للعطاء حدود
صوت المدينة - فوزية الشيخي
قبل أيام حدثتني فتاة في منتصف العمر قائلة: كنت أرى بعض الأشخاص حولي وسعيدة جداً بقربهم أركض هنا وهنا مطبطبة على جراحهم، لا أستطيع وصف سعادتي بسبب تلك الابتسامة التي تعتلي وجوههم، أتعلمين؟ وقعت في مازق بسيط ليلاً فانتظرت حتى بزوغ الفجر لأتواصل معهم فينزاح عبء صدري لكن... أين هم!
بحثت عنهم فلم أرى سوى ظلهم رغم وجودهم!
ليسوا كما كانوا قبل، يتسابقون من سيمسك بيدي أولا، لا أخفي عنك أني عانيت نفسياً وجسدياً رغم أن موقفي لا يستدعي اختفائهم، كنت ألهث لتحقيق رغباتهم وإشعارهم بالأمان فيما عانوا منه، انفردت لوحدي أحادثها لماذا اختفوا كسرعة البرق وما السبب، وهل ارتكبت بحقهم خطأ؟ وبعد مدة من البحث اكتشفت أن قربهم كان اشباعا لاحتياجاتهم وليس احتوائي ورغبة بصداقتي ونفسي ياترى لم يهتموا لأجلها قط، وما سيترتب على نفاقهم من أثر، هنا علمت أني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، سلبتها بعض من حريتها واشباعها، وقيّدتها بسببهم لربما حرمتها جانب مهم لم اكتشفه لوقتي هذا وأتمنى أن يخيب ظني وألا أعرفه حتى لا يتحطم ما بقي من قلبي، كيف أسامح ذاتي كيف أبدأ من جديد كيف سأنسى كيف وكيف وكيف.
لم أنقل لكم هذه القصة لأحبطكم أو أشعركم بالضيق، ولكني نقلتها لكم حتى أبين لكم أن التخلص من السموم التي تدخل حياة البعض على هيئة بشر تسبب للبعض منا آلام جسدية، تسرق عافيتنا وصحتنا وهنا يجب أن نرتقي بحياتنا عن تطفلات البعض، وأن نعيش الحياة لذواتنا، أنا هنا لا أعمم سوء البشر ولكن أقول البعض منهم هم من يجب أن نعف حياتنا وأوقاتنا عنهم، ونجعل لنا وقفة صارمة مع كل من يستغل طيبة قلوبنا بسوء تعامله، فهناك فرق بين من يعطوننا جلّ اهتمامهم وما بين من يستغل كل لحظاتنا ليسرق منا كل الجميل الذي بداخلنا، ولكننا نكتشف حينها خداعهم للأسف في الوقت المتأخر بعدما يكونون قد أنهكوا أرواحنا ومشاعرنا الطيبة بخبثهم ودناءة معدنهم.
هناك مرحلة في حياتنا لابد أنها ستأتي أو لحظة، ستعرف فيها كيف تستغني عن الأشخاص أو الأشياء التي مهما كنا متعلقين بها ونحبها ومتصورين أننا لا نستطيع العيش بدونها، لأنه بعدها سوف تعرف أنك عشت عادي جداً، صحيح قد نكون تأزمنا وتضايقنا قليلاً، ولكننا بقينا أحياء وأكملنا حياتنا من غيرها، حينما تصل لهذه المرحلة وحتى لو كانت هذه الأشياء قد عادت لك، سوف تكون غير مهتم وغير مبالٍ بها ولن تشكل أي فارق معك، لأنك حينها قد عرفت أنت ماذا سوف تعمل ومن اين ستبتدئ. حياتنا مليئة بالقرارات المؤجلة وقرارات مصيرية أحياناً نهرب منها، لأنه ليس بمقدرتنا التعايش والاستغناء عنها للأسف، ولكن المؤكد أنه سيأتي الوقت الذي نستطيع أن نأخذ قرار ويكون قراراً صحيحاً، والأهم أن يكون في الوقت المناسب.
لذلك يجب أن نعيش بتوازن لا نعطي على حساب أنفسنا ولكن نعطي بالفعل من يستحقون عطاءنا بدون اجحاف أو حسره وندم، كونوا رحماء لذواتكم فليس كل البشر يستحقون اشباع فقرهم الذاتي كونوا مكتفين بأنفسكم.
قبل أيام حدثتني فتاة في منتصف العمر قائلة: كنت أرى بعض الأشخاص حولي وسعيدة جداً بقربهم أركض هنا وهنا مطبطبة على جراحهم، لا أستطيع وصف سعادتي بسبب تلك الابتسامة التي تعتلي وجوههم، أتعلمين؟ وقعت في مازق بسيط ليلاً فانتظرت حتى بزوغ الفجر لأتواصل معهم فينزاح عبء صدري لكن... أين هم!
بحثت عنهم فلم أرى سوى ظلهم رغم وجودهم!
ليسوا كما كانوا قبل، يتسابقون من سيمسك بيدي أولا، لا أخفي عنك أني عانيت نفسياً وجسدياً رغم أن موقفي لا يستدعي اختفائهم، كنت ألهث لتحقيق رغباتهم وإشعارهم بالأمان فيما عانوا منه، انفردت لوحدي أحادثها لماذا اختفوا كسرعة البرق وما السبب، وهل ارتكبت بحقهم خطأ؟ وبعد مدة من البحث اكتشفت أن قربهم كان اشباعا لاحتياجاتهم وليس احتوائي ورغبة بصداقتي ونفسي ياترى لم يهتموا لأجلها قط، وما سيترتب على نفاقهم من أثر، هنا علمت أني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، سلبتها بعض من حريتها واشباعها، وقيّدتها بسببهم لربما حرمتها جانب مهم لم اكتشفه لوقتي هذا وأتمنى أن يخيب ظني وألا أعرفه حتى لا يتحطم ما بقي من قلبي، كيف أسامح ذاتي كيف أبدأ من جديد كيف سأنسى كيف وكيف وكيف.
لم أنقل لكم هذه القصة لأحبطكم أو أشعركم بالضيق، ولكني نقلتها لكم حتى أبين لكم أن التخلص من السموم التي تدخل حياة البعض على هيئة بشر تسبب للبعض منا آلام جسدية، تسرق عافيتنا وصحتنا وهنا يجب أن نرتقي بحياتنا عن تطفلات البعض، وأن نعيش الحياة لذواتنا، أنا هنا لا أعمم سوء البشر ولكن أقول البعض منهم هم من يجب أن نعف حياتنا وأوقاتنا عنهم، ونجعل لنا وقفة صارمة مع كل من يستغل طيبة قلوبنا بسوء تعامله، فهناك فرق بين من يعطوننا جلّ اهتمامهم وما بين من يستغل كل لحظاتنا ليسرق منا كل الجميل الذي بداخلنا، ولكننا نكتشف حينها خداعهم للأسف في الوقت المتأخر بعدما يكونون قد أنهكوا أرواحنا ومشاعرنا الطيبة بخبثهم ودناءة معدنهم.
هناك مرحلة في حياتنا لابد أنها ستأتي أو لحظة، ستعرف فيها كيف تستغني عن الأشخاص أو الأشياء التي مهما كنا متعلقين بها ونحبها ومتصورين أننا لا نستطيع العيش بدونها، لأنه بعدها سوف تعرف أنك عشت عادي جداً، صحيح قد نكون تأزمنا وتضايقنا قليلاً، ولكننا بقينا أحياء وأكملنا حياتنا من غيرها، حينما تصل لهذه المرحلة وحتى لو كانت هذه الأشياء قد عادت لك، سوف تكون غير مهتم وغير مبالٍ بها ولن تشكل أي فارق معك، لأنك حينها قد عرفت أنت ماذا سوف تعمل ومن اين ستبتدئ. حياتنا مليئة بالقرارات المؤجلة وقرارات مصيرية أحياناً نهرب منها، لأنه ليس بمقدرتنا التعايش والاستغناء عنها للأسف، ولكن المؤكد أنه سيأتي الوقت الذي نستطيع أن نأخذ قرار ويكون قراراً صحيحاً، والأهم أن يكون في الوقت المناسب.
لذلك يجب أن نعيش بتوازن لا نعطي على حساب أنفسنا ولكن نعطي بالفعل من يستحقون عطاءنا بدون اجحاف أو حسره وندم، كونوا رحماء لذواتكم فليس كل البشر يستحقون اشباع فقرهم الذاتي كونوا مكتفين بأنفسكم.