاب والتكفير، وكم حرمنا من نتاج وإبداع الكثير من رجالات الوطن الذين قضوا نحبهم ولم ندرك فضائلهم ومكانتهم الا بعد فوات الأوان، فقد كان التصنيف المقيت حائلاً بيننا وبينهم.
فكأن هذا الحدث أتى ليضع حداً للكثير من المغالطات التي أهلكت الحرث والنسل، وليكتب بداية صحوة حقيقية تعيدنا إلى الفهم الصحيح للدين والعيش في فضاء الحنيفية السمحة.
قرأت عبر وسائل الإعلام خبر وفاة الموسيقار التونسي محمد الإدريسي وهو يقوم بأداء فريضة الحج، محرماً ملبياً لله في صعيد عرفات الطاهرة، وقلت في نفسي كم من المسلمين يتمنى أن تكون هذه نهايته، بعيداً عن كل المعطيات الظاهرة أمامنا، فلا نعلم ما بين المرء وربه من خبايا، فما أحسنها من خاتمة كتبت بإرادة إلهية لا تخضع لموازين البشر القاصرة.
وفي نفس الوقت نحمد الله أنه لم يجعل للبشر حظ ولا نصيب في وضع المقادير، فيكفيهم من الظلم والتجني على عباده في كيل التهم وتصنيفهم وفق تصوراتهم الظلامية، التي ليست من الشرع في شيء، فالكلام في أعراض الناس بغير علم جرم عظيم، والله عز وجل يقول: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾
والشارع الحكيم حذرنا من إصدار الأحكام بغير علم، فلا يخفى ما في التألي على الله من الجهل به تعالى، وبما اتصف به سبحانه من حلم، وسعة رحمة، ومغفرة، وما فيه من سوء الأدب مع الله تعالى، ولذلك فإن صاحبه معرض للإثم، وحبوط العمل -والعياذ بالله- ففي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك.
ونبينا الكريم له وقفات مضيئة تستهجن كل من تعدى على مسلم بدون وجه حق، فنجده يدافع حتى عن شارب الخمر عندما نعته أحد الصحابة بقوله اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فرد علية نبي الرحمةلا تلعنوه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله)
فالإسلام نهى عن سوء الظن بالناس الذي قد يتبعه تتبع عوراتهم أو التجسس عليهم وترصد الخطأ منهم ؛ فإنه قد أمرنا بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
فأين هم من يصدرون الأحكام في هذه الأيام من كل ذلك، ليدركوا أنهم في بوتقة حالكة الظلام وقد ضلوا وأضلوا من بعدهم، فكم من صاحب مظهر متدين قد اغتر به شبابنا فقادهم إلى غياهب السجون ومتاهات الإرهاب والتكفير، وكم حرمنا من نتاج وإبداع الكثير من رجالات الوطن الذين قضوا نحبهم ولم ندرك فضائلهم ومكانتهم الا بعد فوات الأوان، فقد كان التصنيف المقيت حائلاً بيننا وبينهم.
فكأن هذا الحدث أتى ليضع حداً للكثير من المغالطات التي أهلكت الحرث والنسل، وليكتب بداية صحوة حقيقية تعيدنا إلى الفهم الصحيح للدين والعيش في فضاء الحنيفية السمحة.